نصرة فلسطين.. التكييف الفقهي الإسلامي الصحيح لاحتلال الصهاينة لأرض فلسطين العربية والاستيلاء على مقدسات دينية إسلامية مهمة منها:
المسجد الأقصى، قبة الصخرة الشريفة، حائط البراق، ومساجد بها مراقد الأنبياء ورسل - عليهم السلام -، وصالحين - رضى الله عنهم - وأهمها " مسجد خليل الرحمن سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، وإطلاق الصهاينة على أرض فلسطين العربية مسمى " إسرائيل " هذا المسمى فيه انتحال ديني لأنه أصلاً لسيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام-، وأرض فلسطين عربية وليست عبرانية فقد عمرها العرب اليبوسيون قبل مجئ العبرانيين بثلاثة آلاف سنة، مع ملاحظة أن إقامة أنبياء ورسل بني إسرائيل - عليهم السلام- فى أرض فلسطين عدة سنوات قليلة لا تتجاوز سبعين عامًا، ومحاولة الصهاينة إيحاء اللغة العبرية، ومساعيهم لبناء هيكل سليمان - عليه السلام - المزعوم، وترويج الشمعدان، والنجمة المنسوبة إلى سيدنا داود - عليه السلام -، واتخاذهم عملة الشيقل، وانتظارهم لما يسمى البقرة الحمراء، علامة لهيكلهم المزعوم الوهمى، وإطلاق مسمى
" أورشاليم " على القدس وأساسها - إن صح - أورسالم " الملك العربي اليبوسي سالم بالسين وليس بالشين "! كل هذا وما يماثله وما يناظره وما يشابهه يدل على محاولات الاحتلال الصهيوني لطمس حقائق عروبة فلسطين.
وتأسيسًا على ما ذكر:
أرض فلسطين العربية تطبق عليها المواثيق الدولية وأهمها:
1- عدم قتل أو إصابة مدنيين، وعبر عنهم الفقهاء فى الفقه التراثى الموروث «الفلاحين» المنتقى للباجي.
2- عدم استخدام أسلحة الدمار الشامل، عبر عنها الفقهاء فى الفقه التراثي الموروث: الرماح المسمومة.
3- عدم إيذاء الأسرى والنساء والأطفال.
4 - مراعاة مواثيق دولية فى آثار الحروب مثل:
أ ) قواعد " لاهي " المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907م.
ب ) اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م بحماية المدنيين.
ج ) البروتوكول الإضافي الأول الملحق لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1977م.
ويجب على المسلمين نصرة فلسطين كل حسب مقدرته وإمكاناته، قال الله - عز وجل -: «وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ» الآية 72 من سورة الأنفال، وقال سيدنا محمد رسول الله: «جاهدوهم بأبدانكم وأموالكم وألسنتكم»، وهذا جهاد الدفع وهو مشروع بضوابطه.
ويجب إبعاد قضية فلسطين عن مزايدات سياسية وطائفية مذهبية وما لا يحسن ذكره.
تذكرة تعيها أذن واعية: قال الله - عز وجل -: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» الآية 7 من سورة محمد.
وتذكرة بالشهيد فى الجهاد المشروع:
الحمد لله القائل فى كتابه الكريم: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ» - الآيات 169 وما بعدها من سورة آل عمران - والصلاة والسلام والبركات على خير مبعوث لخير أمة أخرجت للآنام سيدنا محمد رسول الله القائل: «ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شئ إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة» أخرجه الشيخان.
ورضى الله عن آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأزواجه أمهات المؤمنين، وخلفائه الراشدين المهديين، وأولياء الله الصالحين
أما بعد فإنّ الشهادة فى سبيل الله - عز وجل - للدفاع عن البلاد والعباد منزلتها عند الله - عز وجل - عالية، يشهد بها نصوص شرعية محكمة منها:
• «وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا {69} ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا» الآيات 69 وما بعدها من سورة النساء.
• وقوله - جل شأنه -: «فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» الآية 74 من سورة النساء.
• وقال - سبحانه وتعالى -: «إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» الآية 111 من سورة النساء.
• وقال - جل شأنه -: «وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ» - الآية 154 من سورة البقرة.
