أكد الدكتور أكرم حسن، رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، أن مشكلة ضعف مستوى الطلاب في مهارات القراءة والكتابة تعد من المشكلات متشابكة الأسباب، فمنها ما يرتبط بالبيئة الاجتماعية للطفل في السنوات الأولى من عمره، ومنها ما يرد إلى الازدواج اللغوي والتباين بين مفردات العامية والفصحى، فضلا عن تشوه اللغة بمفردات دخيلة ليس لها أصول لغوية، وغيرها من أسباب ترتبط بأساليب تعلم اللغة والمواد التعليمية المستخدمة في تعليمها وغيرها الكثير من الأسباب التي تكاتفت على إحداث هذه المشكلة، مشيرا إلى أن من الآثار السلبية المترتبة عليها هى تسرب الأطفال من المدارس.

واستعرض رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج بعض الحقائق لمشكلة ضعف مستوى التلاميذ القراءة في مهارة القراءة  والكتابة، قائلا: "فى عام 2017 تبنت القيادة السياسية قضية التعليم وتطويره كإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها الجمهورية الجديدة، وفي عام 2018 تبلور هذا الاهتمام في انطلاق مسيرة التطوير في جميع أركان العملية التعليمية، ومنها المناهج التعليمية والنقلة النوعية التي حدثت في هذا المجال".  

وقال الدكتور أكرم حسن إنه كان من الضروري بعد أن وصلت مسيرة تطوير المناهج إلى الصف السادس الابتدائي لهذا العام 2024/2023 أن تستمر مسيرة تطوير المناهج بشكل أكثر قوة من خلال الاستفادة بالدراسات التقييمية بجميع أدواتها للمرحلة السابقة للتطوير، ومسايرة التغيرات الكبيرة التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، مثل التقدم الهائل في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وطفرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتوجهات العالمية نحو التربية والتعليم في العقود القادمة في ظل الدعوات الدولية بالأخطار التي باتت تهدد الحياة على كوكب الأرض، وهو ما يحتم التوجه إلى التوسع في مفاهيم التعليم البيئي؛ لحماية مقدرات العيش على سطح الكوكب، وبالإضافة إلى العناية بالمهارات الحياتية في ظل التغير الشديد والمستمر في نوعية الوظائف الحالية والتوقعات باستمرار هذا التغير إلى واقع مختلف لا يمكن التنبؤ به، والقضايا ذات الصبغة المحلية كالقضية السكانية والصحة الإنجابية وتأثير الزيادة السكانية غير المنضبطة سلبيًا على جودة الخدمات و الخصائص السكانية.

وأوضح رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أنه لهذا السبب، كانت الرؤية بتشكيل لجنة وطنية من خبراء المناهج مع الاستعانة بالخبرات الدولية المتميزة في هذا المجال لإكمال المسيرة، لافتا إلى توجه الوزارة في المرحلة القادمة إلى الاهتمام بالكيف دون الكم، وإبراز المفاهيم الرئيسية والاهتمام بنواتج التعلم وما يحققها من ممارسات وأنشطة، والاهتمام بمهارات العصر التي لا غنى في تمكين الطلاب منها لإعدادهم جيدًا لمواجهة موجات التغيرات السريعة فى جميع مناحي الحياة.  

وتابع الدكتور أكرم حسن، أنه تم تطوير المناهج الدراسية، والتأكد من كل عوامل النجاح التي تحقق الغايات والأهداف المنشودة، ومنها الأداة التي سوف يستخدمها الطالب في الحصول على كل هذه المكتسبات والتي تمكنه من مهارات القراءة والكتابة، مؤكدا أن القراءة هي مفتاح المعرفة وأساس النجاح في الحياة؛ ووسيلة فعالة للتواصل مع الآخرين والتعبير عن الآراء والمشاعر والاتجاهات وهي وسيلته للانفتاح على العالم ومعرفة ما يحدث على الصعيدين المحلي والعالمي، ولا يمكننا إغفال علاقة القراءة بالتنمية المستدامة للمهارات والقيم التي تضمن مشاركة المتعلم في الأنشطة الحياتية الحالية والمستقبلية.

