بوابة الوفد:
2024-12-18@20:44:15 GMT

وهم القرن.. و«بامبرز» إسرائيل

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

كان الرد المصرى الرافض لفكرة التهجير القسرى لإخواننا الفلسطينيين حاسمًا لا يقبل المواربة، قاطعًا لا يقبل التشكيك، حازمًا لا يقبل المساومة، جاء الرد مؤكدًا أن التهجير خط أحمر، وأن التصعيد سيقابل بالتصعيد، ويجب على العالم ألا يقبل هذا المخطط تحت زعم الضغط الإنسانى، جاء الرد المصرى ليعلن للعالم أن هذا المخطط القديم تغير مسماه الحديث من «صفقة القرن» ليصبح «وهم القرن».

هذا الوهم فكرة قديمة تخرج من الأدراج الخبيثة من حين لآخر، لتحقيق حلم الصهيونية بأرض الميعاد، مخطط يتلون بأسماء القتلة وأرباب العصابات، فكرة تتحور كلما وجدت فرصة سانحة لتنفيذها وسط دعم أعور لا يرى دماء الأبرياء، دعم غاشم لا يشعر برجفة أطفال أصابهم الهلع من قذف الصواريخ والقنابل، دعم إجرامى يدافع عن مجرمين فى عمليات إبادة جماعية لنزع جذور صاحب الأرض من أرضه.

هذا الكيان المحتل وتلك العصابات التى تم زرعها فى فلسطين، تلك البقعة التى لا تربطهم بها صلة دم أو عرق، وقد أثبت ذلك العالم العبقرى الدكتور جمال حمدان فى دراسة بعنوان «اليهود أنثربولوجيًّا»، تتبع فيها حركة اليهود تاريخيًّا وإنسانيًّا، وكيف أصبحوا مجموعة لا تربطهم بالسامية رابطة، ولا تجمعهم بالعرب صلة، فهم ليسوا بأبناء عم، تلك السامية التى صدعوا بها أدمغة العالم، واتخذوها وسيلة لتجريم معاداة الصهيونية وأفعالها.

يقول الدكتور جمال حمدان فى خلاصة بحثه، إننا أصبحنا إزاء قوم غرباء بعد أن ذاب نسلهم فى دماء غريبة، ووصل الذوبان إلى حد الإحلال، فيهود اليوم إنما هم أقارب الأوروبيين والأمريكيين، بل هم فى الأعم بعض وجزء منهم وإن اختلف الدين، ومن هنا فإن اليهود فى أوروبا وأمريكا ليسوا كما يدعون غرباء أو أجانب.. أما أين يمكن أن يكون اليهود غرباء ودخلاء بلا جذور فذاك فى بيت العرب وحده، فى فلسطين، حيث لا يمكن لوجودهم إلا أن يكون استعمارًا واغتصابًا بالقهر والابتزاز، وانطلاقاً من هذا يسقط أى ادعاء سياسى للصهيونية فى أرض الميعاد.

تلك الصهيونية التى تجد دعمًا أمريكيًّا لا حدود له، يوجزها الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى كتابه «1999 نصر بلا حرب» تقديم المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة، الصادر عام 1988، حيث قال : «إن التزامنا ببقاء إسرائيل التزام عميق، إنه التزام لم يخل به أى رئيس فى الماضى أبدًا، وسيفى به كل رئيس فى المستقبل بإخلاص، إن أمريكا لن تسمح أبدًا لأعداء إسرائيل الذين أقسموا على النيل منها بتحقيق هدفهم فى تدميرها».

وبعد تلك السنين التى مرت على كلام «نيكسون»، جاء اليوم الذى نرى فيه أمريكا وكل من يدعم هذه الصهيونية المتوحشة يلعبون دور «بامبرز» لإسرائيل، طفلها المدلل الذى تمنحه السلاح ليقتلع الرضع من جذورهم، ثم يحجبون هذه الأفعال الإجرامية العفنة عن شعوبهم بقلب الحقائق وتبنى الأكاذيب، وهذه الشعوب إذا أرادت أن ترى وأن تشم رائحة الحقيقة عليها أن تنزع هذا «البامبرز» عن هذا الكيان المجرم.

