صدى البلد:
2025-03-16@17:03:25 GMT

تحليل.. الشرق الأوسط بأكمله على أعتاب صراع شامل

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

نشرت محررة شؤون الأمن والدفاع في سكاي نيوز البريطانية، ديبورا هاينز، تحليل يؤكد أن التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وصلت إلى نقطة الغليان بعد أن أشعلت حماس شرارة الحرب مع إسرائيل. 

 

وأفاد التحليل بتزايد مخاطر التصعيد، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إغراق المنطقة بالكامل في الصراع. تعمل الولايات المتحدة - التي تستشعر الخطر، وخاصة من إيران - على تكثيف وجودها العسكري حول إسرائيل، معلنة عن نشر أنظمة دفاع جوي إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع بالإضافة إلى مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات.

 

شكك التحليل في ما إذا كانت حتي أقوى قوة عسكرية في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون كافية لمنع بوتقة تنصهر فيها الطموحات المتنافسة من الانفجار إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، مع ما يترتب على ذلك من عواقب عالمية.

 

وأفاد تحليل سكاي نيوز البريطانية، أنه لن يستطيع أحداً السيطرة على ما قد يحدث بعد ذلك، مع تحرك إسرائيل لتوسيع هجومها ضد الفلسطينيين داخل غزة.

 

يدرك القادة الإسرائيليون المخاطر ولكنهم يقولون إنه ليس لديهم خيار سوى القتال بعد أن غير الهجوم في 7 أكتوبر الواقع على الأرض. يشكل مصير أكثر من مليوني مدني فلسطيني يعيشون في القطاع عاملا رئيسيا أيضا.

 

حتى قبل الهجوم البري المتوقع على القطاع الفلسطيني، تهدد الحرب بفتح جبهات جديدة. اندلعت بالفعل اشتباكات دامية في الضفة الغربية، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على المنطقة في الساعات الأولى من صباح الأحد، مستهدفة ما وصفه بـ "مجمع إرهابي تحت الأرض" في مسجد في بلدة جنين.

 

كانت المنطقة مسرحا لمعارك عنيفة بالأسلحة النارية بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية على مدى العام الماضي - عندما كان التهديد القادم من الضفة الغربية أكبر من التهديد القادم من غزة.

 

تخوض القوات الإسرائيلية أيضًا اشتباكات على حدودها الشمالية مع لبنان، حيث كثف مقاتلو حزب الله المدعوم من إيران هجماتهم ضد إسرائيل في إشارة إلى أنهم يسعون للمشاركة.

 

قال بنيامين نتنياهو الذي يزور القوات المحتشدة على الحدود إنه لا يستطيع معرفة ما إذا كان حزب الله سيقرر الدخول في الحرب. لكن إذا فعلت المجموعة ذلك، فقد حذر قائلاً: سوف ترتكب خطأ حياتها. 

 

مع ذلك، فإن إسرائيل تتعرض لضغوط متزايدة، كما أن حزب الله لديه حلفاء أقوياء، وأبرزهم إيران، التي تتحالف بشكل وثيق مع روسيا. سوف تراقب طهران الاضطرابات التي تجتاح عدوها عن كثب وتخطط لخطوتها التالية.

 

بالإضافة إلى دعم حزب الله، من المعروف أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يقدم الدعم المالي والعسكري لحماس وكذلك فصائل المقاومة الأخرى في المنطقة.

 

لا يوجد حتى الآن دليل واضح على أن الإيرانيين لعبوا دورًا مباشرًا في تخطيط تنفيذ هجوم 7 أكتوبر، ولكن - في كلتا الحالتين - لا شك أنهم يسعون إلى استغلال ضعف إسرائيل.

 

في خط مواجهة محتمل آخر، أفادت وسائل الإعلام السورية عن سلسلة من الضربات الصاروخية الإسرائيلية ضد مطارات داخل سوريا، المتحالفة بشكل وثيق مع إيران وحزب الله. ولم تعلق إسرائيل علنًا على هذه المزاعم، لكنها ضربت في الماضي أهدافًا لحزب الله داخل سوريا.

 

هناك أمر واحد أكده التحليل وهو أن إسرائيل ليست في مزاج يسمح لها بوقف إطلاق النار ما دام التهديد الذي تمثله حماس قائما. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الاوسط حماس فلسطين إسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد

منذ العصور القديمة، كان الشرق الأوسط مركزًا دينيًا وثقافيًا شكّل هويته الفريدة.

ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت القوى الغربية، التي تحركها الصهيونية العالمية، في تبني سياسات تهدف إلى إعادة رسم حدود المنطقة من خلال مخطط يسعى إلى طمس الهويات التاريخية العميقة التي تشكل نسيجها الثقافي والديني.

ومن بين هذه الهويات، تبرز الهوية المسيحية الشرقية، وفي قلب هذا الصراع، تقف الكنيسة المصرية كحجر عثرة أمام محاولات إعادة تشكيل مكونات الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.

تبنت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية سياسة "الفوضى الخلاقة" كوسيلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بهدف تفكيك الأنظمة السياسية وزرع الفوضى، مما أدى إلى تصاعد الجماعات الإرهابية، وانتشار النزاعات الطائفية، وتهجير المسيحيين من العديد من دول المنطقة. وكان لهذا التدمير الممنهج أثر بعيد المدى على هوية المنطقة، حيث سعت تلك القوى إلى فرض مشروع "مسار إبراهيم" كرمز ديني ثقافي يربط بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجسد ذلك في "بيت العائلة الإبراهيمي"، الذي رفضت الكنيسة المصرية الانضمام إليه، باعتباره محاولة لتكريس واقع جديد يخدم أهدافهم.

