دانت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان ومقرها أمستردام/ هولندا بشدة الجرائم المروعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينين، وعلى رأسها المجزرة المروعة في المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل قرابة 500 مدني وجرح مئات آخرين بينهم نساء وأطفال في مذبحة هي الأكثر دموية منذ عقود، كما أدانت استهداف كنيسة بوفيليوس التي تبعد بضعة الأمتار فقط عن موقع المستشفى المعمداني -وهي إحدى أقدم الكنائس في العالم- ما أسفر عن قتل وجرح العشرات من المدنيين الذين لجأوا إليها.

 

ودعت رايتس المجتمع الدولي الى التحرك العاجل لإيقاف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم.

 

 كما استنكرت في ذات الوقت الصمت الدولي إزاء ما ترتكبه القوات الإسرائيلية من جرائم ضد الإنسانية والانتهاك الصارخ لقواعد الحرب والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الانسان في قصفها المستمر على سكان قطاع غزة، والتي أودت منذ السابع من الشهري الجاري حتى اليوم بحياة أكثر 4800 مدنياً، بينهم أكثر من 1520طفلاً، وأكثر من 1000 امرأة، و120 مسن، وإصابة أكثر من 12300 مدني، بينهم أكثر من 3980 طفلاً، حيث ذكرت مصادر طبية في غزة ان 70% من القتلى والمصابين جراء القصف الإسرائيلي على القطاع هم من النساء والأطفال.

 

ووفقا للبيان فإن الأحداث الراهنة تؤكد أن سكان قطاع غزة يتعرضون فعلياً لحرب إبادة ممنهجة، إذ تشير المعلومات الموثّقة أن أكثر من 110 أسرة أبيدت بالكامل ولم تعد موجودة على سجلات الأحوال المدنية، وتكشف الصور المتداولة عن آثار القصف عن تدمير كلي لمربعات وأحياء سكنية بأكملها.

 

واستنكرت "رايتس رادار" توجيه القوات الاسرائيلية إنذارات مباشرة لنحو 23 مستشفى بالإخلاء، استهدفت بعضها مباشرة أو قصفت محيطها بشكل مقصود، فضلاً عن تأثير هذا القصف المكثف على تدفق العقاقير الطبية لقطاع غزة، حيث يعاني من النقص الحاد في الأدية والمستلزمات الطبية، بالإضافة الى خروج 4 مستشفيات و11 مركزاً للرعاية الصحية الأولية عن الخدمة بسبب الحصار والقصف ما يهدد بخروج القطاع الصحي عن الخدمة في قطاع غزة، وما يمثله ذلك من خطر حقيقي على حياة آلاف الجرحى والمرضى وفي مقدمتهم ذوو الأمراض الخطيرة والمزمنة.

 

واستغربت "رايتس رادار" تجاوز المجتمع الدولي بكل هيئاته وفي مقدمته مجلس الأمن مسألة الحصار الكلي الخانق الذي تفرضه حكومة تل أبيب على سكان قطاع غزة، منذ إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي قطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء كلياً عن القطاع، بل نزعه عنهم صفة الإنسانية حين وصفهم بالحيوانات البشرية.

 

واضافت" إن مجريات القصف الإسرائيلي اليومي على قطاع غزة ينتهك جملة من القوانين والتشريعات الإنسانية الدولية وقواعد الاشتباك، ومنها المادة 25 من اتفاقية لاهاي والتي تحظر مهاجمة أو قصف المدن والقرى والأماكن السكنية أو المباني المجردة من وسائل الدفاع أياً كانت الوسيلة المستعملة. وكذا النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي يعتبر "تعمد الهجمات ضد السكان المدنيين أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية جريمة حرب".

