أثير – مكتب أثير في دمشق

حاورت “أثير” الدكتور شادي أحمد الباحث الاقتصادي والمتخصص في الشأن الجيو اقتصادي، للحديث عن تداعيات طوفان الأقصى على الاحتلال الإسرائيلي من الناحية الاقتصادية.

قال أحمد بأن التداعيات الاقتصادية لطوفان الأقصى منذ اليوم الأول واضحة، وشكلت صدمةً كبيرة ،لأنه جاء مباغتاً وقوياً، فانخفض مباشرة سعر الشيكل 3% حيث وصل الى 3.

9 للدولار الواحد ، وهذا الأمر جعل البنك المركزي الإسرائيلي يضطر إلى ضخ حوالي 30 مليار شيكل في السوق للحفاظ على نوع من الاستقرار. ومع نهاية الأسبوع الأول بلغ الضخ بحدود 45 مليار شيكل للحد من تقلبات سعر الصرف، وفي اليوم الثاني انخفضت نسبة التداولات في بورصة تل أبيب 8% في سابقة لم يشهدها الكيان الإسرائيلي منذ حرب يوليو.

أما الخسارة الأكبر التي تعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي فكانت في مجالين، الأول هو مجال قطاع البنوك الذي كان الخاسر الأكبر حيث بلغت الخسائر تقريبا 9% في الأسبوع الأول والآن وصلت الى حدود 20% مع نهاية الأسبوع الثاني.

وأشار إلى أنه حتى لو انتهت الحرب اليوم فالخسائر ستبقى مستمرة والأمر لم يعد مرتبطا بنهاية الحرب بل هذا الأمر له أثر مديد.

واستطرد قائلاً :القطاع الآخر الذي انخفض بشكل كبير هو قطاع السياحة، التي أصبحت معدومة تماما بل وأصبح هناك مباشرة سفر معاكس ،حيث أجلت معظم الدول رعاياها الذين كانوا يقومون بالسياحة سواءً الترفيهية أو الدينية، ولأول مرة منذ سنوات يحدث هذا السفر المعاكس .

وأشار الدكتور شادي أحمد إلى أن نظام الدعوة للاحتياط في الكيان الإسرائيلي يعتبر من الناحية العسكرية هو أقوى وأسرع دعوات الاحتياط ولكنه الأكثر تكلفة في العالم ، الأمر الذي أدى الى تضخم و ضغوطات كبيرة بدأت تظهر ملامحها في الاقتصاد مع تراجع الشيكل .

وأضاف أن وكالة موديز للتصنيف الائتماني والتي تعتبر من أهم المؤسسات العالمية التي تعطي تقييم للاقتصاديات ،حذرت (على الرغم من تغلغل رأس المال اليهودي العالمي فيها) من أن مرونة مصدري الديون لإسرائيل ستكون على المحك وخطرة، وهذا أدى إلى انخفاض في تصنيف الكيان الإسرائيلي كمصدر جاذب وآمن للقروض.

وأضاف قائلاً: منذ نهاية الأسبوع الأول إلى الآن بدأت الشركات العالمية تغادر إسرائيل أو تطلب من موظفيها العمل من المنازل، كبنك مورغان تشيس الذي يعتبر أكبر بنك في العالم، قام بإغلاق الكثير من فروع العمليات في إسرائيل، وطلب من موظفيه العمل عن بعد ، ولا مانع من مغادرة إسرائيل إذا تطلب الأمر ذلك .

ونوّه الدكتور أحمد إلى أن خسائر القطاع البنكي فقط خلال هذين الأسبوعين بلغت 6.8 مليار دولار
وأشار إلى أن وجود بعض الإسعافات المادية التي تحاول الإدارة الأمريكية تقديمها لإسرائيل، حيث طلبت إدارة بايدن من الكونجرس الموافقة على صرف مبلغ 106 مليار دولار لدعم الكيان الإسرائيلي وأطراف أخرى لكن هذا الأمر يعتبر ليس كافياً بسبب تكاليف عمليات القصف العاليةجداً، فلدى إسرائيل حاجة لإنفاق ما بين 40 إلى 50 مليون دولار يومياً على الطلعات الجوية فقط ، وهذا دون الخوض في تكاليف العملية البرية المحتملة.

وأشار إلى أن توسع مسار الحرب سيؤثر على الإستثمارات النفطية والغازية التي تقوم فيها حكومة إسرائيل بالتعاون مع شركات غربية، عدا عن التهديد بأنه قد يتم استهداف المنصات النفطية والغازية البحرية ولا سيما في حقل كاريش وغيره، وهذا سيؤدي بالطبع إلى أضرار كبيرة وسيؤثر على قدرة المجتمع الإسرائيلي بأن يتمتع بآليات الصمود الإقتصادية وهذا الأمر شبه مستحيل فهو شعب لم يعتد على مستوى منخفض من المعيشة.

واستطرد قائلاً : مايزيد من الأعباء الاقتصادية هي ظاهرة نزوح الداخل للمستوطنين الهاربين من غلاف غزة، إضافة إلى ترحيل حوالي 30,000 مستوطن من شمال فلسطين المحتلة ، وعمليات النزوح هذه سيكون لها تداعيات وتكاليف إقتصادية بشكل كبير.

وختم الدكتور شادي قائلاً: طوفان الأقصى أدى إلى توقف المشاريع الكبرى مثل مشروع الطريق الهندي الذي يربط الهند بأوروبا ويمر بميناء حيفا، وسيحتاج إلى وقت طويل حتى يرى النور لأنه أصبح بحكم الميت أو المتوقف.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: أمر الإخلاء الإسرائيلي هو الأكبر في غزة منذ تشرين الأول

سرايا - قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الأمر الذي أصدرته إسرائيل للفلسطينيين بإخلاء مناطق في خان يونس ورفح هو الأكبر من نوعه في قطاع غزة منذ أن أمرت 1.1 مليون شخص بمغادرة شمال القطاع في تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن أمر الإخلاء الذي صدر الاثنين ينطبق على نحو ثلث قطاع غزة، وأظهرت تقديرات أولية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 250 ألف شخص يعيشون حاليا في هذه المنطقة.

وأضاف دوجاريك "إخلاء بهذا الحجم الهائل لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة أكبر في الاحتياجات الإنسانية".

ومضى يقول "أمام الناس خيار مستحيل، وهو الاضطرار إلى الانتقال، بعضهم على الأرجح ينتقل للمرة الثانية أو الثالثة، إلى مناطق ليس بها تقريبا أي أماكن أو خدمات، أو البقاء في مناطق يعلمون أنها ستشهد قتالا شديدا".

وتتوعد إسرائيل بـ"القضاء" على حركة حماس، ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 1195 شخصا، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية.

واحتجز عناصر الحركة خلال عمليتهم 251 محتجزا ما زال 116 منهم في غزة.

وردا على ذلك، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة؛ ما أدى إلى استشهاد نحو 38 ألف فلسطيني غالبيتهم نساء وأطفال فيما أصيب نحو 87 ألفا.


مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ272 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • بالأرقام.. خسائر مذهلة ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي
  • أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى
  • الأمم المتحدة: أمر الإخلاء الإسرائيلي هو الأكبر في غزة منذ تشرين الأول
  • تطورات اليوم الـ271 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • إعلام عبري: أكثر من 5 آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال من بعد طوفان الأقصى
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان إلى 37 ألفا و900 منذ طوفان الأقصى
  • وسائل إعلام إسرائيلية: إدارة بايدن تؤخر طلب تل أبيب شراء مروحيات أباتشي
  • تطورات اليوم الـ270 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل