حذرت 5 وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح كارثيا، وأكدت أن المستشفيات لم تعد تتسع للجرحى، في حين أعلنت تركيا أنها تدرس إقامة مستشفيات ميدانية في العريش ورفح في مصر لمعالجة المصابين والمرضى من أهل القطاع.

وقالت الوكالات الخمس، وهي منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، في بيان مشترك إن الوضع الإنساني في غزة كان بائسا قبل الحرب الحالية، وقد أصبح اليوم كارثيا.

وأكدت أن "الأطفال يموتون بوتيرة مقلقة، (وهم) محرومون من حقهم في الحماية والغذاء والمياه والعناية الطبية". وقالت إن مستشفيات غزة تضيق بالجرحى، وإن المدنيين يواجهون مشقة كبيرة في الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية.

ودعت الوكالات الأممية الخمس في بيانها المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة سكان قطاع غزة.

وأمس السبت، دخلت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى القطاع الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007، تضم 20 شاحنة آتية عبر معبر رفح. لكن هذا الرقم قليل للغاية ويعد نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية في غزة وفق الأمم المتحدة، التي تريد دخول 100 شاحنة يوميا لإغاثة سكان القطاع (2.2 مليون نسمة)، الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من أسبوعين.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال أمس السبت خلال "قمة السلام" في القاهرة إن "سكان غزة يحتاجون إلى أكثر بكثير. من الضروري إيصال المساعدة بكميات كبيرة".


مساعدات وفريق طبي تركي

وفي سياق متصل، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أن بلاده سترسل طائرة تابعة للرئاسة التركية صباح اليوم الأحد إلى مصر محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية ضمن مساعدات بلاده لسكان غزة.

وأوضح قوجة في منشور عبر منصة "أكس" (تويتر سابقا) أن الطائرة محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية لمساعدة سكان غزة، وعلى متنها فريق طبي مكون من 20 طبيبا مختصا.

وأشار الوزير التركي إلى أنه أجرى المباحثات اللازمة مع نظيره المصري خالد عبد الغفار لنقل المساعدات الموجهة لسكان غزة عبر الأراضي المصرية.

وبيّن أن الفريق الطبي التركي سيعمل مع المسؤولين المصريين على حصر الأدوية والمستلزمات الطبية الملحة لسكان غزة.

وأفاد قوجة بأن الفريق الطبي التركي سيدرس مع الجانب المصري إمكانية إنشاء مستشفيات ميدانية في مطار العريش وفي معبر رفح الحدودي لعلاج المصابين الفلسطينيين الذين يعبرون رفح إلى مصر.

وقال إن تركيا تنوي إرسال المعدات اللازمة من أجل إنشاء المستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف عبر سفينة خاصة إلى مصر، بعد انتهاء التحضيرات اللازمة.

كما يخطط الفريق الطبي التركي لاستكمال التحضيرات الخاصة بتسليم الأدوية والمعدات الطبية إلى الجهات المعنية بغية إيصالها إلى المتضررين في قطاع غزة.


مساعدات هندية

وفي سياق المساعدات الدولية لقطاع غزة المحاصر أيضا، أعلنت الهند اليوم الأحد أنها أرسلت نحو 38 طنا من المساعدات الإنسانية إلى سيناء في مصر مخصصة للمدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر، وفق وزارة الخارجية الهندية.

وأوضح مصدر في الخارجية الهندية أن المساعدات الإنسانية تشمل أدوية ولوازم للجراحة وخيما ومستلزمات للنظافة وأقراصا لتنقية المياه، ضمن مواد أخرى.

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا خانقا على غزة منذ أكثر من أسبوعين، ويمنع عنها الماء والكهرباء والطعام والدواء، كما يكثف غاراته على القطاع حيث استشهد 4651 من سكانه، بينهم أكثر من 1800 طفل و976 امرأة، بالإضافة إصابة أكثر من 13 ألف.

ودخلت أمس السبت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة منذ بداية الحرب، وذلك بعد اتفاق مصري أميركي إسرائيلي، وتضمنت القافلة 20 شاحنة محملة بأدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية، على أن تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توزيعها.