وأضاف أن هناك دراسة أجريت عام 2016 كشفت أن الأطفال في سن الثالثة والذين يتعرضون للقراءة من قبل والديهم يكونوا أقل عرضة للعدوانية وتجنب فرط النشاط، وليس لديهم صعوبة في الانتباه، مشيرا إلى العديد من الدراسات كشفت أن القراءة يمكن أن توقف التدهور المعرفي والأنشطة الفكرية، حيث تجعل القراءة العقل يعمل بشكل أكثر كفاءة، وتؤثر على الاضطرابات العصبية المرتبطة بالعمر، مشيرا إلى أن الباحثين أوصوا بأن المدة المثالية للقراءة في الطفولة المبكرة هي حوالي 12 ساعة في الأسبوع.

ولفت رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج إلى أن القراءة تحفز العقول وتحافظ على القدرات المعرفية، حيث تشرك عمليات عقلية مختلفة في فهم الأفكار وربطها، للحماية من التدهور المعرفي وتعزيز الوظيفة الإدراكية.

ونوه رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج إلى أن العلاقة وثيقة بين امتلاك مهارات القراءة والكتابة وقدرة الطالب على تحصيل جميع المواد، وأي قصور في القراءة بشكل عام يتزايد كلما تقدم الفرد في السلم التعليمي؛ وتؤثر سلبا على تحصيله الأكاديمي بشكل عام، لافتا إلى أن الأبحاث والدراسات تشير إلى أن التفوق في الدراسة لا يتحقق إلا بإتقان مهارات القراءة والكتابة، وأي قصور في إتقانها في المراحل الدنيا سوف يحمل التلميذ معه القصور إلى المراحل التالية التي تتطلب منه مهارات عقلية عليا؛ فتكون بذلك معوقاً من معوقات نجاحه وتقدمه دراسيا.

وأشار الدكتور أكرم حسن إلى أن بعض الباحثين كشفوا أن مؤشرات أداء الأطفال الذين بدأوا بالقراءة في سن مبكرة أعلى في التعلم اللفظي والذاكرة والكلام وفى مستوى النجاح المدرسي، ويتمتعون بصحة نفسية أفضل، وأقل ميلا للاكتئاب والتوتر وتركيزهم وانتباههم أفضل وأقل عدوانية وانتهاكا للقواعد الاجتماعية ويقضون وقتا أقل في مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية وفي المتوسط ينامون فترة أطول.  

كما أكد الدكتور أكرم حسن أن أهمية القراءة والكتابة لا تتوقف على التحصيل الأكاديمي، بل تمثل احتياجا حقيقيا للمتعلم ليعيش بشكل سوي دون اضطراب؛ وكثير من الأطفال الضعاف في القراءة والكتابة يعانون من اضطراب، وفقدان الثقة بالنفس، وتأخر النمو الاجتماعي والعقلي، وظهور المشكلات السلوكية مثل القلق والسلوك العدواني واعتزال الأصدقاء والأقارب؛ حيث تهدد تلك المشكلات تمتع الطفل بحياته؛ ويبتعد عن الانخراط الإيجابي في الأنشطة الهادفة الممتعة والمحببة لديه، سواء داخل الفصل أو خارجه وبذلك يحرم الطفل من فرص إيجابية تزيد من شعوره برفاهية حياته واستمتاعه بها، وتقف أمام تحقيق جودة ورفاهة حياة الطلاب وأسرهم.

