التويجري: نطالب المجتمع الدولي بايقاف القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة وتقديم الإغاثة العاجلة للسكان
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أكد د. صالح بن حمد التويجري أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو"، أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة أثرت على حياة شعب بأكمله نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، والحصار الإسرائيلي الجائر غير الإنساني على القطاع وقطع الكهرباء والماء والوقود.
وبين التويجري، في كلمته خلال مؤتمر صحفي حول الأوضاع الإنسانية في غزة نظمته جامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، أن الهيئة العامة للمنظمة عقدت اجتماعًا استثنائيا عبرت فيه عن إدانتها لهذا العدوان السافر الذي تجاهل مبادئ القانون الدولي الإنساني وكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية، وطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته لايقاف القصل الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وشدد على ضرورة توفير الغذاء والدواء والماء والوقود لسكان غزة، مضيفًا بأن فصل الشتاء قادم بعد أيام معدودة، مما يتوجب سرعة توفير المتطلبات اللازمة للشعب الفلسطيني ليتعافى من آثار تلك الكارثة ولحمايته من برد شتاء قارس على الأبواب.
وذكرت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أنها منظمة إنسانية إقليمية تضم في عضويتها واحد وعشرين جمعية وطنية عربية للهلال والصليب الأحمر، وقالت في بيانها أن استجابة للتداعيات الإنسانية الحرجة التي فرضتها الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، والتي أثرت على حياة شعب بأكمله، وخلفت آلاف الوفيات والمصابين، ودمرت المنشآت الخدمية الحيوية المقدمة للصحة وللطاقة وللمياه والاتصالات، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وشردت مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، وشلت الحياة العامة، واستهدفت المرافق الصحية وسيارات وطواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني الذي فقد عددًا من أفراده وسياراته، نتيجة للعدوان المتعمد الذي استهدف فرق إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني والمستشفيات في قطاع غزة، فقتل المرضى والجرحى داخل المستشفيات وطواقمها الطبية، وتحولت تلك المستشفيات إلى مقابر جماعية، وكذلك محاولة تهجير سكان قطاع غزة إلى خارج القطاع، وهو ما يشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، والتي تم توثيقها من قبل المركز العربي للقانون الدولي الإنساني التابع للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
أمام هذا الوضع المأساوي، عقدت الهيئة العامة للمنظمة اجتماعًا استثنائيًا بتاريخ 11 أكتوبر الجاري، وعبرت الهيئة العامة عن إدانتها لهذا العدوان السافر الذي تجاهل مبادئ القانون الدولي الإنساني، وكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية، كما عبرت عن استنكارها لاستمرار استهداف المدنيين، والمنشآت المدنية، مخالفة بذلك لاتفاقيات جنيف 1949 والبروتوكولات الملحقة لها "1977؛205".
وتطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته وبصفة كاملة وفورية لإيقاف القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والعمل على تقديم الإغاثة العاجلة للسكان، وتأمين الممرات لوصول المساعدات الإغاثية وفتح المعابر، ودخول طواقم الإغاثة إلى جميع أحياء قطاع غزة.
كما أكدت على مساندتها الشاملة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتعزيز خدماتها الإنسانية داخل قطاع غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية.
وتشيد بالدور البطولي للعاملين والمتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لإنقاذ ضحايا الكارثة.
كما سجلت شكرها وتقديرها للجهد الكبير الذي تبذله جمعية الهلال الأحمر المصري لتنسيق استقبال المساعدات الإنسانية القادمة من خارج مصر، وإدخالها إلى قطاع غزة. وعبرت عن تقديرها لحكومة مصر على الإجراءات والتسهيلات لوصول ومرور المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، ومكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والتي استجابت للوضع الإنساني، وتدعوها إلى تكثيف مساعداتها لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وممارسة دورها الإنساني طبقا لرسالتها ومبادئها الأساسية للضغط على المجتمع الدولي لإيقاف تلك الانتهاكات، ومنع تكرارها.
كما تطالب مكونات الحركة الدولية لعقد اجتماع استثنائي عاجل في جنيف، لهذا الغرض.
من جهتها أكدت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، على أن استمرار الوضع الخطير اللإنساني في قطاع غزة سوف يؤدي إلى معاناة لا حدود لها مذكرة بالفاجعة الخطيرة والمجزرة التي حصلت بالمستشفى المعمداني، والتي راح جراء قصفها المئات من الاطفال والنساء.
مشددة، على ضرورة أن يتطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه الحرب والمأساة الانسانية غير المسبوقة، والسماح بتدفق الامدادات والاحتياجات الطبية والادوية المنقذة للحياة،
وأشادت بالدور الكبير الذي تقوم به مصر لتأمين دخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
كما أشادت باستجابة الدول العربية لتقديم المساعدات الانسانية العاجلة للحد من الكارثة الانسانية التي يعاني منها أكثر 2.3 مليون فلسطيني، وإرسال جسور مساعدات جوية لإمداد الشعب الفلسطيني الباسل باحتياجاته في هذا الوقت العصيب، للتخفيف من حدة الآثار المترتبة عن العدوان الإسرائيلي الغاشم، ودعت الشعوب العربية بالاستجابة إلى حملات التبرعات التي أطلقتها الجمعيات الوطنية للهلال الاحمر والصليب الاحمر بالدول الاعضاء لدعم الشعب الفلسطيني.
