دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا يعتمد معظم ما نأكله طوال اليوم على ما يرغب به جسدنا، أو حليمات التذوق الخاصة بنا.

ولكن حتّى لو كنت ترغب في تناول الطعام بصورة حدسية، أي بناءً على اختياراتك الغذائية حول ما يحتاجه جسمك، بدلاً من التأثيرات الخارجية، وثقافة الحميات الغذائية، فمن الصعب القيام بذلك إذا لم يتم إعداد حياتك بصورة بديهية.

وقالت المُساهِمة في قسم CNN Food مدربة تخطيط الوجبات، كيسي باربر:"نحن نأكل بأعيننا بعدة طرق، سواء كان ذلك من خلال المسوقين.. أي عبر وضع ملصقات لافتة للنظر على المنتجات، أو إذا كنّا نقوم بتسويق مطبخنا بطريقة تجعل (بعض الأطعمة) دائمًا في مقدمة أولوياتنا نوعًا ما".

وأفادت المتخصصة في تنظيم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كاترينا جرين، ومقرها كاليفورنيا، أنّ الطريقة التي تقوم بها بإعداد مطبخك تُحدث فرقًا كبيرًا في كيفية استخدامه.

وإذا أردت تسهيل تناول ما تريده، وما تحتاج إليه، بدلاً من تناول ما يسهل العثور عليه فقط، وحتّى لا تضطر إلى شراء علب باهظة الثمن، أو أدوات صنع الملصقات، أنت بحاجة إلى استثمار القليل من الوقت، والتنظيم، بحسب إخصائية التغذية في ولاية نورث كارولينا، ناتالي موكاري.

كيف يمكن للمظهر التأثير على كيفية تناولك للطعام

وأوضحت باربر أنّ أكياس الطعام قد تخلق وبسهولة خليطًا من الفوضى لمنتجات مثل الجزر، أو الفاصوليا الخضراء، أو الأرز، ما يُصعّب من العثور عليها.

وقالت: "لدي مشكلة مع الأكياس البلاستيكية ذات الأسطح القابلة للإغلاق"، وتابعت: "حتّى لو كنت ستقوم بذلك (الاحتفاظ بالطعام في الكيس)، ربما يمكنك ترتيبه بشكلٍ يشبه صندوق أحذية، أي حاوية مفتوحة بحيث يمكنك على الأقل تكديسها مثل الملفات إذا كنت تحب أكياسك حقًا، لأنك تريد أن تسقط عليك في كل مرة تفتح فيها دُرجًا أو خزانة".

وماذا عن المعكرونة، والمقرمشات، وغيرها من الأطعمة التي تأتي في صناديق؟ فهل من الأفضل وضعها في حاويات شفافة؟

ترى جرين أنّ الأمر يعتمد على احتياجاتك، فقد ترغب برؤية منتجات الطعام المتوفرة لديك بوضوح.

أول ما تراه قد يكون أول ما تأكله

وقالت جرين إنّ المنتجات التي تراها أولاً تؤثّر غالبًا على ما ستتناوله أولاً.

وأوضحت باربر: "أحاول حقًا وضع تلك الأشياء التي أعرف أنّني سأعود إليها مرارًا وتكرارًا على الرفوف التي يسهل علي الوصول إليها".

وأضافت أنّ المواد الغذائية التي قد تنجذب إليها ولكن لا تُشبِعها توضع على الرف العلوي، في حين توضع الأشياء التي تشكل جزءًا من الوجبات التي تحبها وترغب في تناولها بمكان يسهل رؤيتها على الفور.

ولا يعني تحديد أدراج الثلاجة كمناطق مخصصة للفواكه والخضروات أنّها يجب أن توضع هناك.

وغالبًا ما تكون تلك الأدراج المكان التي تفسد فيه المنتجات الجيدة بعد نسيانها، بحسب موكاري، ولذا هي تحب الاحتفاظ بتلك المنتجات على الرف، واستخدام الأدراج للأشياء التي لن تنساها، أو التي لا تفسد بسرعة، مثل المشروبات، والوجبات الخفيفة.

