عبرت، اليوم الأحد، الدفعة الثانية من قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الجانب الفلسطيني من منفذ رفح البري جنوبي قطاع غزة.

السلطات في غزة: 70% من سكان القطاع خارج منازلهم قسريًا الجامعة العربية تشيد بدور مصر في تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

 

وذكرت قناة "القاهرة" الإخبارية أن الجهود المصرية نجحت في فتح منفذ رفح من الجانب الفلسطيني لدخول المساعدات الإنسانية المصرية والدولية للشعب الفلسطيني، حيث دخلت الدفعة الأولى أمس السبت، وشملت 20 شاحنة محملة بالمستلزمات الطبية والغذائية.

وقامت الدولة المصرية خلال وقت وجيز بتجهيز وإعادة إصلاح الطريق عند منفذ رفح من الجانب الفلسطيني، تمهيدا لإدخال المساعدات لقطاع غزة.

و في سياق متصل أكدت المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر أن هناك استجابة عربية واسعة النطاق لتقديم المساعدات لقطاع غزة، مشيرة إلى أن المساعدات مكدسة بسبب العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلية لوصول المساعدات الإنسانية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك للأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر صالح التويجري بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بحضور السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشئون الاجتماعية اليوم الأحد.

وقال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال والصليب: "نحن أمام جريمة مكتملة الأركان وهي استهداف المدنيين والمنشآت والمباني المدنية بما فيها المنشآت الصحية وكذلك رجال الإنقاذ وسيارات الإسعاف، إضافة إلى أن هناك حصاراً مطبقاً على غزة، ولذا فهي تعاني من الحرمان من المساعدات الأساسية".

وأضاف أن المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر أرسلت نداءً إنسانياً بالتنسق مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وكانت الاستجابة منقطعة النظير سواء من جمعيات الهلال والصليب الأحمر ومن خارجه ومن جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الصحة العرب الذي ساهم في تغطية جزء مهم من هذه المساعدات.

وأضاف أن الهلال الأحمر المصري والسلطات المصرية يجب أن يشكرا على الجهود المضنية لاستقبال المساعدات والعمل على إيصالها، مشيرا إلى أنه حتى الآن ما أُدخل لا يكفي شعبا بكامله تحت القصف ولكن هناك اشتراطات تعجيزية من قبل الجانب الآخر، وهذا انتهاك آخر للقانون الدولي الإنساني.

وتابع: "أن إرسال إشعار من قوات الاحتلال بإخلاء المرضى في المستشفيات ومن يلجأ إليها من المدنيين يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".

واستطرد قائلا: "نحن أمام معضلة صعبة في ظل عدم فتح المعابر"، مشدداً على أنه بسبب الوضع الحالي هناك مساعدات مكدسة في المعبر على الجانب المصري، "ولذا طلبنا من المانحين التوقف عن إرسال المساعدات إلى حين تصريف ما هو متكدس في مطار العريش وعلى الحدود مع غزة".

ووجه تحية إشادة وإعجاب للعاملين للهلال الأحمر الفلسطيني البطل الذي قتل العديد من العاملين فيه وهم يقدمون الدعم لضحايا العدوان، ودمرت سيارات الإسعاف وما زالوا يعملون على مدار الساعة وبكل تضحية لخدمة ضحايا هذا العدوان، كما وجه الشكر للحكومة المصرية والهلال الأحمر المصري.

وقال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر إن الحقيقة معظم المصابين لا يجدون الخدمة الطبية الصحية المطلوبة بسبب الحصار والقصف الجائر.

وأضاف: "نتشرف بالشراكة مع جامعة الدول العربية التي لم نجد منها إلا الدعم والمؤازرة في جميع الظروف"، مشيرا إلى أن كارثة قطاع غزة غير مسبوقة من جميع النواحي، فهناك الحصار المطبق على غزة، ومنع الكهرباء والدواء، إضافة إلى استهداف المدنيين واستهداف المنشآت المدنية، كارثة من نوع آخر.

وأوضح أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر معنية بمراقبة تطبيق الانتهاكات للقانون الدولي والإنساني، وتوثق انتهاكات غير مسبوقة للقانون الدولي الإنساني وهي ترقى لجرائم الحرب، مشيرا إلى أن المنظمة عقدت عدة اجتماعات لدعم فلسطين وأهل غزة.

وقال "لقد عقدت المنظمة اجتماعاً للهيئة العامة وهم جميع رؤساء الهلال والصليب الأحمر في الدول العربية وأصدرت بياناً تستنكر فيه الانتهاكات الفاضحة لجميع الأعراف الدولية والقوانين الدولية بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، كما عقدت اللجنة التنفيذية، باستضافة كريمة من قبل الهلال الأحمر المصري اجتماعاً بشأن الأزمة وأصدرت بياناً، يستنكر هذه الانتهاكات ويطالب بفتح المعابر وعدم استهدف المنشآت الصحية والخدمية والمباني المدنية".

