إسرائيل تعتبر المدنيين الفلسطينيين إرهابيين لرفضهم التهجير
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه ينظر بخطورة بالغة لإنذار الجيش الإسرائيلي سكان شمال وادي غزة بتصنيفهم ك"إرهابيين" في حال استمرار عدم استجابتهم لأمر إخلاء مناطق سكنهم بهدف تهجيرهم قسريا.
وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم الأحد، أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، أنه وثّق في الساعات الأخيرة إسقاط طائرات مسيرة إسرائيلية منشورات تهديدية تبلغ الفلسطينيين في محافظتي غزة وشمال القطاع بأنه سيتم تصنيفهم على أنهم "شركاء في منظمة إرهابية" إذا لم يتبعوا أوامره بالنزوح إلى وسط وجنوب القطاع.
وأشار المرصد إلى أنه بعد أن كان الجيش منذ أكثر من أسبوع ينذر هؤلاء السكان بإخلاء مناطق سكنهم "حرصا على سلامتهم" فإنه يهدد الآن في تطور صادم بأنه سيعتبرهم "شركاء في منظمة إرهابية" وبالتالي أهدافًا مشروعة للقصف الشامل بما يكرس سياسة الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة.
وجاء في المنشورات التهديدية الجديدة واطلع فريق الأورومتوسطي عليها (تحذير عاجل! إلى سكان غزة - إن وجودكم شمال وادي غزة يعرض حياتكم للخطر. أي شخص يختار عدم الإخلاء من شمال قطاع غزة إلى الجنوب من قطاع غزة قد يتم تحديده كشريك في منظمة إرهابية).
وتأتي هذه المنشورات التهديدية، وفق ذات المصدر، بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي ابتداء من 12 من الشهر الجاري نحو 1.1 مليون من سكان الجزء الشمالي من قطاع غزة بالانتقال إلى الجنوب، دون ضمان الأمان خلال النزوح أو السماح لهم بالعودة مستقبلا.
وتم رصد نزوح عشرات ألاف من السكان المنذرين إلى وسط وجنوب قطاع غزة، لكن المئات منهم قتلوا خلال رحلة الإخلاء، أو في قصف طال الأماكن التي نزحوا إليها، فيما بعضهم أجبر على العودة لمناطق سكنهم بعد فشلهم في العثور على ملجأ في ظل اكتظاظ شديد في مراكز الإيواء المحدود.
ويقدر عدد النازحين في قطاع غزة منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في السابع من تشرين أول/أكتوبر الجاري، كما ذكر المرصد، بأكثر من مليون شخص، نحو نصفهم في مدارس تابعة للأمم المتحدة من دون أدنى مقومات الاحتياجات الإنسانية الأساسية. وتعرضت بعض تلك المدارس للقصف في عدة مناسبات.
وقال الأورومتوسطي إن إسرائيل تصر على تنفيذ عمليات نقل قسري (ترانسفير) للمدنيين في قطاع غزة خارج نطاق القانون الدولي، والأخطر أنها تمنح نفسها الآن ترخيصا لاستهداف من يرفض أمر الإخلاء باعتبارهم "إرهابيين".
وأضاف أن المدنيين ـ ممن يرفضون الإخلاء لافتقادهم إلى ملجأ بديل، أو لأن من بينهم مسنون ومرضى عاجزون عن الحركة وأشخاص من ذوي الإعاقة، أو لأنهم لا يريدون ترك منازلهم والسماح لإسرائيل بتسوية كل ما لديهم بالأرض ـ لا يمكن اعتبارهم أهدافا مشروعة، وتجريدهم من الحماية الكاملة التي يتمتعون بها بموجب قوانين الحرب.
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي صرح أمس السبت، بأن تعريف ما يشكل "هدفا مشروعا" قد تغير الآن وأن المنازل الخاصة "يمكن اعتبارها هدفًا مشروعًا" بدعوى استهداف البنية التحتية المدنية التي "تستخدمها" الجماعات الفلسطينية المسلحة.
ونبه الأورومتوسطي إلى أن إنذار المدنيين باستهداف مناطق سكنهم في هجمات عشوائية في غياب ملجأ آمن بديل لهم لا يمكن اعتباره تحذيرا فعالا، بل إن سلطة الاحلال ملزمة بتوفير الحماية لهم حال لم يستطيعوا أو لا يرغبون بالإخلاء.
وشدد على أن قوانين الحرب تحظر تحت أي مبرر استهداف المدنيين عمدا وتعتبر تهجيرهم قسريا قد ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي.
ويأتي التحذير الإسرائيلي الأخير في الوقت الذي يقول فيه الجيش إنه يستعد لشن غزو بري على غزة، مع إبقاء إمدادات المياه والغذاء والوقود والكهرباء مقطوعة تمامًا عن القطاع المحاصر منذ 16 يوما على التوالي.
وأعاد الأورومتوسطي التذكير أن القواعد الأساسية للقوانين الحرب: لا يعتبر المدنيون والهياكل المدنية أهدافًا مشروعة أبدًا ويحظر العنف غير المتناسب والعشوائي، كما يحظر العقاب الجماعي والتعذيب والتشويه ويجب معاملة المعتقلين بطريقة إنسانية.
ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصابت 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين احتلال فلسطين غزة تهجير رفض سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رغم تقدم المفاوضات.. مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في غزة
قُتل 21 فلسطينياً، بينهم 12 في شمال قطاع غزة، في غارات جوية إسرائيلية، حسبما أفاد الدفاع المدني في غزة، الخميس، فيما تتزايد المؤشرات على إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع منذ ساعات الفجر الأولى.وأوضح أن الضربات أسفرت عن "دمار كبير في المناطق المستهدفة"، في ظل استمرار القصف المكثف.
من جهتها، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة بلغ 46 ألفاً وستة أشخاص، وسط أزمة إنسانية متفاقمة بفعل الحصار، والتصعيد العسكري المستمر منذ أكثر من عام. منذ بداية 2025.. اليونيسف: مقتل 74 طفلاً في غزة - موقع 24أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" مقتل ما لا يقل عن 74 طفلاً وسط العنف المتواصل في قطاع غزة، فقط خلال السبعة أيام الأولى من عام، حيث لقي أب وأطفاله الثلاثة، حتفهم فجر اليوم الخميس، في قصف شنته طائرات إسرائيلية حربية على مخيم النصيرات "1"، وسط قطاع غزة. وفي الوقت ذاته، قال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة إن الوسطاء الدوليين، بقيادة مصر وقطر، أحرزوا تقدماً في مباحثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن المحادثات تسير بتقدم، لكنه أضاف: "لم نصل بعد إلى اختراق كاف لإبرام اتفاق شامل".
وأشار إلى أن الوسطاء نجحوا في تضييق فجوات خلافية وحل بعض القضايا العالقة بين الطرفين، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.
مصر: لن ندخر جهداً للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة - موقع 24أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، اليوم الخميس، أن بلاده لن تدخر جهداً لمحاولة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.
وتكتسب الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد زخما متزايدا مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وكان ترامب قد صعد من لهجته، الثلاثاء، مهدداً بـ"فتح أبواب الجحيم" على المنطقة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل هذا الموعد.وتستمر الحرب في قطاع غزة منذ 15 شهراً، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعاً إنسانية صعبة، وسط دعوات دولية لوقف التصعيد وتجنيب المدنيين مزيداً من الخسائر.