جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-16@12:43:12 GMT

الحرية تُولد من رحم المقاومة

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

الحرية تُولد من رحم المقاومة

 

علي بن سالم كفيتان

لم تنل الشعوب حُريتها واستقلالها بالخنوع والذل والهوان، ولم يُؤخذ حق من مستعمر غاصب بالتفاوض الكاذب والمراوغة والعيش على بقايا ما يقذفه ذلك المستبد الظالم في حظائر الخانعين الذين يقتاتون على صرخات الأطفال ونحيب النساء، ودماء الشهداء الذين استنهضتهم الحمية والدين والمبدأ لبذل أرواحهم الطاهرة هدية لنيل الحرية وتحقيق العدالة.

خطر المنتفعين يوازي أو يفوق ما يفعله العدو في صفوف المجاهدين؛ فالخيانة هي الشوكة التي يغرسها المستعمر في جسد الثورة، وعندما تبحث عنها في جسدك لا تجد لها أثرًا سوى ألم عميق وجرح ينزف في الداخل؛ لذلك يبذل المستعمر كل ما يملك لتمكين هذه الفئة الغادرة، فلا تفاوض إلّا معهم، ولا انفراج للأزمات إلّا من خلالهم؛ ليقتنع الناس بأهميتهم التي يستمدونها من الطغاة. ومن المؤسف حقًا أن يصبح العرب- الذين اصطفاهم الله لحمل رسالته الخالدة- في هذا الموقف المخزي اليوم، شعوب تفورُ لنصرة شعب يُذبح بحماية غربية، وأنظمة تكبح كل صرخة من أجل الذهاب إلى أرض فلسطين المحتلة.

لقد سابقت أقوى دولة في العالم الزمن لتنقذ الابن المدلل- الكيان الغاصب المحتل- الذي غرسته بريطانيا يومًا ما، وترعاه بكل إخلاص أمريكا ومن خلفها الأمم الغربية جمعاء، فأرسلت حاملات الطائرات وجيّشت آلاف الجنود، وبعثت بأطنان الذخائر، وحجَّ الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته ودفاعه وقائد قاعدته الوسطى، كل ذلك لتمكين العصابات الصهيونية من التنكيل بشعب مجاهد ظلمه التاريخ وتجاهلته البشرية، بينما هناك من يتواطأ مع الصهاينة، والأمة باتت تحتضر تحت النار.. إنه شعور مخزٍ بات لا يُطاق في الشارع العربي، ولن ينسى التاريخ هذا المشهد مُطلقًا؛ ففي الوقت الذي أربك فيه بضع مجاهدين من كتائب عز الدين القسام العالم في السابع من أكتوبر، ترتعد فرائس الجنرالات وتخبو الرتب والنياشين وتسقط الشهادات العسكرية لرجال لم يخوضوا يومًا حرباً غير حروب الشوارع ضد شعوبهم.

عشرات الآلاف من الصهاينة المجلوبين من كل بقاع الدنيا، هربوا من عسقلان وأسديروت إلى مطار بن جوريون؛ ليعودوا من حيث أتوا؛ فالأمر لا يستحق كل هذه التضحيات.. ففي لحظة تبخرت كل الوعود التي قُدِّمت لهم بالحياة الآمنة المستقرة في فلسطين المحتلة، وبات الدم هو مهر الحرية الذي يتسابق إليه مجاهدو عز الدين القسام، ويهرب منه قطعان الصهاينة.

هنا.. الأرض عرفت من هو صاحبها، القادر على البقاء والتضحية؛ فصمد الرجال ودحروا الجيش الذي لا يُقهر- كما زعموا- والفكرة المسيطرة على عقول العرب منذ 75 عامًا؛ ليرسموا واقعًا جديدًا أربكَ ذلك النمر الورقي ومسانديه الغربيين، فلم تعد فلسطين بعد اليوم آمنةً للصهاينة بعد انهيار جيشها وفراره من المعركة، تاركًا هؤلاء فريسةً سهلة للمجاهدين. لقد تزعزع الكيان إلى الأبد، ونمت حقيقة جديدة لدى كل فلسطيني حر وعربي شجاع ومسلم مؤمن، تقول إن الصهاينة لا يُمكنهم الصمود في وجه الحق والحرية والجهاد؛ فهشاشتهم تكشَّفت للجميع في ذلك الصباح الذي التحم فيه الرجال معهم وساقوهم إلى الخنادق والأقبية وهم يصرخون طالبين الرحمة، مُتنكرين لدولتهم المزعومة وشعبهم المختار.

