هل يدفع الأبناء ثمن الحياة المهنية لأمهاتهم؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
تشير الأرقام إلى أن 3 من كل 4 أمهات عاملات يستمرن في العمل بعد الإنجاب، غير أن غيابهن معظم ساعات النهار، يثقل كواهلهن ويدفعهن إلى الشعور بالذنب والتقصير والتشكيك في قدراتهن ويعتبرن أن أطفالهن سيكونون في وضع أفضل لو بقين في المنزل.
فما مدى تأثير الحياة المهنية للأمهات على أبنائهن؟ وهل يقتصر هذا التأثير على السنوات الأولى من عمر الأبناء أم يمتد لأكثر من ذلك؟
يعزز استقلالية الأبناء وثقتهم بأنفسهمتقول لارا بازيلون، أستاذة القانون ومؤلفة كتاب "طموح مثل الأم: لماذا يعد نجاحكِ المهني مهما لأطفالك؟"، إن عمل الأم يعتبر مصدر فخر لها ولأبنائها، كما أنه قد يكون مصدر إلهام للأطفال، إذ تتعزز لديهم مهارات مختلفة مثل الاستقلالية والاكتفاء الذاتي والمسؤولية والثقة بالنفس.
وتنصح بازيلون الأمهات العاملات بأن يتوقفن عن الشعور بالذنب ولا ينجرفن وراء الصور النمطية التي تقول إن طموح المرأة ونجاحها المهني غالبا ما يكون على حساب أطفالها.
وتستدل بازيلون بالمقابلات التي أجرتها مع أبناء لأمهات طموحات وكيف أظهروا مدى إعجابهم بالنجاح الوظيفي لأمهاتهم، وعبروا عن اعتمادهم عليهن وعلى حكمتهن في معالجة الأمور وسعة حيلتهن.
بحوث ودراساتناقشت عدة بحوث ودراسات حديثة التأثير الإيجابي لخروج الأم للعمل، وفي هذا السياق، استندت دراسة بريطانية أجرتها جامعة كلية لندن عام 2011 ونشرتها مجلة "إيكونومست"، على إحصائية لأكثر من 19 ألف أم عاملة وربة منزل أنجبن أطفالهن بين عامي 2000 و2002 لتحديد مدى تأثير عمل الأم على سلوك الطفل في السنوات الأولى من عمره.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع باستفادة الأطفال من بقاء الأم في المنزل، أشارت الدراسة إلى أن وجود الأم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ليس مثاليا لأبنائها، وإن أطفال الأمهات العاملات يتأقلمون مع الظروف المختلفة بشكل أسرع، مما يؤثر إيجابا على تشكيل شخصيتهم وسلوكهم.
وذكرت الدراسة أن أطفال الأمهات اللائي يعملن ربات بيوت كانوا أكثر عرضة للمشاكل السلوكية مقارنة بالأطفال الآخرين، كما أفادت الدراسة أن حرمان الأم من العمل يجعلها أكثر عرضة للاكتئاب، مما يزيد من صعوبة ومشقة تربية الأبناء.
أطفال الأمهات العاملات يتأقلمون مع الظروف المختلفة بشكل أسرع (شترستوك) تحصيل أكاديمي أفضلوفي دراسة دانماركية نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، توصل باحثون بقيادة البروفيسور راشيل دونيفون، الأستاذة بجامعة كورنيل الأميركية، إلى أن التحصيل الأكاديمي لأبناء الأمهات العاملات في المرحلة الثانوية يكون أفضل مقارنة بأبناء الأمهات غير العاملات.
وفحص الباحثون بيانات 135 ألف طالب دانماركي منذ الولادة وحتى سن 15 عاما ومقارنة نتائجهم الأكاديمية في الصف التاسع، وبعد تحليل شامل، خلص فريق البحث إلى أن عمل الأمهات له تأثير إيجابي على التحصيل الأكاديمي للأبناء، حتى بالنسبة لأولئك الذين عملت أمهاتهم خلال سنواتهم الثلاث الأولى، وأشارت الدراسة إلى أن أبناء الأمهات العاملات بدوام جزئي قد حققوا أفضل النتائج.
استقرار ماليوأرجعت دونيفون هذه النتائج إلى الموارد المالية الإضافية التي تجنيها الأم من عملها، مما يسهم في تحقيق الاستقرار المالي للأسرة ويوفر موارد إضافية للإنفاق على التعليم وتسجيل الأطفال في العديد من الأنشطة، مثل دروس الموسيقى والرياضات المختلفة والرحلات وغيرها.
وأضافت دونيفون أن تحسن الصحة النفسية للأمهات العاملات، ولا سيما إذا كانت وظائفهن مُرضية وتحقق لهن فوائد نفسية واجتماعية، يعود بالنفع على أطفالهن.
بنات الأمهات العاملات أكثر نجاحاوحلل باحثون من كلية هارفارد لإدارة الأعمال بيانات 50 ألف امرأة مجمّعة من 24 دولة عبر برنامج المسح الاجتماعي الدولي، وتوصلت الدراسة التي نشرت في يونيو/حزيران 2015 إلى أن بنات الأمهات العاملات لا يمِلن إلى الأدوار التقليدية ولا يطمحن إلى العمل ربات بيوت، وأن فرصهن في الحصول على وظيفة أكبر من البقاء في المنزل.
