المنطقة على مفترق طرق.. ما علاقة دبلوماسية ترامب الفوضوية؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
قد يكون لخروج الولايات المتحدة عن سياساتها طويلة الأمد في الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021) علاقة بالوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط التي تقف على مفترق طرق، وفقا لديفيد إل دامبر، في مقال بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy).
ومنذ أكثر من أسبوعين تمر المنطقة بوضع متفجر، في ظل مواجهة متواصلة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بموازاة قصف متبادل بين تل أبيب وجماعة "حزب الله" اللبنانية.
وتهدد إيران، العدو الأول لإسرائيل، بالتدخل في المواجهة الراهنة، في حال تدخلت الولايات المتحدة، التي تحشد قدرات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط لصالح تل أبيب، في القتال بغزة.
إل دامبر قال، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "خلال رئاسة ترامب، اتبعت الولايات المتحدة عدة مبادرات دبلوماسية في الشرق الأوسط، بينها تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب (في 2020)، وقد اعتُبر هذا إنجاز مهم في المنطقة وخروج عن السياسة الخارجية الأمريكية السابقة".
وكثيرا ما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ثقته في أن عدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يمنع من إقامة علاقات بين تل أبيب وعواصم عربية وإسلامية.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
اقرأ أيضاً
حرب إسرائيل وحماس.. هل تسمح لإيران بمحاصرة الدول العربية؟
قرارات مثيرة للجدل
"وتميز نهج إدارة ترامب أيضا تجاه الشرق الأوسط بقرارات مثيرة للجدل، مثل الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس (المحتلة)، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان (السورية المحتلة)"، كما أضاف إل دامبر.
وتابع أن "هذه التحركات أثارت انتقادات وقلقا لدى بعض الأطراف الإقليمية والدولية، واعتبُرت عوامل تزيد من تعقيد جهود تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "منتقدين اعتبروا أن نهج السياسة الخارجية لإدارة ترامب يفتقر إلى استراتيجية شاملة ودقيقة تأخذ في الاعتبار الديناميكيات المعقدة في المنطقة والصراعات الطويلة الأمد".
و"أشار محللون إلى أن التركيز على الاتفاقيات الثنائية وتهميش القنوات الدبلوماسية التقليدية ربما يكون قد حد من إمكانية القيام بمبادرات سلام مستدامة أوسع نطاقا"، كما زاد إل دامبر.
وأردف أن "التغيرات المفاجئة في السياسة والخطاب الأمريكي في ظل إدارة ترامب ولدت حالة من عدم اليقين والتقلبات في المنطقة؛ مما قد يؤثر على ديناميكيات التحالفات الإقليمية والتوازن الجيوسياسي".
اقرأ أيضاً
إيران تحرك أذرعها ضد أمريكا.. قصف يستهدف سفينة قرب اليمن وجنودا في سوريا والعراق
دبلوماسية فوضوية
وضمن الانتقادات لقرارات ترامب، لفت إل دامبر إلى أن واشنطن اعترفت في 2020 بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهو "البوليساريو" منذ عقود، مقابل تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
وقال إن "ترامب لم يأخذ في الاعتبار السياق التاريخي لهذا النزاع قبل منح المغرب السيادة على الصحراء الغربية".
وتابع: "وعلى الرغم من نجاحها، إلا أن هذه الدبلوماسية المتسرعة والفوضوية في عهد ترامب لم تكن مستدامة على المدى الطويل".
واعتبر أنه "من المنطقي أن الشرق الأوسط يقف مرة أخرى على مفترق طرق، مما قد ينهي كل إمكانية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الطامحة الجديدة".
إل دامبر مضى قائلا: "ونحن نعرف بالفعل ردود فعل العراق والسعودية والإمارات وغيرها على القصف المستمر للجيش الإسرائيلي في غزة، وهذا هو تأثير مثل هذه السياسة الخارجية المتسرعة".