وذكر رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أن تنمية مهارات القراءة والكتابة وسيلة الوصول إلى سوق العمل، والتخلص من الفقر، والتكيف مع عالم العمل المتغير، كما أن التأخر في اکتساب مهارات القراءة والكتابة يعوق الفرد عن بلوغ أهدافه، ولذلك عواقب اجتماعية واقتصادية طويلة المدى؛ فالتأخر في القراءة يهدد المستقبل المهني للطالب أو الخريج؛ وتقل فرصته في الحصول على عمل أو مهنة مستقرة، وبشكل مستدام، خاصة في ظل تعقيدات المعدات والأدوات والأجهزة؛ حيث أصبح من متطلبات سوق العمل لمعظم الوظائف بما فيها المهن إتقان القراءة والكتابة، لذا لا بد أن تتضافر الجهود للتعلم المتواصل؛ لضمان انتقال عادل وشامل إلى مستقبل عمل يسهم في التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدکتور أکرم حسن إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تؤكد في الأمم المتحدة على دعم مهارات المرأة في كل المجالات

العُمانية: تواصل سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية مشاركتها في أعمال الدورة الـ69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة بنيويورك، وتركز على "استعراض وتقييم تنفيذ إعلان ومنهاج بيجين بعد 30 عامًا"، وتستمر حتى 21 من مارس الجاري.

وأكّدت معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية -التي تترأس وفد سلطنة عُمان في أعمال الدورة الحاليّة- أنّ سلطنة عُمان أولت اهتمامًا بالغًا بإعلان ومنهاج عمل بيجين منذ إصداره في عام 1995، وعملت على وضع مجالات الإعلان الـ12 في أولويات خططها وبرامجها النوعية، حرصًا على تحقيق المساواة بين الجنسين.

وبيّنت معاليها أنه في إطار المراجعة الإقليمية لإعلان ومنهاج عمل بيجين بعد ثلاثين عامًا، نظّمت سلطنة عُمان بالشراكة مع "الإسكوا" وجامعة الدول العربية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أعمال الاجتماع رفيع المستوى حول "التقدم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد 30 عامًا"، والذي عُقد في التاسع من ديسمبر 2024م الماضي في مسقط، وخرج الاجتماع بإعلان مسقط مؤكدًا الالتزام المشترك نحو تنفيذ كل مجالاته الـ12.

وذكرت معاليها أنّ المرأة العُمانية حققت معدلات متكافئة في الالتحاق بالتعليم بنسبة 97.7 بالمائة في عام 2024م، وفي التعليم العالي بنسبة 66 بالمائة خلال عام 2023م، وارتفعت نسبة خريجات التخصصات العلمية إلى 50 بالمائة، وتُبين المؤشرات الصحية استقرار العمر المتوقع للإناث عند الولادة بحوالي 79 سنة بين الأعوام 2019 - 2023م.

وفيما يتعلق بالمشاركة الاقتصادية للمرأة من خلال الدعم والتمكين الاقتصادي، أشارت معاليها إلى أنّ المرأة العُمانية حققت ارتفاعًا مستمرًا بشكل متوازٍ مع ما تشهده المجالات الأخرى من تقدم، فارتفع معدل مشاركتها في القوى العاملة إلى 34.9 بالمائة في 2023م، كما ارتفعت نسبة العُمانيات المشتغلات من مديري الإدارة العامة والأعمال والمستثمرين إلى 37 بالمائة، ونسبة النساء المالكات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة 33 بالمائة، ونسبة الحرفيات 95 بالمائة في عام 2024م، كما ارتفعت نسبة العُمانيات في السلطة القضائية لتصل إلى 39 بالمائة في عام 2023م.

وفي مجال "البحث العلمي والابتكار"، أوضحت رئيسة الوفد المشارك أن نسبة مساهمات المرأة في البحث والتطوير ارتفعت من 28 بالمائة لتصل إلى 37 بالمائة عام 2023م، وبلغت نسبة العاملات في أنشطة الخدمات المالية 43.5 بالمائة، والمشتغلات في نشاط المعلومات والاتصالات 41 بالمائة في عام 2024، كما أنّ هناك 4 نساء عُمانيات التحقن بعضوية المجالس واللجان الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمرأة والطفل، مؤكّدة على أنّ المرأة العُمانية تؤدي دورًا فاعلًا في تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في مجتمعها، حيث بلغت نسبة المتطوعات في الجمعيات الأهلية 30 بالمائة، وتشغل النساء 50 بالمائة من رؤساء مجالس إدارة تلك المؤسسات.

