بوابة الوفد:
2024-07-08@22:24:26 GMT

وهم القرن.. و«بامبرز» إسرائيل

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

كان الرد المصرى الرافض لفكرة التهجير القسرى لإخواننا الفلسطينيين حاسمًا لا يقبل المواربة، قاطعًا لا يقبل التشكيك، حازمًا لا يقبل المساومة، جاء الرد مؤكدًا أن التهجير خط أحمر، وأن التصعيد سيقابل بالتصعيد، ويجب على العالم ألا يقبل هذا المخطط تحت زعم الضغط الإنسانى، جاء الرد المصرى ليعلن للعالم أن هذا المخطط القديم تغير مسماه الحديث من «صفقة القرن» ليصبح «وهم القرن».

هذا الوهم فكرة قديمة تخرج من الأدراج الخبيثة من حين لآخر، لتحقيق حلم الصهيونية بأرض الميعاد، مخطط يتلون بأسماء القتلة وأرباب العصابات، فكرة تتحور كلما وجدت فرصة سانحة لتنفيذها وسط دعم أعور لا يرى دماء الأبرياء، دعم غاشم لا يشعر برجفة أطفال أصابهم الهلع من قذف الصواريخ والقنابل، دعم إجرامى يدافع عن مجرمين فى عمليات إبادة جماعية لنزع جذور صاحب الأرض من أرضه.

هذا الكيان المحتل وتلك العصابات التى تم زرعها فى فلسطين، تلك البقعة التى لا تربطهم بها صلة دم أو عرق، وقد أثبت ذلك العالم العبقرى الدكتور جمال حمدان فى دراسة بعنوان «اليهود أنثربولوجيًّا»، تتبع فيها حركة اليهود تاريخيًّا وإنسانيًّا، وكيف أصبحوا مجموعة لا تربطهم بالسامية رابطة، ولا تجمعهم بالعرب صلة، فهم ليسوا بأبناء عم، تلك السامية التى صدعوا بها أدمغة العالم، واتخذوها وسيلة لتجريم معاداة الصهيونية وأفعالها.

يقول الدكتور جمال حمدان فى خلاصة بحثه، إننا أصبحنا إزاء قوم غرباء بعد أن ذاب نسلهم فى دماء غريبة، ووصل الذوبان إلى حد الإحلال، فيهود اليوم إنما هم أقارب الأوروبيين والأمريكيين، بل هم فى الأعم بعض وجزء منهم وإن اختلف الدين، ومن هنا فإن اليهود فى أوروبا وأمريكا ليسوا كما يدعون غرباء أو أجانب.. أما أين يمكن أن يكون اليهود غرباء ودخلاء بلا جذور فذاك فى بيت العرب وحده، فى فلسطين، حيث لا يمكن لوجودهم إلا أن يكون استعمارًا واغتصابًا بالقهر والابتزاز، وانطلاقاً من هذا يسقط أى ادعاء سياسى للصهيونية فى أرض الميعاد.

تلك الصهيونية التى تجد دعمًا أمريكيًّا لا حدود له، يوجزها الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى كتابه «1999 نصر بلا حرب» تقديم المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة، الصادر عام 1988، حيث قال : «إن التزامنا ببقاء إسرائيل التزام عميق، إنه التزام لم يخل به أى رئيس فى الماضى أبدًا، وسيفى به كل رئيس فى المستقبل بإخلاص، إن أمريكا لن تسمح أبدًا لأعداء إسرائيل الذين أقسموا على النيل منها بتحقيق هدفهم فى تدميرها».

وبعد تلك السنين التى مرت على كلام «نيكسون»، جاء اليوم الذى نرى فيه أمريكا وكل من يدعم هذه الصهيونية المتوحشة يلعبون دور «بامبرز» لإسرائيل، طفلها المدلل الذى تمنحه السلاح ليقتلع الرضع من جذورهم، ثم يحجبون هذه الأفعال الإجرامية العفنة عن شعوبهم بقلب الحقائق وتبنى الأكاذيب، وهذه الشعوب إذا أرادت أن ترى وأن تشم رائحة الحقيقة عليها أن تنزع هذا «البامبرز» عن هذا الكيان المجرم.

نعود إلى «وهم القرن» ومخطط التهجير البائس لهذا الكيان الذى يرتعد من صراخ الأطفال، فى تقرير لجريدة «الجارديان البريطانية» نشرته جريدة الدستور الأردنية مارس 1988 تحت عنوان «هل من حل نهائى للقضية الفلسطينية»، استعرض التقرير تلك الأوهام القديمة، وذكر أنه بعد حرب 1967 بأسبوعين عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا سريًّا لمناقشة كيف يتم حل المسألة السكانية الناجمة عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، وأشارت إلى أن «مناحم بيجين» قد أوصى وقتها بهدم كل المخيمات ونقل اللاجئين إلى صحراء سيناء، ويقول التقرير إن الحكومة الإسرائيلية لم تتوصل إلى قرار حول إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، غير أن المشاعر العامة أيدت خطة الوزير «إيجال آلون» بنقل اللاجئين الفلسطينيين إلى صحراء سيناء وإقناع بقية الفلسطينيين بالهجرة إلى الخارج، ويؤكد التقرير أن تلك الفكرة ظلت حية، واتخذت أشكالاً مختلفة وبقيت مناقشتها سرًّا مكتومًا.

والسؤال الأهم فى هذا المقال لماذا سيناء تحديدًا؟، يجيب عن ذلك الدكتور عبد الوهاب المسيرى فى مقدمة كتاب «اليهود أنثروبوجيًّا» للدكتور جمال حمدان، فيقول: «يعبِّر جمال حمدان عن الموقف الجيوستراتيجى المصرى كله فى إيجاز، من خلال سلسلة من المعادلات الاستراتيجية على النحو التالى: من يسيطر على فلسطين.. يهدد خط دفاع سيناء الأول، من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط.. يتحكم فى سيناء، من يسيطر على سيناء.. يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير، من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير.. يهدد الوادى، وهذه بالضبط «نواة نظرية الأمن المصرى».. ويقول: «إن موقع مصر مهدد أبدًا وبانتظام بالإجهاض والشلل الجزئى ما بقيت إسرائيل، خاصة أنها تريد أن ترث دور القناة نهائيًا، بل تهدف إلى سرقة موقع مصر الجغرافى، ومن ثم يصبح المبدأ الاستراتيجى الأول فى نظرية الأمن المصرى هو مرة أخرى: دافع عن سيناء– تدافع عن القناة.. تدافع عن مصر جميعًا، ولا ضمان بالتالى إلا بذهاب العدو».

تلك هى الخلاصة، إنهم يريدون مصر وأمنها، حفظ الله مصر دائمًا وأبدًا.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرائيل الرد المصري التهجير القسري من یسیطر على جمال حمدان لا یقبل خط دفاع

إقرأ أيضاً:

عوداً على بدء .. حرب المصطلحات وإبادة غزة

يعمل الإعلام الصهيوني والإجرام والإبادة الجماعية لأهل غزة بشكل متناسق ومترابط من أجل طمس الحقائق وتسويق الأكاذيب وتسوية ما يجرى على أرض الواقع خدمة للصهيونية العالمية، والحلف الصليبي الجديد، ومن هذه المصطلحات المضللة حرب غزة، الحرب لا تكون الا بين فريقين وطرفين، وهنا نجد أن الجيش الإسرائيلي يدمر المستشفيات والمخيمات والمدارس والبيوت وغيرها من الأعيان المدنية التي لا شأن لها بالحرب، حتى المقاومة لا تستطيع المواجهة بل تعتمد على الكمائن وغيرها، وأقرب وصف المشهد هو ما قاله المفكر اليهودي- نعوم شموسكي أنها جرائم قتل للمدنيين والعزل من أطفال ونساء وغيرهم ممن ليس لهم دخل في المواجهة ولا يمكن وصفها بأنها حرب. ولذلك فإن سعي المحكمة الدولية لوصف فعل المقاومة بأنه جريمة هو وصف لا يتفق مع أبسط أبجديات القانون والقضاء، ويدل على التحيز والمحاباة للمجرمين الصهاينة، حتى وإن استطاعت أسر الجنود وجعلتهم رهن المقايضة وتحقيق مكاسب سياسية وواقعية، فكيف تساوي المحكمة بين جيش يمتلك أحدث وأفتك الأسلحة ويستخدمها ضد العزل والذين لا يجدون ما يدافعون به عن أنفسهم من قصف الطائرات والدبابات والقنابل حتى الملاجئ لا يجدونها، وأما بيوتهم فهي معرضة للتدمير، إما بالصواريخ أو القنابل أو بالتفجير بواسطة القوات الصهيونية.
أحد حاخاة اليهود- يستغرب من استجابة الله لدعاء المسلمين مع أنهم يتبعون دينا مزيفا، ويعترف بأن اليهود يعبدون نفس الإله الذي يعبده المسلمون -ولكن دينهم مزيف، والدين المزيف هو الذي يضعه الكهنة والحاخامات، أما الدين الذي لا يمكن لأحد أن يزيد فيه أو يغير هو الدين الحق، وهو ما يتفق عليه علماء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها- باستثناء تصريح- عبدالرحمن السديس- أن فريضة الحج هي لإمام المسلمين وإذا قال حجوا فله ذلك، فهنا تجاوز لا يقره عقل ولا شرع، ومثل ذلك ما أصدرته حكومة الإمارات بتوجهاتها الجديدة- أن صلاة الجمعة لا تتجاوز عشر دقائق سعيا لمساواة صلاة المسلمين بالنصارى واليهود والهندوس.
الصلاة والدعاء مشكله عند اليهود وعند خدّام اليهود، كما صرح بذلك الصحفي الإسرائيلي ايدى كوهين (نحكم الشرق الأوسط الكبير من المحيط إلى الخليج، وحكامكم الطواغيت وولاتكم عبيد وخدام أوباش، يقدمون الطاعة عن يد وهم صاغرون). ويتساءل أحد اليهود، كيف يتعامل مع الله- حاشا الله سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا- أن المسلمين يصلون لله جيدا فيمنحهم النجاح ليسرقوا- فمن سرق فلسطين من أهلها وشردهم في أصقاع الأرض- ولا يقف عند ذلك بل- أن العرب والمسلمين يصلون لله للنجاح، ولايذاء اليهود، وقد نجحوا لأن الله إجاب دعاءهم فهل يحق لليهود – أن يقفوا أمام الله ويدعوه بأن يقبل دعاء اليهود ويتجاهل دعاء المسلمين، وكأنه سباق تسلح بينهم وبين المسلمين، وهنا ينسى اليهودي- أن من أهم قواعد الإيمان- العمل، وحتى في الدعاء. فالله سبحانه لا يقبل الدعاء إذا كان فيه اعتداء- كأن يكون دعاء بإثم أو قطيعة رحم، وهو يقبل ويجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا- اذا كأن على حق ولمواجهة الظلم.