وأدانت هذه الدول الغارات الإسرائيلية المكثفة والمتواصلة، لليوم السادس عشر على التوالي، على غزة حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
وحتى الأحد، قتل الجيش الإسرائيلي 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصاب 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
وقبل اندلاع هذه الحرب، تحدثت الرياض وتل أبيب وواشنطن عن اتفاق مرتقب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
اقرأ أيضاً
ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة
المصدر | ديفيد إل دامبر/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: ترامب المنطقة مفترق طرق إسرائيل حرب إيران الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
هل تضرب طهران تل أبيب؟ إسرائيل تتوقع حدوث هجوم استباقي بسبب "توتر" إيران
يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط عقب تلقي إيران رسالة تحذيرية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن برنامجها النووي. وسيحدد قرار طهران المرتقب، ملامح المرحلة المقبلة. فإما الذهاب لحل دبلوماسي ينسجم مع سياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها واشنطن، أو تصعيد عسكري مزلزل، كما ترجح تل أبيب.
نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "طهران قد تقرر مهاجمة تل أبيب بسبب التوتر الذي تشعر به قيادتها وأن إسرائيل مستعدة لكل احتمال".
تسريبات الإعلام العبري تنسجم مع التصريحات الأمريكية والإسرائيلية التي دأبت في الآونة الأخيرة على التلويح بالخيار العسكري، فقد نقلت شبكة "إن بي سي" عن ترامب قوله : "إذا لم نتوصل مع إيران إلى اتفاق، فستكون هناك قنابل لم يروا مثلها من قبل".
وفي ذات الإطار، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر رفيع قوله إنه "لا مفر من مواجهة عسكرية مع إيران".
وفيما تتعاطى بعض الوسائل الإعلامية العبرية مع المواجهة العسكرية كأمر حتمي، لا يزال شكل الحرب أو مدتها أمرا غير واضح. وهل تذهب طهران نحو ضربة استباقية وتغيّر من استراتيجيتها القديمة، التي يعتقد البعض أنها تفتقد إلى حس المبادرة، خاصة بعد الضربات الكبيرة التي تعرضت لها وحلفاؤها في المنطقة.
Relatedإيران تهدد بقصف قاعدة "دييغو غارسيا" إذا تعرضت لأي هجوم رئيس البرلمان الإيراني يُحذّر: سنستهدف القواعد الأمريكية إذا تعرضنا لهجومإيران ترد على رسالة ترامب: لا مفاوضات مباشرة مع واشنطن.. وعليها إثبات جديتها أولًاوكان المرشد الأعلى الإيراني، علي الخامنئي قد توعّد في خطاب ألقاه بمناسبة عيد الفطر، نهار الإثنين، بالرد بشكل حازم في حال تعرضت بلاده لهجوم عقب تهديدات ترامب، ما يضعف من احتمال المبادرة العسكرية، خاصة وأن طهران أكدت مرارًا على عدم رغبتها بالدخول في نزاع مسلح وسط ما تعيشه من ضغوطات اقتصادية.
في المقابل، حذّرت الجمهورية الإسلامية المجتمع الدولي من احتمال حدوث تصعيد عسكري. فقد راسل المندوب الإيراني مجلس الأمن الدولي يخطره بأن لضغوطات الإدارة الأمريكية تبعات كبيرة في المنطقة قائلًا: " واشنطن تتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة لأي عمل عدائي وتستخدم القوة العسكرية كأداة رئيسية للضغط لتحقيق أهدافها السياسية".
كما حذرت طهران من تعرضها للهجوم من تل أبيب، خاصة في ظل تصريحات إسرائيلية تؤكد انخراط الدولة العبرية في الصراع بشكل مباشر. فقد نقلت "معاريف" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن دولته لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
وفي وقت سابق، هددت إيران بأنها ستهاجم قاعدة "دييغو غارسيا" البريطانية الأميركية المشتركة في المحيط الهندي إذا تعرضت لهجوم عسكري من واشنطن.
وأوضح مسؤول عسكري إيراني في تصريح لصحيفة "تلغراف" البريطانية أنه لا يوجد فرق بين القوات البريطانية أو الأميركية، مشيرًا إلى أن أي اعتداء على الجمهورية الإسلامية سيقابل برد قوي ضد أي طرف مشارك، سواء كان أميركيًا أو بريطانيًا أو حتى تركيًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يدلي بشهادته في فضيحة "قطر غيت" واعتقال اثنين من كبار مساعديه قصف إسرائيلي جديد على الضاحية الجنوبية لبيروت وعون يشير إلى نوايا "مبيتة" تجاه لبنان زيلينسكي يطالب بتصعيد الضغط الأمريكي ضد روسيا لشل قدراتها الحربية تل أبيبإيرانحروبالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبالبرنامج الايراني النووي