لماذا ترتفع أسعار النفط في ظل الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا تناولت فيه تأثير الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة على أسعار النفط العالمية.
وشهدت الأسواق العالمية تقلبات كبيرة في أسعار النفط بعد اندلاع الحرب، وارتفعت الأسعار بشكل حاد لأسبوعين متتاليين منذ عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
واعتبر التقرير أن هذه الحرب أدت إلى حدوث هزات في أسواق النفط، وارتفاع في الأسعار إلى 94 دولارا للبرميل، كما عززت المخاوف بين تجار النفط والاقتصاديين من أن الأسواق قد تتجاوز مستوى 100 دولار للبرميل.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن كثيرين يشعرون بالقلق من أن تصاعد التوترات في المنطقة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير من خلال خنق طريق عبور رئيسي لشحنات النفط والغاز المنقولة بحرا من الشرق الأوسط إلى السوق العالمية، مما يهدد الجهود التي تبذلها البنوك المركزية لترويض التضخم المرتفع.
هل تأثرت إمدادات النفط والغاز؟أفادت الصحيفة بأن الارتفاع الأخير في أسعار النفط والغاز كان مدفوعا بالمخاوف من احتمال تعطل الصادرات من المنطقة الغنية بالطاقة، ولكن حتى الآن ظلت تدفقات النفط والغاز سالمة على الرغم من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل رغم عدم امتلاكها احتياطيات غاز كبيرة، لكنها أوقفت الإنتاج في حقل غاز تامار، وقد أدى ذلك إلى الحد من تدفقات الغاز إلى مصر المجاورة، التي تعيد تصديره بحرا، وغالبا إلى أوروبا.
وعلى الرغم من مستويات تخزين الغاز المرتفعة والقياسية في أوروبا هذا الشتاء؛ ارتفعت أسعار الغاز هذا الأسبوع بعد أن تركت ناقلة كانت تسعى لملء الغاز الطبيعي المسال في مصر فارغة وتحويلها إلى ميناء في الجزائر، مما أثار المخاوف بشأن إمدادات الغاز في أوروبا، بحسب ما تذكر الصحيفة البريطانية.
نقل التقرير عن روبرت ريان كبير الإستراتيجيين في شركة "بي سي إيه" للأبحاث، قوله إن هناك فرصة واحدة من كل 4 لاحتمال انخفاض إنتاج النفط الإيراني بمقدار مليون برميل يوميا نتيجة لعقوبات أميركية قد تفرض على طهران "باعتبارها داعمة لحماس"، وهو ما قد يصعد بأسعار الخام إلى 140 دولارا للبرميل العام المقبل.
وأضاف روبرت ريال أنه يمكن تخفيف تأثير هذه العقوبات إذا قامت السعودية بزيادة صادراتها للمساعدة في استقرار السوق.
من جهته، قال الخبير في سياسة الطاقة والجغرافيا السياسية نيل كويليام، "ليس هناك نقص في إمدادات النفط، بل يتعلق الأمر بإيصال الإمدادات إلى السوق. فالقلق الحقيقي، هو أمن مضيق هرمز".
الغارديان: ارتفاع أسعار النفط قد يعني هزيمة بايدن في الانتخابات المقبلة، في حين ستشكل لروسيا دعم خزينتها في ظل حربها على أوكرانيا
ويشر التقرير إلى أن مضيق هرمز يعد مسؤولا عن عبور أكثر من 20% من النفط المستهلك عالميا وثلث شحنات الغاز العالمية المنقولة بحرا، مما يجعله شريانا حيويا للطاقة للأسواق العالمية.
وقال كويليام: "من غير المرجح أن يُغلق المضيق، لكن الأنشطة العسكرية في المنطقة ستكون كافية لزيادة أسعار النفط نحو مستويات مرتفعة للغاية لفترة قصيرة على الأقل.."
وذكّر التقرير بأن السعودية هي أقوى لاعب في مجال الوقود في المنطقة، حيث تنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل من النفط يوميا، بينما تنتج إيران والإمارات أكثر من 3 ملايين برميل من النفط يوميا لكل منهما. وتنتج روسيا، الحليف الرئيسي لمنظمة أوبك، أكثر من 9 ملايين برميل من النفط يوميا.
وأفاد التقرير بأن ارتفاع أسعار النفط بشكل صاروخي من شأنه أن يجلب مكافآت اقتصادية كبيرة لهذه الدول، ولكن إلى حد معين فقط، وفقًا لكويليام.
وبمجرد أن تتحرك الأسعار بشكل ملحوظ فوق 100 دولار للبرميل، فإن ارتفاع تكلفة الطاقة يمكن أن يتسبب في تباطؤ النشاط الاقتصادي وانخفاض الطلب على النفط، وقد يوفر هذا حافزا للسعودية لزيادة إنتاجها لكبح جماح أسعار سوق النفط الجامحة، وفق التقرير.
وبحسب التقرير، فإن السعودية وروسيا كانت قد أكدتا قبل نحو شهر أنهما ستواصلان خفض 1.3 مليون برميل من النفط يوميا حتى نهاية العام لدعم أسعار الخام التي كانت آخذة في التراجع.
وقال التقرير إن ارتفاع أسعار النفط قد يعني الهزيمة للرئيس الأميركي جو بايدن في الانتخابات الأميركية العام المقبل، في حين ستشكل لروسيا دعم خزينتها في ظل حربها على أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: برمیل من النفط یومیا ارتفاع أسعار النفط النفط والغاز ملایین برمیل أکثر من
إقرأ أيضاً:
النفط يتكبد خسائر أسبوعية بسبب مخاوف إزاء الرسوم الجمركية
الاقتصاد نيوز - متابعة
ارتفعت أسعار النفط عند التسوية في جلسة الجمعة لكنها تكبدت خسائر أسبوعية، بسبب الضغوط الناجمة عن توقعات السوق بحدوث فائض في المعروض، فضلاً عن حالة الضبابية التي تكتنف مصير محادثات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 32 سنتاً إلى 66.87 دولار للبرميل عند التسوية، لتسجل خسارة أسبوعية بواقع 1.6%. وتقدم خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتاً إلى 63.02 دولار للبرميل، وسجل انخفاضاً أسبوعياً قدره 2.6%.
وأعفت الصين بعض الواردات الأميركية من رسومها الجمركية المرتفعة، في إشارة إلى أن الحرب التجارية بين البلدين ربما تهدأ، لكن بكين سارعت إلى نفي تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هناك مفاوضات جارية.
وقال أولي هانسن، المحلل لدى ساكسو بنك: "يرى المتعاملون الآن أن تحقيق المزيد من المكاسب (في أسعار النفط الخام) أمر غير مرجح في الأمد القريب بسبب استمرار الحرب التجارية بين كبار المستهلكين في العالم والتكهنات بأن تحالف أوبك+ ربما يسرع وتيرة زيادات الإنتاج اعتباراً من يونيو".
وهبطت أسعار النفط في وقت سابق من هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، بعد أن أثارت الرسوم الجمركية مخاوف المستثمرين حيال الطلب العالمي ووجود عمليات بيع في الأسواق المالية.
وذكرت "رويترز" قبل أيام أن عدة أعضاء في أوبك+ اقترحوا تسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني في يونيو/ حزيران.
وقد يسمح وقف الحرب الروسية في أوكرانيا بتدفق المزيد من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
وقال المساعد الرئاسي في الكرملين، يوري أوشاكوف، إن الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات اليوم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف جاء بناءً وضيق الخلافات المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام