نظمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، فعالية جانبية بعنوان «أوضاع المدافعين على حقوق الإنسان في إفريقيا.. تحت المجهر». وذلك على هامش مشاركتها في فعاليات الدورة السابعة والسبعين من اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، المنعقدة ما بين 20 أكتوبر – 9 نوفمبر 2023.

الدفاع عن حقوق الإنسان 

وجاءت الفعالية التي نظمتها ماعت داخل مركز أروشا للمؤتمرات الدولية في جمهورية تنزانيا المتحدة، إقرارًا بالوضع المأساوي الذي وصل إليه المدافعون عن حقوق الإنسان في كل الأقاليم الإفريقية، وإيمانا بأهمية الدور الذي يلعبه المدافعون عن حقوق الإنسان في توفير بيئة حقوقية آمنة وسلمية للجميع.

وسلطت الفعالية الضوء على بعض الممارسات الإيجابية والجهود الوطنية في السياقات الإفريقية، لوضع حد للترهيب والمضايقات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان.

بدأت الفعالية بكلمة افتتاحية من الخبير الحقوقي ناجي مولاي لحسن؛ المدير التنفيذي لشبكة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في شمال إفريقيا، بالإشارة إلى خطورة بيئة عمل المدافعين عن حقوق الإنسان في عدد من الدول الإفريقية، لا سيما تلك الدول التي تعاني من حالة عدم استقرار سياسي.

وخلال كلمته؛ وبصفته عضو اللجنة التوجيهية لمنتدى المنظمات غير الحكومية التابع للجنة الإفريقية، أوضح «مولاي لحسن» أن اللجنة التوجيهية خلال دورة المنتدى السابقة والمنعقدة من 16- 18 أكتوبر، قد تلقت ما يزيد عن 30 توصية حول حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في الفضاء المدني، الأمر الذي يشير إلى استمرار إسكات صوت المعارضة السلمية من قبل الدول الإفريقية بشكل متزايد.

وفي ختام كلمته أوصى كل منظمات المجتمع المدني العاملة على الشأن الإفريقي، بضرورة تقديم توصيات خاصة برؤية المجتمع المدني الإفريقي بشكل دوري إلى آلية الإجراءات الخاصة في اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، والسعي للحصول على صفة مراقب داخل اللجنة لتطوير العمل معها على ملف المدافعين عن حقوق الإنسان.

قضايا بناء السلام

وبالحديث عن إقليم شمال إفريقيا، أشارت السيدة، مارتينا كابيساما؛ الخبير الدولي في قضايا بناء السلام، ومنسق الفصل الوطني التنزاني لمنظمة SAHRiNGON، إلى توتر الأوضاع الحقوقية في عدد من الدول في إقليم شمال إفريقيا، الأمر الذي يؤثر على بيئة عمل المدافعات عن حقوق الإنسان.

وذكرت «كابيساما» إنه على الرغم من أن هناك عدة دول مستقرة نسبيا تحاول بناء بيئة حقوقية مناسبة للحقوقيين، كما يحدث في مصر على سبيل المثال، لا سيما إدماج عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان في الحوار الوطني، ومساهماتهم في إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

وعن إقليم شرق إفريقيا، تناولت السيدة هيلدا دادو، المحامية في المحكمة العليا في تنزانيا، وعضو تحالف المدافعات عن حقوق الإنسان في تنزانيا، إلى الخطر المزدوج الذي يتعرض له النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في تنزانيا، لكونهم مدافعات يعملون في بيئة حقوقية غير آمنة، وبسبب جنسهم كنساء، لا سيما تهديدات متعلقة بالعنف الجسدي واللفظي والوصم الاجتماعي وتهديدات ضد الشرف.

وأوضحت هيلدا بضرورة تدشين تحالف إقليمي على غرار شبكة تنزانيا لحماية المدافعات عن حقوق الإنسان، يضم شبكة من التحالفات الوطنية لتعزيز بيئة العمل الحقوقي للمدافعات عن حقوق الإنسان.

بينما أشارت الدكتورة فايزات بوساري؛ مديرة البرنامج الإقليمي في شبكة المبادرة الاستراتيجية للنساء في القرن الإفريقي، إلى أوضاع المدافعات عن حقوق الإنسان في منطقة القرن الإفريقي، حيث تتعرض النساء من المدافعين لتهديدات واضحة لا سيما في ظل الأزمات السياسية المتكررة في المنطقة، والصراعات الطويلة الأمد.

وذكرت بالأخص الأوضاع في السودان، حيث جرى القبض على عدد من أعضاء منظمات المجتمع المدني والشبكات النسوية خلال أحد الوقفات السلمية.

وأوصت بضرورة الاعتراف بـ محورية دور النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء منطقة القرن الإفريقي، والعمل على دفع النساء قدماً لتعزيز التغيير الإيجابي في بيئة المدافعين عن حقوق الإنسان.

وعلى صعيد آخر، نوه تشارليز كاجلوكا؛ المدير التنفيذي لمؤسسة الشباب والمجتمع في مالاوي، لضرورة تعزيز المجتمع المدني بدوره في حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، من خلال تقديم كل سُبل الدعم القانوني والنفسي للضحايا من المدافعين عن حقوق الإنسان، والعمل على بناء شبكات محلية لتمكين المدافعين من أداء عملهم، وأوصى «كاجلوكا» بضرورة العمل على رفع وبناء قدرات المنظمات المحلية على رصد انتهاكات حقوق الإنسان والإبلاغ عنها.

وفي ختام الفعالية، حثَّت بسنت عصام الدين؛ مدير وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت إلى ضرورة التحرك الفوري والعاجل والتشبيك بين كل منظمات المجتمع المدني العاملة على حماية المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان.

والعمل على إطلاق شبكات إقليمية بين الأقاليم الجغرافية الخمسة في إفريقيا لضمان سلامة عمل كل العاملين بالمجال الحقوقي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ماعت حقوق الإنسان الحوار الوطني المجتمع المدنی لحقوق الإنسان لا سیما عدد من

إقرأ أيضاً:

غدا.. إطلاق وثيقة القاهرة لرفض التهجير للتأكيد على الشرعية الدولية

يعقد مجلس الشباب المصري والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان مؤتمرا غدا /السبت/ لإطلاق "وثيقة القاهرة لرفض التهجير"، تحت شعار "صوت المجتمع المدني للدفاع عن العدالة الدولية وحقوق الإنسان"؛ في أضخم تحرك من منظمات المجتمع المدني للدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الدولية.

تشارك في المؤتمر منظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية، ورؤساء الأحزاب السياسية، وقيادات المؤسسات الدينية، وأعضاء مجلس النواب والشيوخ، والمفكرين والمثقفين، ونشطاء حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية فضلا عن ممثلين للبعثات الدبلوماسية العاملة في مصر.

وأوضح الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن المؤتمر يهدف إلى توحيد جهود المجتمع المدني المصري والإقليمي والدولي لرفض أي محاولات لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أراضيهم بالقوة، والتأكيد على التمسك بالشرعية الدولية التي تجرم التهجير القسري وجرائم الحرب، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية واضحة لمحاسبة المسئولين عن هذه الانتهاكات التي تؤثر علي السلم والأمن الدوليين. 

وأضاف أن اختيار القاهرة لإطلاق الوثيقة؛ يعكس الدور لمصري في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وموقفها الثابت الرافض للضغوط السياسية التي تحاول فرض واقع غير قانوني على المنطقة، كما أن هذا التحرك يأتي استجابة لمسئولية المجتمع المدني في حماية حقوق الإنسان والدفاع عن العدالة الدولية.

وأشار الدكتور ممدوح إلى أن "وثيقة القاهرة لرفض التهجير"؛ رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، والتمسك بمبادئ القانون الدولي الإنساني، وعدم السماح بأي محاولات لشرعنة التهجير القسري أو فرضه كأمر واقع.

ولفت إلى أن هذا الحدث؛ يعد خطوة محورية في تشكيل رأي عام ضاغط لرفض التهجير القسري، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بأمان على أراضيه، وفقاً لما كفلته المواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية : تجربة حقوق الإنسان في مصر فريدة من نوعها
  • أمير نجران يكرّم مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة سابقًا
  • هل تُسهم «قمة أديس أبابا» في تهدئة أوضاع القارة الأفريقية؟ تناقش المستجدات بالسودان والصومال والكونغو وغزة
  • مشيرة خطاب: خطط التهجير مخالفة لحقوق الإنسان
  • ماعت: تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة يمثل تهديدًا غير مسبوق لحقوق الإنسان
  • «ماعت»: محاولة تهجير الفلسطينيين من غزة تهديد غير مسبوق لحقوق الإنسان
  • ماعت: تهجير الفلسطينيين تهديد غير مسبوق لحقوق الإنسان واستقرار المنطقة بأكملها
  • ليبيا تنضمّ  إلى «دستور اللجنة الإفريقية للطيران المدني»
  • اليوم .. إطلاق وثيقة القاهرة لرفض التهجير في أضخم تحرك للمجتمع المدني
  • غدا.. إطلاق وثيقة القاهرة لرفض التهجير للتأكيد على الشرعية الدولية