عقدت قمَّة القاهرة للسَّلام، والتي شهدت حضورًا عربيًّا ودوليًّا واسعًا لبحْثِ تطوُّرات ومستقبَل القضيَّة الفلسطينيَّة وعمليَّة السَّلام، في توقيت شديد الحساسيَّة وفي ظرف بالغ الخطورة، حيث يتواصل العدوان الهمجي الذي يشنُّه كيان الاحتلال الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة وكافَّة الأراضي الفلسطينيَّة، لدرَجة أنَّ خمس وكالات تابعة للأُمم المُتَّحدة قَدْ حذَّرت من أنَّ الوضع الإنسانيَّ في قِطاع غزَّة بات كارثيًّا، وأكَّدت أنَّ المستشفيات تضيق بالجرحى، وأنَّ الأطفال يموتون بوتيرة مقلقة.

ورغم تلك التحذيرات، فإنَّ كيان الاحتلال المارق لا يزال يصرُّ على موقفه العدوانيِّ، وإصراره على ارتكاب المزيد من الجرائم، معتمِدًا في ذلك على تواطؤ بعض الأطراف الفاعلة في المُجتمع الدوليِّ معه، ومساعدته على الإفلات الدَّائم من العقاب الذي يستحقُّه على تلك الجرائم المُروِّعة، بالإضافة إلى سَعْيِه لفرضِ حلولٍ أحاديَّة تُمكِّنه من تحقيق أطماعه المعلَنة والخفيَّة.
وعلى الرغم من إجماع كافَّة الحضور، حتَّى الدوَل الَّتي سبَقَ وأعلنت دعمها المطلق للكيان الصهيونيِّ، على ضرورة عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات وتحقيق سلامٍ عادلٍ وشامل، يُعِيد الحقوق المسلوبة إلى الشَّعب الفلسطينيِّ، فإنَّ البعض شارك في القمَّة بكلماتٍ فضفاضة، تكتفي بضرورة إيصال المساعدات، وضرورة العمل على تحقيق حلِّ الدولتَيْنِ، ما حالَ دُونَ صدور بيان ختامي للقمَّة التي شهدت موقفًا عربيًّا موَحَّدًا يقضي على أوهام وطموحات كيان الاحتلال الصهيونيِّ في التهجير القسريِّ بكلماتٍ واضحة لا تقبلُ اللَّبس ولا التأويل، حيث أكَّدت الرئاسة المصريَّة بشكلٍ صريح في وجْهِ كيان الاحتلال الصهيونيِّ وحلفائِه، عدم القَبول بالتهجير الذي يعني في الأساس تصفيةَ القضيَّة الفلسطينيَّة. وجاء الموقف العُماني حازمًا حيث أعلنت سلطنة عُمان عن رفضها القاطع للتصعيد العسكريِّ الإسرائيلي على قِطاع غزَّة، ودعوتها إلى تحمُّل المُجتمع الدوليِّ مسؤوليَّاته في وقف هذه الحرب والعودة إلى منطق العقل والسِّلم في تحقيق غايتنا المنشودة نَحْوَ السَّلام العادل والشامل، بالاستناد إلى القانون الدوليِّ، وإعلانها دعم الجهود الإقليميَّة والدوليَّة والحرص على وقف نزف الدِّماء بصورة فوريَّة، وحماية المَدنيِّين والعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانيَّة والإغاثة الطبيَّة العاجلة والغذاء إلى المتضررين في قِطاع غزَّة، واستئناف عمل إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، مشيرةً إلى أنَّ جوهر الأزمة يكمن في ضرورة التطبيق الفوريِّ لمبادئ وقواعد القانون الدوليِّ والقانون الدوليِّ الإنسانيِّ في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، والشروع في تطبيق قرارات الأُمم المُتَّحدة تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة، رفعًا للظلم الواقع على الشَّعب الفلسطينيِّ الذي يتجرَّع بشكلٍ مستمرٍّ موجات العنف والتنكيل، ومنحه حقَّه بإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة وعاصمتها القدس الشرقيَّة وعلى حدود عام 1967م. إنَّ تلك المواقف العربيَّة المتوافقة بحاجة إلى مفاعيل على الأرض لكَيْ يكُونَ لها دَوْرٌ مُهمٌّ وحازم في التأثير على المواقف العالَميَّة المختلفة، الَّتي باتَتْ مطالَبةً الآن ـ دُونَ تسويف ـ بضرورة وقف هذا العدوان الهمجيِّ، وفتح ممرَّات لإدخال المساعدات الإنسانيَّة لغزَّة، ووقف الهجمات الإرهابيَّة التي يشنُّها قطعان المستوطنين الإرهابيِّين على فلسطينيي القدس والضفَّة الغربيَّة، والبدء الفوريِّ في مفاوضات حلِّ النزاع، منطلقةً من القرارات الأُمميَّة المُلزِمة الَّتي تُحقِّق تطلُّعات الشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المستقلَّة ذات السِّيادة الكاملة على كامل أراضيه، وإعادة كامل الحقوق الفلسطينيَّة المنهوبة، وعلى رأسها حقُّ العودة، وإطلاق سراح كافَّة الأسرى الفلسطينيِّين في سجون الاحتلال.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: کیان الاحتلال ة الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

"الوطني الفلسطيني" يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تقاعسه أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حمّل المجلس الوطني الفلسطيني، المجتمع الدولي المسؤولية عن تقاعسه المستمر أمام انتهاكات حكومة الاحتلال الإسرائيلي الصارخة للقانون الدولي والشرعية الدولية. 

وأشار المجلس -في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم الأربعاء- إلى أن طرح المصادقة على بناء أكثر من 1000 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة، ليس مجرد خطوة في سلسلة طويلة من الجرائم الاستيطانية، بل هو ضربة للمجتمع الدولي وتقويض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتجسسيد واضح لسياسة الضم والتهويد التي تسعى حكومة اليمين الإسرائيلي، بدعم من بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية إلى فرضها كأمر واقع.

وأضاف أن استمرار هذه الانتهاكات دون رادع، وفي ظل صمت دولي، يعكس تواطؤا غير معلن مع الاحتلال، ويشجعه على تسريع وتيرة التوسع الاستيطاني الهادف إلى تفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين وطمس الهوية الفلسطينية.

وأوضح المجلس أن هذه الجرائم الممنهجة، المدعومة بحماية سياسية ودبلوماسية من الدول الاستيطانية لا تشكل فقط تحديا للقوانين والقرارات الأممية بل تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وتقوض أي مسار حقيقي للسلام العادل والشامل، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه الجرائم، وحماية القرارات والمحاكم الدولية بما في ذلك فرض العقوبات الفورية على إسرائيل، وإلزامها الامتثال للشرعية الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • استشهاد الأسير الفلسطيني رقم (63) في سجون كيان الاحتلال الإسرائيلي جراء التعذيب
  • خبير علاقات دولية: القمة العربية أظهرت موقفًا عربيًا موحدًا لدعم القضية الفلسطينية|فيديو
  • "الوطني الفلسطيني" يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تقاعسه أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • «قمة القاهرة».. موقف عربي موحد لدعم الصمود الفلسطيني
  • برلمانية: البيان الختامي عكس موقف عربي موحد في وجه العواصف
  • ولي العهد الكويتي: يقع على عاتقنا صياغة موقف عربي موحد ضد مخططات تهجير الفلسطينيين
  • ولي العهد الكويتي: تهجير الفلسطينيين جريمة تطهير عرقي وندعو لموقف عربي موحد
  • رئيس المجلس الرئاسي الليبي: يجب اتخاذ موقف عربي موحد يرفض مخططات انتزاع الشعب الفلسطيني من أرضه أو دفعه للنزوح
  • القانــون الدولــي الإنســاني فــي «منحــدر خطِر» ويجب تصحيح المســار
  • موقف عربي موحد بشأن فلسطين.. إشادة برلمانية بالقمة العربية المرتقبة في القاهرة