شحّه العاطفي أكبر نقطة سوداء في حياتي
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
شحّه العاطفي أكبر نقطة سوداء في حياتي.
أنت عقدتي يا أبي……
سيدتي ، بعد التحية والسلام أسمحيلي أن أهنئك على رحابة صدرك التي دفعتني أن أبوح لك اليوم بما يخالج صدري. أمر أهلكني وقلب حياتي رأسا على عقب كيف لا والأمر يتعلق بوالدي . ذلك الرجل الذي غدت لأجله حياتي نقطة سوداء.
فبالرغم من كل ما حققته في حياتي ونجاحاتي، وبالرغم من أن كل تفاصيلي مستقرة وعلى جميع الأصعدة.
هو أبي ذلك الرجل الذي لم أنل منه سوى الإسم، رجل تلخصت الأبوة في نظره على الزجر والغطرسة والصراخ والتقتير. و حتى البخل العاطفي زيادة على عدم تحمل المسؤولية. صدقيني سيدتي أنّني لا أتذكّر يوما أحسست فيه بالحنوّ والدنوّ إلى جانب هذا الأب الذي نالت منه أمّي الإهمال والتجاهل والتّعنيف. لطالما أحسسنا أنّها لم تكن لتقبل الإهانة لولانا نحن أبناؤها، ولو كان بمقدورها لضمنت لنا حياة كريمة. بعيدة عن أب لم يستثمر فينا شيئا، في حين حاول أن يحصد ويستولي على ثمرة تعب وشقاء والدتنا التي حافظت على تماسك أسرتنا ولمّ شملنا.
وأنا في سني هذا لا رغبة لي في الزواج وتكوين أسرة، فجميع الرجال الذين صادفتهم نسخة من والدي. الذي غرس في قلبي الخوف والوجل الكبير. خائفة أنا أن أرتبط بمن هو غير جدير بقلبي، رجل يطعنني في فؤاد توسّم فيه خيرا، زوج يقتل فيّ رغبتي في الحياة. زوج قد ينقلب عليّ ويجعلني أندم أنني سأبقى تحت قدميه ما حييت ليعبث بي مثلما عبث أبي بأمي.
قد لا تصدقين سيتيـ، أنه لم يسألني والدي يوما عن سبب عدم إرتباطي، ولم يكلّف نفسه حتى القلق على مصيري. كوني أكبر إخوتي، ولعل ما زاد الطين بلّة أنه بنفس التفاصيل والمشاعر .يتباهى بنا ويخبر من يعرفهم أنه لولا سيطرته على الوضع ولولا تمكّنه من المسؤولية لما كنّا نحن أولاده لننجح ونفلح. ضاربا عرض الحائط كيان زوجة ماتت هي ليحيا هو وننجو نحن. ثمة غصة في قلبيـ، أريد أن أصرخ بكل ما أوتيت من قوة من أنك سبب عقدتي يا أبي، من أنك سبب ما أنا فيه من حيرة وإنكسار. أريد أن يعلم ويحسّ بالغبن الذي يعتريني ، غبن كبير يأبى أن يمحي من حياتي. أعترف أنني معقدة وأقرّ من أنني سأبقى على هذا الحال مما حييت.
التائهة ن.نجوى من الشرق الجزائري.
هوّني عليك أختاه وتما سكي، فلا يجوز لمن هي في مثل وقارك ونبل أخلاقك أن تتصرف بمثل هذا التصرف. الذي لن يزيد سوى من تعقيد الأمور ومنحها منحى أخر لا يخدمك بالمرة أنت وأسرتك.
من المؤكّد أختاه أن تنمو مشاعرك بهذا الكره والمقت لوالد لم يرحمك أنت وإخوتك، ومن الجميل أنّك بالرّغم من كل الظّروف. التي عشتها لم تنساقي للهاوية أو فساد الأخلاق أنت وأخواتك. وهذا الشّيء إن دلّ فإنما يدلّ على طيبة والدتك التي زرعت فيكم نعم التربية والأخلاق. أحسّ بما تكابدينه من صراع وضعك بين مطرقة أب منحك الحياة وسندان عقد لا متناهية جعلتك تفقدين الأمان في حياتك. لقد بتّ تتوجّسين من الناس ومن المستقبل، وقد إنحصرت حياتك في بوتقة واحدة تتمثل في أن تكملي مشوار حياتك. وأنت تنبذين وجود الرجل في حياتك، وهذا أمر غير مجدي وغير سويّ بالمرّة.
