ما هي آفاق حزمة مساعدات بايدن لإسرائيل وأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
عندما تصاب واشنطن بالشلل بسبب الحكومة المنقسمة، تصبح الأزمات بمثابة مفتاح، إذ يتم سن التسويات فقط عندما تهدد بعض آليات التأثير مثل "إغلاق الحكومة، والتخلف عن سداد الديون الفيدرالية، وكارثة طبيعية، وحرب"، بالإغلاق المفاجئ، وهنا يأتي دور الرئيس الأمريكي جو بايدن.
تقول مجلة "إيكونومست" البريطانية في تقرير جديد إن استغلال هذا الشعور بالإلحاح والكارثة الوشيكة، هو تحديداً ما يأمل بايدن في الوصول إليه، عن طريق طلبه للحصول على 106 مليار دولار لتمويل أهداف إدارته في إسرائيل وأوكرانيا وتايوان، على الرغم من اعتراضات الجمهوريين الأمريكيين في الكونغرس.
وقال بايدن في خطاب ألقاه أمام الأمريكيين من المكتب البيضاوي في 19 أكتوبر (تشرين الأول): "لا يمكننا أن ندع السياسة التافهة والحزبية والغاضبة تقف في طريق مسؤولياتنا كدولة عظيمة.. تماماً كما في الحرب العالمية الثانية، اليوم، العمال الأمريكيون الوطنيون يبنون ترسانة الديمقراطية ويخدمون قضية الحرية".
تقترح حزمة الإنفاق التي تم الكشف عنها في 20 أكتوبر (تشرين الأول) بمثابة "تجارة" للجناح الانعزالي للحزب الجمهوري، الذين كانوا مشغولين في الشجار فيما بينهم بينما يحترق العالم.. ويسعى البيت الأبيض إلى الحصول على 61.4 مليار دولار لتمويل المجهود الحربي في أوكرانيا، الذي يعارضه بشدة دونالد ترامب وحلفاؤه من الجمهوريين في الكونغرس.
ووفقا لمعدل حرق الأموال الأمريكية الحالي، سيكون هذا المبلغ من المساعدات العسكرية والاقتصادية كافياً لدعم أوكرانيا من الآن وحتى سبتمبر (أيلول) 2024.. في المقابل، يعرض البيت الأبيض نفقات أخرى قد تكون مغرية: 14.3 مليار دولار للإسرائيليين للمساعدة في مجهودهم الحربي ضد حركة حماس في قطاع غزة، من خلال تجديد مخازن الصواريخ الاعتراضية التي تستخدمها القبة الحديدية وأنظمة الحزم الحديدية.
كذلك هناك 13.6 مليار دولار لتأمين الحدود الجنوبية لأمريكا مع المكسيك ومعالجة تدفق طالبي اللجوء، و2 مليار دولار في التمويل العسكري الأجنبي "في المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة النفوذ الخبيث وردع الأعمال العدوانية"، والذي يُفترض أنه يدعم تايوان في وجه الصين.
President Joe Biden asked Americans to spend billions more dollars to help Israel fight Hamas. In a televised speech that also addressed Ukraine's effort to repel Russia's invasion, Biden said Hamas sought to ‘annihilate’ Israel's democracy https://t.co/DToLbI1MSm pic.twitter.com/Rdoed5wilc
— Reuters (@Reuters) October 20, 2023 "اقتراح جيد"وتقول المجلة إنه إذا كان الأمر يتعلق بالتصويت المباشر، فسيؤدي ذلك إلى مسح كل من مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ومجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ظاهرياً بهوامش مريحة.. ومع ذلك، إذا تم تقسيم العرض بأكمله إلى أجزاء وتم التصويت عليه بشكل منفصل كما يأمل بعض الجمهوريين في القيام بذلك، فلن يبقى الكثير منه.
"لن أصوت لتقديم المال للدفاع عن حدود الدول الأجنبية، إذا أراد جو بايدن أن يفعل شيئاً حيال حدودنا، فيجب عليه أن يقوم بوقف الهجرة وترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين سمح لهم بالدخول!!"، هذا ما كتبته مارغوري تايلور غرين، عضوة الكونغرس من جورجيا، على موقع "إكس".
بينما سيتم تقديم ثلاثة أنواع من الاعتراضات المبدئية: أن
1- أمريكا لا تستطيع تحمل الإنفاق.
2- الإنفاق في مكان ما يعوق الجهود في مكان آخر.
3- أوكرانيا فاسدة للغاية بحيث لا يمكن الوثوق بها في إنفاق بهذا الحجم.
ولن يساعد تقرير وزارة الخزانة، الذي نشر في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، التهمة الأولى المتمثلة في الإفراط في الإنفاق، حيث وجد أن عجز الميزانية الفيدرالية تضخم إلى 1.7 تريليون دولار في عام 2023. وفيما يتعلق بالتهمة الثانية، وهي أنه لا يمكن الوفاء بالالتزامات في وقت واحد، يشير المحللون إلى أن البلدان الثلاثة تتطلب مجموعات مختلفة من الأسلحة.
This morning, I spoke with @IsraeliPM and reaffirmed U.S. support for Israel’s defense, underscored the importance of operating consistent with the law of war, discussed moving humanitarian aid into Gaza, and ongoing efforts to secure the release of hostages taken by Hamas. pic.twitter.com/5iAOLbMPu7
— President Biden (@POTUS) October 20, 2023يقول مارك كانسيان، كبير المستشارين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: "أوكرانيا هي في الغالب معركة برية، لذا فأنت بحاجة إلى الكثير من معدات الجيش، لكن هذا ليس صحيحاً بالنسبة لتايوان، التي هي في الغالب قتال جوي وبحري".