وأشارت الدراسة إلى أن 33% منهن يشغلن مناصب إشرافية ومناصب متقدمة مقارنة بـ25% فقط من البنات اللاتي نشأن مع أمهات يعملن ربات منزل، وأنهن يحققن دخلا سنويا أكبر ويحصلن على أجور أعلى في الولايات المتحدة بنسبة 23% وبما يعادل 5200 دولار.
بنات الأمهات العاملات لا يمِلن إلى العمل ربات بيوت (شترستوك) زيجات أكثر استقراراكما وجدت الدراسة أن الرجال البالغين الذين نشؤوا مع أمهات عاملات يقدسون دورهم كآباء، ويمضون 7.5 ساعات إضافية أسبوعيا في رعاية أطفالهم ويهتمون بتقسيم المسؤوليات المنزلية، ومن المرجح أن يكون لهم زوجات عاملات كذلك.
وعلقت الأستاذة بجامعة هارفارد ومؤلفة الدراسة، الدكتورة كاثرين ماكغين، أن المجتمعات قد سعت لعقود طويلة لتنشئة النساء اجتماعيا على اعتقاد مفاده ضرورة البقاء في المنزل لرعاية أطفالهن، ولكن ما استخلصته الدراسة يؤكد أن الأمهات العاملات قدوة جيدة لأبنائهن، وأنهن يخلقن بيئة منزلية تعزز المهارات اللازمة لإدارة العمل والمسؤوليات المنزلية واحترام دور المرأة، سواء في المنزل أو بيئة العمل.
توقفي عن الشعور بالذنبومع السياسات التي تنتهجها الكثير من الدول مؤخرا لرعاية الطفل، ينصح الخبراء الأم العاملة أن تتخلى عن شعورها بالذنب والتقصير في حق أبنائها لأن عملها ينعكس بشكل إيجابي على أسرتها، وتساهم في جعل أبنائها:
أكثر تحملا للمسؤوليات، لأنهم يعتمدون على أنفسهم منذ الصغر. يتعلمون تحديد الأولويات والموازنة بين متطلبات الحياة في سن مبكرة. يقدرون قيمة الوقت، ويركزون على الوقت النوعي وليس الكمي، إذ إن أمهاتهم يقضون معهم وقتا أقل ولكنه أكثر استغلالا واستفادة. يتكيفون سريعا مع المتغيرات واتخاذ القرارات التي تعمل لصالحهم لأنهم اعتادوا منذ الصغر على اجتماعات عمل مفاجئة للأم أو غياب غير مدروس للخادمة. ينظرون بحيادية إلى قضايا التمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي، ويحترمون دور المرأة في المجتمع.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمهات العاملات فی المنزل إلى أن
إقرأ أيضاً:
رسالة دكتوراة بإعلام القاهرة: العوامل المهنية والإدارية تؤثر بنسبة 82% على تمكين الصحفيات.. ولجنة المناقشة: المرأة في الصحافة تُحارَب من أبناء جنسها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ناقش قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أمس الأحد، رسالة دكتوراة للباحثة ندي محمد تحت عنوان: العوامل المجتمعية والمهنية المؤثرة على تمكين القائمات بالاتصال من مواقع صنع القرار في الصحافة المصرية، والتي ترصد تمكين الصحفيات في مواقع صنع القرار بالصحف المصرية.
وحصلت الباحثة والمعيدة بكلية إعلام جامعة القاهرة على درجة الدكتوراة في الإعلام من قسم الصحافة بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالتبادل بين الجامعات.
وترأس لجنة المناقشة أستاذة الإعلام نجوى كامل بجانب كلا من أ.د/محرز حسين غالي عضو هيئة التدريس بإعلام القاهرة والكاتبة الصحفية د.آمال عثمان.
المرتبة الأولى ..العوامل والمهنية والإدارية
وجاءت العوامل المهنية والإدارية في المرتبة الأولى بنسبة 82.2% في العوامل المؤثرة على تمكين القائمات بالاتصال من مواقع صنع القرار في الصحافة المصرية، وورؤية الصحفيات للضغوط التي تواجههن وتأثيرها على تمكينهن.
وفي إطار ذلك تسعى الدراسة للخروج برؤية مهنية شاملة بشأن تمكين المرأة كقيادة صحفية في إطار التمكين الكلي للصحفيين والصحفيات باعتبار المرأة الصحفية جزءًا من منظومة لا يمكن فصل عناصرها أو إشكاليتها.
استبيان رأي لـ190 صحفية
وشملت الدراسة استبيان رأي قوامها 190 صحفية في الصحف القومية والخاصة والحزبية، وأجرت الباحثة أيضا المقابلات المتعمقة مع عينة بلغ قوامها 39 مبحوثة من القيادات الصحفية النسائية.
