قيل: إن أحد تلامذة ابن رشد أخذ فى البكاء عندما كانوا يحرقون كتب معلمه، فالتفت له المعلم ابن رشد وقال: إذا كنت تبكى حال المسلمين فاعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعاً، أما إذا كنت تبكى الكتب المحروقة فاعلم أن للأفكار أجنحة وهى تطير لأصحابها». فما أحوج العالم العربى إلى أفكار ابن رشد، فقد أصيب العقل العربى بنومة حسبناها غفوة لكنها استمرت قرونا طوالا، فمتى يُبعث العقل من غفوته.
إن المتأمل فى الخطاب الثقافى الحالى يجد أن دعاة العلمانية يكررون أقوال الروّاد التى مضى عليها ما يقرب من قرن وفى حاجة إلى تجدد، وصار الخطاب المضاد للعلمانية أكثر تقبلًا من جمهور عريض لم يستسغ المصطلح لشدة ما أصابه من ضربات قاتلة من دعاة تغييب العقل الذين وجدوا فى الأمية الأبجدية والثقافية ضالتهم فوظفوا هاتين الأميتيْن لمصلحتهم فرأينا منذ النصف الأول من القرن الماضى تطويع النصوص المقدسة فى تفسيرات تجافى حقيقة الأديان السماوية التى تدعو إلى التسامح والوسطية، فأفقدوا النص جوهر رسالته ووجدوا فى الشباب وقود أفكارهم فى ظل ضعف المؤسسات الثقافية والتعليمية وبُعدها عن أداء دورها المنتظَر، ومن هنا ظهر التطرّف والتشدد والتكفير. لقد صور البعض هيمنة أبوحامد الغزالى على الجموع العربية فى مقابل غيبة العقل الرشدى سببا للتغييب والغزالى براء مما يتقوّلون؛ حبذا لو جمعنا بينهما غذاء للروح والعقل؛ مرحبا بابن رشد فى ديار العرب ومرحى بعودة العقل المنتظر حتى يقول لنا: «إن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له» فمتى تحط أفكاره بأجنحتها فى عقول العرب؟
مختتم الكلام
قال ابن رشد: «لو سكتَ مَن لا يعرف لقل الخلاف».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البكاء الدواعش ابن رشد
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل زار حاصبيا وقرى حدودية جنوبية: نثق بالجيش كقوة للوطن
شدد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على "ضرورة التضامن الوطني الداخلي في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان وخاصة منطقة الجنوب في ظل استمرار التهديدات الاسرائيلية". كذلك، دعا أبي المنى إلى تأليف حكومة جديدة، لبناء الدولة الضامنة لحقوق جميع اللبنانيين، مشدداً على ضرورة "الوقوف صفاً واحداً إلى جانب الجيش والالتفاف حول قيادته العسكرية، لتنفيذ المهام العسكرية والأمنية الموكلة إليه، وبسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية وعلى الاخص في جنوب الليطاني".كلام الشيخ ابي المنى جاء خلال جولة قام بها على عدد من قرى قضاءي مرجعيون وحاصبيا، حيث اقيمت له سلسلة استقبالات شارك فيها مشايخ وآباء وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية واهلية، اضافة الى مجالس بلدية واختيارية واهالٍ، شارك في جانب منها الشيخان الجليلان ابو زين الدين حسن غنام وابو فايز امين مكارم وجمع كبير من المشايخ، ووكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في المنطقة سامر الكاخي، ورؤساء لجان ومقررون واعضاء في المجلس المذهبي.
وفي كلماته امام مستقبليه دعا الشيخ ابي المنى الى "الالتزام بالمهلة الزمنية المحددة لاتفاق وقف إطلاق النار، ووقف العدوانية التي تمارسها اسرائيل في القرى التي لم تنسحب منها بعد، بما يعد انتهاكا للقوانين والسيادة الوطنية، داعياً لجنة الإشراف على الاتفاق لممارسة دورها والعمل على لجم الخروقات الاسرائيلية".
وقال: "نثق بالجيش ونعول عليه ليبقى سياج الوطن وحاميا للاستقرار وضامنا للوحدة الوطنية، وساهرا على وحدة الشعب بكافة مكوناته، وندعو للانخراط في صفوفه وتقويته وتعزيز امكاناته وقدراته، اما مقاومة العدو، فيمكن ان تكون ايضاً مقاومة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية". اضاف: "دعوتنا لجميع المسؤولين والاحزاب، من اجل التنازل لمصلحة الوطن والدولة، وتجاوز العقبات التي لا تزال تعيق الاتفاق على اخراج الحكومة الى النور، والتي نعلّق عليها وعلى العهد امالا كبيرة، للنهوض بالوطن ووضعه على سكة الازدهار والاستقرار والامان وتحقيق ثقة الداخل والخارج به".
وحيّا شيخ العقل "الاهالي الصامدين والمتشبثين بهذه الارض الطيبة المعطاء، ومتوجها بالتعزية لذوي الشهداء، الذين سقطوا في ابل السقي والماري والفرديس وكل الجنوب، وبالدعاء للجرحى والمصابين بالشفاء والبقاء". يشار إلى أن جولة أبي المنى شملت حاصبيا، إبل السقي، الماري، الفرديس والبياضة.