بوابة الوفد:
2025-04-07@13:17:51 GMT

وهم القرن.. و«بامبرز» إسرائيل

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

كان الرد المصرى الرافض لفكرة التهجير القسرى لإخواننا الفلسطينيين حاسمًا لا يقبل المواربة، قاطعًا لا يقبل التشكيك، حازمًا لا يقبل المساومة، جاء الرد مؤكدًا أن التهجير خط أحمر، وأن التصعيد سيقابل بالتصعيد، ويجب على العالم ألا يقبل هذا المخطط تحت زعم الضغط الإنسانى، جاء الرد المصرى ليعلن للعالم أن هذا المخطط القديم تغير مسماه الحديث من «صفقة القرن» ليصبح «وهم القرن».

هذا الوهم فكرة قديمة تخرج من الأدراج الخبيثة من حين لآخر، لتحقيق حلم الصهيونية بأرض الميعاد، مخطط يتلون بأسماء القتلة وأرباب العصابات، فكرة تتحور كلما وجدت فرصة سانحة لتنفيذها وسط دعم أعور لا يرى دماء الأبرياء، دعم غاشم لا يشعر برجفة أطفال أصابهم الهلع من قذف الصواريخ والقنابل، دعم إجرامى يدافع عن مجرمين فى عمليات إبادة جماعية لنزع جذور صاحب الأرض من أرضه.

هذا الكيان المحتل وتلك العصابات التى تم زرعها فى فلسطين، تلك البقعة التى لا تربطهم بها صلة دم أو عرق، وقد أثبت ذلك العالم العبقرى الدكتور جمال حمدان فى دراسة بعنوان «اليهود أنثربولوجيًّا»، تتبع فيها حركة اليهود تاريخيًّا وإنسانيًّا، وكيف أصبحوا مجموعة لا تربطهم بالسامية رابطة، ولا تجمعهم بالعرب صلة، فهم ليسوا بأبناء عم، تلك السامية التى صدعوا بها أدمغة العالم، واتخذوها وسيلة لتجريم معاداة الصهيونية وأفعالها.

يقول الدكتور جمال حمدان فى خلاصة بحثه، إننا أصبحنا إزاء قوم غرباء بعد أن ذاب نسلهم فى دماء غريبة، ووصل الذوبان إلى حد الإحلال، فيهود اليوم إنما هم أقارب الأوروبيين والأمريكيين، بل هم فى الأعم بعض وجزء منهم وإن اختلف الدين، ومن هنا فإن اليهود فى أوروبا وأمريكا ليسوا كما يدعون غرباء أو أجانب.. أما أين يمكن أن يكون اليهود غرباء ودخلاء بلا جذور فذاك فى بيت العرب وحده، فى فلسطين، حيث لا يمكن لوجودهم إلا أن يكون استعمارًا واغتصابًا بالقهر والابتزاز، وانطلاقاً من هذا يسقط أى ادعاء سياسى للصهيونية فى أرض الميعاد.

تلك الصهيونية التى تجد دعمًا أمريكيًّا لا حدود له، يوجزها الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى كتابه «1999 نصر بلا حرب» تقديم المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة، الصادر عام 1988، حيث قال : «إن التزامنا ببقاء إسرائيل التزام عميق، إنه التزام لم يخل به أى رئيس فى الماضى أبدًا، وسيفى به كل رئيس فى المستقبل بإخلاص، إن أمريكا لن تسمح أبدًا لأعداء إسرائيل الذين أقسموا على النيل منها بتحقيق هدفهم فى تدميرها».

وبعد تلك السنين التى مرت على كلام «نيكسون»، جاء اليوم الذى نرى فيه أمريكا وكل من يدعم هذه الصهيونية المتوحشة يلعبون دور «بامبرز» لإسرائيل، طفلها المدلل الذى تمنحه السلاح ليقتلع الرضع من جذورهم، ثم يحجبون هذه الأفعال الإجرامية العفنة عن شعوبهم بقلب الحقائق وتبنى الأكاذيب، وهذه الشعوب إذا أرادت أن ترى وأن تشم رائحة الحقيقة عليها أن تنزع هذا «البامبرز» عن هذا الكيان المجرم.