نحن شعوب لا نُتقن المظاهرات في الشوارع والساحات والصراخ "الموت لإسرائيل"، ولا نؤمن بأنها تحرر الأوطان، نحن أمة بصرية تختزن غضبها ليتراكم حتى ينفجر يومًا ما ويأخذ معه كل الغزاة والخونة والمنتفعين إلى الجحيم.. نحن أمة لا نعبد المال ولا نقدس الحياة الذليلة؛ بل تُلهمنا صيحات الجهاد، ويُسعدنا ارتقاء أرواحنا إلى الرفيق الأعلى، مضرجة بدماء الشهادة؛ لتسموا في الدرجات العُلى من الجنة.. هكذا قال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، لهذا لا نألم عندما نُقاتل الظالم، تاركين الدنيا خلف ظهورنا، مُقبلين على الجنة ونعيمها، وهذا ما يُخيف كل أمم الدنيا مِنَّا ويتحدون جميعهم ضدنا، وهذا ما يسطره اليوم المناضلون في فلسطين.

لقد انكشف زيف الحرية والعدالة والتعبير عن الرأي وحقوق الإنسان الذي تبنته الحضارة الغربية لقرن ونيف، وسقطت كل تلك الشعارات في اختبار غزة، ففي الوقت الذي تدعم فيه أمريكا وحلفاؤها الغربيون أوكرانيا لاستعادة أراضيها، نجدها تضع كل ثقلها مع المغتصبين الصهاينة لأرض فلسطين، ويقايضون لاسترجاع بضع من رعاياهم وقعوا أسرى في قبضة حماس، مقابل عودة الكهرباء والماء والوقود والغذاء لملايين البشر! ولم أجد تفسيرًا منطقيًا لذلك السلوك الانتهازي، إلّا خوفهم من عودة الهجرة العكسية لليهود إلى أوروبا وأمريكا وفشل توطينهم في فلسطين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سعر الذهب في فلسطين اليوم السبت 14 سبتمبر 2024

سجل سعر الذهب عيار 24 في فلسطين اليوم السبت 14 سبتمبر 2024، ارتفاعا طفيفا، ليصل إلى 306.34 شيكل، أي ما يعادل82.53 دولار أمريكي، بينما سجل سعره أمس 306.23 شيكل.

سعر الذهب في فلسطين

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص سعر الذهب في فلسطين، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

سعر الذهب سعر الذهب في فلسطين اليوم السبت 14 سبتمبر 2024 سعر الذهب عيار 24

عيار 24 يسجل نحو306.34 شيكل، بينما سجل سعره بالدولار 82.53.

سعر الذهب عيار 22

عيار 22 اليوم في فلسطين يبلغ نحو280.81 شيكل، بينما وصل سعره بالدولار إلى 75.65.

سعر الذهب عيار 21

عيار 21 يسجل نحو268.05 شيكل، بينما وصل سعره بالدولار إلى 72.21.

سعر الذهب سعر الذهب عيار 18

عيار 18يصل إلى229.76 شيكل، أي ما يعادل61.90دولار.

سعر الذهب عيار 14

سعر جرام الذهب عيار 14 يصل إلى178.70 شيكل، وسجل سعره بالدولار نحو 48.14.

سعر جرام الذهب عيار 12

سعر جرام الذهب عيار 12 اليوم في فلسطين سجل نحو 153.17 شيكل، بينما حقق سعره بالدولار نحو 41.26.

سعر أوقية الذهب

سعر أوقية الذهب اليوم في فلسطين وصلت إلى9.527 شيكل، بينما سجل سعرها بالدولار نحو 2.567.

سعر الذهب سعر الجنيه الذهب

سعر الجنيه الذهب اليوم، بلغ نحو2.144 شيكل، بينما حقق سعره بالدولار نحو577.71.

سعر كيلو الذهب

حقق سعر كيلو الذهب اليوم في فلسطين، نحو 306.336 شيكل، بينما وصل سعره بالدولار لـ82.527.

اقرأ أيضاًسعر الذهب في البحرين اليوم السبت 14 سبتمبر 2024

سعر الذهب في الأردن اليوم السبت 14 سبتمبر 2024

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الإثنين 16 سبتمبر 2024
  • السنوار سيوجه رسالة مباشرة إلى فلسطين والعالم قريبا
  • شبكة أمريكية تؤكد أن صاروخ اليمن الباليستي ألقى الرعب في قلوب الصهاينة
  • فصائل المقاومة تٌعقّب على الصاروخ اليمني الذي استهدف العمق الإسرائيلي
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024
  • «القسام» تستهدف اللواء الغربي لـ الاحتلال شمال فلسطين
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم السبت 14 سبتمبر 2024
  • في اليوم 344 .. المقاومة تقصف عسقلان برشقة صاروخية
  • جبهات المقاومة تعقد اجتماعا ثلاثيا حول مصير فلسطين في ظل طوفان الاقصى
  • لجان المقاومة: الفيديو الذي نشرته الجماعات اليهودية يهدف للسيطرة على المسجد الأقصى