هل تدرك معنى أن تعيش غير آمن ولامستقر فى بيتك ولا مطمئن على اولادك؟ وهل تدرك معنى أن تتعرض هي وأبناؤها وأسرتها للفزع والترويع وربما القتل؟.. تلك كلمات قصيرة ولكنها تحمل تفاصيل حياة من لحم ودم ومعاناة وانكسارا تعيشها المرأة "الأم " الفلسطينية.
مشهد فيديو يعتصر القلوب ألما وحزنا انتشر خلال الأيام القليلة الماضية تظهر فيه أم ملتاعة تبحث عن طفلها فى أحد المستشفيات وتقول: اسمه"يوسف عمره 7سنوات شعره كيرلي وأبيض وحلو"، أنين ألمها وصرخة حزنها هي وطفلها الثاني ووجوم الأب، هو مجرد مشهد من مئات المشاهد التى يتعرض لها الاشقاء فى غزة وسط موت للمشاعر والضمير الانساني، ولكنه عكس حال هؤلاء لعل أحدا يفيق ويرفع الظلم عن شعب يدفع ثمن تمسكه بأرضه.
ووفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية فإن 64% من الشهداء هم نساء وأطفال، حيث استشهدت 936 امرأة، واستشهد 853 طفلاً، من جراء قصف قوات الاحتلال لهم خلال الاحداث الأخيرة.
المرأة إذن تدفع ثمنا من روحها وأرواح أحبائها ولكنها لاتلين، الفلسطينية تربت منذ نعومة أظفارها على الايمان بقضيتها العادلة والدفاع عن البقاء فى وطنهم تحت وطأة قوات احتلال لا تتواني بين الحين والآخر عن قصف منازلهم وتشريدهم وتجويعهم بلا رحمة نكاية فى المقاومة، وبالتالي نشأت الفتاة الفلسطينية على فكرة الفقد، وعلى الرغم من كل آلام هذه الفكرة فإنها تعيشها بجسارة وثبات تحزن وتتألم ولكنها لاتتراجع.
تعيش المرأة الفلسطينية وهى تعلم أنها وأطفالها وزوجها مشروع شهيد، حتى وإن كانت لم تعش تلك اللحظات ولكنها تنتظرها طوال الوقت وتعيش تحت تهديدها ومستعدة فى كل الاوقات لذلك.
ووفقا لما أكدته رئيسة الإحصاء الفلسطيني فى المرأة العالمي مارس الماضي فقد بلغ عدد الإناث في فلسطين 2.70 مليون أنثى من مجموع السكان المقدر في منتصف عام 2023، وبنسبة بلغت حوالي%49.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين أكدت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تعمدت استهداف المرأة الفلسطينية واعتقالها منذ بداية الثورة الفلسطينية، حيث زج الاحتلال في سجونه بما يزيد على 16000 فلسطينية منذ عام 1948، فيما لا تزال تحتجز في سجونها 35 أسيرة بينهن 11 أما.
كل تلك الاحصاءات التى تؤكد أن المرأة فى فلسطين تبلغ نصف المجتمع، هى أرقام تعكس مواقف وأثمانا غالية تدفعها للدفاع عن قضيتها، سواء من حياتها أو حياة أبنائها وربما أطفالها، وكل ذلك حري بمنظمات تتشدق بالدفاع عن حقوق الانسان، أن تتخذ موقفا للذود عن هؤلاء الابرياء من النساء والاطفال، وأن يستنهض المجتمع الدولى الهمم فى اتخاذ موقف محايد ولو لمرة واحدة فى تاريخه ويعلن أن ما يحدث هو جرائم حرب تستدعي عقوبات رادعة.
كل التحية لصمود الشعب الفلسطيني وللمرأة خاصة ولـ"أم الشهيد".
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
الرئاسة الفلسطينية: واشنطن شريك رئيسي في مجازر إسرائيل
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تترجم الدعم الأمريكي العسكري والمالي والسياسي المتواصل على شكل مجازر إبادة جماعية، يذهب ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء، كما حدث اليوم الأحد، في بيت لاهيا، وغيرها من مدن قطاع غزة، إضافة إلى مواصلة الاعتداءات على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وإرهاب المستعمرين".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن أبو ردينة قوله :"نحمل الإدارة الأمربكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا العدوان الدموي، جراء اعطائها سلطات الاحتلال الإسرائيلي الغطاء السياسي للإفلات من العقاب، وتحدي قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتطبيق فتوى محكمة لاهاي، بوقف العدوان وانهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وطالب الإدارة الأمريكية بـ "إجبار سلطات الاحتلال على وقف عدوانها، وجرائم الإبادة الجماعية التي تنفذها ضد الشعب الفلسطيني، والخضوع لقرارات الشرعية الدولية وأبرزها القرار 2735 الداعي لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وإدخال المساعدات لقطاع غزة بشكل كامل، وإلا فإن دوامة العنف وعدم الاستقرار ستزداد، ما يهدد بحرق المنطقة بأكملها، ولن ينعم أحد بالأمن والاستقرار".
قصف مدفعي على مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة#جباليا_تباد#بيت_لاهيا_تباد#مجزرة_بيت_لاهيا#شمال_غزة_يُبااد#غزة_تذبح_بصمت#بيت_حانون_تباد pic.twitter.com/sCbiiHQEue
— hamla kaddour (@HamlaKaddour) November 17, 2024وقتل 65 فلسطينياً، اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف منازل مأهولة بالسكان في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفق مصادر فلسطينية .