إسرائيل توسع الإخلاء قرب لبنان وتحذر حزب الله من تصعيد الحرب
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
وسّعت إسرائيل عمليات إجلاء السكان من التجمعات الواقعة على جبهتها الشمالية مع لبنان اليوم الأحد مع تصاعد الاشتباكات عبر الحدود مع جماعة حزب الله اللبنانية منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من أسبوعين، فيما حذر بنيامين نتنياهو حزب الله من فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل.
وبعد تفعيل خطة في الأسبوع الماضي لنقل السكان من 28 قرية في المنطقة الحدودية ومن بلدة كريات شمونة القريبة مع توفير إقامة مؤقتة على نفقة الدولة، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها ستضيف 14 قرية إلى قائمة الإخلاء.
وزاد تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ أن شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية طوفان الأقصى على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، فيما ردت القوات الإسرائيلية بقصف جوي مكثف على قطاع غزة.
وهذا هو أسوأ تصعيد للعنف على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم إنه ضرب عدة أهداف تابعة لحزب الله في لبنان خلال الليل، وشمل ذلك استهداف ما وصفه بمجمع أُطلق منه صاروخ على إحدى طائراته المسيرة، ولم يحدد الجيش الموقع.
وفي أعقاب ذلك، قصفت القوات الإسرائيلية 3 مجموعات من المقاتلين الذين أطلقوا أو كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ مضادة للدروع عبر الحدود، حسبما قال الجيش مضيفا أنه أسقط أيضا طائرة مسيرة كانت قادمة من لبنان.
وذكرت قناة المنار التلفزيونية التي تديرها جماعة حزب الله أن قصفا إسرائيليا استهدف محيط قرية علما الشعب والمناطق المحيطة بها الواقعة غربي المناطق الحدودية، وكذلك محيط قرية عيترون شرقا، وأضافت أن المنطقة المحيطة ببلدة حولا اللبنانية على الجهة المقابلة لكريات شمونة الإسرائيلية تعرضت لقصف إسرائيلي أيضا.
وقالت جماعة حزب الله إن 19 من مقاتليها قتلوا في الاشتباكات على الحدود منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول حتى أمس السبت.
إسرائيل تحذر حزب الله
وكانت مصادر قد قالت إن هجمات حزب الله على إسرائيل تهدف إلى إبقاء الجيش الإسرائيلي منشغلا دون إثارة حرب كبرى، وتقول إسرائيل إنها ليست مهتمة بشن حرب وإنها ستحافظ على الوضع الراهن إذا مارست جماعة حزب الله ضبط النفس.
لكن تفاقم التوتر أثار مخاوف في المنطقة وخارجها من نشوب صراع أوسع نطاقا في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لتوغل بري متوقع في غزة.
في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد حزب الله من مغبة فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل وقال إن ذلك من شأنه أن يدفع إسرائيل لتنفيذ ضربات مضادة بقوة "لا يمكن تخيلها ويأتي بدمار خراب على لبنان".
وفي نص رسمي لإفادة أدلى بها نتنياهو لكوماندوز من إسرائيل قرب الحدود مع لبنان قال أيضا "لا يمكن أن أقول لكم الآن ما إذا كان حزب الله سيقرر دخول الحرب بالكامل".
وأضاف نتنياهو للقوات أن الحرب الدائرة حاليا هي بمثابة "التحرك أو موت" بالنسبة لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جماعة حزب الله
إقرأ أيضاً:
عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
بيروت - شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق في شمال لبنان والبقاع عند الحدود السورية، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة عشرة آخرين، في استمرار للخروقات الإسرائيلية المتواصلة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في مسعى من إسرائيل لمنع «حزب الله» من «إعادة التسلح»، كما يقول مسؤولون إسرائيليون، حسب الشرق الاوسط.
وللمرة الثانية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في البقاع، حيث سقط قتيلان، وأُصيب عشرة أشخاص في قصف استهدف منطقتيْ جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية السورية، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية، وذلك بعدما كان القصف الإسرائيلي قد استهدف البقاع في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وفي الوقت عينه، كانت منطقة الشمال أيضاً هدفاً للطائرات الإسرائيلية، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الإسرائيلي شنّ غارتين على منطقة وادي خالد، فجر الجمعة، مشيرة إلى أن الغارة الأولى استهدفت شاحنة محملة ببطاريات وخردة في منطقة الواويات، والثانية استهدفت معبر جب الورد في خراج بلدة حنيدر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أهدافاً تابعة لـ«حزب الله» في البقاع. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن «طائراتٍ حربية تابعة لسلاح الجو، وبناءً على توجيهات استخباراتية من هيئة الاستخبارات، شنّت، خلال الليلة الماضية، غاراتٍ على عدة أهدافٍ تابعة لـ(حزب الله) في منطقة البقاع». ولفت إلى أنه «من بين الأهداف التي جرى استهدافها موقع عسكري يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور إلى الحدود اللبنانية السورية، يستخدمها (حزب الله) لمحاولة تهريب الأسلحة».
وعن إطلاق مُسيّرة استطلاع تابعة لـ«حزب الله»، الخميس، قال أدرعي إن «هذا الأمر يشكّل انتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، وذلك بعدما كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الخميس، «اعتراض» مُسيّرة لـ«حزب الله» أُطلقت، وفق ما قال، باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وتعليقاً على الأحداث الدائرة الأمنية في لبنان، رأى النائب في كتلة نواب «حزب الله» إبراهيم الموسوي، أنّ «الاعتداء على البقاع هو انتهاك شديد الخطورة وعدوان فاضح يخرق إجراءات القرار». كما لفت إلى أن «هذا التصعيد المتمادي والمُمنهج يؤكد تحلل إسرائيل من أي التزامات جدية وعدم احترامها المجتمع الدولي برُمّته». وطالب الموسوي الدولة اللبنانية، مُمثّلة برئاسة الجمهورية والحكومة والجيش، بـ«التحرك الفوري وبكل الوسائل المتاحة لوقف هذه الاستباحة المستمرة لدماء اللبنانيين ولسيادة الدولة على أراضيها».
الرئاسة اللبنانية وقيادة الجيش تتباحثان الوضع في الجنوب
وكان الوضع في جنوب لبنان؛ حيث تستمر الخروقات الإسرائيلية، محور بحث بين الرئيس جوزيف عون مع قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي. وأعلنت الرئاسة اللبنانية «أن الرئيس جوزيف عون عرض، الجمعة، التطورات في جنوب البلاد مع عودة وقهوجي، حيث جرى تكليف قائد الجيش بالإنابة بتفقُّد الجنوب والاطلاع على الوضع الميداني، وواقع انتشار الجيش اللبناني في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي».
وكشفت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الإسرائيلي لا يزال في 9 بلدات بجنوب لبنان معظمها في القطاع الشرقي الذي يحدُّ الجليل الأعلى، وهي ميس الجبل، وكفركلا، ومركبا، ورب ثلاثين، والعديسة، وعيترون، ومحيبيب، بالإضافة إلى قسم من بلدتيْ مارون الراس ويارون (القطاع الأوسط).
«أطباء بلا حدود»: استمرار العمليات الإسرائيلية يُفاقم معاناة أهالي الجنوب
وتحدثت منظمة «أطباء بلا حدود» عن معاناة العائدين إلى قرى جنوب لبنان نتيجة مواصلة العمليات العسكرية وتدمير البنى التحتية وفقدان الرعاية الصحية، إضافة إلى عدم قدرة عدد كبير من السكان على العودة إلى منازلهم إما بسبب استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي أو بسبب تدمير بيوتهم.
ويقول منسق الطوارئ في «أطباء بلا حدود» بلبنان، فرنسوا زامباريني، في بيان صادر عن المنظمة، إنه «منذ سريان وقف إطلاق النار في شهر نوفمبر الماضي، استمرت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار وشن الغارات وهدم البنى التحتية المدنية، مخلّفةً مزيداً من الدمار والضحايا المدنيين في جنوب لبنان، كل يوم. وقد تفاقمت معاناة هذه المجتمعات بشكل كبير، ولا سيما أن الناس يُقاسون في الأساس للتعامل مع خسائرهم وتحمُّل تبِعات الحرب»، مشيراً إلى أن «المجموعات الأكثر حاجة، على غرار اللاجئين والعاملات والعمال الأجانب، تتحمّل تحديات أكبر، في هذا السياق».
وذكّر البيان بأنه وفقاً لوزارة الصحة العامة، قُتل 83 شخصاً، وأُصيب ما لا يقل عن 228 آخرين على يد القوات الإسرائيلية في لبنان، منذ إعلان وقف إطلاق النار. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تضرَّر أو دُمِّر أكثر من 90,000 مبنى، بما في ذلك المنازل والشركات والمرافق الزراعية والمدارس والبنية التحتية للمياه؛ بسبب القصف الذي طال جميع أنحاء البلاد.
Your browser does not support the video tag.