ما تداعيات الحرب في غزة على إمدادات النفط والغاز العالمية؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
تزداد المخاوف بشكل كبير من أن تؤثر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، على إمدادات النفط والغاز العالمية وما قد يترتب على ذلك من تقلبات على الأسعار.
وارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف نسبياً، في الوقت الراهن، كنتيجة للحرب التي اندلعت عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وارتفع سعر خام برنت الأوروبي بنحو 10 في المئة، ونظيره الأمريكي بنحو 9 في المئة.. وتبلغ الأسعار نحو 90 دولاراً للبرميل، وهي لا تزال بعيدة عن مستوياتها التاريخية، بحسب تقرير لموقع BBC.
هبوط الشيكل ومخاوف تحيط بأسواق النفط والأسهم.. هذه أبرز
التداعيات الاقتصادية للحرب بين #إسرائيل و #حماس#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/ykxqKbiZQO
ويحذر خبراء من أنه بعد مرور خمسين عاماً على الحظر النفطي، الذي فرضته الدول العربية على الدول الداعمة لإسرائيل خلال حرب الأخيرة مع مصر عام 1973، فإن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى تعطيل الإمدادات ودفع الأسعار إلى الارتفاع.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الحرب في غزة "لا تجلب أخباراً جيدة" لأسواق النفط المنهكة بالفعل، بسبب تخفيضات إنتاج النفط من المملكة العربية السعودية وروسيا وتوقع طلب أقوى من الصين.
ويقول محلل شؤون النفط، إدواردو كامبانيلا، إن "إسرائيل ليست منتجاً للنفط، ولا توجد بنية تحتية دولية كبرى للنفط بالقرب من قطاع غزة"، وعلى الرغم من ذلك يبقى أحد المخاطر الرئيسية في التدخل المباشر لإيران، الداعمة لحركة حماس والتي تعد عدواً لدوداً لإسرائيل، في النزاع.
وتمثل منطقة الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث العرض العالمي من النفط، ويمر من مضيق هرمز الإستراتيجي نحو 20 في المئة من الإمدادات العالمية، أو ما يوازي 30 في المئة من إجمالي النفط الذي يتم نقله بحراً.
وتعتبر الأزمة الحالية هي الخطر الجيوسياسي الأكبر الذي يهدد سوق الطاقة العالمي، منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير (شباط) من العام الماضي 2022 بحسب خبراء، كما يخشون من اتساع النزاع ليضم الدول القريبة المنتجة للنفط مثل إيران والسعودية، وخاصة إذا قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز.
ويقول كامبانيلا إن السعودية والإمارات العربية المتحدة فقط، من بين دول المنطقة، لديهما خطوط أنابيب لشحن النفط الخام خارج الخليج، من دون المرور عبر مضيق هرمز.
كيف موّل الغرب وإسرائيل "#حماس" من غير قصد؟ https://t.co/OGygkWRJFk pic.twitter.com/HQdS0289II
— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2023وحتى في حال عدم تدخل إيران بشكل مباشر في النزاع، يمكن أن تشدد الولايات المتحدة من العقوبات على طهران في حال ثبوت تورطها في هجوم حماس على إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط على سوق النفط الذي يعاني أصلاً من نقص المعروض.
ويرى محللون أنه من غير المرجح أن تشدد الولايات المتحدة العقوبات على إيران، من دون موافقة السعودية على تعويض البراميل الإيرانية المفقودة، وهو أمر لا يتوقع حدوثه وفقاً لهم.
كما يمكن أن تخرج الصفقة التي توسطت فيها واشنطن لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، والتي قد تؤدي إلى زيادة إنتاج المملكة من النفط، عن مسارها.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت، قبل نحو أسبوعين، أن السعودية أبلغت البيت الأبيض بأنها مستعدة لزيادة إنتاج النفط أوائل العام المقبل للمساعدة في تأمين الصفقة.
وكانت السعودية وروسيا أعلنتا بالفعل، في وقت سابق، عن تخفيضات طوعية في الإمدادات حتى نهاية عام 2023، بلغت قيمتها 1.3 مليون برميل يوميا، ما دفع بأسعار النفط إلى أعلى مستوياتها خلال 10 أشهر في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.
#السعودية و #روسيا تواصلان التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط https://t.co/fiiQQkHkp6
— 24.ae (@20fourMedia) October 4, 2023وشهدت إيران العضو في مجموعة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تضرر إنتاجها وصادراتها بسبب سنوات من العقوبات الدولية. لكن خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، زاد إنتاجها ويشتبه في قيامها بتهريب النفط إلى السوق، بينما تغض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الطرف عن ذلك، وفقاً للمحلل النفطي، هيلغ أندريه مارتينسن، للمساعدة في احتواء الأسعار في سياق ارتفاع الطلب ونقص العرض.