وأوضحت السفيرة أبو غزالة، أنه ووفقًا لإحصائيات الامم المتحدة، نحو 70% من حصيلة الشهداء في قطاع غزة من الأطفال والنساء والمسنين، كما يقدر عدد النازحين داخل القطاع بمليون شخص، منهم 513 ألف لجأوا إلى المنشآت التابعة للاونروا، وقد وثقت منظمة الصحة العالمية 59 هجومًا ضد العاملين في القطاع الصحي، و69 اعتداء على المنشآت الصحية كما استشهد أكثر من 37 من العاملين الصحيين، وأصيب العشرات منهم وتضررت و32 سيارة إسعاف، وهنالك 7 مشافي توقفت عن تقديم الخدمة.
وأشارت إلى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحرص دائمًا على دعم الدول الأعضاء التي تمر بأزمات إنسانية، من خلال آليات عملها المختلفة المتمثلة بالمجالس الوزارية المتخصصة ومنظماتها التابعة لها، لتلبية احتياجات تلك الدول.
وفي هذا الصدد، أصدر مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري خلال دروته غير العادية التي انعقدت بتاريخ ١١ أكتوبر الجاري، بشأن سبل التحرك السياسي لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق السلام والأمن في دولة فلسطين، والذي حذر من التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية لاستمرار التصعيد وتمدده، وأكد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية والوقود إليه.
وأوضحت أبو غزالة، أن هناك تواصل مستمر مع وزارة الصحة بدولة فلسطين للتعرف على احتياجاتها الطارئة والعاجلة لدعم القطاع الصحي في قطاع غزة والعمل على توفيرها، وتعمل إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بشكل مستمر على تعميم احتياجات وزارة الصحة الفلسطينة، على وزارات الصحة والجهات المعنية في الدول الاعضاء للعمل على توفيرها في أسرع وقت ممكن، مثمنه استجابة الدول العربية في هذا الشأن.
مشيرة إلى أنه جاري التنسيق مع وزارة الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية على توفير الاحتياجات الصحية الطارئة من الدعم الذي سبق وأن قدمه من مجلس وزراء الصحة العرب.
ونوهت أنه بناء على توجيهات الأمين العام جاري التنسيق مع رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب، ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري، لإرسال مساعدات عاجلة واحتياجات إنسانية وأدوية منقذة إلى قطاع غزة.
كما أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي انعقد بتاريخ ١٦ أكتوبر الجاري، أقر دعم اجتماعيًا وإنسانيا لدولة فلسطين، وجاري العمل على إيصال هذا الدعم في أسرع وقت ممكن إلى قطاع غزة.
وتوجهت أبو غزالة، بالشكر للهلال الأحمر المصري على الجهود والمساعي المبذولة لتنسيق الاحتياجات الإنسانية مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وتأمين إيصالها إلى قطاع غزة للمتضررين، وإلى المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، التي تعد مظلة لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في المنطقة العربية على جهودها الإنسانية ودعمها المتواصل للجمعيات الوطنية للهلال والصليب الأحمر التي لا تدخر جهدًا لتقديم يد العون في الميدان وقيامها بواجبها الإنساني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهلال الأحمر الفلسطینی المساعدات الإنسانیة الدولی الإنسانی المجتمع الدولی الدول العربیة إلى قطاع غزة فی قطاع غزة أبو غزالة
إقرأ أيضاً:
أوتشا: 2024 هو العام الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن عام 2024 هو "العام الأكثر دموية" للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وذلك بسبب العدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة منذ أكثر من عام.
وأشار المكتب في بيان، اليوم الجمعة، إلى "أن 280 من موظفي الإغاثة قتلوا في 33 دولة عام 2023"، وأن عدد هذا العام تجاوز "الأرقام القياسية" السابقة.
ولفت إلى أن "2024 هو العام الأكثر دموية لمنظمات الإغاثة الإنسانية، بتأثير الحرب في غزة".
وذكر أن "مقتل أكثر من 320 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول/ اكتوبر 2023، كان له دور كبير في زيادة أرقام قتلى موظفي الإغاثة إجمالا".
وأضاف أن "أغلبية القتلى (في القطاع) كانوا على رأس عملهم لحظة قتلهم، وأنهم عموما من موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا )".
وأكد أن المنظمات الإنسانية واصلت تقديم المساعدات الحيوية على الرغم من المخاطر، موضحا أنه في العام الماضي، تم الوصول إلى نحو من 144 مليون شخص محتاج، في حين تم الوصول إلى أكثر من 116 مليون شخص حول العالم حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2024
المصدر : وكالة وفا