وتابع صالح التويجري: "أن خبراء المركز العربي للقانون الدولي الإنساني، عقدوا اجتماعاً في الرياض وأصدروا بياناً بشأن الوضع في غزة.. وإننا نعمل على حشد المساعدات وفضح الانتهاكات الإسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القانون على الجميع دون ازدواجية المعايير".

وقال التويجري "إننا خاطبنا اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر المعنية ورئيسة اللجنة الدائمة للهلال والصليب الأحمر، وهي جهات معنية بتدقيق انتهاكات القانون الدولي الإنساني، لمراقبة هذه الانتهاكات وتقديمها للمؤتمرات الدولية ونحن نزودهم بالمعلومات".

وأضاف "أننا نعمل على توثيق الانتهاكات مع الهلال الأحمر الفلسطيني والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني وسوف نعرضها على المؤتمرات الدولية في محاولة لفضح هذه الانتهاكات والعمل على معاقبة من فعل هذه الانتهاكات التي هي جرائم مكتملة الأركان".

وقال: "للأسف هناك معايير مزدوجة عندما تحدث الانتهاكات تطبق القوانين على البعض ولا تطبق على البعض الآخر".

ونوه إلى أن المشكلة ليست في حجم المساعدات المشكلة بل في القدرة على إدخالها، مشيرا إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" فقدت 17 شخصاً من موظفيها، موضحاً أن هذه تمثل انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أن الاحتلال يرسل لمدارس الأونروا في شمال غزة، إشعارات لمغادرتها، رغم أنها تابعة للأمم المتحدة.

وذكر أنه ليس في غزة مكان آمن، بسبب القصف العشوائي الذي لا يفرق بين طفل أو امرأة أو مسؤول يعمل في المنظمات الأممية رغم أن شارة الهلال والصليب الأحمر محمية في القانون الدولي الإنساني، وسيارات الإسعاف دمرت بما فيها، نحن أمام انتهاكات صارخة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدفعة الثانية قوافل المساعدات المساعدات الانسانية قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

في غزة فقط.. كسرة خبز تساوي الحياة!

يشكو النازحون في قطاع غزة نقص الطحين (الدقيق)، وصعوبة الحصول على الخبز من المخابز البلدية، التي تقلص عددها مؤخرًا، وسط الحرب والحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع منذ عام و18 يومًا.

كسرة خبز لا تكاد تسد الرمق، صارت حلماً بعيد المنال؛ فمخبز واحد لا يكفي لمئات البطون التي نهشتها نيران القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر 400 يوما.

خرجت جميع المخابز في قطاع غزة عن الخدمة، فضلًا عن حظر وكالة الأونروا ووقف نشاطها في الأراضي الفلسطينية ومحاولة الاحتلال الإسرائيلي قطع وسائل المساعدات للفلسطينيين، والسيطرة على المساعدات الإنسانية، وسرقتها واتخاذها وسيلة للتجنيد والسيطرة على الشعب الفلسطيني.

مازن عيسى أحد المواطنين المصطفين في طوابير لا تنتهي يقول أنه ومنذ بدء الحرب، تتشكل طوابير طويلة أمام المخابز منذ الفجر من دون ضمانة للحصول على كمية خبز كافية للعائلة برمتها وكأنهم قد رضوا بالهم، لكن الأخير أبى أن يرضى بهم، مع كل معاناتهم.

ويضيف: «أزمة أخرى تبقى حاضره باستمرار لتزيد من أزماتنا في القطاع، وهي الطحين الفاسد، في ظل عودة اللاجئين والنازحين للمجاعة لتزداد شراسة جراء تشديد الحصار الإسرائيلي».

ويستطرد حديثه: «يأتي هذا الجوع في وقت ضاقت الحياة على آلاف العائلات الفلسطينية التي أصبحت مهددة في أحد أساسيات الحياة وهو الخبز».

بيد أن الغذاء المتوفر غالبًا ما يكون غير صالح للاستهلاك الآدمي، مثل الطحين الذي يحتوي على حشرات أو سوس، ورغم ذلك يلجأ الأهالي إليه مضطرين لأنه ببساطة لا سبيل لهم سواه.

هذه الظروف تفرض تحديات كبيرة على سكان القطاع وتنعكس بشكل خاص على الأطفال؛ حيث يمنع الاحتلال دخول الحليب والمكملات الغذائية الضرورية لأكثر من 3,500 طفل تحت سن الخامسة، مما يجعل حياتهم مهددة في ظل نقص الغذاء والرعاية الصحية.

عمر محمد نازح من شمال القطاع، وأب لأربعة أطفال بين أن الأسواق تشهد نقصًا في البضائع _ إن وجدت _ تكون أسعارها مرتفعة إلى حد لا يستطيع الأهالي تحمل تكاليفها، ما يزيد من اعتمادهم على المساعدات التي لم تُدخل منذ فترة طويلة.

وبين خلال حديثه: «تتكدس آلاف الأطنان من المساعدات على الجانب الآخر من المعابر، ولا يُسمح بدخولها إلى غزة بسبب الحصار المستمر».

قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية حقيقية، حيث أدت سياسة الاحتلال إلى كارثة، فقد استشهد الآلاف نتيجة نقص الغذاء والدواء ومنع وصول المساعدات الأساسية. وهو ما أكده النازح الثلاثيني: «الاحتلال لجأ ولا يزال إلى سلاح التجويع تزامنا مع القصف، ليمارس كل أنواع الانتهاكات بشأن مستضعفين لا حول لهم ولا قوة».

كيس الطحين يكلف الناس أرواحهم

تلك أم وطفلتها ذهبا إلى منزلهم، بحي الجنينة في مدينة رفح للحصول على كيس من الدقيق حيث تركته العائلة في منزلهم هناك قبل بدأ العملية البرية على المدينة، قصفت الطائرات المرأة والطفلة داخل المنزل بصاروخ تسبب في بتر قدمي الأم، وحروق في وجه الطفلة.

"وصلنا إلى حدٍّ لا يسر حبيب ولا قريب"، هذه عبارة تسمعها من المواطنين الفلسطينيين بعدما أصبح الحصول على رغيف الخبز مهمة شبه مستحيلة بغزة، فثم أطفال صغار، ورجال كبار أخرجهم الجوع ورغيف الخبز الذي أصبح بعيد المنال ليقفوا ساعات تحت الشمس، أمام المخبز الوحيد في القطاع.

في حين أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من جانبها ان مخازنها فارغة من مادة الدقيق، ولا تستطيع البدء بعمليات توزيع حتى لو كيس واحد على العوائل بشكل طارئ.

هذا الحال المرعب يأتي على الغزيين في ظل بلوغ حرب إسرائيل ضد «أونروا» ذروتها بعد قرار حظر الوكالة الأممية، والتي تعد العمود الفقري في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة،

فذاك أب يحمل الحزن على كتفيه وعاد إلى أسرته بكفّين خاويتين، حيث لم يكن من القلة المحظوظة التي حظيت بربطة خبز فعاد بخفي حنين يوما تلو الآخر، حيث يعود هذا الأب فارغ الأيدي إلى أسرته مثقَلا بهمومه وأحزانه، وقد فشل في توفير بعض أرغفة الخبز لأبنائه الستة، يقول «على مدى أسبوعين لم نتذوق الطعم الحقيقي للخبز بدون رائحة كريهة، لكننا لم نجد بديل عنه».

وذاك آخر يعيش هو وأسرته على «بقايا طحين» في آخر كيس لديهم، يقول: «نأكل دقيق مسوس ولا يصلح للبشر، ولكن نضطر رغم رائحته السيئة إلى تنخيله وعجنه وخبزه، ونأكله مع ما يتوفر من طعام في تكية خيرية مجاورة لنسد جوعنا».

تلك المجاعة اشتد لهيبها على أكثر من مليوني فلسطيني في جنوب القطاع وشماله منذ مطلع أكتوبر الماضي جراء إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، علاوة على استمرار احتلال معبر رفح البري منذ اجتياح مدينة رفح الحدودية مع مصر في السادس من مايو الماضي.

وبحسب مصادر في حكومة غزة، فإن العديد من المخابز، التي تقدم الخبز البلدي ذات القطع الكبيرة، أغلقت أبوابها، بسبب نقص الكبير في الوقود والدقيق، وسط الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة وإغلاق المعابر، ما زاد من الضغط على المخابز الرئيسية.

ووفقا لبيانات أممية فإن أكثر من ربع مليون شاحنة مساعدات إغاثية لم تدخل إلى القطاع منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، وذلك نتيجة التقييدات الإسرائيلية على دخولها، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل بالغ.

مقالات مشابهة

  • الهلال الأحمر المصري يوقع مشروع منحة المساعدات اليابانية للمشروعات الأهلية
  • في غزة فقط.. كسرة خبز تساوي الحياة!
  • عضو بـ«النواب»: تغير إيجابي في الموقف الأمريكي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة
  • “الهلال الأحمر” ينظم ملتقى الشركاء في العمل الإنساني
  • طرح الدفعة الثانية من تذاكر كأس القارات للأندية قطر 2024
  • الخارجية الفلسطينية تؤكد تسييس الاحتلال عملية دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • العمل: صرف دفعة مالية جديدة لعمال غزة المتواجدين بالضفة
  • النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين
  • "عبده وسنية" في عرض عالمي أول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • من يرعى لصوص قوافل المساعدات في غزة؟