أما حاخام اليهود فمن خلال تأملاته فهو يرى أن الصلاة والدعاء لها تأثير-لديها قوة حتى عندما يقولها الأشرار، وعندما تكون الأسباب غير أخلاقية، أما عندما تكون صادقة وخالصة فهناك ما يسمى بالطاعة الروحية المظلمة، طاقة روحية لو كانت تنبع من الظلام، فلديها قوة فعلية) ولذلك فإن اليهود يعملون مع الخونة والعملاء من صهاينة العرب على تدمير مصادر القوة في تعاليم الدين الإسلامي من خلال إثارة الخلافات المذهبية والنعرات الطائفية اعتقادا منهم بأن مواجهة الإسلام لا تحسمها الجيوش العسكرية مهما امتلكت من أسلحة، ويعملون على تدمير المساجد ومحاربة كل جهد لتعليم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وإفراغ الإسلام من مضامينه وجعله طقوسا فارغة لا معنى لها.
المسلمون وفقا لوجهة نظر حاخام اليهود لديهم صفات وقوى روحية لأنهم من ذرية إبراهيم ولديهم الدعاء لتحصيل أشياء سيئة، ولديهم قوة معينة للدعاء على الآخرين بالشر، ولديهم الاحتشام، والملاحظ هنا أن الحرب التي يشنها العملاء لإرضاء اليهود شاملة تدور رحاها في المساجد، محاربة لرفع الآذان، ومنع حلقات التدريس وسجن العلماء، وإتاحة المجال لدعاة السلطة وعلماء السوء الذين زرعتهم المخابرات الغربية سواء لخدمة اليهود أو لخدمة الغرب عامة، ومحاربة للأخلاق والمبادئ والقيم بنشر الرذيلة وفتح المحلات لبيع المحرمات، من خمور وقمار ومراقص وكباريهات وتبني المناهج الغربية، ومحاربة الأسرة والمجتمع والعمل على إفساد المرأة من خلال إباحة الاختلاط والاحتشام في خطوات متسارعة تقودها المؤسسات الرسمية وبتوجيهات منها.
ومن المؤسف حقاً أن يقوم بهذا العمل أناس من أبناء المجتمع الإسلامي عامة، ويصل الأمر إلى ما كشفته اعترافات بعض العاملين لحساب أمريكا الذين تم القبض عليهم (من أن مهمتهم كانت تجنيد الشباب لخدمة مشاريع الغرب، وبعضهم كان يذهب في رحلات خارجية ليعودوا وقد غسلت أفكارهم واستبدلت بأفكار الشذوذ وغيرها) وأن ذلك كان يتم سرا في مؤسسات تعليمية مصرح لها.
قوة المسلمين في إيمانهم، في عقيدتهم، في وضوح علاقتهم مع ربهم وخالقهم التي لا تحتاج إلى كاهن أو قسيس أو راهب أو حاخام بل أنها علاقة مباشرة تخضع للذله لله والتسليم والانقياد، وهي في ذات الوقت استعلاء على الإجرام والطغيان والفساد والانحراف، قال تعالى «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا» يكفي أن يتوضأ المسلم إذا لم بذنب أو قصر في معصية ويتوجه إلى محراب الصلاة يدعو ويتضرع، ويندم ويقلع عن الذنب، وإذا علم الله صدق التوبة وإخلاصها فإنه يغفر ويعفو، لكن من طبائعهم أنهم لا يريدون أن يكون هناك إيمان بالله بل أنهم يريدون أن يجعلوا المسلمين كفارا كما هم عليه، قال الله « وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً» وهذا حال المنافقين. أما أهل الكتاب فقه قال تعالى « وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

مقالات مشابهة

  • بنكيران: إيران محور المقاومة وأنا لست ضد اليهود
  • عضو بـ«النواب»: حل مشكلات الأسمدة أبرز مطالب المزارعين من الحكومة
  • وثقنا عمليات اغتصاب وقتل وحشية.. ونتعقب «السجون السرية» الإسرائيلية
  • مدبولى أمام «النواب»: أجدد العهد لاستكمال مسيرة الوطن وتحقيق تطلعات المواطن
  • موقع: دولة عربية أجلت 100 يهودي يمني لمصر تمهيدا لنقلهم إلى فلسطين المحتلة
  • الصهاينة.. يأجوج هذا الزمان يأكلون الأخضر واليابس
  • العوامل الحاكمة للموقفين الإسرائيلي والأمريكي في "طوفان الأقصى"
  • في ذكرى «معركة البرث».. مصطفى بكري يوجه التحية لأرواح الأبطال الذين استشهدوا دفاعًا عن الوطن
  • عوداً على بدء .. حرب المصطلحات وإبادة غزة
  • السجن أصبح مقبرة..؟