تضامن خارج السرب.. ما مصير معتقلي مظاهرات دعم غزة في مصر؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، إن "ملايين المصريين سيستجيبون له حال دعاهم لرفض فكرة تهجير الفلسطينيين"، لتخرج بالفعل مظاهرات في مدن مصرية، الجمعة، إلا أن تلك التي خرجت في ميدان التحرير، كان مصيرها أن فضتها قوات الأمن، وكانت من بين التي تعرض فيها متظاهرون للاعتقال.
وانتشرت قائمة بأماكن التجمعات التي حشدت لها أحزاب "موالية" (للرئيس)، فيما أعلنت أيضا حركات وأحزاب معارضة أنها ستخرج في مظاهرات لدعم الفلسطينيين، لكن ميدان التحرير لم يكن ضمن تلك الأماكن المعلن عنها للتظاهر.
وخرج عدد كبير من المتظاهرين في أعقاب صلاة الجمعة، من أماكن مختلفة إلى الميدان، الذي شهد أبرز المظاهرات منذ يناير 2011، لكن لم يبق المتظاهرون طويلا، حيث قررت قوات الأمن إنهاء المظاهرة والقبض على عدد من المشاركين فيها.
وقال متظاهرون لموقع "الحرة"، إن "المسيرة التي دخلت ميدان التحرير كان من بينها أفراد قدموا من مسجد الأزهر، حيث كان هناك تجمع داعم للفلسطينيين ولقطاع غزة، بجانب آخرين أتوا من أماكن أخرى، ليقرروا التظاهر في الميدان الشهير".
وكانت قنوات الإعلام الرسمية و"الموالية" في مصر، تصف المظاهرات بأنها "تأييد لقرارات الرئيس المصري، أو لتفويضه لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لحماية سيناء، ومنع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه الجزيرة المصرية".
وقال السيسي في مؤتمره مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن "ما يحدث في قطاع غزة هو محاولة لدفع السكان والمدنيين إلى النزوح نحو مصر"، مشددا على أن مصر "لا تريد تبديد السلام بفكرة غير قابلة للتنفيذ".
pic.twitter.com/iogX9bz0xB
— Eduard Cousin (@EduardCousin) October 20, 2023وعنونت الهيئة العامة للاستعلامات الرسمية في مصر، مظاهرات الجمعة في العديد من المحافظات، بأنها "انتفاضة شعبية لتأييد قرارات الرئيس ودعم الشعب الفلسطيني"، موضحة أن التظاهرات الشعبية أعلنت "تأييدها للقيادة السياسية، ممثلة في الرئيس.. للحفاظ على الأمن القومي المصري، والتضامن مع الأشقاء في فلسطين".
وفي خبر آخر، قالت إن "أعدادا كبيرة من المصريين تظاهروا في (جمعة تحيا مصر).. للتضامن مع الأشقاء في قطاع غزة ومساندة للقضية الفلسطينية، ودعمًا للرئيس.. في موقفه الرافض لتهجير سكان غزة".
"هناك صحراء النقب".. السيسي يحذر من خطورة "تهجير الفلسطينيين إلى سيناء" اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، أن ما يحدث في قطاع غزة هو محاولة لدفع السكان والمدنيين إلى النزوح نحو مصر، لافتا إلى أنه لو كان من الضروري نقل مواطني القطاع خارجه حتى انتهاء العمليات العسكرية، فيمكن لإسرائيل نقلهم إلى صحراء النقب.إلا أن شابا يدعى إسلام (رفض الإفصاح عن اسمه الثاني خوفا من الملاحقة)، وهو أحد المشاركين في مظاهرة ميدان التحرير، قال إن "دخول ميدان التحرير لم يكن صعبا، حيث احتاج الأمر مجرد تدافع بسيط وشد وجذب مع قوات الأمن".
وأضاف لموقع الحرة: "التدافع مع قوات الأمن كان خفيفا، لا أعلم ما إذا كانت لديهم تعليمات (بالسماح لنا بالدخول) أم لا.. في النهاية لم نتخيل دخول الميدان بتلك السهولة"، لافتًا إلى أنه "لم تكن هناك هتافات تأييد للرئيس، بل كانت لفلسطين وغزة ولعدم التفويض".