وقال سيدنا رسول الله: «يشفع الشهيد فى سبعين من أهل بيته» - أخرجه أبو داود وابن حيان -، وقال: «للشهيد عند الله ستُ خثال: " يغفر له فى أول دفعه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور، ويشفع فى سبعين من أقاربه» - أخرجه الترمذي -، وقال سيدنا رسول الله -: « لا يكلم - أى يجرح ويصاب - أحد فى سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم فى سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب اللون لون دم والريح ريح مسك» أخرجه مسلم.
والنصوص فى منزلة شهداء الجهاد المشروع كثيرة، الآثار غزيرة، والشواهد مستفيضة وقد اعتنى العلماء الراسخون بهذا الباب من العلم فصنعوا مصنفات منها: «كلام السعداء على أرواح الشهداء للإمام السيوطي».
ومن الصور التطبيقية العملية فى إكرام أسر الشهداء ففى معركة مؤتة ضم سيدنا رسول الله - - أولاد جعفر - رضى الله عنه - عقب إعلام الوحى له باستشهاد جعفر وقال:
" اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنهم شغلوا به " ثم جاءهم رسول الله - - بعد استشهاده بثلاثة أيام فقال: " لا تبكوا على أخى بعد اليوم وادعوا لى بني أخي " قال عبد الله بن جعفر - رضى الله عنه -: " فجئ بنا كأننا أفراخ - فقال: ادعوا إلى الحلاق، فجئ بالحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال - - مداعبا: أما محمد بن جعفر فشبيه عمنا أبى طالب، وأما عبد الله فشبيه خلقى وخُلقي، ثم أخذ بيدي فشالها وقال: اللهم اخلف جعفرًا فى أهله، وبارك لعبد الله فى صفقة يمينه " - ثلاثًا - قال عبد الله - رضى الله عنه - وجاءت أمنا فذكرت له يُتمنا وجعلت تحزنه - فقال لها النبي - -: العيلة تخافين عليهم؟ وأنا وليهم فى الدنيا والآخرة " - أخرجه أحمد.
هذا ما لزم بيانه، والله الناصر المعين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأقصى المسجد الأقصى غزة قضية فلسطين رسول الله رضى الله من سورة عز وجل
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لقد تحدث القرآن عن السيد المسيح عليه السلام في 38 آية توصف مولده ومعجزاته وصفاته.
قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ. وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران:45-46].
وقال تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا. ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} [مريم:30-34].
ولقد احتفى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأخيه المسيح عليه السلام بذكر عدد من الأحاديث التي تدل على مكانته ومقامه ،،،،
فقال صلى الله عليه وسلم: " (أنا دعوة أبي إبراهيم، وبُشرى أخي عيسى) رواه ابن حبان فى صحيحه.
ويصف لنا أخاه المسيح، فيقول: “رِبعة ( يعنى لا طويل ولا قصير ) أحمر كأنما خرج من ديماس”. أيْ حَمّام، وفي ذلك إشارة إلى جماله ونقائه ووضاءته وإشراق وجهه،،،
رواه مسلم.
ومِن شدَّة محبته له، يصفه مرة أخرى، فيقول: “بينما أنا جالس عند الكعبة، فرأيتُ في أجمل ما يرى الرائي؛ رأيتُ رجلًا أدم سبط الشعر يُهادَى بين رجُليْن، وكأنَّ رأسه يقطر ماءً، فقلتُ مَن هذا؟ قالوا: هذا أخوك ابن مريم”. صحيح ابن حبان.
ويدافع عن المسيح عليه السلام ويقول: أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة؛ فليس بيني وبينه نبيّ”. صحيح مسلم.
ويفتخر بأخيه المسيح، قائلًا: (كيف تهلك أُمّةٌ أنا في أولها وأخي عيسى في آخرها). رواه الحاكم.
وفي مناسباتٍ كثيرة، يُشبِّه (نبيّ الرحمة) بعض أصحابه بالمسيح في عطفه، وشفقته، ورحمته، فمثلًا: يقول لأبى ذر: مثلكَ يا أبا ذر في أصحابي كمثل المسيح بن مريم بين الناس”
وعلى هذا فالاحتفاء بميلاد السيد المسيح ليس حرامًا كما يدّعى أهل الغلو والجفاء !
بل هو سلام كما ذكر القرآن " والسلام عليّ يوم ولدت".