أثير – ريما الشيخ

انتشرت مؤخرًا حملات في شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة عددٍ من الشركات العالمية والعلامات التجارية العاملة في مجال المأكولات والمشروبات والملابس والتكنولوجيا الداعمة لدولة الاحتلال اعتراضا مِنهم على الانتهاكات غير الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بصورة مستمرة وممنهجة.


وتساءل البعض عن مدى علاقة فروع العلامات التجارية العالمية في الدول العربية بدعم دولة الاحتلال.

حول هذا الجانب، حاورت ”أثير“ الدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد، الذي أكد في بداية حديثه بأن سوق العلامات التجارية العالمية أو ما يسمى بـ “الفرنشايز” أصبحَ سوقا رائجا في العقود الأخيرة بما في ذلك أسواق الدول العربية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الدول التي تشهد نموا في مجال منح الامتياز التجاري لتلك العلامات التجارية العالمية.

وقال بأن حق الامتياز التجاري هو اتفاق تَمنح فيه علامة تجارية قائمة ترخيصًا لطرفٍ ثانٍ للعمل وممارسة النشاط التجاري باستخدام اسم العلامة التجارية الأصلية مقابل حصول العلامة التجارية الأساسية على نسبة من الأرباح والعائدات، أو قيمة معينة مقدمة لقاء منح حق الامتياز، ومن فوائد شراء حق الامتياز التجاري هو الحصول على حق استخدام علامة تجارية معينة لاستهداف أكبر شريحة من المستهلكين للسمعة الرائدة لتلك العلامة في السوق العالمي.

وأضاف: سببت مقاطعة عددٍ من الشركات خسائر مالية كبيرة لها، بل انخفضت أسهم هذه الشركات في البورصات العالمية، في حين سارعت الفروع العربية بالرد على ذلك بأنها تتبنى مواقف حيادية حفاظا على مصالحها التجارية في الدول العربية، وسارع وكلاؤها التأكيد على عدم علاقتهم بالشركة الأم التي تقوم بتخصيص دعم مالي كبير للكيان المُحتل، وبادروا بالتبرع بمبالغ كبيرة لضحايا غزة محاولة منهم لامتصاص الغضب العربي وتفادي مزيد من حملات المقاطعة.

وأكد الدكتور بأن معَ كُلِّ تلك المبررات فإن الحقيقة تظل أن تلك العلامات التجارية ملتزمة بدفع عقود الامتياز التجاري للشركة الأم، وأنها على الأغلب تدفع نسبةً من أرباحها للشركة الأم؛ نظيرَ حق الامتياز، وربما نشير هنا إلى أن الفروع في الدول العربية ليس لديها سلطة لمنع الشركات الأم من دفع مساهمات مالية لمساندة ودعم كيان معين كدعمِ دولة الاحتلال الصهيوني مثلا، ولكن من جانب آخر نود الذكر بأن تلك المقاطعات هي في الواقع حالة غضب مؤقتة، تزداد حدتها في حالة تمادي القوى العظمي في توفير الدعم غير محدود لكيانات عنصرية مُعينة ثُم ما تلبث أن تتفكك وتعود إلى ما كانت عليه، وهذا يؤثر سلبًا على فاعليَّة المُقاطعة.

وذكر: من منظور أوسع يمكن القول بأن تكاتف الدول الإسلامية جميعِها في مواجهة الانحياز الغربي لدولةٍ معينة –كما هو مُشاهَد واقعا ملموسًا في واقِعنا الحالي- قد يكون ورقة ضغطٍ فَعَّالةٍ على الشركات المتورطة في مساندة الكيان المُحتل والتي بدورِها لا تستطيع تجاهل قوة الضغط الشعبية في العالم الإسلامي تلافيا لمزيد من الخسائر المالية الكبيرة.

وطرح الدكتور يوسف المبسلي في ختام حديثه مع “أثير“ مثالًا، حيث قال: بحسبِ الإحصاءات، فإن حجم صادرات الولايات المتحدة الأمريكية للدول العربية والإسلامية بلغت بنحو 150 مليار دولار، خلال عام 2022م. كما أن الصادرات الأوروبية إلى الدول العربية تعادل 3.7% من الصادرات الأوروبية الكلية، وإن المقاطعة الاقتصادية من الشعوب الإسلامية لما يقارب من ملياري إنسان مسلم، قد يكون سلاحًا فعَّالًا لكبح جماح الدول الكبرى، ويجعلها تخضع للقانون الدولي ومراجعة مواقفها المتحيزة لطرف واحد والكيل بمكيالين.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: العلامات التجاریة الامتیاز التجاری الدول العربیة حق الامتیاز

إقرأ أيضاً:

أردوغان: الحروب التجارية العالمية ستتصاعد في الفترة المقبلة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحروب التجارية العالمية ستشهد تصاعدا في الفترة المقبلة، مؤكدا أن تركيا تتخذ الخطوات اللازمة لمواجهة هذه التحديات.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده تقوم بتقييم المخاطر واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة هذه التحديات. 

وقال أردوغان في كلمة باجتماع حول تعزيز الاستراتيجية الوطنية للتوظيف: "النظام الدولي يمر اليوم بفترة مؤلمة. الصراع الجيوسياسي لم يعد كما كان من قبل. نحن نتابع آخر النقاشات، ونرى أن الحرب التجارية ستتصاعد. في هذا السياق المؤلم، تقوم تركيا بتقييم المخاطر واتخاذ الإجراءات المناسبة. نحن نراجع خارطة طريقنا في مجال الاقتصاد والتجارة وننسق أهدافنا متوسطة وطويلة الأجل".

وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس تعليق الرسوم الجمركية البالغة 25% التي كان هدد بفرضها على المكسيك وكندا لمدة 30 يوما، في حين دخلت الرسوم الجمركية الإضافية البالغة 10% على الواردات من الصين حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء. 

وكان معهد "إيفو" الألماني للبحوث الاقتصادية قد حذر من أن تتسبب الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي على الواردات من كندا والمكسيك والصين بأضرار جسيمة للاقتصاد الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • «الأرصاد العالمية»: يناير 2025 الأكثر دفئا على الإطلاق.. ما علاقة «النينا»؟
  • سامسونج تتصدر قائمة أفضل العلامات التجارية العالمية لعام 2025
  • توقيع 13 اتفاقية بيع حقوق الامتياز التجاري داخل سلطنة عمان وخارجها
  • توقيع 13 اتفاقية بيع حقوق الامتياز التجاري داخل عُمان وخارجها
  • برلماني: الحروب التجارية العالمية فرصة لجذب الاستثمارات إلى مصر
  • انعكاسات السياسات التجارية العالمية على الاقتصاد العُماني
  • طالبان تدعو الدول الداعمة للعدالة للوقوف بوجه قرار ترامب ضد غزة
  • نقابة المهندسين بالإسكندرية تنظم ندوة حول متطلبات التوظيف في الشركات العالمية
  • أردوغان: الحروب التجارية العالمية ستتصاعد في الفترة المقبلة
  • خبير شؤون دولية: واشنطن تستخدم لغة القوة ضد الدول الداعمة لأوكرانيا