«تورتة صغيرة» تلتف حولها العائلة والأطفال وهم يرتدون «الطراطير» الملونة ويحملون «البالونات»، في مشهد مبهج يعكر صفوه منظر الحطام الذي يحيط به من كل اتجاه، وكأن أطفال غزة يحتفلون على أنغام القصف المدوي.

حقيقة صورة حفل عيد الميلاد في غزة.. هل يحتفلون على أنغام القصف؟

«عيد ميلاد في غزة»، تحت هذا العنوان انتشرت صورة العائلة التي تحتفل بعيد ميلاد أحد أفرادها وسط الحطام كالنار في الهشيم، في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه فلسطين في ظل القصف المستمر من جانب العدوان الإسرائيلي على مدار الأيام الماضية، فما حقيقة الصورة؟.

ما قصة صورة العيد ميلاد المنتشرة في غزة؟

الصورة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، تعود إلى عام 2021، بعدما نشر طفل فلسطيني يدعى «حازم» صورًا من حفل عيد ميلاد، تحت عنوان «صرخة من الشاب الفلسطيني حازم من سكان قطاع غزة المحاصر»، ناشد من خلاله العالم مساعدة أطفال غزة على العيش بأمان وسلام مثل كل أطفال العالم.

وأوضح عبر حسابه على «فيسبوك» حينها: «حفلة عيد ميلاد وسط أنقاض منزله الذي قصفته الطائرات الحربية الإسرائيلية، عائلة في غزة تحتفل بعيد ميلاد ابنها على أنقاض منزلها الذي دمرته طائرات الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة، الحياة مستمرة في غزة رغم كل شيء، لأطفالنا الحق في العيش مثل الأطفال الآخرين في العالم».

وكانت وكالة وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» كشفت خلال الساعات الماضية عن استشهاد نحو 29 مواطنًا وإصابة العشرات، نتيجة سلسلة غارات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس السبت، على مناطق بقطاع غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين عيد ميلاد في غزة أحداث فلسطين عید میلاد فی غزة

إقرأ أيضاً:

"كل سندي بالحياة ذهبوا".. حكاية رغد الزرد وشقيقها المصاب تكسر صمت العالم على مجازر غزة

"ماما وبابا وأختي مستشهدين جنبي".. مكالمة تصرخ بآلام غزة وتكشف فصول المأساة

لم تكن تلك مجرد كلمات عابرة، بل صرخة من قلب شابة غزاوية مزقها العدوان الإسرائيلي، "ماما وبابا وأختي مستشهدين جنبي"، قالتها رغد الزرد، وهي تعيش صدمة فقدان أهلها، جملة تكثف معاناة أهل غزة تحت نيران الحصار والقصف، وتفضح التعتيم الإعلامي الذي يمارسه الإعلام الغربي حيال قصص الغزيين المأساوية.

التعتيم الغربي في وجه الحقيقة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حاول الإعلام الغربي التغطية على ما يحدث، متجاهلًا قصص العائلات الفلسطينية التي تعيش كل يوم تحت وطأة القصف والدمار، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كسرت هذا الصمت في يناير الماضي، عندما سلطت الضوء على حياة سكان غزة الذين يضطرون للعيش وسط جثامين أحبائهم في المنازل، بسبب تواصل القصف وعدم التمكن من دفنهم.

القصف الذي سرق كل شيء

رغد الزرد، شابة من خانيونس، كانت تعيش مع عائلتها حياة بسيطة، قبل أن تأتي ليلة القصف وتغير حياتهم إلى الأبد، جيش الاحتلال استهدف منزلهم، ليسفر الهجوم عن استشهاد والديها وشقيقتها، وإصابة آخرين بجروح بالغة، تركهم ينزفون وسط الأنقاض، بعد انتهاء القصف، حاولت رغد تفقد أفراد عائلتها، لكن الفاجعة كانت أكبر من احتمالها، معظمهم كان في حالة حرجة، ينزفون بصمت، والموت يقترب بسرعة.

الموت كان أسرع

في ذلك الظرف القاسي، لم تستسلم رغد، حاولت تقديم الإسعافات الأولية لأحبائها، لكن الموت كان أسرع، فقدت والديها وشقيقتها، رأتهما يستشهدون أمام عينيها، كانت أصواتهم لا تزال في أذنيها، تناديهم، تستجدي عودتهم، لكن الزمن لم يعد إلى الوراء، وجدت نفسها وحيدة في عالم غادر، مدركةً أن كل سندها في الحياة قد ذهب.