فساد أوكرانياأما بالنسبة للتهمة الثالثة، حول الفساد المحتمل في أوكرانيا نظراً لتاريخها المتقلب، فإن البعض يجادل بأن البلاد قد تغيرت نحو الأفضل.. يشير جوش رودولف من صندوق مارشال الألماني، وهو مركز أبحاث آخر في واشنطن، إلى أن المفتشين العامين الأمريكيين لم يراقبوا المساعدات المقدمة عن كثب فحسب، بل اتخذت أوكرانيا أيضاً مؤخراً خطوات لمكافحة الفساد مطلوبة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مثل مطالبة البنوك بالتدقيق في الشؤون المالية للموظفين العموميين مدى الحياة.
يقول جيم ريش، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري من ولاية أيداهو والعضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "مناقشاتي مع الأوكرانيين هي أنها تعتبر غير وطنية هذه الأيام"، ويقول التقرير إن الحجة غير المبدئية القائلة بأن انتصار أوكرانيا هو انتصار لبايدن، وبالتالي يجب معارضته، ستذهب بلا هوادة، حتى لو كانت تحمل قوة كبيرة بين بعض الجمهوريين".
وتشير المجلة إلى أنه قد تكون مزايا هذه المسألة أقل من إيجاد حل للحرب الأهلية المريرة التي تدور بين الجمهوريين في مجلس النواب.. في 3 أكتوبر (تشرين الأول)، قامت مجموعة منهم، معظمهم من أمريكا أولاً الإقناع، بانقلاب غير دموي وتمكنوا من عزل كيفن مكارثي من منصبه كرئيس لمجلس النواب، وهي المرة الأولى في التاريخ الأمريكي التي يتم فيها الإطاحة بمتحدث لا يزال جالساً على كرسيه.
في الشهر الماضي، صوت غالبية الجمهوريين في مجلس النواب ضد مشروع قانون إنفاق بقيمة 300 مليون دولار لتدريب الجنود الأوكرانيين.. وفي مجلس الشيوخ، تخطط لجنة المخصصات لعقد جلسات استماع بشأن اقتراح بايدن في 31 أكتوبر (تشرين الأول).
وسيحتاج خليفة مكارثي إلى حل الانقسام بين زملائه الجمهوريين بشأن مساعدة الحلفاء إسرائيل وأوكرانيا وتايوان قبل موعد نهائي شبه كارثي آخر، وهو إغلاق الحكومة المقرر أن يبدأ في 17 نوفمبر (تشرين الثاني).
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل أوكرانيا أمريكا الكونغرس الجمهوریین فی ملیار دولار مجلس النواب مجلس الشیوخ تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. ماذا قدمت الإمارات للسودان من مساعدات؟
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني، للتخفيف من حدة تداعيات الأزمة التي يعاني منها منذ أبريل 2023، مع التركيز على معالجة الوضع الإنساني الكارثي وتبنّي نهج يضع احتياجات المدنيين في المقدمة.
قيمة المساعدات
وبلغت قيمة المساعدات الإنسانية الإماراتية المقدمة للشعب السوداني منذ بدء الأزمة 600.4 مليون دولار، بما في ذلك 200 مليون دولار أميركي تعهّدت بها دولة الإمارات في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان الذي عقد في أديس أبابا في 14 فبراير الماضي، ليصل بذلك مجموع ما قدمته الإمارات خلال العشر سنوات الماضية 3.5 مليار دولار قيمة المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.
وعلى مدى عامين من عمر الأزمة، شكلت المبادرات والمساعدات الإنسانية الإماراتية طوق النجاة لأعداد هائلة من المتضررين نتيجة النزاع الدائر في السودان، حيث بلغ عدد المستفيدين المباشرين من تلك المساعدات ما يزيد على مليوني شخص من الشعب السوداني.
الجسر الجوي وسفن المساعدات
وأطلقت الإمارات جسرا جويا لنقل المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، والذي أرسلت من خلاله 162 طائرة حملت مختلف أنواع المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
وسيرت الإمارات العديد من سفن المساعدات الإنسانية لدعم المتضررين من النزاع داخل السودان إلى جانب اللاجئين السودانيين في تشاد وأوغندا، والتي حملت على متنها 13 ألفا و168 طنا من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، منها 6.388 طناً من المساعدات الغذائية و280 طناً من المساعدات الطبية لدعم المتضررين من النزاع داخل السودان.
كما تضمنت المساعدات الإنسانية التي حملتها السفن المرسلة من الإمارات 6,000 طن من المساعدات الغذائية والإغاثية لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد، و200 طن من المواد الغذائية والإغاثية لدعم اللاجئين السودانيين في أوغندا، و300 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية لتلبية الاحتياجات العاجلة للاجئين في جنوب السودان.
أولوية الجانب الصحي
وأولت الإمارات أهمية كبرى للجانب الصحي في دعم السودانيين، حيث شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، واللذين استقبلا 90.889 حالة، كما افتتحت مستشفى في منطقة مادول في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان، فضلا عن تقديم الدعم إلى 127 منشأة صحية في 14 ولاية.
وخصصت دولة الإمارات 70 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية في السودان، والتي توزعت على الشكل الآتي: 25 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالم، و20 مليون دولار للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، و8 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية، و5 ملايين دولار لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، و5 ملايين دولار لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، و7 ملايين دولار لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
دعم اللاجئين في الدول المجاورة
وقدمت دولة الإمارات 30 مليون دولار دعما للاجئين في الدول المجاورة للسودان، وأعلنت عن تقديم 10.25 مليون دولار أميركي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.
وواصلت الإمارات دعمها لمسيرة التعليم بين اللاجئين السودانيين، إذ وقعت اتفاقية مع منظمة اليونيسف لتخصيص 4 ملايين دولار لدعم تعليم اللاجئين السودانيين في تشاد.