قم بالتحضير مسبقًا

وأشارت موكاري إلى أنّ التحضير يشكّل أمرًا مفيدًا.

ووفقًا لها، من المفيد أخذ وقت إضافي لغسل وتقطيع منتجاتك، أو جزء من المكونات التي ستتماشى مع أي وجبة على مدار الأسبوع، وذلك كي لا تبدأ من الصفر في كل مرة تحضر فيها الطعام.

خذ أدوات التنظيم بعين الاعتبار

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: طبخ غذاء نصائح

إقرأ أيضاً:

غزة.. أرض لا تموت واطفال يحلمون بطعام بدون خوف

غزة "أ.ف.ب":يسرع الطفل الفلسطيني يوسف النجار البالغ من العمر عشر سنوات، حافي القدمين وحاملا قدرا مهترئا، ليلتحق بطابور مطبخ خيري، أو "التكية"، في مدينة غزة مع بزوغ الفجر، ليجد المئات قد سبقوه.

ويقول الطفل بصوت خافت "الناس يتزاحمون، ويخافون أن يخسروا دورهم. هناك أطفال صغار بين الأقدام، وأشخاص يسقطون أرضا بسبب التزاحم، والصراخ يعمّ المكان"، ويهرع الآلاف من سكان غزة وبينهم العديد من الأطفال إلى المطابخ الخيرية في الساعات الأولى من الصباح كل يوم، من أجل تحصيل الطعام لعائلاتهم، بينما حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن مخزوناته الغذائية في القطاع قد نفدت.

وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كراهنبول الإثنين في منتدى في الدوحة إن "شرارة جحيم جديد" انطلقت مع تجدّد الحرب في قطاع غزة في الثاني من مارس بعد قرابة ستة أسابيع من هدنة هشة، متحدّثا عن "موت وإصابات ونزوح متكرر وأطراف مبتورة... وجوع وحرمان من المساعدات والكرامة على نطاق واسع".

وتفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة إلى حدّ كبير منذ أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات بعد استئناف الحرب.

بالنسبة الى يوسف النجار الذي قتل والده في الحرب، فإن عبء المسؤولية ألقي على كاهله قبل أوانه بكثير.

ويقول "أبي استشهد.. وأنا الكبير بين إخوتي. يعني يجب أن أكون رجلا".

هو لا يحلم بالألعاب أو الأمور التي يحبّها الأطفال عادة، بل بشيء بسيط للغاية: أن يجلس مع والدته وأخته على مائدة طعام، ليتناولوا الطعام بسلام، دون خوف من انقطاع الحطب أو الأرز أو الوقوف في الطوابير الطويلة دون طائل.

من أجل ذلك، يهرول يوسف كل صباح إلى المطبخ الخيري.

"من شدّة الازدحام أحيانا يقع القدر من يدي، وكل الطعام يسقط على الأرض، وأعود الى عائلتي خالي الوفاض.. عندها أشعر بالقهر أكثر".

ووثّقت عدسة فرانس برس مشاهد لتجمهر العشرات من الأطفال حول تكية في مدينة غزة. يتدافعون بأوانيهم في محاولة يائسة للحصول على طعام يسدّون فيه جوعهم.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي، وهو أحد أبرز مقدّمي المساعدات الغذائية في غزة، الجمعة، "من المتوقّع أن تفرغ هذه المطابخ من الطعام تماما في الأيام القادمة"، مضيفا أن "التكيّات" هي المصدر الوحيد للمساعدات الغذائية لعشرات الآلاف من الناس في غزة.

وتقول عايدة أبو ريالة (42 عاما)، من منطقة النصيرات في وسط غزة، "لا يوجد عندي أي كسرة خبزة. لا طعام لعائلتي. لذلك أضطر إلى الذهاب إلى التكية رغم معاناتي في الزحام والصراخ والتصادم. الأعداد كبيرة، وكلّهم جائعون مثلنا. أنتظر مع ابني دورنا في طابور التكية، تحت أشعة الشمس، وقبلها وسط البرد. وأحيانا كثيرة أعود بلا طعام لانتهاء الكمية".