 

وطالبت "رايتس رادار" المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر الحية في العالم بالعمل على اتخاذ من مجزرة المستشفى الأهلي العربي المعمداني وحالة الحصار المفروض على قطاع غزة "نقطة تحول في الموقف الدولي، وأن تكون دافعاً حقيقياً لموقف إنساني جاد يحد من نزيف الدم في غزة وينهي مأساة نحو مليوني إنسان، وهو اختبار فعلي لإنسانية الدول التي تدعي الانحياز للإنسانية وحماية حقوق الإنسان".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين غزة رايتس رادار الاحتلال الاسرائيلي جرائم حرب سکان قطاع غزة رایتس رادار أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الحرب الإسرائيلي يقول إن جيشه يقّطع أوصال غزة وينفذ مخطط التهجير

أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء الأربعاء، أن الجيش يعمل على تقطيع أوصال قطاع غزة وتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين منه.

جاء ذلك في كلمة متلفزة له خلال تفقده قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما يسمى "محور موراج" بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من عام ونصف.

وادعى كاتس أن "العملية (حرب الإبادة) في غزة تهدف إلى زيادة الضغط من أجل إطلاق سراح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) وهزيمة حماس".



وبدعم أمريكي أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وزعم كاتس أن "قوات الجيش تحقق إنجازات كبيرة، وكذلك فيما يتعلق بإجلاء الفلسطينيين (التهجير القسري) وتقطيع أوصال غزة بمحاور جديدة، بما في ذلك محور موراج".

وأردف: "سوف يتم قريبا إنشاء ممر جديد (موراج) مثل نتساريم (يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه)، وهو ما سيؤدي في الأساس إلى قطع الاتصال بين خان يونس ورفح، مما يجعل من الصعب على حماس العمل"، على حد تقديره.

والأربعاء، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الجيش يستعد لضم منطقة رفح التي تشكل خمس مساحة قطاع غزة إلى منطقة عازلة بمساحة 75 كيلومترا مربعا تقع بين محوري فيلادلفيا وموراج، ويحظر على الفلسطينيين الوصول إليها، معتبرة الأمر بمثابة "إبادة" للمدينة.

ورأى كاتس أن "المنطقة العازلة بأكملها، بما فيها (محور) فيلادلفيا (على حدود غزة مع مصر وتسيطر عليه إسرائيل منذ أيار/ مايو 2024)، مهمة لحماية الجنود والبلدات الإسرائيلية ومنع التهريب".

واستطرد: "ولذلك سنسيطر عليها في كل الأحوال، حتى لو تم التوصل إلى صفقة (لوقف الإبادة وتبادل أسرى) وحتى بعد أن نهزم حماس"، وفق تعبيراته.

وبنهاية 1 آذار/ مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" إسرائيل بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 آذار/ مارس الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.

ومضى كاتس قائلا: "في الوقت نفسه، نعمل على دفع خطة الهجرة الطوعية (التهجير القسري) لسكان غزة وفق مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي نعمل على تحقيقه".



واعتمدت قمة عربية في 4 آذار/ مارس الماضي، ثم منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) بعد ثلاثة أيام، خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن "إسرائيل" والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الإسرائيلي يقول إن جيشه يقّطع أوصال غزة وينفذ مخطط التهجير
  • مظاهرة حاشدة في تعز تنديدا بجرائم إسرائيل المستمرة في قطاع غزة
  • “هيومن رايتس ووتش” تدعو المجتمع الدولي للمساعدة في إزالة مخلفات الحرب في سوريا
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة لـ50,846 شهيدا و115,729 إصابة
  • 50.810 شهيدا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • أهالي مدينة التل في ريف دمشق ينظمون مظاهرة شعبية، دعماً لأهالي غزة وتنديداً بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي
  • وقفة لطلاب جامعة حلب تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة ورفضاً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي
  • ارتفاع عدد الشهداء الصَّحفيين إلى (210 صحفيين) منذ بدء حرب الإبادة الجماعية
  • مراسل سانا: مظاهرة شعبية في دمشق دعماً لغزة ووقف حرب الإبادة الجماعية فيها، ورفضاً للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، واعتزازاً بشهداء درعا الذين ارتقوا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي غرب المحافظة
  • الإضراب العام يعمّ الضفة ومخيمات الشتات تنديدا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة