التقدم والاشتراكية يحتفي بذكرى ميلاده الثمانين
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
احتفى حزبُ التقدم والاشتراكية، اليوم الأحد بالرباط، بذكرى ميلاده الثمانين مُفعماً بمشاعر الاعتزاز بتاريخه.
اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، أصدرت تصريحا بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب، تحت شعار ” ثمانون سنة من النضال من أجل غد أفضل”، جاء فيه إنه “بدلالةِ ورمزيةِ هذا الاحتفاء، نحيا لحظةً مشحونةً بعاطفة العِرفان، ونقفُ إجلالاً وإكباراً أمامَ ملاحم العطاء والوفاء التي صنعها رجالُ ونساءُ حزبنا على امتداد ثمانية عقود، مناضلاتٌ ومناضلون وقادةٌ تاريخيون ورموزٌ وروادٌ أفذاذ، يُجسِّدون قدوة في الوطنية، ونموذجاً في التقدمية، ومدرسةً للمبادئ السامية، ومرجعاً في الأخلاق العالية”.
وأفادت اللجنة المركزية، أن حزب التقدم والاشتراكية ولد في رحِمِ التربة الوطنية الأصيلة، وفي كنف الهوية المغربية الثرية، ونهل من الإشراقات الاشتراكية العالمية، ليظل صامداً في وجه الرياح العاتية وكل المحن الماضية والصعاب الحالية، وتَكَيَّفَ مع كل التحولات والمتغيرات الجارية، رائداً في حمل مشعل الاشتراكية المغربية، مُجَسِّداً، في كل واجهات النضال والتضحية، عطاءً سخياّ وقوة نوعية. وواصلً بثباتٍ ووفاء، مسيرَهُ النضاليَّ، كقوةٍ اقتراحية مُجدِّدة ومسؤولة، هاجسُها الوطن والشعب.
وأضاف التصريح “هكذا، اكتسب حزبُ التقدم والاشتراكية مصداقيةً عالية، لأنه اختارَ أن يُمارس السياسة بنُبلٍ وشجاعةٍ ومسؤولية، وبصدقٍ والتزامٍ واستقلالية. فَظَلَّ في لحظاتِ الشدة والمنع والشرعية، كما في أوقاتِ الانفراج والعلنية، ومن موقع المعارضة الوطنية، كما من موقع المساهمة الحكومية، صارماً في تحليل الواقع، عقلانياًّ في السعي نحو تغييره”.
وتابعت اللجنة أن الحزب الاشتراكيُّ التقدميّ، آمَنَ طوال مسيرته، بالتطور ونسبية الأفكار، فنشد تَجميعَ جهودِ الحركة الوطنية الديموقراطية، وتوحيدَ صفوفِ القوى اليسارية. ودافع، في عهد الاستعمار الغاشم كما بعد الاستقلال، على جدلية التحرر الوطني والتقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وبناء الديموقراطية.
وأشارت اللجنة إلى أن التقدم والاشتراكية، وَضع نفسه، منذ ثمانين سنة، ولا يزال، رهن إشارة الوطن والشعب، حاملاً لمشروعٍ تقدميّ وبديلٍ ديموقراطي، ومُحَدِّداً لكل مرحلةٍ مهامها، لأجل فتح الآفاق والإسهام في بناءِ مغربٍ أفضل يتسع لجميع بناته وأبنائه، في كَنَفِ الديموقراطية والمساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وشددت على أن “حزبُ التقدم والاشتراكية، سيظل، منصهراً مع آمال وآلام الشعب، مدافعاً دوماً عن انعتاق المواطن وتحرره، وعن سعادته وكرامته، وعن حقوقه، تعليماً وصحةً وتشغيلاً وتأهيلاً وحريةً، وحاملاً لقيم المساواة بين النساء والرجال، ونابذا لكل مظاهر الفقر والظلم والتخلف والإقصاء والجهل، ومنتصراً للازدهار والعدالة والتقدم والتنوير”.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: التقدم والاشتراکیة
إقرأ أيضاً:
ذكرى 19 ديسمبر: عهد يتجدد مع الحرية والسلام والعدالة.
فتحي محمد عبده
في مثل هذا اليوم من عام 2018، شهدت مدينة عطبرة شرارة ثورة ديسمبر المجيدة، وأشعلت جذوة النضال في قلوب الملايين من السودانيات والسودانيين. عطبرة، مدينة العمال والنضال، كانت كعادتها في طليعة الحراك الثوري، حيث أضرمت نار الغضب في وكر الكيزان ودار حزبهم (المحلول)، معلنة بداية نهاية عهد الظلم والاستبداد. هذه اللحظة التاريخية، التي انطلقت من شوارع عطبرة، كانت بمثابة سقوط سجن الباستيل في الثورة الفرنسية، حيث أضاءت طريق الحرية لشعب عانى طويلًا من القمع والقهر.
ثورة ديسمبر لم تكن مجرد احتجاجات عابرة وفعل أدى إلى سقوط دكتاتورية وإقامة نظام حكم بديل فقط؛ بل كانت انتفاضة أمة بأكملها، اجتمعت على هدف واحد: استرداد الوطن من قبضة الإسلاميين الطغاة. خرج الرجال والنساء، الكبار والصغار، في المدن والقرى والفرقان، حاملين آمالهم وأحلامهم في وطن تسوده الحرية والسلام والعدالة. كانت هتافاتهم تملأ الشوارع، وأصواتهم تتحدى الرصاص والهراوات، مؤكدين أن إرادة الشعوب لا تُقهر.
ونحن نستذكر تلك اللحظات البطولية، نؤكد أن ثورة ديسمبر لم تنتهِ، بل هي مستمرة في كل فعل مقاوم، وفي كل صوت يطالب بالحرية والسلام والكرامة. إنها رواية كتبها جيل رفض الخنوع لعسكر الدكتاتوريات، وأصرّ على بناء مستقبل يليق بتضحيات شهدائه.
لكننا نعيش الآن فصلًا صعبًا من هذه الرواية، حيث تواجه بلادنا حربًا إجرامية تسعى لطمس أحلام شعبنا. الآلاف فقدوا أرواحهم، والملايين شُرّدوا من ديارهم، والجرائم البشعة تُرتكب بحق الأبرياء. ورغم ذلك، فإن روح الثورة لا تزال حية، تلهمنا بالمضي قدمًا، وتُشعل فينا الأمل بأن الغد سيكون أفضل.
إن هذه الذكرى ليست فقط فرصة للاحتفال، بل هي لحظة لتجديد العهد مع الوطن. فلنعمل جميعًا على إكمال مسيرة الثورة، بالوحدة والإصرار على تحقيق أهدافها. لا تراجع عن الحرية، ولا مساومة على العدالة، ولا بديل عن السلام الحقيقي الذي يُعيد الكرامة والحقوق لشعبنا..
في ذكرى 19 ديسمبر، لنتذكر تضحيات رفاقنا الشهداء والجرحى لنستعيد ذاكرة تلك الملاحم البطولية، ولنردد هتافاتنا التي لن تسكت حتى يتحقق حلم النصر الكامل للثورة ومقاصدها. فلنستلهم من عطبرة، ومن كل مدينة وفريق وقرية ناضلت، قوة الصمود والعزيمة، ولنواصل السير على درب الشهداء، حتى نرى السودان الذي نحلم به.
عاش السودان، ونضال شعبه الأبي.
المجد والخلود والانحناء لشهداء الثورة، والخزي والعار للطغاة، والنصر حليف شعبنا لا محالة.
الوسومفتحي محمد عبده