جريدة الوطن:
2025-04-07@02:25:22 GMT

أصداف : قصة كهرباء العراق

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

أصداف : قصة كهرباء العراق

هذه قصَّة مؤلمة عاشها العراقيون منذ مطلع العام 1991، عِندما هاجمت الطائرات والصواريخ الأميركيَّة العراق وحصل استهداف متعمَّد لمحطَّات توليد الطَّاقة الكهربائيَّة.
هذه المعاناة الثقيلة والشديدة يتحدَّث عَنْها أحد أبرز مهندسي قِطاع الكهرباء في العراق المهندس الاستشاري الأستاذ سحبان فيصل محجوب آخر وزير للكهرباء في العراق حتَّى غزو العراق واحتلاله من قِبل الولايات المُتَّحدة في العام 2003.


في كتابه الذي يحمل الكثير من المعلومات عن قِطاع الكهرباء في العراق، حرص محجوب على اختيار العنوان بعناية كبيرة (الكهرباء أسرار من الصندوق الأسود) يروي الكثير من الوقائع والأحداث خلال حقبة الحصار الأميركي على العراق منذ العام 1990 حتَّى وصول الدبابات والعسكر والمارينز ليحتلوا هذا البلد في العام 2003، ورغم التدفق الهائل للأموال في خزينة العراق خلال العشرين عامًا المنصرمة، إلَّا أنَّ العراقيين ما زالوا يعانون بقسوة من انعدام الكهرباء أو قلَّتها وأحيانًا تصل حدَّ الندرة، وتمَّ صرف مبالغ طائلة على هذا القِطاع تجاوز المليار دولار، في حين تمكنت الكوادر الهندسيَّة والفنيَّة من الشروع في إصلاح الدمار الكبير الذي خلَّفه القصف الأميركي في حرب العام 1991 بعد أسابيع من توقُّف العمليَّات العسكريَّة، وهذا ما يفرد له الأستاذ سحبان مساحات واسعة لتسليط الضوء على القدرات والكفاءات العراقيَّة التي عملت، في حين ما زال دخان الحرب متصاعدا، وأوجدت الحلول والحصار ينهش كُلَّ شيء ويمنع وصول الأجهزة والمعدَّات المطلوبة لإعمار محطَّات توليد الكهرباء والمفاصل الفنيَّة الخاصَّة بنقل الطَّاقة وتوزيعها.
ولأنَّه محجوب تنقَّل في مسؤوليَّات عديدة وفي الكثير من المناطق في العراق، فإنَّه يروي الصور الكثيرة ويرسمها بدقَّة العارف بكُلِّ تفاصيلها، فمن جهة يروي الوقائع التي عاشها عِندما تبوَّأ المسؤوليَّات المختلفة والمناصب التي تدرَّج فيها لسنوات طويلة، وفي هذه القصص تجد المعلومة والتفاصيل الدقيقة لكُلِّ حدَثٍ، وكيف تعمل الكفاءات العراقيَّة بطاقات كبيرة جدًّا، ويسجّل للتاريخ والأجيال كيف أنجز العاملون في قِطاع الكهرباء الكثير رغم الصعاب الجمَّة التي واجهوها في سنوات الحصار القاسي. ومن زاوية أخرى، وهي في غاية الأهمِّية، لَمْ يغمضْ عَيْنَيْه ويدير رأسه عن كهرباء العراق بعد أن غادر موقع المسؤوليَّة لِيستقرَّ حاله حال آلاف الكفاءات في الغربة، بل حرص على متابعة كُلِّ شاردة وواردة في عالَمه الذي بذل جهودًا مضنية في دهاليزه وعوالمه، وحرص على تدوين الكثير من الملاحظات ويؤشِّر الخلل الهائل الذي يعصف بأهمِّ قِطاع في البلد، هذا الميدان الذي ترتبط به جميع مفاصل الحياة ولا يُمكِن أن تتحقَّقَ التنمية بِدُونِ وجوده وبكفاءة عالية وأداء شامل. ولا يغفل محجوب الإشارة إلى محطَّات مُهمَّة في تاريخ الكهرباء منذ أن أطلَّت بمصابيحها شِبْه الخاوية في معسكرات البريطانيِّين بعد احتلال العراق في العام 1917، ويروي كيف كانت البداية ثمَّ الانتشار. هذا كتاب يُمثِّل وثيقة عراقيَّة في غاية الأهمِّية، وسيعود إليه الكثير من الباحثين والدارسين لحقبة الحصار والاحتلال.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی العراق الکثیر من

إقرأ أيضاً:

مركز جديد للتوحد يعني الكثير..