المرتبة الثانية..العوامل الإجتماعية
كانت أهم نتائج الدراسة التي أجرتها الباحثة أن العوامل المجتمعية تأتي في المرتبة الثانية والتي تؤثر سلبيا ً علي الصحفيات هي صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والمنزل، والضغوط الأسرية، ومسئوليات الزواج والأمومة، أما العوامل التي تؤثر تأثيرا ً ايجابيا ً هي الدعم الأسري والدعم المؤسسي، ومرونة المؤسسة في تفهم الظروف الأسرية للصحفيات خاصة في بداية
وكانت أهم العوامل الإدارية والمهنية التي تؤثر سلبيا على تمكين الصحفيات هي: بطء مسارات التعيين والترقي، غياب فرص التدريب والتأهيل، الأوضاع الاقتصادية، سلطاوية النظم الإدارية،عدم وجود معايير واضحة ومعلنة للترقي،وطغيان العلاقات الشخصية على العلاقات المهنية، صعوبة الوصول لمصادر المعلومات، غياب الحرية والاستقلال المهني، وضغوط الإنتاج ومواكبة الترند.
المرتبة الثالثة.. التأثير الإيجابي لتبني المهارات الرقمية
أما العوامل التي تؤثر تأثيرا ً إيجايبا ً فكان أهمها، تبني المؤسسة للنظم الإدارية الديموقراطية، واعتمادها على عنصري الكفاءة والخبرة في اختيار القيادة الصحفية، زيادة فرص التدريب والتأهيل.
ورصدت الدراسة التأثير الإيجابي لتبني المهارات الرقمية ومواكبة التطورات التكنولوجية على التمكين من مواقع صنع القرار، حيث اتت في المرتبة الثالثة بنسبة 67.4%.
حيث تمكنهم المهارات الرقمية مهنيا من إنتاج القصص الصحفية والمساحات المفتوحة لنشرها، والتمكين من إيجاد فرص عمل بأجر عادل، ويعوق تبني المهارات الرقمية، غياب فرص التدريب والتأهيل وارتفاع تكلفتها، ضغوط الوقت والجهد على الصحفيات والصحفيين، اعتماد بعض المؤسسات على مدربين من غير ذوي الخبرة في التدريبات التي تقدمها.بالإضافة لعدم إدارك بعض الصحفيات لأهمية تطوير مهارتهن الرقمية.
المرتبة الرابعة ..العوامل السياسية
كما رصدت الدراسة تأثير العوامل السياسية وتبني الدولة لاستراتيجيات تمكين المرأة على تمكين المرأة الصحفية، حيث جاءت في المرتبة الرابعة بنسبة تأثير (51.1%).
المرأة عدوة المرأة
من ناحيتها الكاتبة الصحفية قالت آمال عثمان، ونائب رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، أن هناك عددًا من القيادات النسائية البارزة في الصحافة القومية، وتحديدا في الستينات مثل أمينة السعيد التي كانت رئيسة لدار الهلال وقبلها أول سيدة تتولى رئاسة تحرير مجلة حواء.
كما تحدثت "عثمان" عن حياة "أمينة السعيد" كمدافعة عن حقوق المرأة بشكل قوي دون زيف حتى قبل توجهها للصحافة، فهي من أوائل النساء الذين التحقوا بالجامعة وشجعوا البقية على هذا وتم رفض أوراقها في كلية التجارة لكونها سيدة ولم تيأس وقدمت في كلية الآداب وتم قبولها، كما كانت فضيحة أن تلعب التنس وشجعت باقي الفتيات على ممارسة الرياضة في الجامعة.
وأشارت "عثمان" إلى تعرضها لكثير من التمييز في عملها كصحفية وكان الجانب الأكثر والمحاربة من نساء وهو أمر مستهجن، بحسب وصفها.
وتابعت أن الطبيعي أن تساند النساء بعضهن البعض لتمرير الفرص والتمكين الحقيقي في المؤسسات الصحفية، موضحة أنها مرت بالعددي من تلك التجارب السيئة في التمييز والإقصاء ولكن في النهاية الكفاءة هي من تثبت الجدارة.
وأوضحت أنها ترأست قسم التحقيقات في أخبار اليوم عام 2007 وتم إنتاج عدد من التحقيقات التي وصفتها بأنها ناقشت العديد من القضايا الهامة والساخنة، كما قامت بالعددي من التغطيات الميدانية المتميزة.
وأثنت نائب رئيس أخبار اليوم على استخدام التكنولوجيا والتي سهلت الأمور علة النساء المعيلات في إرسال المادة الصحفية بضغطة زر على حد وصفها، دون الحاجة للذهاب للجريدة وجمع المادة وإرسالها للمطبعة.
وتمنت "عثمان" أن تكون تلك الرسالة وثيقة حقيقية أمام الوسط الصحفي لكي يرى بعينه الحقيقة بشكل حقيقي ومدروس ويكون تمكين النساء في المؤسسات الصحفية عادلا ويقف على قدم المساواة، موضحا أن هناك تسع قيادات نسائية كانوا يقدن الصحافة القومية في فترة الستينات والسبعينات، متمنية أن تعود تلك الحالة من جديد.