22 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
عقيل الطائي
كم من الفخر والشموخ والخيلاء يصيبك عندما ترى ابوك شجاعا، قائدك شجاعا، اخوك ، شجاعا ، ابنك شجاعا..لكن لاتشعر بالفخر لانك شجاعا..
الشجاع عندما يكون واضحا ممازا غيورا لاينافق ولا ينظر الى الخلف ولايلتفت يسارا او يمينا او ترتجف شفتاه او يشحب لونه عندنا يقول الحق امام حلقة من رجال الباطل وبصوت عالي ولسان فصيح لايحتاج الى توضيح، الشجاعة ان تكن على مبدئك ثابت وماتربيت علية من قيم واخلاق.
شجاعتك عندما تسمي الاشياء بمسمياتها ووصفها الحقيقي لاتختار بدائل او تزويق لفظي .
كلمة العراق ، كلمة الشرفاء الشجعان من الامة العراقية ، ابن الجنوب كان واضحا تكلم بلسان حال العراقين ، بلسان حال الجنوب (والشروكية) والعراقين عموما ،قالها باسم الامة العراقية بكل مكوناتها، نعم هنالك شخصيات سياسية عراقية يشار لها بالبنان لكنها خجولة بالتنديد لانها مرتبطة باجندات خارجية وتنظر الى مصالحها موقفها مخجل ومخزي ، قالها رئيس حكومة العراق وهو وسط ملوك وامراء ورؤساء ناطقين بالغة العربية او بعضهم بعيدا حتى عن اللغة ..لم يجامل من اجل منصب زائل ، او نفوذ ، لم يلتفت الى الوراء ويجعل امريكا نصب اعينه كباقي الملوك والامراء والحمراء والرؤساء..نعم البعض ادان لكن ترتجف شفتاه ولم يكن صادقا ولم يسمي الاشياء بمسمياتها ، لم يقل للمجرم انك مجرم، ولم يقل للعدو انك عدو، ولم يقل لقاتل الاطفال انك قاتل، دبلوماسية عالية و قالتها حتى مشاهير العالم بحق اطفال غزة..
الحمد لله اني انساناً عراقيا مسلما ثابت الموقف.
حق المقاومة مشروع لكل من اخذت ارضه وصادرت حقوقه واصبح غريبا في بلده.
كم نحن مختلفين فيما بيننا بسبب مايحدث من مناكفات سياسية ومصالح واختلاف في وجهات النظر وصلت حد الاقتتال للاسف ايظا بسبب امريكا وخونة العرب الذين لايريدون عراقا قويا لكن اتفق الجميع حكومة ومرجعيات دينية وشعبا مع مايحصل لغزة فلسطين الصامدة وتأيداً للمقاومة ..
ناهيك عن بعض المنحرفين.
المواقف تسجل والتاريخ يذكر ويكتب كل شاردة وواردة لكن هنالك من يكتب سطرا مشرفا بالتأريخ .
حمداً لله اني عراقيا
ولم التزم باليافطة التي كتب عليها المراجعة من الشباك واظطر حينها الانحناء!!!
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
عندما تلعثم غاندي
في بداية مسيرته المهنية، واجه المهاتما غاندي موقفًا محرجًا ترك أثرًا عميقًا في نفسه. عندما وقف كمحام في أول جلسة مرافعة أمام القاضي والجمهور، وجاء دوره للتحدث، استبد به الخوف وارتبك حتى تلعثمت كلماته وارتجفت يداه، مما اضطره إلى مغادرة قاعة المحكمة عاجزًا عن إتمام مرافعته. كانت تلك التجربة مخيبة للآمال وضربة لثقته بنفسه، لكنها، في الوقت ذاته، كانت درسًا بالغ الأهمية، إذ أدرك من خلالها أن النجاح في فن الخطابة والإقناع لا يعتمد فقط على المعرفة أو الموهبة وحدهما، بل يتطلب الإصرار والمثابرة والعمل الجاد على تطوير المهارات.
بعد هذا الموقف، تعرّض غاندي لموقف محرج آخر في جنوب أفريقيا، حيث طُلب منه إلقاء خطاب أمام جمهور يتحدث الإنجليزية بطلاقة. لم يكن غاندي حينها متمكنًا من الإنجليزية بشكل جيد، مما جعله يتحدث ببطء وتردد، ويفتقد الطلاقة التي تجذب انتباه الجمهور. شعر بالخجل من أدائه، وأدرك أن نقص مهاراته اللغوية قد يحدّ من قدرته على إيصال رسالته بفاعلية إلى الجمهور الغربي، خاصة وأن الإنجليزية كانت اللغة السائدة في النقاشات العامة. هذا الموقف دفعه للعمل بجد على تحسين لغته، فأصبح يقرأ الكتب والصحف الإنجليزية يوميًا، ويستمع إلى الخطب، ويقلد المتحدثين البارعين، إلى أن تمكن من التحدث بطلاقة وثقة.
كانت هذه المواقف المحرجة نقاط تحوّل مهمة في حياة غاندي، إذ جعلته يدرك أن النجاح لا يتحقق بالمعرفة وحدها، بل بالممارسة والتطوير المستمر. لم يكن غاندي يمتلك منذ البداية حضور الخطيب البارع، لكنه كان يحمل عزيمة قوية ورغبة صادقة في التطور، الأمر الذي دفعه للعمل الجاد على تحسين أسلوبه. أدرك أن الخطابة ليست مجرد كلمات رنانة أو صوت مرتفع، بل هي القدرة على إيصال الأفكار بوضوح وإقناع الآخرين بالصدق والإيمان العميق بالقضية.
من خلال هذه الدروس، تعلم غاندي أن أي موهبة، مهما كانت واعدة، لا تُثمر إلا إذا اقترنت بالممارسة والرغبة الحقيقية في التحسين. فلو استسلم لفشله الأول في المحكمة أو تواضع لغته في خطابه، لما استطاع أن يصبح فيما بعد ذاك الزعيم الذي ألهم الملايين ودعاهم للنضال السلمي من أجل الحرية؛ بل حول إخفاقاته إلى دوافع للتغيير، حتى أصبح بفضل مثابرته خطيبًا مؤثرًا يحرّك مشاعر الناس ويدفعهم للالتفاف حول قضيته.
حياته كانت نموذجًا على أن الرغبة في التعلم والتطور تتجاوز ما يمتلكه الإنسان من معرفة أو موهبة. غاندي لم يولد قائدًا بليغًا، لكنه صنع من خلال التحديات التي واجهها فرصًا للنمو، وتدرج من شاب خجول يخشى الجمهور إلى قائد يمتلك القدرة على توجيه الأمة بكلماته. لم يحدث هذا التغيير بفضل إمكانيات فطرية، بل بفضل مثابرته واستمراره في صقل مهاراته وتطوير قدراته.
إن تجربة غاندي تبرز أهمية الاستمرارية والعمل على تطوير الذات؛ لأن النجاح في أي مجال لا يتحقق بالموهبة وحدها، بل بمواصلة التدريب ومواجهة الصعوبات بجرأة. أثبت غاندي أن التفوق في الخطابة والإقناع يعتمد على العمل الجاد والانفتاح على التغيير، وأن الدافع الداخلي نحو التعلم وإحداث التأثير هو ما يمنح الإنسان القدرة على التفوق.