تركت الأوامر السامية الكريمة باعتماد 7 ملايين ريال عُماني لإنشاء «مركز اضطراب طيف التوحّد للرعاية والتأهيل» بمحافظة مسقط -يتبع المركز الوطني للتوحد- أثرًا إيجابيًا عميقًا في نفوس أولياء أمور الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد ممن لم تتح لهم بعد فرص التأهيل في مراكز تقدم خدمات عالية الجودة.

وتكتسب الأوامر السّامية أهمية خاصة ليس لأنها تقضي بإنشاء مركز متطور يعمل باحترافية، إنما لأن جزئية منها تنص على دراسة حاجة المحافظات لمثل هذه المراكز ووضع برنامج زمني لإنشائها وفق عدد الحالات في كل محافظة، وهو ما يؤكد أن جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - على معرفة تامة لما يعنيه اضطراب التوحد والظِلال القاتمة التي يُلقيها على كاهل الأسر في مختلف المحافظات.

إن اللافت في هذه الأوامر الطُموح الكبير بأن يكون «مركز اضطراب طيف التوحّد للرعاية والتأهيل» الأول من نوعه في الشرق الأوسط من حيث نوعية خدماته وتجهيزاته المتطورة، ما يعني أنه سيحدُ بصورة مباشرة من استقرار بعض المواطنين خارج الوطن للحصول على خدمات متقدمة لأبنائهم المصابين باضطراب التوحد.

ومما يدعو للسعادة أن المركز الجديد سيستوعب 150 حالة يوميًا ربما كانت تعتبِر التأهيل حلمًا بعيدًا، كما أنه سيُمكن غير الملتحقين به من استخدام قاعاته المتعددة وفق أوقات محددة إلى جانب أنه سيكون الجهة المركزية المعنية بتوفير خدمات التدريب المتخصصة للعاملين في مجال اضطراب طيف التوحد مع ميزة التخويل لمنح رخص مزاولة مهنة العمل في هذا المجال وتقديم خدمات التدريب المستمر للأسر من كافة المحافظات.

ولأن الرؤية السامية لجلالة سلطان البلاد تتسم بالشمولية وتأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لبعض حالات اضطراب طيف التوحد، سيعمل المركز الجديد على تقديم خدمات الرعاية المؤقتة بتوفير مرافق مهيّأة ومناسبة للحالات التي تعاني من هذا الاضطراب بدرجة شديدة وخدمات التشخيص والتقييم المختصة بإجراء التشخيص المبكر والمتكامل بالتعاون مع وزارة الصحة وكل هذه احتياجات ضرورية لهذه الفئة من المجتمع.

الأوامر السامية الكريمة بإنشاء «مركز اضطراب طيف التوحّد للرعاية والتأهيل بمحافظة مسقط»، جاءت لتؤكد اهتمام جلالة السلطان الشخصيّ بهذه الفئة من المجتمع وأنها فئة يُعول عليها أيضًا في مسيرة النهضة المتجددة، وهي لم ولن تكون يومًا من الأيام كمًا مهملًا.

النقطة الأخيرة..

أفادت دراسة نشرتها مجلة The Lancet Psychiatry العام الماضي 2024م أن عدد المصابين بالتوحد في عام 2021م بلغ حوالي 61.8 مليون شخص وهو ما يعادل شخصًا واحدًا من بين كل 127 شخصًا. ويعد هذا الرقم مرتفعًا، إذ تشير التقديرات السابقة إلى إصابة شخص واحد من بين كل 271 شخصًا في عام 2019م، ما يستدعي دق ناقوس الخطر والبحث عن الأسباب الغامضة التي تقف وراء تمدّد وانتشار هذا الاضطراب.

عُمر العبري كاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • العراق يطلق مشروع حرق النفايات لتوليد 100 ميغاواط من الكهرباء يومياً
  • في ذكري محجوب شريف (٣ )
  • مركز جديد للتوحد يعني الكثير..
  • ‏⁧‫رسالة‬⁩ من نوع آخر إلى ( ⁧‫صدر الدين الگبنچي‬⁩) الذي يريد يقاتل أمريكا من العراق دفاعا عن ايران !
  • في ذكري رحيل شاعر الشعب محجوب شريف
  • السودان.. مسيرة للدعم السريع تستهدف كهرباء سد مروي وتؤدي لانقطاع الكهرباء في عدة مدن
  • العراق يدين العدوان الذي شنّته اسرائيل على الأراضي الفلسطينية
  • دوري نجوم العراق.. نفط ميسان يقطع أسلاك الكهرباء مرتين
  • رد فعل غير عادي لفعل عادي يعذب ضمير محجوب شريف النبيل