دُمّر منزل أبو ريالة في غارة جوية. وتعيش الأسرة الآن في خيمة مصنوعة من النايلون. في أحد الأيام، انتظرت عايدة أبو ريالة ثلاث ساعات فتقرحت قدماها من الوقوف، وحين وصلت أخيرا إلى نقطة التوزيع، لم يتبقَ طعام.

وتقول "عدت إلى المنزل ويدي فارغتان. أطفالي بكوا... في تلك اللحظة، تمنيت أن أموت بدلا من رؤيتهم جياعا مرّة أخرى".

فاتن المدهون (52 عاما) طاهية متطوعة تدير مطبخا خيريا في بيت لاهيا في شمال غزة.

تطبخ مع 13 متطوعا ومتطوعة آخرين على نيران الحطب، دون مطابخ ملائمة أو معدات لازمة.

وتقول "أحيانا نجهّز 500 وجبة، لكن يأتينا أكثر من 600 شخص. الحاجة هائلة، والطعام لا يكفي الجميع. مع كل يوم تبقى فيه المعابر مغلقة، تشتدّ الأزمة أكثر فأكثر".

ومع اختفاء الطحين من الأسواق، وإغلاق المخابز، وتحوّل الخضروات الأساسية إلى سلع نادرة، أصبحت التكيّات أو المطابخ الخيرية المصدر الوحيد المتبقي للطعام بالنسبة لعشرات الآلاف من الناس.

في منطقة خان يونس في جنوب القطاع، يقول علاء أبو عميرة (28 عاما) النازح من بيت لاهيا في الشمال، "عندما أصل طابور التكية، تكون الشمس لم تشرق بعد"، مضيفا "هنا المواطنون يتزاحمون، وأحيانا تحصل حالات تدافع خطيرة. رأيت طفلا وقع وجُرح، ولا أحد استطاع أن يساعده من شدة الازدحام. ورأيت أيضا طفلة وقع عليها طبق الطعام وأحرقها فنقلت إلى المستشفى..." وحين يتمكّن المرء من الحصول على وجبة، غالباً ما تكون باردة، بلا طعم، ومكررة، أي بازلاء وفاصوليا معلبة، وأرز لم ينضج كليا، كما يقول.

ويضيف أبو عميرة "بطوننا بالكاد تتحمّل، لكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟ الجوع يكسر كل شيء".

ورغم المعاناة اليومية، تواظب أبو ريالة على الحضور الى المطبخ لتأمين الطعام.

وتقول "حتى الطعام أصبح يحتاج إلى حظ. لكن غدا سأحاول أن أصل في وقت مبكر أكثرا، لعلّي أتحصّل على طبق أرز". ثم تتنهّد قائلة "نريد فقط أن نعيش بكرامة فغزة ارض لا تموت وشعب سيقهر الجوع والعطش ".

مقالات مشابهة

  • ترامب: ماسك يريد التنافس بطريقة شريفة
  • من مطبخك .. طرق بسيطة لصنع مُعطّر منزلي طبيعي وآمن
  • شاهد.. “صواريخ صنعاء” تجعل الصهاينة يهربون ولو كان “الإنذار كاذب” (فيديو)
  • متحدث الداخلية: مبادرة طريق مكة تسهل إنهاء إجراءات الحجاج إلكترونيا في بلدانهم.. فيديو
  • ‎قتل بائع بطريقة مروعة على يد منافسيه بسبب أسعاره
  • سوري يزوّر مستندات ووثائق بطريقة احترافية... والأمن يوقفه!
  • غزة.. أرض لا تموت واطفال يحلمون بطعام بدون خوف
  • هل تغلف طعامك بورق الألومنيوم؟: إليك الأسباب التي قد تدمرك
  • الصقور يستقبل الشهري بطريقة لافتة في تدريبات الاتحاد.. فيديو
  • بالصور: شاهد كيف احتفل محمد صلاح مع جمهور ليفربول بطريقة جديدة في ليلة التتويج بالبريميرليج