الأسبوع:
2025-03-16@10:55:00 GMT

إحياء السلام من القاهرة

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

إحياء السلام من القاهرة

نجحتِ القاهرة في جذب جميع الأطراف إلى مؤتمر القاهرة للسلام في لحظة مفصلية من تاريخ الصراع، وبينما كانت إسرائيل تريد أن تفرض أسلوبها بقتل المدنيين، وانتهاك القوانين الدولية، ونشر الأكاذيب، ثم تقدم نفسها على أنها واحة الحضارة في المنطقة، وأن الفلسطينيين والعرب مجرد همج وبرابرة وحيوانات بشرية، كان وجه القاهرة المتحضر يطل على العالم، ويطالبهم بطريق السلام وإنقاذ المدنيين، واحترام القوانين الدولية التي توافَق عليها كل العالم.

وفي هذا الإطار، حشدتِ القاهرة مؤتمر السبت للسلام، الذي حضره أكثر من 30 ملكًا ورئيسًا ورئيس وزراء ووزير داخلية، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وأمين جامعة الدول العربية، ومفوض الاتحاد الإفريقي، وممثل الاتحاد الأوروبي، والجميع تحدث بصراحة مطلقة حول السلام، وفلسطين، والقوانين الدولية، وهي المفردات التي تعمدت إسرائيل ومِن ورائها أمريكا أن تجعلها في طي النسيان، وأن تشطبها من ذاكرة الشعوب والأمم.

القاهرة إذًا، أعادت إحياء عملية السلام من جديد، وبثت فيها الروح بعد أن ظن الجميع أن لا سلام في المنطقة، وأن الصراع والحرب هو قدرها.. صحيح أن دولة العدوان الإسرائيلي تقوم بأبشع عملية إبادة في تاريخ البشرية، وبمساندة أمريكية وغربية، إلا أن الحق في الحياة والوجود والحرية وتقرير المصير سيجد حتمًا أنصارًا في قلب الإدارة الأمريكية وشعوب العالم الحر. وليس مصادفة أن يتوافق مؤتمر السلام لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني مع تحركات الشارع المصري والعربي والدولي، حيث اتحدتِ الشعوب في كل العالم تطالب بوقف العدوان وتحرير فلسطين، وإدانة إسرائيل.

وقد عكستِ القاهرة بمؤتمرها الذي حضره معظم الفاعلين في العالم دورَها المحوري باعتبارها صاحبة الكلمة العليا في قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية.. فلا يمكن تجاوز القاهرة، ولا يمكن فتح ممرات أو اختراقات داخل جدار القضية دون المرور من بوابة القاهرة.

كان مؤتمر السلام مباراة بين فريقين، فريق تقوده فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وهو يتبنى تقريبًا وجهة النظر الإسرائيلية بل ويزايد عليها أحيانًا، ولكنه لم يستطعِ في المؤتمر أن يطالب بحماية المدنيين الفلسطينيين، وهم الذين تم تغييبهم تحت نيران الثأر والحقد الأعمى الذي تبثه الجيوش الإسرائيلية.. في مواجهة هذا الشعب الصامد العظيم، الذي يرفض أن يخرج من أرضه على الرغم من استخدام أنواع القنابل المحرمة دوليًّا والصواريخ المدمِّرة التي هدمتِ البيوت على سكانها.

هذا الشعب الذي أذهل شعوب العالم بصموده وهو يشيِّع أحباءه على مدار الساعة، ويرفض الخروج من أرضه، كتب في سجل التاريخ أن الظلم والطغيان وتحالف الجبابرة يمكن أن تهزمه الإرادة حتى لو كانت بضعفاء محاصَرين منذ العام 2006، وقد قُطعت عنهم المياه والكهرباء والدواء والطعام، وحُبست أنفاسهم تحت أنقاض منازلهم، ويكتب التاريخ أيضًا أن المقاومة الفلسطينية قد أعادت ضخ الدماء من جديد في شرايين وأوردة العرب الذين ماتوا سريريًّا منذ زمن بعيد، وأصبحوا مسخًا يشجع الصهاينة على ممارسة الطغيان والابتزاز ضدهم.

روح المقاومة إذًا، وروح مؤتمر القاهرة، هما فقط اللذان يمكن الإشارة إلى أنهما على قيد الحياة، ويمكن التأكيد على أنهما القاطرة التي يمكن أن تحرك هؤلاء المرتعدين والخائفين، والمشغولين بالبحث عن التخفي من الرعب الصهيوني تارة، ومن شعوبهم تارة أخرى.

ويبقى أن مؤتمر القاهرة للسلام لم يُعِدِ القضية الفلسطينية إلى الواجهة فقط، ولكنه أيضًا كان واجهة حضارية من حيث المكان الذي عُقد فيه، وأبهر العالم برقيه وتنظيمه، ومن حيث مواجهة هؤلاء الذين يدَّعون الحرية، ويقبلون بإبادة شعب يبحث فقط عن حقه في الوجود والدولة المستقلة التي أقرها القانون وقرارات مجلس الأمن.. دولة فلسطينية على حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين العدوان الأمريكي على المدنيين باليمن

واعتبر التحالف في بيان له - العدوان الأمريكي البريطاني انتهاكاً صارخاً لسيادة اليمن، وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي والإنساني، ويتناقض مع كل المواثيق والأعراف الدولية.

وأشار البيان إلى هذا العدوان يمثل امتداداً للسياسات الأمريكية البريطانية الداعمة للكيان الصهيوني، والتي تسعى إلى ثني الشعب اليمني وإسكات صوته الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

ولفت إلى أن استهداف المدنيين والأحياء السكنية جرائم لا تسقط بالتقادم، وتؤكد استهانة القوى المعتدية بحياة الشعوب وحقوقها، مؤكدًا أن العدوان الأمريكي، لن يثني الشعب اليمني عن مواصلة دعمه للقضية الفلسطينية، ولن يزيده إلا إصراراً على مقاومة العدوان والدفاع عن سيادة اليمن.

ودعا تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان، المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والمنظمات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتهم وإدانة هذه الجرائم، واتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان وحماية المدنيين، مطالبا الجميع والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، ورفض تلك الاعتداءات التي تهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وجدد البيان التأكيد على حق اليمن المشروع في الدفاع عن نفسه، ومقاومة كل أشكال العدوان والاحتلال، وأن اليمن قيادة وشعبا وقوات مسلحة سيظلون ساطعين بصوت الحق والعدالة بكافة الوسائل المتاحة، وسيواصلون دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والكرامة.

مقالات مشابهة

  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين العدوان الأمريكي على المدنيين باليمن
  • طبيب مصري مهاجر يعيد إحياء تراث الشيفتشي في قلب القاهرة
  • ستارمر يطالب قادة العالم بضرورة الاستعداد للدفاع عن أي اتفاق سلام في أوكرانيا
  • حلم الثراء السريع.. القبض على 6 متهمين بالتنقيب عن الآثار في دار السلام
  • موعد مواجهتي منتخب مصر أمام إثيوبيا وسيراليون في تصفيات كأس العالم 2026
  • مجلس الأمن يدين "عمليات القتل" في سوريا ويطالب بحماية المدنيين
  • وزراء خارجية مجموعة السبع يشيدون بالاجتماع الذي عُقد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في المملكة
  • تطوير "العتبة".. رفع كفاءة شوارع الجوهري ويوسف نجيب والعسيلي.. إنشاء 473 طاولة عرض للباعة الجائلين... محافظ القاهرة: ستكون نموذجاً يمكن تطبيقه فى شوارع أخرى بالمنطقة