ستدوِّن غزة الانتصار
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
وافي الجرادي **
ما يحدث في غزة من إبادة جماعية وغطرسة غير مسبوقة للكيان الصهيوني، وبدعم ورعاية وتمويل أمريكي وغربي ليس بالجديد على غزة خاصة وفلسطين عامة وعلينا كعرب ومسلمين؛ بل هو امتداد لمأساة وجروح يُكابدها شعب أعزل وعلى مدى عقود من الزمن راح ضحيتها مئات الآلاف من الفلسطينيين، وصُدِرت أراضٍ عدة، وهُجّرَ الملايين، واُنتهكت الكثير من الأعراض وفي ظل مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته التي لم ولن تعمل شيئا لأجل حقن الدم الفلسطيني ولجم العدوان الصهيوني وآلة قمعه.
هذه المرة أثبت الفلسطينيون أنهم أهل للشجاعة في مواجهة الكيان الصهيوني والذي جلب الأساطيل والعدة والعتاد من دول الغرب ظناً منه بمحو غزة من الوجود وتحقيق النصر، ورغم كل ما حشده فموازين المعركة غير مواتية لأن تخرج إسرائيل المحتلة منتصرة بل خاسرة، وسيخسر معها الحلفاء وسيجدون أنفسهم في مأزق من الصعب التنبؤ بتبعاته ونتائجه.
وحدها الإدانات هي معمول بها في عالمنا العربي والإسلامي رغم الوحشية المُفرطة والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، جرائم يَصعبُ على الذات العربية تحمُّلها أو التقليل منها، ما يثير الكثير من السخطِ والغضب في الأوساط الاجتماعية العامة مما يمارسه المحتل بحق الإنسانية وفي ظل دعم سخي وغير محدود من رُعاته (الولايات المتحدة- بريطانيا - ألمانيا - فرنسا) والذين ومنذ الوهلة الأولى للحرب سرعان ما وقفوا الى جانبه سياسياً وعسكريا وإعلاميا، وحتى اللحظة يقف هؤلاء حجر عثرة أمام أي محاولات لوقف آلة الحرب في مشهدٍ ينم عن كبرياء وغطرسة وتفنّن بمواصله لهيب الحرب رغم عواقبها ونتائجها الكارثية ليس على الفلسطينيين فحسب،بل على دول الإقليم والعالم أجمع.
المتابع لما يجري من قصف مُكثّف وعنيف للكيان على غزة وبكل ما فيها من دور العبادة والمشافي ومراكز الإيواء ليجدَ حقيقة أن مخطط الكيان لأن ينزح أهل غزة شيء معمول به وتعمل عليه وما تدمير أحياء بالكامل داخل القطاع إلا أسلوب مُمنّهج ومدروس غايته إجبار ساكني غزة على الهرب والنزوح لكي تتسهّل لهم عملية الاجتياح البري والذي تدعمه مواقف وأفكار تعيش حالة من عنفوان الكبرياء والغرور، وإن فعلوها وغرّتهم سخافتهم؛ فالغزّاويون على عتبة الانتظار، وسيخرجون من باطن الأرض لدفنهم؛ بل إن ركام المباني المُدمّره قد يتحوّل إلى حقول ألغام تبيد مٌدمّريها وتثأر منهم.
وحينها سيثأر الشارع الإسرائيلي من حكومته ولا غرو أن نرى المجتمع الإسرائيلي يضرب على حائط مؤسسات نتنياهو ويزلزل عروشها ويتحوّل الى مجتمع يقتل بعضه الآخر، وما مشاعر الغضب واتساع رقعة التظاهرات المٌطالبة بخروج الأسرى من قبضة حماس إلّا غليان غضب عن حالة لا يقبلها الشارع فكيف له أن يقبلَ أن يُقتل عشرات الألاف من ابناءه في غزة؟
بصمود وعزيمة المقاومين في غزة، وصلابة معركتهم ومشروعية قضيتهم يتوفر لدينا يقينٌ بأنهم أهلاً للنصر رغم فظاعة وبشاعة القصف والدمار الهائل للمدينة.
سينتصرون رغم كل المؤازرة والدعم اللامحدود لدول الغرب لإسرائيل، ورغم الخذلان والصمت العربي؛ فالنار الموقدة ليست بالأمر الآني لشعبٍ جيلا بعد جيل وهو حالكٌ بين جنباتها، واقعٌ على هكذا حال وهكذا امتحان وابتلاء.
سيدوّنون لكل الأمم والأجيال قصصاً من النصر والحرية والإقدام.. نصرَ الله غزة وأيّدَ أبناءها بالنصر.. إنه قريبٌ مُجيب الدعاء.
** كاتب يمني
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الركين
«الركين» مهنة غير موجودة إلا لدينا، هو ذلك الشخص الذى يُسيطر على مساحة من الشارع ويستغلها لركن السيارات مقابل «إتاوة» يحصل عليها من صاحب السيارة. وتختلف تلك «الإتاوة» من حى لآخر وحسب نوع السيارة. وهناك من يطلق على تلك المهنة «سايس سيارات» أو «منادى سيارات» أياً ما كان اسم هذه المهنة التى لا يخلو أى شارع فى مصر من واحد منهم، يقف أمامك عندما تَهم بالطلوع بالسيارة، وهناك من يأخذ هذه الإتاوة مقدماً، ويسأل السؤال المُعتاد «حضرتك قاعد أد إيه!» بعضهم يحمل علامات فى وجهه تدل على «شقاوته» يظهرون تلك العلامة لحضرتك حتى تدفع الذى يُطلب منك. وقد أصبحوا فى الآونة الأخيرة قوة فى الشارع ولا تعرف مَن وراءهم. يتعاملون مع الناس ببجاحة شديدة، حتى لو كان مين واقف، لتجد نفسك وحيداً ليس هناك من تلجأ إليه، وأصبح لبعضهم مساعدون يعملون معه، وتحولوا بعد السكوت على تلك الظاهرة إلى سرطان يحتل الشارع، ويركن السيارات صف أول وثانى ولهم تسعيرة ستمائة جنيه شهرياً، وعشرة جنيهات أو أكثر للزبون غير الدائم، فلو ركن عنده مائة سيارة يكون دخله الشهرى حوالى خمسة وسبعين ألف جنيه، وإذا تجرأت وسألت أحدهم عن نهر الفلوس هذا يقول لك هذه الفلوس «مش» لوحدى.. والله أنا ميال لتصديقه!
لم نقصد أحداً!