قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى التنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بهجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وإلقاء المسؤولية على عاتق الجيش.

 

الصحيفة تابعت أن نتنياهو، "يشن حملة لإلقاء اللوم على الجيش الإسرائيلي، لفشله في التنبؤ بهجوم حماس".

 

ونقلت عن مسؤول بالجيش لم تسمه قوله: "نتنياهو يقوم بحملة.

. يجمع الأدلة ضد الجيش، ويشرح في محادثات خاصة لماذا لا يقع عليه اللوم، ويردد أنه لم يحصل على المعلومات الاستخبارية".

 

وقال مسؤول آخر بالجيش للصحيفة: "من الواضح ما يفعله نتنياهو.. إنه أمر مشين".

 

الصحيفة لفتت أيضا إلى "تعيين نتنياهو، متحدث جيد للتنسيق مع المراسلين العسكريين الإسرائيليين، بعد 4 أيام فقط من الحرب".

 

وأوضحت أن "إيلي فيلدشتاين، عمل كمتحدث باسم فرقة الضفة الغربية التابعة للجيش، ما جعله على دراية جيدة بالمراسلين العسكريين، وكان فيما بعد المتحدث باسم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".

 

وقالت إن عدة مصادر "وصفت التعيين بأنه غير عادي، خاصة خلال الحرب، حيث يحتفظ وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش عادة باتصالات مستمرة مع المراسلين العسكريين".

 

وبحسب مصدر في الجيش فإنها "خطوة مشكوك فيها، خاصة بالنظر إلى أن كبار القادة العسكريين تحملوا مسؤولية الفشل في توقع الهجوم، بينما رفض نتنياهو الاعتراف بأي دور".

 

واعتبر المصدر، لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن نتنياهو، "مخطئ في الاعتقاد بأنه قادر على التهرب من المساءلة، بعد أن قال مسؤولون عسكريون كبار إنهم يتحملون المسؤولية. لقد نسي رئيس الوزراء أنه المسؤول أيضا".

 

والجمعة الماضي، قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، إن نتنياهو "يعمل بنشاط على بناء قضيته ضد الجيش".

 

ونقل الموقع عن مصادر قريبة من رئيس الوزراء قوله إن "زوجته سارة، طلبت منه جمع كل الاتصالات العامة والمحاضر السرية من اجتماعات مجلس الوزراء الأمني والمناقشات حول قضايا الدفاع".

 

وأضاف: "طلبت (سارة) منه أيضا أن يجمع كل الاقتباسات، من كبار مسؤولي الدفاع السابقين والحاليين، التي تعكس تقييمات استخباراتية خاطئة، فيما يتعلق بقدرات حماس ونواياها".

 

ولفتت "هآرتس"، إلى أنه "منذ بدء الحرب، التقى نتنياهو، برؤساء وسائل الإعلام المختلفة في إسرائيل للمرة الأولى منذ سنوات عديدة".

 

ونقلت عن وزير من حزب "الليكود" لم تسمه قوله إن "أي شخص يعتقد أنه يمكن أن يفلت من تحمل المسؤولية الجسيمة عن أسوأ فشل منذ تأسيس الدولة، يرتكب خطأ فادحا".

 

وفي إشارة إلى احتمال حل الحكومة الحالية بعد انتهاء الحرب، قال الوزير: "لقد حُدد مصير هذه الحكومة في 7 أكتوبر، كما حُسم مصير الليكود أيضا في ذلك السبت الأسود (7 أكتوبر)، الأمور لن تستمر كما كانت من قبل".

 

وأردف "من يسعون إلى التنصل من مسؤوليتهم، لا يؤدون إلا إلى تفاقم وضعهم؛ فالجمهور الإسرائيلي يحمل غضبا".

 

ولم يصدر رد رسمي من نتنياهو، فيما نفى مقربون منه صحة الاتهامات له بمحاولة التنصل من المسؤولية، وقالوا إنه "منذ بدء الحرب، كان رئيس الوزراء وفريقه مشغولين بشيء واحد فقط، هو قيادة الحرب حتى تحقيق النصر"، على حد تعبيرهم.

 

وبعد عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها "حماس" وفصائل فلسطينية في غزة، اعتبر محللون إسرائيليون أن عدم قدرة أجهزة الأمن الإسرائيلية على التنبؤ بالهجوم يمثل "فشلا كارثيا ستكون له انعكاساته السياسية".