بيد أن جهات أممية وفلسطينية صرحت بأن المساعدات التي سمح لها بالدخول لا تلبي سوى جزء بسيط من احتياجات قطاع غزة، وطالبت بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن القطاع بحاجة إلى 7 آلاف شاحنة، وأضاف "ما الذي ستفعله 20 شاحنة لقطاع غزة الذي يحتاج 500 شاحنة يوميا؟ والعجز الحالي في الغذاء والدواء والكهرباء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لا يمكن تغطيته إلا بما لا يقل عن 7 آلاف شاحنة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة قطاع غزة سکان غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة

البلاد – رام الله
أربعة تقارير متزامنة أطلقتها منظمات دولية ووكالات أممية وطبية، ترسم صورة قاتمة لأوضاع غزة، حيث يتعمد الاحتلال قصف خيام النازحين، وتنهار البنية الصحية، وتفتك المجاعة بالأطفال، بينما تصرخ الأمم المتحدة و”أونروا” و”أوكسفام” وبرنامج الأغذية العالمي في وجه الصمت الدولي المريب، مطالبة بوقف النار ورفع الحصار فورًا.
أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أن الاحتلال يستخدم أسلحة فتاكة ترفع نسبة الحروق إلى مستويات غير مسبوقة، ويستهدف خيام النازحين بشكل مباشر، مما يضاعف أعداد الأطفال القتلى. وقال إن كثيرًا من المستشفيات قد دُمّرت بالكامل أو أُخرجت عن الخدمة، محذرًا من أن “عددًا كبيرًا من الأطفال يفارقون الحياة بسبب سوء التغذية”، في ظل “صمت دولي مريب من المنظمات الدولية”، على حد وصفه.
من جانبه، قال الدكتور فادي المدهون، المدير الطبي في منظمة “أطباء بلا حدود” بغزة، إن الوضع الصحي في القطاع شبه منهار تمامًا، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 50 ألف مريض وجريح بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة، وآلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية، في ظل نقص فادح في الإمدادات الغذائية والطبية.
أما وكالة “أونروا”، فأكدت أن غالبية سكان غزة من المدنيين الذين “يعانون معاناة لا يمكن وصفها”، مضيفة أن “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، داعية إلى وقف إطلاق النار فورًا. وتدير “أونروا” حاليًا 115 مركز إيواء يؤوي أكثر من 90 ألف نازح، وسط أوضاع إنسانية تتدهور بسرعة بفعل القصف واستمرار الحصار.
وفي سياق متصل، وصفت منسقة الشؤون الإنسانية بمنظمة “أوكسفام” في غزة، كليمونس لاجواردات، الوضع الإنساني في القطاع بأنه “الأسوأ منذ بداية الحرب”، مؤكدة أنهم يعملون في “بيئة غير آمنة”، وسط صعوبات هائلة في توفير المياه والغذاء بسبب الغارات والتدمير المنهجي للبنية التحتية.
أما برنامج الأغذية العالمي، فأكد أن العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية، وسط حصار خانق مستمر منذ أكثر من سبعة أسابيع. وحث البرنامج كافة الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، مشددًا على ضرورة السماح بدخول المساعدات فورًا. وأرفق منشوره بلافتات كتب عليها: “المخبز مغلق حتى إشعار آخر” و”غزة بحاجة إلى الغذاء”.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر غزة بالكامل، ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والبضائع، ما فاقم من الكارثة الإنسانية، وفق تقارير حقوقية وأممية، بينما تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 420 ألف شخص مجددًا منذ منتصف مارس، بعد أن استأنف الاحتلال عدوانه عقب تهدئة هشة خرقها مرارًا.
غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب، بل مسرح لإبادة جماعية بطيئة تتغذى على الجوع والخوف والدمار. ومع تواطؤ الصمت الدولي، تبقى نداءات المنظمات شاهدة على جريمة مستمرة، لا يغفرها التاريخ ولا يسامح عليها الضمير الإنساني.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤكد أن الكيان الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما
  • الأمم المتحدة: الغارات الأمريكية على اليمن تفاقم الوضع الإنساني المتردي
  • الأمم المتحدة : منذ الشهر الماضي لم تدخل أي شاحنة مساعدات لغزة
  • دعت لضبط النفس.. الأمم المتحدة: الغارات الأمريكية على اليمن تفاقم الوضع الإنساني المتردي
  • قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة
  • الأمم المتحدة: غزة بدون طعام ودواء ومواد أساسية منذ 50 يوما
  • ترتيبات أممية لزيارة موانئ الحديدة
  • الوضع الإنساني والأمني في غزة وجنوب لبنان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي
  • منظمات أممية: 420 ألف نازح وأزمة الغذاء في غزة تتفاقم
  • وفد من حماس يلتقي وزير الخارجية التركي ورئيس الاستخبارات لبحث وقف الإبادة في غزة وتنسيق المساعدات