بوابة الوفد:
2025-02-23@19:45:11 GMT

التطهير العرقى فى فلسطين

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

قال عضو الكنيست الإسرائيلى، عوفر كسيف، يوم الخميس الماضى إنه لا ينبغى لعمليات القتل المروعة التى ارتكبتها حركة حماس فى جنوب إسرائيل، أن تتحول إلى ذريعة للتطهير العرقى، وإن تدمير غزة لن يعيد الضحايا، بل سيمحو ذكراهم فى أنهار من دماء المدنيين الأبرياء.

وأضاف كسيف، أن الأشخاص الذين يمجدون المذبحة فى غزة ويطالبون بتدميرها، بما يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، يتم الترويج له من قبل نفس الحكومة التى أدى إخفاقاتها إلى القتل الفظيع فى جنوب إسرائيل.

وحذر عضو الكنيست من قيام المستوطنين الذين يحميهم الجيش الإسرائيلى بقتل الفلسطينيين فى الضفة الغربية، ومواصلة مصادرة الأراضى والتطهير العرقى دون توقف.

وأشار إلى أن أى ضرر يلحق بالمدنيين الأبرياء فى إسرائيل أو غزة أو الضفة الغربية يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

ويرى أن السلام هو الأمن واختيار الحياة قيمة عليا يجب أن تنشدها كل حكومة وكل صاحب ضمير.

ليس عوفر كسيف هو الإسرائيلى الوحيد الذى ما زال لديه بقايا من ضمير انسانى يرفض ويدين مجازر حكومته ضد أهل غزة العزل، بل ويفضح تلك الفظائع الصهيونية بانها عملية إبادة وتطهير عرقى منظم ضد الشعب الفلسطينى صاحب الأرض، ففى عام 2007 كتب المؤرخ اليهودى الدكتور إيلان بابيه مؤلفه الشهير «التطهير العرقى فى فلسطين» والذى صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية فى بيروت، وقام بترجمته الباحث والمترجم الفلسطينى الراحل أحمد خليفة.

والمؤرخ اليهودى «بابيه» ينسب إلى المؤرخين الجدد من اليهود، الذين جنحوا بشكل كبير إلى قراءة الصراع الإسرائيلى الفلسطينى بحيادية تاريخية، حيث يناقش الكتاب موضوع التطهير العرقى الذى خططت له ونفذته الحركة الصهيونية على أرض فلسطين كما يقوم بإيراد إثباتات من خلال وقائع الأرشيف الوطنى الإسرائيلى وإرشيف الجيش الإسرائيلى. بالإضافة لذلك يقوم بإجراء تحليلات معينة على وقائع وأحداث ذكرت فى يوميات أعضاء الحركة الصهيونية مثل «بن غوريون» بشكل يظهر التخطيط المسبق والتنفيذ لهذا التطهير.فخلال حرب فلسطين عام 1948، فر أو طُرد من منازله حوالى 720.000 فلسطينى عربى من بين 900.000 يعيشون فى الأراضى الفلسطينية التى أصبحت إسرائيل.

كما يؤكد المؤرخ اليهودى «بابيه» طوال صفحات الكتاب أن نقل الفلسطينيين قسرا إلى العالم العربى كان هدفاً لـلحركة الصهيونية وضرورة للشخصية المرغوبة للدولة اليهودية. ووفقاً لبابيه، فإن نزوح الفلسطينيين عام 1948 نتج عن تطهير عرقى مخطط لفلسطين نفذه قادة الحركة الصهيونية، وعلى رأسهم دافيد بن جوريون والعشرة أعضاء الآخرين فى «مجموعته الاستشارية» كما أشار بابيه.

يجادل الكتاب بأن التطهير العرقى قد تم تنفيذه من خلال عمليات الطرد الممنهج لحوالى 500 قرية عربية، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية التى نفذها بشكل رئيسى أفراد من الإرجون والهاجاناه ضد السكان المدنيين.

وكما تشبة الليلة البارحة فقد زعمت الدعاية الإسرائيلية حينها كما يوثق المؤرخ اليهودى «بابيه» أن العرب غادروا بمحض إرادتهم ريثما تدخل الجيوش العربية وتحرر البلاد. ودعاية أخرى زعمت أن الجموع اندفعت إلى الرحيل بسرعة بتأثير التحريض العربى، غير أن البروفيسور بابه يسجل أنه عندما صدر قرار الجامعة العربية فى نيسان 1948 بإرسال جيوش إلى فلسطين كان قد تم «تدمير مائتى قرية وطرد ربع مليون فلسطينى وإخلاء عدد من المدن».

ويكشف «بابيه» فى كتابه عن بشاعة الجرائم التى ارتكبت عام 1948 ضد الفلسطينين. فذكر المجرم الصهيونى «شموئيل لاهيس» الذى أعدم خمسة وثلاثين شخصاً؛ ثم أحيل إلى المحاكمة وأصبح لاحقاً المدير العام للوكالة اليهودية.

أخيرًا ينصح بابه الفلسطينيين والعرب «ألا يصدقوا صهيونياً يدعى العمل من أجل السلام أو يتضامن مع قضيتهم.. إما أن تكون صهيونياً أو تتهم إسرائيل بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. أما أن تجمع الاثنتين فستنهار عاجلاً وليس آجلاً»، فالقول «أنا صهيونى» تعنى الولاء المطلق لإطار ذهنى لا يستوعب نقاء الوجدان والتمسك بحس العدالة فيما يتعلق بالفلسطينيين.

ختاماً أدعوكم لقراءة كتاب المؤرخ اليهودى الدكتور إيلان بابيه «التطهير العرقى فى فلسطين».. ففى الكتاب أمل وعقيدة ان الفلسطينيين صامدون منذ أكثر من سبعين عامًا.. يحاربون بلا هوادة الكيان الطفيلى الصهيونى المذعور، وسينصرون بوعد الله الحق ولو بعد حين.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

«بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة

«دنيا بنت سمير ودلال».. عنوان الكتاب الصادر عن إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى الدورة 38 منذ نحو عامين، والتى جرى خلالها تكريم دنيا سمير غانم، وعلى صفحات هذا الكتاب أجرت «دنيا» حواراً مع الناقد طارق الشناوى، الذى لم يكتفِ بالإجابات التى حصل عليها من النجمة التى مكثت أمامه ساعات طويلة للحديث عن مشوارها الفنى، ولكن باعتباره ناقداً كتب رأيه بصراحة فى التجربة الفنية التى بدأتها «دنيا» وما زالت تعيش أصداءها.

الشناوى: استشعرت «الواسطة» مع إطلالتها الأولى فى «للعدالة وجوه كثيرة» لكنها أثبتت نظرية ابن الوز عوام

بدأ الناقد طارق الشناوى كلماته عن «دنيا»، متحدّثاً عن الانطباع الذى تشكل لديه حين رأى الفنانة الصاعدة حينها لأول مرة على الشاشات، قائلاً: «عندما قرأت اسمها لأول مرة فى عمل فنى -مطلع الألفية الثالثة- على بوستر مسلسل (للعدالة وجوه كثيرة) للمخرج الكبير محمد فاضل، وبطولة نجمى المفضل يحيى الفخرانى، مع الموهوبة دلال عبدالعزيز، استشعرت على الفور رائحة (الواسطة) تفوح بقوة فى نسيج هذا المسلسل، خاصة أن ترتيب اسمها كان يسبق عمالقة بحجم أمينة رزق ورجاء الجداوى وجمال إسماعيل، أخذت لاشعورياً موقفاً سلبياً تجاه هذه الفتاة التى لم تتجاوز 16 عاماً، وقُلت ربما نكتشف أنها لا تملك فقط سوى جمال الوجه، والانتماء لأب وأم كلنا نقدرهما، استمعت إلى صوتى الداخلى يردّد هذه واحدة من مظاهر (الكوسة)».

واستطرد قائلاً: «واصلت مع نفسى أنها سوف تُصبح مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة، النظرية المعتمدة فى مثل هذه الأمور ودائماً ما تثبت صحتها، وهى أن المفروض مرفوض، فهناك دائماً حاجز نفسى لا يمكن اختراقه، مثل القميص الواقى من الرصاص، فهو يضمن لك ألا تنفُذ رصاصة إلى جسدك، هذه المرة يصبح القميص واقياً من الإعجاب، ولن يستطيع أحد اختراق مشاعرك عنوة». وتطرق «الشناوى» إلى التحول فى قناعته عن أداء وموهبة «دنيا»، بعد أن أثبتت جدارتها فى أولى تجاربها: «إلا أننى بمجرد أن شاهدتها فى الحلقات الأولى على الشاشة، قلت تستحق هذه المرة أن نُطبّق عليها المثل الشهير الذى يقف على الشاطئ الآخر (ابن الوز عوام)، فما بالك عندما تكون متأصلة من الجانبين ابنة (وز ووزة)، سنجد أنفسنا بلا جدال أمام سبّاحة ماهرة، لديها كل هذا الحضور وكل تلك الفطرية، تؤدى -دون أى تكلف- دور ابنة يحيى ودلال، أدركت فوراً أن لدينا موهبة قادمة بقوة من الممكن أن نطلق عليها الحب من أول طلة، واكتشفت أيضاً أن لديها وميض ووهج النجومية، التى ليس من الممكن لأحد أن يكشف سرها، ولكنك تستشعرها بقلبك، فهى لا تمنح سرها إلا لحظة تفاعلها مع الجمهور، وكتبت بعد ذلك أن الأيام القادمة ستؤكد جدارتها بمكانة متميزة بعد جيل كل من منى زكى وحنان ترك، وكانت منى وحنان فى تلك السنوات هما عنوان جيل الألفية الثالثة». وعن أبرز سمات شخصية «دنيا» الفنية واتجاهاتها فى تقمّص الشخصيات، أوضح: «تظل دائماً (دنيا) بالنسبة لى مزيجاً من القلب والعقل، فهى لا تستسلم فقط للموجة الفنية السائدة، حتى لو حقّقت من خلالها نجاحاً جماهيرياً، وهكذا مثلاً ستجد سؤالاً يطرح نفسه بقوة فى مشوار دنيا، كنا نرى كمتابعين قدراً من الهارمونية والتفاعل الكيميائى الإيجابى مع أحمد مكى فى مسلسل «الكبير». وعن استمرارها فى تقديم شخصية «هدية» استمعت «دنيا» إلى صوت عقلها مرة أخرى، بأن الاستمرار فى أداء نفس الشخصية ليس لصالحها، وعليها أن تتوقف، وتبحث عن أنغام درامية أخرى، وهكذا لم تواصل تقديم دورها بعد الجزء الرابع رغم النجاح الاستثنائى». 

مقالات مشابهة

  • محافظ دمياط يتابع تطوير الأكشاك في شطا
  • محافظ دمياط يتفقد المشروع الخدمي للتغذية المدرسية
  • بعيو يدين إهانة راية الأمازيغ ويرفض وصفها بـ”التطهير العرقي”
  • الديهي: هذا ما أرادت حماس إيصاله بتنكيس السلاح الإسرائيلى
  • «بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
  • دنيا سمير غانم.. «شعلة إبداع»
  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: الاحتلال يحتجز جثامين آلاف الشهداء الفلسطينيين
  • الجبهةالشعبية لتحرير فلسطين تدعو الفلسطينيين للمشاركة الحاشدة غداً بتشييع السيد نصر الله
  • اختراق الإخوان للحركة الطلابية.. تاريخ من استغلال قضية فلسطين واللعب على المشاعر الدينية
  • الاحتلال الإسرائيلى يوافق على استبدال 7 أسرى فلسطينيين بآخرين بعد رفضهم الخروج من السجن إلى الإبعاد