يذكر أن البرلمان المصري عقد جلسة طارئة، الخميس، قرر فيها "تفويض" الرئيس باتخاذ "إجراءات لحماية الأمن القومي المصري وتأمين حدود البلاد".
من جانبه، أوضح يوسف، وهو متظاهر آخر في ميدان التحرير، أن المظاهرة "لم تستغرق سوى ساعة أو ساعة ونصف"، قبل أن تقرر قوات الأمن فضها.
وأضاف: "بعض المتظاهرين ذهبوا لصلاة العصر، لكن حينما حاولوا العودة تم منعهم، وبذلك فُصلوا عن الموجودين في الميدان".
قوات الأمن المصري تحول فض مظاهرات ميدان التحرير pic.twitter.com/qXqfuDs21m
— عصام (@Q1Ud8iCqzNOuDkr) October 20, 2023بدأ التوتر حينها، وحينما رأى المتظاهرون أن الأمن يضيق الخناق على الموجودين في الميدان من أجل فض المظاهرة، بدأت هتافات مضادة للرئيس مثل "ارحل"، و"مش هنمشي هو يمشي"، لتبدأ بعدها عملية التفريق والمطاردة والقبض، بحسب ما ذكره 3 أشخاص شاركوا في المظاهرة للحرة.
"توقيف ودعوات"وكشف محامون لموقع "الحرة"، أن السلطات المصرية "أوقفت متظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة، وآخرين في الإسكندرية"، فيما دعت قوى معارضة إلى "ضرورة الإفراج عنهم بشكل فوري".
وقال المحامي بمركز الإسكندرية للحماية القانونية والحريات، محمد رمضان، إن "عدد الموقوفين في الإسكندرية حوالي 56 شخصًا".
وتابع في تصريح لموقع "الحرة": "لقد اقتيدوا إلى معسكر للأمن المركزي قبل عرضهم على الأمن الوطني أمس (السبت)".
ولفت رمضان إلى أن "مجموعة منهم خرجت بالفعل بعد أن تم إخلاء سبيلها، بينما سيعرض 14 آخرون على نيابة أمن الدولة العليا"، موضحا أن "الاتهامات المنتظرة على الأرجح ستكون، التظاهر دون تصريح والانضمام لجماعة محظورة".
واستطرد: "عمليات القبض على المتظاهرين في الإسكندرية تمت في مناطق سيدي جابر وكامب شيزار وستانلي".
الشباب اللى تم القبض عليهم فى المظاهرات لدعم فلسطين موجودين بنيابة أمن الدولة لسه منعرفش بشكل دقيق الاعداد ولا...
Posted by Khaled Ali on Sunday, October 22, 2023من جانبه، قال المحامي الحقوقي البارز، خالد علي، إن "الأعداد الدقيقة للمقبوض عليهم ليست معلومة".
وكتب، علي، عبر حسابه على فيسبوك: "الشباب المقبوض عليهم في المظاهرات لدعم فلسطين، موجودين بنيابة أمن الدولة.. لسه منعرفش (لا نعلم) بشكل دقيق الأعداد ولا الأسماء".
كما لفت إلى أن هناك "عددا كبيرا من المحامين يدعمونهم، وسينشرون كافة المعلومات بشأنهم حال التوصل إليها، لطمأنة الأسر".
ممر آمن لإخراج سكان غزة نحو مصر.. هل يمكن حدوث ذلك؟ تتواصل الأحاديث عن "ممر آمن" يسمح بخروج المدنيين من أماكن القصف في قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه مصر رفضها أي نزوح من سكان غزة نحو سيناء من خلال معبر رفع البري، وهو المنفذ الوحيد للقطاع بعيدا عن إسرائيل.وكانت الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم أحزابا وشخصيات معارضة من مختلف التيارات، قد طالبت، السبت، بالإفراج عن المحتجزين في أعقاب مظاهرات "التضامن مع الشعب الفلسطيني".