 

ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصابت 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

 

فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

صدام جديد بين ترامب وزيلينسكي.. من يتحمل مسؤولية الحرب؟

أثارت الرئيس الأمريكي دونالد تراكب جدلا واسعا بتصريحاته عن الحرب الأوكرانية من جديد، حيث قال إن "الحرب في أوكرانيا كان يمكن تفاديها"، ملقيًا باللوم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مؤكدًا أنها "حرب كان من المفترض ألا تبدأ أبدًا".

وجاءت تصريحات ترامب خلال استقباله للرئيس السلفادوري نجيب بوكيلة في المكتب البيضاوي، حيث قال صراحة: "بوتين هو من بدأ الحرب، لكن بايدن كان يستطيع أن يمنعها، وزيلينسكي أيضًا كان بإمكانه أن يتجنبها. الجميع مُلام".

لكن ما أثار الاستياء الأكبر، بحسب"الغارديان"، كان تعليقه على طلب زيلينسكي شراء المزيد من أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية من طراز باتريوت. إذ قال ترامب بنبرة ساخرة:"عندما تبدأ حربًا، عليك أن تتأكد أنك قادر على الفوز. لا تبدأ حربًا مع شخص يفوقك حجمًا بعشرين ضعفًا ثم تتوقع أن يعطيك الآخرون صواريخ."


التصريح وُصف من قبل وسائل إعلام أوكرانية بأنه يحمل لهجة تبريرية للعدوان الروسي، خصوصًا أنه يأتي بعد هجوم روسي دموي على مدينة "سومي"، أسفر عن مقتل 34 مدنيًا بينهم أطفال، ما دفع مسؤولين أوكرانيين لوصف مواقف ترامب بأنها ترويج مباشر للدعاية الروسية.

وردًا على هذه التصريحات، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة علنية لترامب لزيارة أوكرانيا، قائلاً:"أدعوه ليأتي ويرى بنفسه حجم الدمار، ليفهم التهديد الحقيقي الذي تشكله روسيا على الغرب بأكمله، وليس فقط على أوكرانيا."

وأضاف في تصريحه من السهل إصدار الأحكام من واشنطن، لكننا هنا نخوض معركة وجودية، نيابة عن العالم الديمقراطي".

وجاءت دعوة زيلينسكي في ظل استمرار ترامب في تبني مواقف أقل دعمًا لأوكرانيا منذ عودته إلى البيت الأبيض. ففي مارس الماضي، علّق إدارته تسليم مساعدات عسكرية بقيمة تتجاوز مليار دولار كانت مخصصة لكييف، وهي خطوة أثارت قلقًا في أوروبا وأوساط الناتو بشأن مستقبل الالتزام الأمريكي تجاه الحلفاء.


ويُذكر أن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي اتسمت بالتوتر منذ ولايته الأولى، خاصة بعد فضيحة "مكالمة 2019" التي حاول فيها ترامب الضغط على زيلينسكي لفتح تحقيق ضد بايدن، وهي الحادثة التي أدت إلى أول مساءلة لترامب في الكونغرس.

واليوم، وبينما تدور الحرب في أوكرانيا في عامها الثالث، يجد زيلينسكي نفسه في مواجهة ليس فقط مع موسكو، بل مع تغيّر واضح في المزاج السياسي الأمريكي، حيث تسعى إدارته لتأمين الدعم بأي طريقة، في ظل تراجع المساعدات الغربية وتصاعد لهجة ترامب الرافضة لمزيد من الانخراط العسكري.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: نتنياهو لا يملك خطة في غزة سوى تدمير حماس
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعقد المفاوضات لإطالة الحرب والجنود يرفضون الخدمة
  • أمير قطر يحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية انهيار الاتفاق في غزة
  • ناشطة إسرائيلية: على حكومة نتنياهو أن تجيب عن 4 أسئلة
  • نتنياهو يهدد بالقضاء على حماس من شمال غزة.. نقاتل من أجل وجودنا
  • أول رد فعل "ميداني" على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب
  • مقتل عنصرين من الأمن السوري بهجوم مسلحين في درعا.. وضحايا بانفجار مخلفات الحرب
  • صدام جديد بين ترامب وزيلينسكي.. من يتحمل مسؤولية الحرب؟
  • هآرتس: حماس ليست نازية وغزة ليست دريسدن الألمانية
  • اتساع نطاق الاحتجاجات داخل الكيان ورئيس أركان العدو يحذر حكومة نتنياهو من وجود نقص كبير في الجيش