"لن أترك شقيقي ينزف"

رغد، رغم أوجاعها، لم تفقد قوتها، عندما رأت شقيقها أحمد على قيد الحياة، لكنه ينزف بغزارة، تماسكت واتصلت بالإسعاف، كافحت من أجل إبقائه حيًا، كانت كلماتها مليئة بالحزن والقوة في آن واحد، "أبي وأمي استشهدا، كل سندي في الحياة ذهبوا"، قالتها والدموع تخنق صوتها، بينما حاول المسعفون مواساتها وتوجيهها لوقف النزيف، وسط فوضى المشاعر والحطام.

العيش مع الجثامين.. قصة صمود

بقيت رغد في المنزل المدمر، تحتضن جثامين والديها وشقيقتها التي كانت على وشك التخرج من الجامعة، عاشت معها أيامًا، تنتظر وصول فرق الإنقاذ، لم تستطع دفنهم، ولم تستطع مغادرة المكان، كانت كلماتها المؤلمة وصورها المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي خير شاهد على حجم المأساة، وعلى معاناة أهالي غزة الذين يضطرون للعيش في منازلهم المتهاوية، محتضنين جثث أحبائهم.

صوت رغد يهز مواقع التواصل الاجتماعي

انتشرت قصة رغد بسرعة، رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يتمالكوا أنفسهم أمام مشهد الرثاء، شاهدوا رغد وهي تحتضن جثمان والدها، وتقول: "هل ترون ما أحلى شعره"، جملة كشفت الحزن المخزون في قلوب الفلسطينيين، بينما تفاعل معها المغردون، معتبرين قصتها تجسيدًا للوجع الذي يعاني منه أهل غزة يوميًا تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المتواصل.

كتب عمادي: "وما زالت الجريمة مستمرة، وها قد أتمت سنة من قتل الأبرياء، يا ويح من صنع هذا الاحتلال وهذا الإجرام، ويا قبح من سكت عنه". بينما تساءل طارق: "متى سيوقف العالم هذه المذبحة التي تُرتكب في حقنا؟"، وكتبت هبة خليف: "وتبقى نساء غزة مدارس للجهاد والنضال والشرف والصبر، ليس كمثلكن نساء".

رسالة للعالم.. كفى صمتًا!

قصة رغد ليست مجرد حكاية مأساوية، بل هي صوت غزة، رسالة تنبض بالألم والصمود، تذكير بأن أهل غزة ليسوا أرقامًا في نشرات الأخبار، بل أناس يحاولون العيش رغم كل الظروف القاسية، رغد التي فقدت عائلتها ليست وحدها، فهناك آلاف الغزيين يواجهون المصير نفسه، كل يوم قصة جديدة تُكتب في ركام المنازل، وكل يوم صرخة جديدة تتردد في وجه العالم الذي يلتزم الصمت.

صوت رغد وصوت غزة

رغد الزرد التي فقدت كل شيء في لحظات، لم تفقد صوتها، تروي قصتها للعالم، تكشف الوجه الحقيقي للعدوان، وتحمل في كلماتها رسالة واحدة: "كفى صمتًا، كفى تعتيمًا"، هي قصة فتاة من غزة، لكنها في الوقت نفسه حكاية كل فلسطيني يعيش تحت الحصار، ليذكرنا بأن غزة ليست مجرد عنوان، بل نبض حياة تحت القصف.

مقالات مشابهة

  • "كل سندي بالحياة ذهبوا".. حكاية رغد الزرد وشقيقها المصاب تكسر صمت العالم على مجازر غزة
  • مصادر بصنعاء تكشف حقيقة مقتل قيادات حوثية بارزة في القصف الأمريكي على صنعاء
  • عاجل.. حقيقة وفاة الإعلامي جورج قرداحي بسبب القصف الإسرائيلي على لبنان
  • دراسة: قصر النظر يطال 1 من كل 3 أطفال في العالم
  • عقب أدائه صلاة الجمعة.. أهالي طنطا يحتفلون بزيارة وزير الأوقاف
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • شاب يُنهي حياة والدته في أمسية عيد الميلاد ‏
  • حقيقة منح التابلت لطلاب المدارس الخاصة.. وشروط التسليم بالحكومية
  • لبنان غزة ثانية.. القصف الإسرائيلي يمحي عائلات بأكملها
  • إسرائيل تقصف عاصمة هذه الدولة العربية قبل قليل (صورة)