محاولة الترويج لمسار إبراهيم كمرجعية دينية وثقافية تجمع الديانات الثلاث ليست سوى وسيلة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد - وفقًا لتصورهم - من النيل إلى الفرات، مستندين إلى رحلة النبي إبراهيم التي شملت عدة دول في المنطقة وصولًا إلى مصر.

يهدف هذا المشروع إلى تحقيق حلم إقامة "مملكة داوود"، استنادًا إلى الإيمان اليهودي بقدوم "المسيح الملك الأرضي"، الذي سيقيم ملكوته على الأرض ويقود "مملكة داوود".

ويتماشى هذا التصور مع الفكر المسيحي المتصهين للكنيسة البروتستانتية، التي تؤمن بمفهوم "حكم الألفية"، أي نزول المسيح في آخر الزمان لحكم العالم لمدة ألف عام. وكليهما يتفقان على أن كرسي حكم هذا الملك هو هيكل سليمان، وهو ما يتناقض تمامًا مع العقيدة المسيحية الشرقية، خاصة الكنيسة القبطية المصرية، التي ترفض هذا الفكر.

المواجهة الحقيقية بين الكنيسة المصرية والمشروع المتفق عليه بين المسيحية المتصهينة والمعتقد اليهودي تتجلى في صراع المسارات، بين "مسار إبراهيم" و"مسار العائلة المقدسة".

فوفقًا للتاريخ المسيحي، هرب السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، وتوقفت العائلة المقدسة في عدة مناطق مصرية، مما يجعل مصر نقطة محورية في تاريخ المسيحية.

هذا الأمر يتناقض مع الفكر المسيحي المتصهين والمعتقد اليهودي، اللذين يسعيان إلى ترسيخ الاعتقاد بأن القدس وحدها هي المركز الديني الأوحد وكرسي حكم "مملكة داوود" من داخل هيكل سليمان، وتهيئة الأجواء لقدوم "المسيح الملك" عبر مسار إبراهيم.

وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل "مسار العائلة المقدسة" كحج مسيحي عالمي رغم أهميته في تاريخ المسيحية وذكره في الإنجيل المقدس؟ الإجابة تكمن في أن أصحاب مشروع "مملكة داوود" يسيطرون على شركات السياحة العالمية ويوجهونها بما يخدم مخططاتهم، كما أنهم نجحوا في اختراق عدد من المؤسسات الدينية في الغرب، مما جعل بعض الكنائس الغربية أداةً في خدمة هذا المشروع، متجاهلين الدور التاريخي لمصر في المسيحية.

الكنيسة القبطية لا تعترف بمفهوم "الملك الألفي" الذي تروج له المسيحية الصهيونية، حيث يتناقض مع الإيمان الأرثوذكسي بالمجيء الثاني للمسيح، وهو ما تم تأكيده في مجمع نيقية عام 325م ومجمع القسطنطينية عام 381م. حيث جاء في العقيدة المسيحية أن المسيح سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، وليس كملك أرضي يحكم العالم. كما أن الكنيسة القبطية تدحض المعتقد اليهودي الذي لا يعترف بالمسيح الذي جاء بالفعل، إذ لا يزال اليهود في انتظار "المسيح الملك الأرضي" القادم لإقامة مملكتهم.

كان للبابا شنودة الثالث بُعد نظر استراتيجي ورؤية واضحة حول المخطط الصهيوني، فاتخذ موقفًا حازمًا ضد أي تطبيع مع إسرائيل، وأصدر قرارًا تاريخيًا بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "القدس لن يدخلها الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين". وقد جعل هذا الموقف الكنيسة القبطية في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق "مملكة داوود".

ومع تولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة المصرية، استمرت هذه السياسة الوطنية، وبرز ذلك في مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وهي رسالة قوية تؤكد أن الكنيسة المصرية لا يمكن أن تكون جزءًا من مشروع يهدف إلى طمس الهوية الوطنية المصرية.

كما لعب البابا تواضروس دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الكنيسة بالأقباط في الخارج، ودعم دورهم كصوت وطني مدافع عن مصر في مواجهة محاولات التشويه والتأثير الخارجي. لم تقتصر مواقف البابا تواضروس على الجاليات القبطية في الخارج فقط، بل عمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول أوضاع الأقباط في مصر، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له بشأن "اضطهاد الأقباط" هو مجرد افتراءات تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.

وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره الكبير للكنيسة المصرية وللبابا تواضروس في عدة مناسبات، أبرزها حضوره احتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والدولة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مصر وهويتها الوطنية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف خططها بـ«الشرق الأوسط».. من أعداءها الجدد؟
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • الجامعة العربية: روسيا داعمة لحل الأزمة الليبية
  • تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط
  • تحليل لـCNN: سوريا قد تصبح أكبر مكسب استراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط الجديد لنتنياهو
  • لغز بلا أدلة.. رصاصة فى الظلام تنهى حياة صحفى بريطانى فى القاهرة 1977
  • «مجموعة السبع» تصدر بياناً بخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط
  • الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
  • أمريكا والإرهاب في الشرق الأوسط.. اليمن نموذج لمقاومة الهيمنة والفوضى
  • صعود عبد القادر مؤمن.. هل يتحول مركز ثقل داعش نحو إفريقيا؟ (تحليل)