قال مبعوث الصين في الشرق الأوسط، تشاي جون، إنه في الوقت الراهن، لا يزال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في حالة التصعيد، والأوضاع في قطاع غزة خطيرة للغاية، وتزداد المخاطر  بشأن اتساع رقعة الصراع الميداني بشكل غير مسبوق، وتشهد الاشتباكات المسلحة في الحدود الإسرائيلية اللبنانية والحدود الإسرائيلية السورية زخما من التفشي، وتتوسع تداعياتها على المنطقة والمجتمع الدولي، وهو ما أثار قلقا كبيرا.

وأكد تشاي جون، اليوم الأحد، أنه يجب على المجتمع الدولي التحلي بدرجة عالية من الحذر إزاء ذلك، والتحرك بشكل فوري لحث الأطراف المعنية على الالتزام الثابت بالقانون الدولي الإنساني، وبذل كل ما في وسعها من الجهود لتجنب حدوث كارثة إنسانية خطيرة، وتضافر الجهود في نفس الوقت لإدارة الأوضاع والسيطرة عليها، تفاديا لخروجها من السيطرة.

وأضاف، أنه بعد حدوث الصراع؛ عقد عضو المكتب السياسي للجنة المركزية مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانج يي، مؤتمرا صحفيا مشتركا، مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، حيث أوضح موقف الصين ورؤيتها إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أجرى مكالمات هاتفية بشكل مكثف مع وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من مصر والسعودية وإيران وتركيا والولايات المتحدة وبرازيل؛ بغية دفع وقف إطلاق النار وتحقيق الهدنة، مع الدعوة إلى تجنب توسع رقعة الصراع ومنع مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين أو وقوع كارثة إنسانية خطيرة.

وبالإضافة إلى ذلك، قال مبعوث الصين: أجريتُ التواصل والتنسيق بشكل عاجل مع الأطراف المعنية نيابة عن الحكومة الصينية.

وتابع، قبل مغادرتي للصين، أجريت مكالمات هاتفية مع مسؤولي وزارات الخارجية لكل من فلسطين وإسرائيل ومصر والسعودية والإمارات والنرويج، والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، كما عقدت اللقاء الجماعي مع سفراء الدول العربية لدى الصين ومسؤول بعثة جامعة الدول العربية لدى الصين، وسأقوم بزيارة إلى قطر ومصر والإمارات والسعودية والأردن وغيرها من دول المنطقة لمواصلة تعزيز التنسيق مع الأطراف المعنية لدفع وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف وتهدئة الأوضاع.

وأكد تشاي جون، أن الصين ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى فلسطين عبر قناة الأمم المتحدة، في سبيل تخفيف الأزمة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة.

وأشاد جون بجهود مصر لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ويدعم الجانب المصري لفتح ممر الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة.

وقال أيضا، في المرحلة القادمة، ستبقى الصين على التواصل الوثيق مع كافة أطراف المجتمع الدولي بما فيها الدول العربية، للعمل سويا على دفع تهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، تفاديا لتوسع رقعة الصراع ووقوع كارثة إنسانية أخطر، والعمل على استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط في أسرع وقت.

وأضاف، سنفعل كل شيء من شأنه دفع الحوار ووقف إطلاق النار واستئناف السلام، وسنبذل جهودا لإنجاح كل عمل يسهم في تنفيذ "حل الدولتين" وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الحدود الإسرائيلية اللبنانية الشرق الاوسط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الصين تشاي جون جهود مصر سكان قطاع غزة فلسطين قطاع غزة قطر ومصر فی الشرق الأوسط إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

المحرصاوي: الاعتراف بوثيقة «الأخوة الإنسانية» لها دليل على أهميتها لبناء الإنسان

قال الدكتور محمد المحرصاوي  رئيس جامعة الأزهر السابق، إن اللقاء اليوم عن «الأخوة الإنسانية»، ولا يمكن أن نتكلم عن الأخوة الإنسانية حتى نتكلم عن المواطنة، ولا يمكن أن نتكلم عن المواطنة إلا إذا تكلمنا عن السلام، والإسلام هو دين السلام، وهو يدعوا إليه، والمسلمون مأمورون بإفشاء السلام إذ نقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مندهشا ممن يقولون بعد ذلك إن الإسلام دين الإرهاب، والإرهاب لا دين له، ولا وطن، ولا يمكن أن نعيش في سلام إلا إذا كان هناك "تطبيق للمواطنة".

شيخ الأزهر يكرم الطلاب الفائزين في المسابقة الدولية لكلية الجراحين الملكية بإنجلترا رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض ونهى عن الفساد


 وأضاف «المحرصاوي»، في كلمته التي جاءت في ختام أسبوع الدعوة الإسلامية والذي جاء في إطار مبادرة السيد الرئيس «بناء الإنسان»، أن الأزهر الشريف في عام ٢٠١٧م أقام مؤتمرا عالميا عن المواطنة، وكان من أهم توصيات هذا المؤتمر رفض مصطلح "الأقلية" أيا كانت هذه الأقليه لأن مصطلح الأقلية يدل على الانعزال والتهميش والإقصاء، مما يثير في النفس أشياء، وطالب أن يكون المصطلح البديل مصطلح "المواطنة" بمعنى أن الجميع في الوطن سواء، لافتا أن المواطنة من أسس الإسلام والتعايش مع الآخر.

حرية العقيدة

 وبين، أن الإسلام أقر حرية العقيدة للتعايش، كما أقر احترام عقائد الآخرين، مصداقا لقوله تعالى "لكم دينكم ولي دين"، وأقر الإسلام أيضا التعارف، فقال تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"، وهذ الأمر قائم على التمييز بين البشر بالتقوى؛ ليس بالعقيدة ولا بالجنس ولا باللغة ولا بالمربع الجغرافي، لافتا أن هذا هو لب المواطنة، أننا جميعا في الوطن سواء.


وأكد رئيس جامعة الأزهر السابق، أنه في إطار إيمان الأزهر الشريف بأهمية المواطنة؛ شرفت بأن أكون في صحبة الإمام الأكبر عام 2018، والأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وكيل أوقاف الأسبق، والقاضي محمد عبد السلام مستشار فضيلة الإمام الأكبر في ذلك الوقت، كنا في زيارة البابا فرنسيس في الفاتيكان، وعندما حان وقت الغداء اقتسم البابا رغيفا من الخبز "العيش" مع الإمام الأكبر، والرمزية التي تؤخذ من هذا الفعل، أن العالم يتسع للعيش المشترك، ثم بدأ الإمام الحديث عن عمل وثيقة "الأخوة الإنسانية" تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم حينما عمل وثيقة المدينة، حيث قام بالمواطنة أولا وآخى بين الأوس والخزرج، حتى أصبحوا الأنصار، ثم قام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ثم قام بتأسيس قواعد المدينة.


ولفت أن الحديث ظل بين البابا حتى استقروا على نص "الوثيقة الإنسانية" والتي تم توثيقها في 2019 وهناك رمزية عجيبة عندما نحلل هذا الأمر، أن الإمام الأكبر -حفظه الله- شيخ الأزهر في مصر وأفريقيا، وبابا الفاتيكان  في أوروبا، ويجتمع القائدان في الإمارات، والإمارات في آسيا، وكأنهم يقولون من طرف خفي: إن العالم أصبح قرية واحدة ويريد السلام.


وتم الاعتراف بهذه الوثيقة على مستوى العالم، وأصبح اليوم الرابع من فبراير كل عام “يوماً دولياً للأخوة الإنسانية”، ويعد ذلك دليل على أهميتها، المهم أنه بعد التوقيع بعدة أشهر، صدر قرارا بتشكيل لجنة عليا لتنفيذ ومتابعة أهداف الوثيقة،  حتى يُضمن تنفيذ بنودها، فكم من الوثائق تم إصدارها ولكنها ماتت بمجرد جفاف حبرها، وكان أول اجتماع لهذه اللجنة يوم الحادي عشر من سبتمبر، وفي هذا اليوم أرادت اللجنة أن ترسل رسالة إلى العالم أن هذا الوقت الذي اتخذه الإرهابي زمنا لإزهاق الأرواح، جعلت منه اللجنة العليا زمنا  لإقرار السلام.

مقالات مشابهة

  • باحث: بايدن أرسل آلاف الجنود الإضافيين للشرق الأوسط للدفاع عن الاحتلال
  • صندوق النقد الدولي: تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة
  • النقد الدولي: استمرار الصراع بالشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة
  • صندوق النقد الدولي: الصراع بالشرق الأوسط له تداعيات اقتصادية كبيرة
  • الخارجية الروسية: يجب إخراج المنشآت النووية من الصراع في الشرق الأوسط
  • ماذا يقصد نتنياهو بتغيير الواقع الاستراتيجي للشرق الأوسط؟!
  • المحرصاوي: الاعتراف بوثيقة «الأخوة الإنسانية» لها دليل على أهميتها لبناء الإنسان
  • حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • «الخارجية الروسية»: أمريكا تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط
  • الخارجية الروسية: واشنطن مسؤولة بشكل مباشر عن التطورات في الشرق الأوسط