وأكّدت معاليها أنّ قانون الحماية الاجتماعية منح المرأة الحاضنة للطفل اليتيم إجازة أمومة لمدة 98 يومًا، واستحقاق الحاضن إجازة أُبوّة لمدة 7 أيام على غرار الأسر الطبيعية، ويتمتع الطفل المحتضن بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها الطفل البيولوجي في أسرته الطبيعية.

وضمن أعمال الدورة أقامت سلطنة عُمان الحدث الجانبي بالتعاون مع جامعة الدول العربية حول "المرأة العربية نحو الإبداع والابتكار عصر الثورة الصناعية".

وأكّدت معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية في كلمتها، أنّ تنظيم هذا الحدث الجانبي يأتي من منطلق اهتمام سلطنة عُمان بالمشاركة في الأحداث العالمية ذات الصلة بالمرأة، والتركيز على الجهود التي تبذلها في مجال تمكينها على المستوى الدولي، كما أنّ الشراكة والتعاون مع جامعة الدول العربية في هذه الفعالية يأتي ختامًا لفعاليات مسقط عاصمة للمرأة العربية لعام 2024م، والذي يعكس الدور المحوري لجامعة الدول العربية في تعزيز قضايا المرأة العربية.

وأشارت معالي الدكتورة وزيرة التنمية الاجتماعية إلى أهمية دمج المرأة في مجالات الإبداع والابتكار، ومواكبة التطوُّرات التكنولوجية والرقمية، واستعراض أبرز الجهود والممارسات الناجحة لدى الدول العربية في مجال دعم الإبداع والابتكار لدى النساء والفتيات.

واختتمت معاليها كلمتها مؤكدةً على أنّ سلطنة عُمان كفلت العدالة والمساواة للمرأة، وتعزيز قدراتها ومهاراتها في كل المجالات لتواصل المسيرة التنموية في سلطنة عُمان، ودعم حقوقها الإنسانية، وقد انعكس ذلك في الأطر القانونية والمؤسسية وعلى رأسها النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السُّلطاني رقم 6 / 2021 الذي أفرد للمرأة قدرًا كبيرًا من العناية، وأكّد في المادة 15 على كفالة الدولة بتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في شتّى المجالات.

وقدمت سلطنة عُمان عرضًا مرئيًّا حول "أبرز التطوُّرات التشريعية والمؤشرات الإحصائية، وأفضل المبادرات، وبعض قصص النجاح للمرأة العُمانية في مجالي: الإبداع والابتكار".

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية يخالف الحقيقة التي تؤكد “إن إيران من قصفت حلبجة بالكيمياوي وليس العراق”
  • العلامة مفتاح يرأس اجتماعاً للجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”
  • نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة يتفقد مشروع إنشاء مجمع المعامل المركزية بمدينة بدر
  • باحثة فلكية: الميكروبات مفتاح فهم الحياة خارج الأرض ودعم المهمات الفضائية
  • وزارة التعليم الأمريكية: إدارة ترامب تحقق مع 45 جامعة بشأن سياسات العرق والتنوع
  • رئيس مؤسسة صندوق دعم المرأة في الشرق الاوسط السيدة كولشان كمال علي في الاحتفالية المركزية ..
  • رئيس الحكومة: ضرورة تطوير المناهج التعليمية تماشياً مع أحدث النظم العلمية والتكنولوجية
  • رئيس مدينة المنيا يعقد إجتماع طارئ لمناقشة معوقات إجراءات التصالح
  • رئيس الوزراء يصدر قرارًا بتشكيل مجلس إدارة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لتعزيز كفاءته
  • سلطنة عُمان تؤكد في الأمم المتحدة على دعم مهارات المرأة في كل المجالات