ليس معنى انتهاء شهر ربيع الأول أن ينتهى الحديث عن السيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم. ولو أنصفنا لجعلنا سيرته موضع أحاديثنا طيلة العام، ليس فقط فى المقالات بل حتى فى المنتديات والبرامج المختلفة، فلا يوجد ما هو أحلى وأقيم وأبقى من الكلام عنه وعن سنته، التى يجب أن نضعها نبراسًا لحياتنا لو كنا نريد حقًا النجاح والفلاح فى الدنيا والآخرة.
كان الرسول يمشى مرة فى المدينة المنورة على قدميه الشريفتين فإذا به يقابل سيدنا أبو سفيان وكان يمتطى دابته، توقف أبو سفيان ووخز دابته بالطريقة التى دفعتها للنزول للأرض ودعا الرسول للركوب، حيث قام أبو سفيان بالتحرك قليلًا للأمام ليفسح لرسول الله مكانًا خلفه فلما ركب الرسول أعاد أبو سفيان وخز الدابة كى تتحرك فأبت أن تقوم من مكانها أو تتحرك ولو حتى شبرًا واحدًا فكرر المحاولة عدة مرات إلا أنها جميعًا باءت بالفشل الذريع، نظر أبو سفيان للرسول الكريم فإذا به يبتسم فسأله عن سبب تبسمه والذى كان من الواضح أن له علاقة برفض الدابة أن تتحرك فقال له الرسول: هى لن تتحرك لأنك قد وضعتنى خلفك، فانتبه الرجل لخطئه ثم ترجل من على ظهرها معتذرًا لرسول الله الذى تقدم للأمام وجلس أبو سفيان خلفه لتنطلق الدابة من فورها لتكمل طريقها بالركب، سبحان من قذف فى قلب هذه الناقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذى من المفروض أن يكون دائما فى المقدمة حتى تسير الأمور فى نصابها الصحيح، بينما كثير من المسلمين إلا من رحم ربى لا يدركون حتى الآن تلك الحقيقة فجعلوا سنته صلى الله عليه وسلم دائما خلفهم وليست أمامهم ثم نندهش كلنا ونتساءل لماذا تتعثر حياتنا ولماذا لا نتقدم خطوة للأمام.
لقد كشفت لنا سيرة الرسول الكريم كل ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم من لحظة استيقاظه من النوم وحتى يخلد إليه مرة أخرى لدرجة أننا عرفنا من السيرة حتى كيفية مداعبته ومزاحه مع زوجاته أمهات المؤمنين، كيف كان يأكل ويشرب وكيف يدخل الخلاء وكيف يخرج منه-كيف يرتدى ملابسه- كيف يتعامل مع الناس مع الجماد ومع الحيوانات، فيم كان يفكر وماذا كان همه فى حله وفى ترحاله وفى كل لحظة من لحظات حياته.
أتذكر أيام الدراسة عندما كنا ندرس نظرية جديدة فى الحساب مثلا كنا نجد فى الكتاب نموذجا محلولا لتلك النظرية، ومع فارق التشبيه فالرسول الله صلى الله عليه وسلم هو النموذج المحلول الذى أراد الله عز وجل لنا أن نتأسى به فى كل تفاصيل حياته، حيث لن ندخل الجنة إلا من خلفه مهتدين بسيرته ومقتدين بهديه، لقد أنهالت البركة على بيت حليمة السعدية التى احتضنت الرسول رضيعا يتيما فتحول كل شيء فى البيت من الفقر والعوز إلى الرخاء والنماء، حتى الضرع الذى جف فى البهائم من شدة الجوع عاد ليمتلئ من جديد ببركة الطفل وجود ذلك الرضيع، وإذا كنا نشكو الآن من الظروف الاقتصادية الصعبة فيستطيع كل منا أن يقضى على تلك الظروف بأن تجد لسنة رسول الله مكانًا فى حياتك، يجب أن نطبق سنته وننشغل بما كان يشغله، مولد النبى ليس ذكرى ماضية بل يجب ممارستها فى كل ثانية حتى نعيش دائمًا بخير وسلام.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طلة شهر ربيع ا السيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
يبدأ من ثلث الليل.. الوقت الصحيح لأذكار الصباح
أذكار الصباح.. أثبتت النصوص والأحاديث النبوية الشريفة أهمية المحافظة على ترديد أذكار الصباح وعدم التكاسل عنها، والذي يبدأ من ثلث الليل أو نصفه إلى الزوال، وأفضله بعد صلاةِ الصُّبح إلى طلوعِ الشمس.
وقت أذكار الصباح
كما يمكن أيضًا قراءةُ أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، ويكون للقارئ الأجر والثواب كامِلًا، إذ أنه مِن أفضل الأعمالِ التي يتقرب بها العبد إلى الله عزَّ وجلَّ، ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِن إِنفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ أَن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْناقَكُمْ»؟ قالوا: بلى، قال: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» أخرجه الترمذي في "سننه".
أذكار الصباح
روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عن أذكار الصباح: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة خطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» ، وكذلك عن فضل دعاء في الصباح أخرج الإمام مسلم والترمذي وأحمد عن مصعب بن سعد قال: حدثني أبي قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة». وفي رواية: تكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف سيئة.
وقال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم. الحديث رواه مسلم وغيره.
أذكار الصباح المستجابة والمستحبة
اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ النُّـشُور.
أَصْبَـحْـنا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ.
أذكار الصباح
سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ (مئة مرة أو أكثر).
سبحان الله العظيم وبحمده؛ مئة مرّة.
اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا.
اللهمَّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموتُ وإليك النُّشورُ.
رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نبيًّا.
حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(سبع مرات).
لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريك له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
أذكار الصباح
حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم.
بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم.
اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.
اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.
أَصْبَـحْـنا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