نعود إلى «وهم القرن» ومخطط التهجير البائس لهذا الكيان الذى يرتعد من صراخ الأطفال، فى تقرير لجريدة «الجارديان البريطانية» نشرته جريدة الدستور الأردنية مارس 1988 تحت عنوان «هل من حل نهائى للقضية الفلسطينية»، استعرض التقرير تلك الأوهام القديمة، وذكر أنه بعد حرب 1967 بأسبوعين عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا سريًّا لمناقشة كيف يتم حل المسألة السكانية الناجمة عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، وأشارت إلى أن «مناحم بيجين» قد أوصى وقتها بهدم كل المخيمات ونقل اللاجئين إلى صحراء سيناء، ويقول التقرير إن الحكومة الإسرائيلية لم تتوصل إلى قرار حول إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، غير أن المشاعر العامة أيدت خطة الوزير «إيجال آلون» بنقل اللاجئين الفلسطينيين إلى صحراء سيناء وإقناع بقية الفلسطينيين بالهجرة إلى الخارج، ويؤكد التقرير أن تلك الفكرة ظلت حية، واتخذت أشكالاً مختلفة وبقيت مناقشتها سرًّا مكتومًا.

والسؤال الأهم فى هذا المقال لماذا سيناء تحديدًا؟، يجيب عن ذلك الدكتور عبد الوهاب المسيرى فى مقدمة كتاب «اليهود أنثروبوجيًّا» للدكتور جمال حمدان، فيقول: «يعبِّر جمال حمدان عن الموقف الجيوستراتيجى المصرى كله فى إيجاز، من خلال سلسلة من المعادلات الاستراتيجية على النحو التالى: من يسيطر على فلسطين.. يهدد خط دفاع سيناء الأول، من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط.. يتحكم فى سيناء، من يسيطر على سيناء.. يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير، من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير.. يهدد الوادى، وهذه بالضبط «نواة نظرية الأمن المصرى».. ويقول: «إن موقع مصر مهدد أبدًا وبانتظام بالإجهاض والشلل الجزئى ما بقيت إسرائيل، خاصة أنها تريد أن ترث دور القناة نهائيًا، بل تهدف إلى سرقة موقع مصر الجغرافى، ومن ثم يصبح المبدأ الاستراتيجى الأول فى نظرية الأمن المصرى هو مرة أخرى: دافع عن سيناء– تدافع عن القناة.. تدافع عن مصر جميعًا، ولا ضمان بالتالى إلا بذهاب العدو».

تلك هى الخلاصة، إنهم يريدون مصر وأمنها، حفظ الله مصر دائمًا وأبدًا.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرائيل الرد المصري التهجير القسري من یسیطر على جمال حمدان لا یقبل خط دفاع

إقرأ أيضاً:

مدير أوقاف أبين مهما تجبر اليهود فإن مصيرهم إلى زوال

شمسان بوست / فهد البرشاء:

تحدث خطيب مسجد السنة بمدينة العين الشيخ/ عبدالملك عبدالحليم طالب مدير مكتب الأوقاف بمحافظة أبين عن ماتتعرض له غزة وفلسطين من تدمير همجي ووحشي من قبل الصهاينة والصمت المريب من الأمة العربية والإسلامية حيال مايحدث من قتل وتدمير ونسف لكل مبادئ الإنسانية.

وأردف بالقول في انه مهما تجبر هؤلاء فلا محالة فالنصر للإسلام والمسلمين فسنة الله في الكون ان لايطول امد الباطل وان أكثر في الارض الفساد والتخريب..

وسرد مدير مكتب الأوقاف بالمحافظة الشيخ/ عبدالملك عبدالحليم طالب في خطبتي الجمعة الإنتصارات التي قادها الأبطال في الأزمنة الغابرة على الروم والفرس واليهود وأنه مهما تمادى هؤلاء في التنكيل بالشعب الفلسطيني فستكون نهايتهم حتمية وإلى زوال بإذن الله..

داعياً الأمة للدعاء لأهلنا في غزة وفلسطين فلعل دعوة صادقة ترفع ماحل بهم من بلاء وتخفف عنهم وطأة الأعداء..

مقالات مشابهة

  • بسبب عبارة أنا حضرت اليهود والأرمن هنا.. تفاعل على فيديو للسيسي وماكرون في مصر
  • د. هشام فريد يكتب: عيد تحرير سيناء .. وتجدد المخاطر والتحديات
  • رئيسا الصومال وأوغندا يؤكدان ضرورة الحفاظ على الاستقرار في "القرن الإفريقي"
  • نحم دفاع الزمالك على طاولة الأهلي.. وانقسام داخل النادي حول الصفقة
  • زيزو رايح فين؟.. تفاصيل مفاوضات الزمالك والأهلي لحسم صفقة القرن
  • مخاوف وانتقادات في سريلانكا من اتفاقية دفاع سرّية مع الهند
  • نائب: إدخال قرابين اليهود للمسجد الأقصى يمثل تصعيدًا خطيرًا للحرب الدينية
  • زيزو صفقة القرن الحائرة بين الأهلى والزمالك
  • مدير أوقاف أبين مهما تجبر اليهود فإن مصيرهم إلى زوال
  • بعد احتلال إسرائيل في رفح الفلسطينية.. أستاذ علوم سياسية يحلل المشهد الحالي في سيناء