لديك كل الحق كأنثى وكإمرأة من أن تعانقي السعادة وتختاري لقلبك الطيب زوجا يرافقك المشوار. رجل تبنين معه مستقبلك بعيدا عن أنقاض تجربة مريرة عشتها إلى جانب أب متحجّر الفؤاد متزمّت المراس. أحسّ بالألم الذي يعتصر فؤادك والّذي يجب أن يؤلّب إلى طاقة إيجابية وإنطلاقة جديدة. تأتي بالنفع عليك، وتدخل البهجة في قلب أمّك المسكينة التي لا يهون عليها أن ترى دموع الإنكسار في عينيك بهذا القدر.
إنتفضي وإختاري لك من يعوضك ما فات، رجل يكون لك الأب والزوج والرفيق والصديق والسند. رجل تكونين معه أمّا لأبناء لينالوا بفضل إحسانك وحنانك ما نلته أنت من ظلم وتعتير. أجدك وقد فضلت إنهاء فصول علاقتك بأب لا يزال على قيد الحياة، اب لازال على مثل عهده من الغطرسة والإضطهاد. أب لم تحاولي بالمرّة أن تتقرّبي منه وتذيبي جبل الجليد الذي خلقه بينه وبينكم. من الضروري أختاه أن تعيري هذا الأمر أهمية، خاصة وأنك بلغت من النضج الكثير. وعوض أن تظلّي في فلك العقد محلّقة، يجدر بك أن تتخلصي من كل ما من شأنه أن يعكر صفو حياتك. لأنك تستحقين أن تحيي الأمل والسكينة.
عديد من الناس عاشوا إنكسارات وصدمات أكبر مما عشته بكثير لكنهم بحثوا عن قبس النور في حياتهم وغيروا واقعهم. وخطوا ما أردوا في مستقبلهم ضاربين عرض الحائط. أذى كاد يقضي على الأمل فيهم، فلتكوني أنت أختاه واحدة من هؤلاء ولتبعثي بحياتك إلى نور ما بعده نور.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: نقطة سوداء
إقرأ أيضاً:
رانيا يوسف: «أنا ست مش قوية.. وشهرتي أثرت على حياتي الشخصية»
استضاف بودكاست «ع الرايق»، الذي تنتجه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ويقدمه خالد عليش وميرهان عمرو في ثاني حلقاته، الفنانة رانيا يوسف، في حديث عن وجهة نظرها في العلاقات بين الرجل والمرأة وتجاربها في الحياة، مشيرة إلى إنها تزوجت 3 مرات وارتبطت 3 مرات، لكن الحظ لم يحالفها.
رانيا يوسف: لا بد أن يكون الرجل سندا للمرأةوحول رؤيتها لما يجب أن يكون عليه الرجل، قالت رانيا يوسف إن الرجل لا بد أن يكون السند الحقيقي للمرأة، كما يجب أن يتمتع بالحنان وأن تشعر معه السيدة بالأمان، وهو الأمر الذي لم تجده في تجاربها المتعددة.
وأكدت رانيا يوسف في بودكاست ع الرايق، أنها ليست امرأة قوية، فحينما تحب تمنح الرجل زمام الأمور في كل شيء، أو على الأقل تشعره بأنه هو المتحكم في كل شيء، لكن من ناحية أخرى تفعل كل ما تراه صحيحا بشرط ألا تتصادم معه.
شهرة رانيا يوسف أثرت على حياتهاوأكدت رانيا يوسف أن عملها بالفن وشهرتها أثرت بشكل كبير على حياتها الشخصية، فالرجل الذي تتزوجه يتوقع أن يراها دائما كما يراها في الأفلام والمسلسلات، ولا يضع في حسبانه أنها سيدة عادية لا تضع مكياج طوال الوقت، وأنها مثلها مثل أي سيدة أخرى في الحياة العادية، وهو ما ينعكس سلبيا على حياتها.
وكشفت أنها تعرضت إلى تجارب سيئة في زيجاتها، منها أنها تعرضت إلى اعتداء من زوجيها الأول والثاني، وهو ما انتبهت إليه ابنتها التي قالت لها إنها ليست سعيدة، وأن ابنتها كانت ترسم رسومات تعبر عن أن البيت غير سعيد وانتابها اضطرابات في النوم، وهو ما جعلها تعرضها على طبيب نفسي.
بودكاست ع الرايقيذكر أن بودكاست ع الرايق يستعرض أسرار العلاقات العاطفية والزوجية وأهم تحدياتها ومشكلاتها، عبر الكثير من المواقف والمفارقات التي تحدث نتيجة اختلاف التربية أو الثقافة أو مجالات العمل، أو تدخل أطراف خارجية.