"منتدى التمويل الإسلامي" يسلط الضوء على نمو قطاع الصيرفة الإسلامية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
مسقط- الرؤية
استضافت جمعية المصارف العمانية بالتعاون مع البنك المركزي العُماني و"موديز لخدمات المستثمرين"، منتدى التمويل الإسلامي، بمشاركة 60 من ممثلي الجهات التنظيمية للقطاع المالي وكبار المسؤولين في البنوك الإسلامية والتقليدية، بالإضافة إلى جهات فاعلة أخرى في القطاعين المالي والمصرفي في سلطنة عمان.
وناقش المنتدى النمو الملحوظ الذي يشهده قطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي في سلطنة عمان بشكل خاص وعلى المستوى الإقليمي والعالمي بشكل عام، بالإضافة إلى مناقشة العوامل التي تساهم في هذا النمو، مثل الطلب المتزايد على الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وتطور المنتجات والدعم المستمر من الجهات التنظيمية، وكذلك استعراض أنواع الصكوك والتجارب الإقليمية والتحديات التي يواجهها القطاع المصرفي الإسلامي في إصدار الصكوك لزيادة رأس المال.
وفي بداية المنتدى، ألقى سعادة طاهر بن سالم بن عبدالله العمري الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العُماني، الكلمة الترحيبية، كما قدّم الكلمات الرئيسية للمنتدى كل من علي المعني عضو مجلس إدارة جمعية المصارف العمانية، ولنيتيش بوجناجاروالا نائب الرئيس الأول لمجموعة المؤسسات المالية في "موديز لخدمات المستثمرين".
وفي الجلسة الأولى، سلط نيتيش بوجناغاروالا الضوء على التطلعات حول المشهد العالمي للخدمات المصرفية الإسلامية وأسواق الصكوك، واتجاهات النمو في الخدمات المصرفية الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا ورابطة الدول المستقلة، متطرقا إلى التوقعات المشتركة لإجمالي احتياجات التمويل وإصدار الصكوك في مختلف المناطق.
وتناول المشاركون في الجلسة الحوارية محور النمو والنفاذ إلى السوق للقطاع المصرفي الإسلامي في سلطنة عمان والمنطقة، بمشاركة الدكتورة عبير اليعقوبية مكلفة بأعمال مدير دائرة الترخيص في البنك المركزي العماني، وفرانشيسكا باولينو محللة في "موديز لخدمات المستثمرين"، وخالد الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى، وشمزاني حسين مدير عام ميثاق للصيرفة الإسلامية.
واستعرض المتحدثون أداء البنوك الإسلامية إقليميًا مع التركيز بشكل خاص على سلطنة عمان، وأبرز التطلعات حول توحيد النظام المصرفي الإقليمي، مع التطرق لأبرز المقارنات بين البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية، والدوافع التي تعزز النمو وزيادة النفاذ إلى السوق لقطاع الخدمات المصرفية الإسلامية في سلطنة عمان.
وناقش محمد علي لوند مساعد نائب الرئيس ومحلل أول في مجموعة المؤسسات المالية في "موديز لخدمات المستثمرين" مسار نمو قطاع التكافل ومحركاته في سلطنة عمان، واتجاهات الربحية والتحديات المستقبلية لشركات التكافل في المستقبل.
وأدار مرتضى اللواتي مساعد المدير العام لبنك الإسكان العماني، الجلسة الأخيرة من المنتدى، بمشاركة نيتيش بوجناغاروالا من "موديز لخدمات المستثمرين"، وسالم المحاربي الرئيس المالي في بنك نزوى؛ وسعاد البلوشية مساعد المدير العام ورئيس المالية في بنك الإسكان العماني؛ ومحمد البلوشي مساعد المدير العام ورئيس الخزينة والاستثمار في البنك الأهلي.
وتطرق المشاركون في النقاش إلى أهمية إصدار الصكوك الإضافية من المستوى الأول والثاني بالنسبة للبنوك الإسلامية، ورؤية المؤسسات التي نفذت مثل هذه الإصدارات بنجاح، كما دارت المناقشات حول الاعتبارات الحاسمة في عملية تقسيم الصكوك.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الزيارات السلطانية والشراكات الاستراتيجية
يواصل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- زياراته الخارجية للدول الصديقة وقبلها الشقيقة منذ توليه الحكم في الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠، حيث إن الهدف الأسمى لتلك الزيارات، وهي زيارات دولة؛ تعزيز العلاقات في المجالات المختلفة والتباحث حول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة لتلك الزيارات السلطانية، والتي بدأت الأسبوع الماضي لجمهورية تركيا الصديقة، وحاليا زيارة دولة لمملكة بلجيكا. تمثل العلاقات العمانية التركية علاقات تاريخية تمتد لقرون بين سلاطين وحكام عمان وبين سلاطين وحكام تركيا خاصة خلال الحقبة العثمانية، ومن هنا فإن الإرث التاريخي حاضر في علاقات البلدين والشعبين الصديقين، وكان اللقاء الأخوي المثمر بين السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي في أنقرة بحضور مسؤولي البلدين الصديقين مميزا وتطرق إلى عدد من القضايا التي تهم المنطقة في ظل الظروف السياسية الراهنة والحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة، خاصة العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين وأيضا العدوان الإسرائيلي على لبنان علاوة على التوتر بين إيران والكيان الإسرائيلي. تركيا وسلطنة عمان لهما دور دبلوماسي ينطلق من إرثهما الحضاري والعسكري والثقافي، ومن هنا فإن قمة أنقرة بين الزعيمين كانت ناجحة بكل