انتشرت صورة على صفحات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وقيل إنها تُظهر صفًا من الأشخاص اليهود ينتظرون دورهم للحرق في فترة النازية.

صورة محرقة اليهود

تصور الصورة صفوفًا من الأشخاص يتم توجيههم نحو مبنى أو محرقة ضخمة، وتظهر وجود حراسة مسلحة في المكان.

في التعليقات المرافقة للصورة، تم وصفها بأنها "صورة نادرة وحقيقية لمحرقة اليهود لهتلر"، وأُضيف أنها تظهر "طابورًا طويلاً حيث ينتظر الأشخاص دورهم للحرق".

ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن العالم لم يتعرف على حقيقة معسكرات الاعتقال النازية إلا بعد دخول الجيش الأحمر السوفيتي في 27 يناير 1945، وقد كانت لدى الحلفاء معلومات مفصلة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ألمانيا النازية ضد اليهود قبل ذلك بكثير.

بتقديم المفتي.. صدوركتاب "العملات الرقمية المشفرة في ميزان الشرع" للبشاري في ذكرى عدلي يكن.. جعل العربية اللغة الأساسية في التعليم وأنشأ أول حضانة الإبادة الجماعية لليهود

ففي ديسمبر 1942، أرسلت حكومة بولندا التي كانت في المنفى في لندن إلى الحلفاء وثيقة بعنوان "الإبادة الجماعية لليهود في بولندا التي تحتلها ألمانيا". وقد تضمنت الوثيقة روايات مفصلة عن مأساة الهولوكوست استنادًا إلى شهادات أعضاء المقاومة البولندية. ومع ذلك، لم يلق العالم تلك الوثيقة بالتصديق، ولم يكن هناك استجابة فعلية من المجتمع الدولي، واعتبرت تلك المعلومات مبالغًا فيها ودعاية للحرب البولندية.

وقام النازيون بإنشاء شبكة واسعة من معسكرات الموت ومعسكرات الاعتقال في أنحاء أوروبا، وتم إنشاء هذه المعسكرات كجزء من "الحل النهائي" الذي وضعه الزعيم النازي أدولف هتلر، والذي كان يهدف إلى إبادة حوالي 10 ملايين يهودي أوروبي.

ومع ذلك، فإن الصورة التي يتم تداولها ليست "صورة نادرة" للمحرقة كما يدّعي بعض المنشورات المضللة. فقد تم توجيه البحث عن الصورة إلى أفلام سوفيتية عن هاية الحرب العالمية الثانية والتي تصوّر المحرقة النازية. 

تم إصدار هذا الفيلم في عام 1959 بعنوان "مصير رجل"، وهو من إخراج سيرغي بوندارتشوك، المخرج الشهير لفيلم "الحرب والسلام" الذي صدر في عام 1966 ومستوحى من رواية بنفس الاسم للكاتب الروسي ليو تولستوي. يروي الفيلم قصة جندي سوفيتي يسقط في أسر النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اليهود الإبادة الجماعية التواصل الاجتماعي ألمانيا النازية حكومة بولندا وكالة الأنباء الفرنسية

إقرأ أيضاً:

نهضة رواندا … امة موحدة تنهض من ركام الإبادة الجماعية

بقلم عبد الاله حسن محمد

١/٢
لطالما حلمت بزيارة شرق إفريقيا، خاصة كينيا ورواندا، وأخيراً جاء الوقت المناسب لتحقيق هذا الحلم. بدأت رحلتي متعثرةً في مطار تورنتو بسبب خطأ من موظف شركة الطيران الأمريكية دالتا، حيث كان من المفترض أن أغادر في 4 سبتمبر 2024، بدلاً عنه وصلت إلى مطار كيغالي في 9 سبتمبر 2024 حيث تم ختم جواز سفري الكندي بتأشيرة سياحية مجانية لمدة شهر بكل سهولة وناولني له مع الامنيات الطيبة بإقامة سعيدة في رواندا. في قسم استعادة الأمتعة، كان موظفو البيئة يتأكدون من عدم دخول أي مواد بلاستيكية إلى المدينة، تركت عندي انطباعاً "بأن هؤلاء الناس لديهم رؤية واضحة يطبقونها".

خارج المطار، كان في استقبالي صديق يقيم في رواندا منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولديه بعض الانطباعات السلبية عنها. أخذني إلى فندق اسمه "لبنان"، لا علاقة له بدولة لبنان، حيث أوضح لي موظف الفندق أن الاسم مأخوذ من الإنجيل. يقع الفندق في حي ريميرا، قريب جداً من مركزه، وهو فندق نظيف ومرتب ولكنه ضيق المساحات. كانت الغرفة صغيرة، تحتوي على سرير بحجم كوين وحمام ضيق مع دش ساخن وبارد، بالإضافة إلى منطقة جلوس وشرفة تطل على حديقة الفندق، وتكلفة الإقامة كانت 50 دولاراً في اليوم. في صباح اليوم التالي بعد تناول وجبة إفطار خفيفة في الفندق، خرجت لاستكشاف كيغالي. كان الصباح مشرقاً والنسيم لطيفاً، حيث تنبعث روائح التربة والأشجار في الهواء. كان الطريق المعبد والنظيف خارج الفندق يتناقض مع زرقة السماء الخالية من السحب، في مشهد رائع لصباح رواندي جميل.

أول ما لفت انتباهي هو هدوء المارة وهم يسيرون في نظام وصمت على الأرصفة النظيفة المخصصة للمشاة ومعظمهم من الشباب دون الخامسة والثلاثين، لم يشهدوا المجزرة او ربما كانوا اطفالاً. ايضاً لفت نظري أطفال المدارس وهم في طريقهم إلى المدرسة بزيهم المدرسي الجميل يسيرون في مجموعات صغيرة وهم يتحدثون بلغة الكينيارواندا.
كان لدي فضول ورغبة للتحدث مع بعض الروانديين وطرح العديد من الأسئلة التي كانت تدور في ذهني. وجدتهم لا يتحدثون الفرنسية، والقليل منهم يتحدث قليل من الإنجليزية. وسرعان ما أدركت الأسباب. حتى عام 2008، كانت المدارس الرواندية تُدار باللغة الفرنسية، ثم قررت الحكومة التدريس بالكينيارواندا مع اعتماد الإنجليزية كلغة ثانية للبلاد وإلغاء الفرنسية. كان هناك عدة أسباب لهذا التحول، منها أن الإنجليزية هي لغة الأعمال العالمية، ومعظم جيران رواندا يتحدثون بها، مما يسهل التبادل التجاري. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت العلاقة الاستعمارية السيئة مع بلجيكا وفرنسا وغيابهما أثناء الإبادة الجماعية، في إلغاء الفرنسية كلغة رسمية للبلاد، رغم أن رواندا لا تزال عضواً في مجموعة الدول الفرانكفونية. جعلني عدم القدرة على التواصل مع عامة الناس وعدم قدرة معظمهم الإجابة على أسئلة بسيطة اشعر بضعف في نظامهم التعليمي، وهكذا حال أي نظام ديكتاتوري، ربما أكون مخطأً ! استمر هذا الإحساس معي لعدة أيام وظل يبعث في نفسي بعض الانطباعات السالبة عن رواندا.

كانت تدور في ذهني أسئلة مثل هل شهدوا المجزرة؟ هل أحد هؤلاء الشباب شاهد والديه يقتلون؟ هل بقي لهم أي عائلة؟ من منهم توتسي ومن منهم هوتو؟ مثل هذه الأسئلة كانت تدور في ذهني ولا اجد إجابة لها، بل كادت أن تفسد هدوء الصباح الجميل بل زيارتي بأكملها. كنت اريد ان اعرف مدى الضرر الذي لحق بالجيل الحالي لكني لم اسمعهم طوال اقامتي يتحدثون عن تلك المجزرة البشعة التي حدثت في العام ١٩٩٤، ولا أعرف افضل طريقة لجعلهم يتحدثون. تغلبت على هذه الهواجس وقررت عدم ربطهم بالماضي او محاولة العثور على كل شيء عن المجزرة او ربطهم بالقبيلة التي لم أسمعهم ينطقون بها طوال فترة زيارتي وممنوع رسمياً ذكرها في أي مكان. هم يريدون نسيان ما حدث لهم من مآسي وفظائع. تركت تلك الهواجس وقررت التعمق أكثر لمعرفتهم بوسائل أخرى و أستمتع بتلك البلاد الجميلة وما أتيت من اجله.
بعد حوالي الساعتين من التجوال في كيغالي، أذهلني حقيقة أن المدينة نظيفة ولا توجد ارصفة متربة على جانبي الشارع وفي وسط الطرق المزدوجة توجد أرصفة خضراء من النجيلة وبعض أشجار الزينة، جميع الشوارع بها مسارات للمشاة، اذا كنت من هواة التجوال سيراً على الاقدام يمكنك السير لمسافات طويلة طالما لديك طاقة للسير، فقط هناك صعود وهبوط كثيرة نسبة لطبيعة المدينة الجبلية، لذا ارتدِي حذاءً مريحا واشرب الماء، فالطقس معتدل ولطيف للغاية. لا توجد الباعة المتجولين أو المتسولين في الطرقات العامة. طوال فترة اقامتي شاهدت متسول واحد فقط. هنالك بعض الزحام المروري وخاصة من الدرجات النارية (الموتوسيكل) وهي أرخص وسيلة مواصلات للتنقل في المدينة. يرتدي سائقو الدراجات النارية خوذات برتقالية وسترة عاكسة تحمل علامة إحدى شركات الاتصالات في المدينة، السترات البرتقالية لشركة Tigo والخضراء لشركة MTN، ويناولك السائق خوذة بمجرد الركوب معه لارتدائها، لأنها ملزمة قانونياً.
كيغالي مدينة منظمة مبنية على التلال ومنتشرة على نطاق واسع. تتكون من ثلاث مناطق هي غاسابو، كيكوكيرو، ونياروجينجي. غاسابو هي أكبر منطقة من حيث المساحة الجغرافية ويقيم فيها معظم السودانيين الذين تعرفت عليهم في كيغالي. وكل قسم من هذه الأقسام يقسم إلى احياء وله مركزه المالي والتجاري الخاص. أخذنا أحد السودانيين المقيمين في المدينة اكثر من ستة سنوات في جولة تعريفية حول المدينة، كل الاحياء المبنية فوق الجبال والوديان رائعة ومنظمة، حتى الأجزاء الفقيرة والقديمة من المدينة ذات الطرق الضيقة المتعرجة حول التلال كل شوارعها مرصوفة وبعضاً منها مرصوفة بالحصى، لا توجد بها مساكن عشوائية كما في معظم المدن الافريقية الكبرى. في المساء تمتد الأضواء إلى ما لا نهاية، أضواء ترقص على قمم التلال والوديان، تتلألأ مثل النجوم في ليلة ظلماء، إنه منظر ساحر. بطريقة ما حول الليل هذه المدينة ذات التلال العديدة إلى أرض خيالية، لم أرى مشهدًا مثله من قبل.
رواندا معروفة بوجودها الأمني المكثف وسلطاتها الأمنية النشطة نسبة لتجربتها الصعبة خلال فترة الإبادة الجماعية في ١٩٩٤. كما أن رواندا استثمرت بشكل كبير في تحسين بنيتها التحتية الأمنية والتكنولوجية مما جعلها واحدة من أكثر الدول أماناً واستقراراً في افريقيا.
اخيراً بغض الطرف عن الجدل المثير حول وجود نظام ديكتاتوري في رواندا، حتى وإن كان خيراً إلى حد ما، وعن الاتهامات الموجهة لبول كيغامي، الرئيس الرواندي بأنه فاسد مثله مثل إي ديكتاتور مستبد في افريقيا او كيغالي مليئة بجواسيسه الذين يتعقبون أي مشتبه به محتمل، إلا أن رواندا تركت عندي انطباعاً بأن افريقيا قادرة على أن تنهض من كبوتها وتخطو نحو المستقبل بخطوات ثابتة واضحة وعملية.

a_bdulelah@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • مناقشات عن "السوشيال ميديا وحرب الأفكار" في أنشطة الثقافة بالقليوبية
  • عام على الإبادة الجماعية.. هكذا اغتال الاحتلال اقتصاد غزة ودمر منازلها
  • نهضة رواندا … امة موحدة تنهض من ركام الإبادة الجماعية
  • 13 كاتبا فلسطينيا يقدمون شهاداتهم عن عام الإبادة الجماعية
  • «برغم القانون».. مسلسل عامل ضجة ويشعل «السوشيال ميديا».. ما القصة وموعد عرض الحلقة الجديدة؟
  • «الثقافة الجديدة» توثق عامًا على الإبادة الجماعية في غزة بعدد أكتوبر
  • المالديف تطلب الانضمام إلى قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • عن كثب.. ما هي جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل؟
  • شاهد بالفيديو.. التيكتوكر السوداني الشهير أبو أحمد يشتري “الخرفان” استعداداً للزواج من حسناء السوشيال ميديا “ناريمان”
  • الحرب ستطال كل مدينة عربية.. وزيرة قطرية تشعل "السوشيال ميديا"