أسواق الغازفيما يتعلق بالغاز، تبدو العواقب أسرع، ففي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) ارتفع سعر الغاز عبر منصة تداول عقود الغاز الهولندية (تي تي إف)، وهي المؤشر الأوروبي للغاز الطبيعي، بمقدار الثلث مقارنة بما كان عليه قبل هجوم حماس.
بالنسبة للمحلل ستيفن إينيس، فإن الحرب "تهدد بشكل خطير سوق الغاز الطبيعي الإقليمي، ويمكن أن يكون لها تأثير على إمدادات الغاز الطبيعي المسال".
بدوره، يقول جيوفاني ستونوفو من "يو بي إس"، إنه "على الرغم من أن المخزونات الأوروبية ممتلئة تقريباً، إلا أنها ليست كافية لتجاوز فصل الشتاء إذا توقفت جميع الواردات".
وفي أعقاب الهجوم، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية تعليق الإنتاج مؤقتاً من حقل غاز "تمار" البحري، وأوقفت شركة شيفرون الأمريكية العملاقة أنشطتها في الحقل بناء على تعليمات من السلطات الإسرائيلية.
ويمثل هذا الحقل "حوالي 1.5 في المئة من إمدادات الغاز الطبيعي المُسال في العالم"، وفقاً لإينيس، كما يزود السوق الداخلية بشكل أساسي، ثم مصر والأردن.
إسرائيل تعلق إنتاج الغاز من حقل تمار بسبب الحرب https://t.co/eUdUOgoXJz
— 24.ae (@20fourMedia) October 9, 2023في الوقت الطبيعي، لم يكن إيقاف حقل بهذا الحجم يتسبب بإرباك أسواق الغاز، إلا أن التطورات التي شهدتها تلك الأسواق في السنوات الأخيرة، من إيقاف لمعظم الغاز الروسي المتجه لأوروبا، واضطرار الأخيرة للبحث عن بدائل بأي ثمن، جعل من أسواق الغاز أكثر هشاشة وتقلباً، حتى لو تعلق الأمر بكميات ليست ضخمة.
وستكون العواقب أكثر إثارة للقلق في حال إغلاق حقل "ليفياثان" أكبر حقل للغاز في إسرائيل، حسبما يقول المحللون الذين يشيرون إلى ارتفاع الأسعار في بداية الحرب في أوكرانيا، إلى 345 يورو لكل ميغاوات/ساعة، وهو رقم قياسي.
وإذا ما استمرت الحرب في غزة وما قد يتمخض عنها من تداعيات، فإن هذا سيقلل من قدرة أوروبا على التعامل مع أية أحداث أخرى غير متوقعة -مثل شتاء قارس أو انقطاع الإمدادات من مناطق أخرى- الأمر الذي من شأنه أن يزيد احتمالات صعود أسعار الغاز، وفقاً لبنك غولدمان ساكس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أسعار النفط فی المئة الحرب فی
إقرأ أيضاً:
بعد الحرب..إسرائيل تريد السلام في غزة لكنها لن تمول إعادة الإعمار
قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، الأربعاء، إن إسرائيل تريد أن يسود السلام قطاع غزة لكنها لم تقرر بعد إذا كانت ستساعد في تمويل إعادة إعماره.
وأضاف أن إسرائيل لن تسمح بعودة إدارة حماس للقطاع، والذي قال إنها قد تؤدي إلى هجوم آخر للمسلحين عبر الحدود.ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ يوم الأحد وتحول التركيز في جانب منه إلى سبل تحقيق السلام الدائم بعد حرب استمرت 15 شهراً دمرت قطاع غزة وأشعلت الشرق الأوسط.
وقال بركات في مقابلة مع رويترز في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن إعادة إعمار غزة غير ممكنة ما لم تقرر حماس أنها تريد سلاماً دائماً مع إسرائيل.
انقسامات داخلية وضغوط خارجية.. من يحكم غزة؟
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/qcjlLbfRlY pic.twitter.com/BiEQYfUQpv
وشنت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مقاتلون بقيادة حماس حدود إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في هجوم قالت إحصاءات إسرائيلية أنه أسفر عن 1200 قتيل، واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون إن أكثر من 47 ألفاً في غزة قتلوا في الحملة الإسرائيلية.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت سابق بأنه لن يوقف الحرب قبل القضاء على حماس، قائلًا إن لا سلام وأمن دائمان لإسرائيل دون ذلك.
وأكد مانحون رئيسيون محتملون لغزة، أن حماس، التي تتعهد بتدمير إسرائيل والتي تصنفها دول غربية كثيرة منظمة إرهابية، لا يمكنها الاستمرار في حكم غزة بعد الحرب.
لكن منذ سريان وقف إطلاق النار، عادت إدارة حماس في غزة إلى الظهور وتحركت بسرعة لإعادة فرض الأمن، وإعادة الخدمات الأساسية، وهو ما يؤكد أنها لا تزال مسؤولة عن الشؤون العامة.
وقال بركات إن إسرائيل لم تقرر بعد إذا كانت ستساهم مالياً في إعادة الإعمار هناك.