وأوضحت الحركة في بيان، أنها "تتابع بقلق وانزعاج كبيرين الأنباء التي وردت من محامين وشهود عن القبض على 44 متظاهرة ومتظاهر في إحدى الوقفات الاحتجاجية، تضمانا مع شعب فلسطين وغزة"، واعتبرت أن القبض عليهم "استفزاز لمشاعر الآلاف من المصريين".
يشار إلى أن وزارة الداخلية المصرية، لم تعلن بشكل رسمي القبض على أي من المتظاهرين، خلال مظاهرات الجمعة الماضية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: میدان التحریر فی قطاع غزة قوات الأمن القبض على إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكشف عن انتهاكات شديدة بحق معتقلي غزة في سجون الاحتلال
كشفت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن انتهاكات شديدة بحق المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدة أنهم يتعرضون لـ"عنف شديد وإهانات متنوعة في مراكز الاعتقال التابعة للجيش الإسرائيلي".
وأشارت الهيئة إلى أن "معظم المعتقلين منذ بداية الحرب يتواجدون الآن في منشآت مصلحة السجون، ومع ذلك فإن معظم أهالي غزة الذين تم اعتقالهم في الأشهر الثلاثة الماضية، يقبعون في منشآت اعتقال عسكرية".
ونقلا عن محامين التقوا معتقلين، أفادت الهيئة بـ"استخدام الجنود والضباط العنف الشديد بحق المعتقلين الفلسطينيين في المنشآت التي يديرها الجيش"، منوهين إلى أن المعتقلين يقبعون في منشآت بنيت بجوار سجن "عوفر" وأخرى في معسكر "عناتوت" العسكري على مشارف مدينة القدس المحتلة.
تكبيل الأيدي
وزادت بأن "شهادات 12 معتقلا في المنشأة قرب عوفر تفيد بأن العديد منهم مكبلو الأيدي طوال اليوم، بما في ذلك أثناء النوم وفي الحمام، باستثناء الاستحمام مرة واحدة أسبوعيا، وبعضهم معصوبي الأعين طوال ساعات النهار".
وقال أحد المعتقلين إنه "تم نزع الأصفاد عنه لأول مرة بعد 4 أشهر متتالية كان مكبل اليدين فيها"، حسب الهيئة التي أفادت أيضا "بوجود أدلة على الضرب والإساءة (للمعتقلين)".
ونقلت عن أحد المعتقلين لم تسمه: "عندما يتم إخراجنا للاستجواب، يضربوننا أثناء مرورنا من مكان إلى آخر، يأتي ضابط إلينا ويسبنا ولا يسمح لنا بالتكلم وإلا تعرضنا للضرب".
أما المنشأة الموجودة في معسكر عناتوت فهي "أصغر حجما، وتفيد تقديرات بأنها تضم حوالي 100 محتجز"، وفق هيئة البث.
إهانات من الجنود
وقالت: "أفاد المعتقلون في مقابلات بأن الجنود يبصقون عليهم ويسبونهم ويوقظونهم بعد ساعة من النوم ويأمرونهم بالوقوف لمدة نصف ساعة، ويتكرر الأمر مرات".
وعلى الرغم من ذلك، زعم الجيش الإسرائيلي أن "الظروف في المنشأة قرب سجن عوفر ملائمة للاحتجاز طويل الأمد، ولا يتم تكبيل أيدي المعتقلين في زنازينهم، باستثناء حالات محددة، كما لا يتم استخدام عصابة العينين"، حسب الهيئة.
كما زعم بأنه "في مركز الاحتجاز بمعسكر عناتوت، يتم إعطاء المحتجزين منتجات النظافة حسب الحاجة ووفق ما يقتضيه القانون، ويستحمون مرتين أسبوعيا".
واعتقل الجيش آلاف المدنيين الفلسطينيين بغزة، بينهم أطفال ونساء وعاملون بالطواقم الصحية والدفاع المدني، خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وعلى مدار أكثر من عام، وثقت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية جرائم تعذيب بشعة وإهمال طبي بحق المعتقلين الفلسطينيين، ما أودى بحياة العديد منهم.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي في غزة أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.