المقاييس، كما أن جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تم توقيعها خلال الزيارة السلطانية المثمرة خاصة إنشاء الصندوق الاستثماري المشترك والذي تقدّر أصوله بنصف مليار دولار. كما أن هناك تعاونا في المجال العلمي والطبي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفي المجال اللوجستي وفي قطاع السياحة وأيضا في مجال التعليم. ومن هنا فإن جلالته -حفظه الله- ومن خلال زياراته المتعددة للدول الشقيقة والصديقة خلال السنوات الخمس الأخيرة يهدف إلى تقوية أواصر العلاقات العمانية مع تلك الدول وأيضا فتح آفاق أرحب للتعاون الاقتصادي، وهو الملف الأبرز الذي يوليه جلالته جل اهتمامه نظرا لأهمية الاقتصاد لأي بلد يريد تحقيق آمال شعبه، حيث إن ازدهار الشعوب وتقدمها يحتاج إلى اقتصاد قوي ومستدام ماليا واستثمارات واستغلال الميزة النسبية التي تتمتع بها بلادنا على صعيد الموقع الاستراتيجي حيث وجود البحار المفتوحة وهناك مشاريع طموحة قادمة حتى على صعيد صناعة الفضاء وهو قطاع واعد ومهم على الصعيد العلمي والبحثي وهي صناعة استثمارية واعدة، وتستعد سلطنة عمان اليوم لإطلاق الصاروخ العلمي التجريبي «الدقم »١ من منطقة الدقم في إطار برنامج يستهدف ترسيخ صناعة الأقمار الصناعية والعلمية من خلال شراكة استراتيجية بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وإحدى الشركات الوطنية. إن هذا التطور في مجال صناعة الفضاء سوف يكون لها انعكاس داخلي وخارجي؛ حيث إن تأهيل المزيد من الكوادر الوطنية في مجال صناعة الفضاء هو أمر حيوي علاوة على أهمية وجود تخصص حول صناعة الفضاء خاصة في جامعة السلطان قابوس، ولعل الميزة النسبية لمنطقة الدقم تجعلها منطقة مثالية لإطلاق الصواريخ والأقمار الاصطناعية خاصة وأن العام ٢٠٢٥ الذي يترقبه العالم خلال أيام سوف يشهد إطلاق عدد من الصواريخ والأقمار الاصطناعية. على صعيد السمعة الدولية دخلت سلطنة عمان ضمن الدول التي تقدم خدمة إطلاق الأقمار الصناعية خاصة وأن هناك ميناء خاصا بالإطلاق سوف يتم بناؤه في منطقة الكحل في ولاية الدقم، ويعد هذا تطورا نوعيا ليس فقط على صعيد سلطنة عمان ولكن على الصعيدين العربي والدولي وهذا إنجاز عماني نفتخر به جميعا. إن التطور العلمي وممكنات الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا من أهم الخطوات التي يؤكد عليها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث إن الاقتصاد الذي يقوم على المعرفة هو اقتصاد مستدام ويوفر دخلا وطنيا يتعدى دخل الطاقة التقليدية من النفط والغاز، ولعل نموذج تايوان واضح حيث تصنيع شبه الموصلات التي غزت العالم. الزيارة السلطانية إلى مملكة بلجيكا وهي زيارة دولة أيضا تدخل في إطار العلاقات المميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين، وتعد بلجيكا هي عاصمة أوروبا حيث مقر الاتحاد الأوروبي وهو من أهم التكتلات الاقتصادية العالمية، وأيضا بروكسل هي عاصمة حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وترتبط سلطنة عمان ومملكة بلجيكا بعلاقات جيدة وهناك استثمارات مشتركة بين البلدين خاصة من خلال ميناء الدقم علاوة على أهمية الخبرة البلجيكية في المجال الطبي والتقني والعلمي، وعلى ضوء ذلك تأتي الزيارة السامية ولقاء جلالته -حفظه الله ورعاه- مع ملك البلجيكيين وكبار المسؤولين، ولعل موضوع الطاقة المتجددة وتنشيط الجوانب الاستثمارية والتجارية والربط بين موانئ سلطنة عمان ومملكة بلجيكا تعد من الجوانب الحيوية للتعاون المثمر بين البلدين، كما أن التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين متواصل، كما أن المشاورات حول قضايا المنطقة وضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة هي من الأمور الحيوية لاستقرار المنطقة وضرورة حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧. إن الزيارات السلطانية لعاهل البلاد -حفظه الله ورعاه- تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع دول العالم شرقا وغربا وأيضا خلق شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية، ولعل النتائج مبشرة من خلال المؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الوطني خلال السنوات الأخيرة من خلال التصنيف من قبل الوكالات الدولية وخفض الدَّين العام للدولة لأكثر من الثلث وتسجيل فائض في الميزانية العامة للدولة على مدى أربع سنوات متتالية، وهو إنجاز مالي مهم على صعيد استقرار الاقتصاد وتنفيذ البرامج الاجتماعية والتي كان من أهمها صندوق الحماية الاجتماعية الذي يستفيد منه عدد كبير من الأسر والأفراد من المجتمع. إن ملف الاقتصاد والوصول به إلى مستوى قوي ومتين هو الشغل الشاغل لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- علاوة على إيجاد الممكنات التي تجعل من بلادنا سلطنة عمان في المستقبل القريب واحة مميزة للاستثمار وتنشيط بقية القطاعات غير النفطية بشكل أكبر وفق الخطط الخمسية ووفق برامج رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠. حفظ الله عاهل البلاد في الحل والترحال ووفقه لما فيه الخير والنماء والازدهار لبلادنا سلطنة عمان والشعب العماني الكريم. |