نعود إلى «وهم القرن» ومخطط التهجير البائس لهذا الكيان الذى يرتعد من صراخ الأطفال، فى تقرير لجريدة «الجارديان البريطانية» نشرته جريدة الدستور الأردنية مارس 1988 تحت عنوان «هل من حل نهائى للقضية الفلسطينية»، استعرض التقرير تلك الأوهام القديمة، وذكر أنه بعد حرب 1967 بأسبوعين عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا سريًّا لمناقشة كيف يتم حل المسألة السكانية الناجمة عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، وأشارت إلى أن «مناحم بيجين» قد أوصى وقتها بهدم كل المخيمات ونقل اللاجئين إلى صحراء سيناء، ويقول التقرير إن الحكومة الإسرائيلية لم تتوصل إلى قرار حول إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، غير أن المشاعر العامة أيدت خطة الوزير «إيجال آلون» بنقل اللاجئين الفلسطينيين إلى صحراء سيناء وإقناع بقية الفلسطينيين بالهجرة إلى الخارج، ويؤكد التقرير أن تلك الفكرة ظلت حية، واتخذت أشكالاً مختلفة وبقيت مناقشتها سرًّا مكتومًا.

والسؤال الأهم فى هذا المقال لماذا سيناء تحديدًا؟، يجيب عن ذلك الدكتور عبد الوهاب المسيرى فى مقدمة كتاب «اليهود أنثروبوجيًّا» للدكتور جمال حمدان، فيقول: «يعبِّر جمال حمدان عن الموقف الجيوستراتيجى المصرى كله فى إيجاز، من خلال سلسلة من المعادلات الاستراتيجية على النحو التالى: من يسيطر على فلسطين.. يهدد خط دفاع سيناء الأول، من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط.. يتحكم فى سيناء، من يسيطر على سيناء.. يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير، من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير.. يهدد الوادى، وهذه بالضبط «نواة نظرية الأمن المصرى».. ويقول: «إن موقع مصر مهدد أبدًا وبانتظام بالإجهاض والشلل الجزئى ما بقيت إسرائيل، خاصة أنها تريد أن ترث دور القناة نهائيًا، بل تهدف إلى سرقة موقع مصر الجغرافى، ومن ثم يصبح المبدأ الاستراتيجى الأول فى نظرية الأمن المصرى هو مرة أخرى: دافع عن سيناء– تدافع عن القناة.. تدافع عن مصر جميعًا، ولا ضمان بالتالى إلا بذهاب العدو».

تلك هى الخلاصة، إنهم يريدون مصر وأمنها، حفظ الله مصر دائمًا وأبدًا.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرائيل الرد المصري التهجير القسري من یسیطر على جمال حمدان لا یقبل خط دفاع

إقرأ أيضاً:

تعديل لائحة الاتحاد السكندرى ضرورة

نادى الاتحاد السكندرى الملقب بسيد البلد نظرا لانتماء كل الإسكندرانية لهذا النادى العريق أصبح علما من اعلام الرياضة العربية. فإذا كان ناديا الزمالك والاهلى هما قطبى الكرة المصرية فإن الاتحاد السكندرى هو ملك كرة السلة المصرية والعربية بلا منازع بفضل جهود محمد مصلحى رئيس النادى ومعه مجلس الإدارة. وما حدث فى عهد محمد مصيلحى لم يحدث بالفعل سابقا بسبب الانجازات المتوالية فعلى سبيل المثال فاز فريق السلة الموسم الحالى ببطولات الدورى المصرى وكأس مصر وكأس السوبر المصرى وكأس السوبر المصرى البحرينى وبطولة البحرين الودية. وهى إنجازات على ارض الواقع إنفرد بها الاتحاد السكندرى وحده وبذلك أصبح سيد البلد هو الأوحد فى هذه اللعبة خاصة أن فريق السلة حصل على بطولة الدورى المصرى حوالى ١٦ مرة. وعلى صعيد الألعاب الاخرى حقق النادى العديد من البطولات فى الكرة الطائرة حيث حصل على المركز الثانى فى الدورى وحصل على بطولات عديدة فى الالعاب الفردية وكذلك بطولة الناشئين فى كرة القدم على مستوى الجمهورية تحت ١٤ سنة. والإعجاز الأكبر لسيد البلد هو قرب الانتهاء من المرحلة الثانية للنادى بفرع سموحة قريبا وهى المرحلة التى تشمل حمامات سباحة وملاعب كرة قدم وسلة وطائرة واسكواش واماكن مخصصة للعائلات واخرى للأطفال بالإضافة إلى مول تجارى كبير. مع العلم ان الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد افتتح المرحلة الاولى عبر الفيديو كونفرانس على مساحة خمسة افدنة ووعد الرئيس لمصيلحى إضافة ثمانية افدنة اخرى لتوسعة النادى وهو ما حدث بالفعل ولازلنا فى انتظار افتتاح المرحلة الثانية خلال الشهور القادمة. وبيت القصيد هنا أن خلال فترتى مصيلحى سواء المجلس الحالى أو السابق تمت انجازات وإعجازات لا تتم الا بمصيلحى فعلا وقولا وبما أن فترتى مصيلحى قد انتهت حسب اللائحة ولا يجوز له الترشح لفترة ثالثة فإن أعضاء النادى وأعضاء مجلس الإدارة خاصة محمد سلامة ومحمد خميس وإبراهيم شعبان مع حفظ الألقاب يطالبون بتغيير اللائحة مثل العديد من الأندية خاصة البند الذى يمنع ترشح رئيس النادى لفترة ثالثة. حتى يتسنى لرئيس النادى الترشح لفترة جديدة لإستكمال الانجازات وإنهاء فرع سموحة تماما وللإهتمام بفريق كرة القدم حتى يحصل على بطولة الدورى العام وهو انجاز ليس صعبا خاصة للمستوى الرائع الذى ظهر خلاله الإتحاد هذا الموسم. واذا تحدثنا بصراحة اكثر فإن الاتحاد السكندرى بدون مصيلحى سيتحول لمركز شباب لأن النادى يحتاج بجانب القدرات الفنية والمهارات الإدارية لرئيس النادى القدرة المالية لان الرجل احيانا يحل مشاكل النادى المادية من ماله الخاص وأحيانا اخرى من بعض أعضاء مجلس الإدارة ولكل هذه الأسباب ينوى عدد كبير من أعضاء الاتحاد السكندرى إجراء جمعية عمومية غير عادية قريبا لتعديل اللائحة لأنه أصبح مطلب سكندرى.

نقيب الصحفيين بالإسكندرية

 

مقالات مشابهة

  • أبوريدة والتحدى الصعب
  • الحرية المصرى: مصر تقدم نموذجا متميزا لتوفير حياة كريمة للاجئين
  • الأخضر وصل كام؟.. سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024
  • وسط مشاورات دولية مكثفة.. إسرائيل تقترب من صفقة جديدة مع حماس لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.. وزير دفاع الاحتلال: الاتفاق أقرب من أي وقت مضى
  • أنا صهيوني والحاخامات وأصدقائي اليهود كانوا دوما إلى جانبي.. بايدن يحتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض
  • وزير دفاع إسرائيل: سنفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس
  • سيناريوهات الخراب.. الجيوش العربية ضحية الفوضى.. إسرائيل تستغل سقوط النظام فى الإجهاز على القوات السورية.. الناتو يقضى على الجيش الليبى.. والغزو الأمريكى يحل الجيش العراقى
  • تعديل لائحة الاتحاد السكندرى ضرورة
  • وزير دفاع إسرائيل: نحن في أقرب وقت للتوصل إلى صفقة تبادل منذ الصفقة السابقة
  • وزير دفاع إسرائيل: هدفنا تجنيد 50% من الحريديم في الجيش