الإمارات تتباهى بحماية اليهود وتهدد اليمن لأجلهم
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
الحرب الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة، تُعد المنعطف الأكثر تجريداً للمواقف- عربياً وعالمياً- ضد أو مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والكيان الإسرائيلي المحتل، ورغم أن مواقف الأنظمة والحكومات معروفة منذ عقود إلا أن هذه الحرب الأخيرة كانت أكثر كشفاً للمواقف من غيرها، ربما لأنها جاءت وقد أصبح الكيان أكثر انتفاخاً مما كان بسبب اتفاقيات التطبيع التي أنجزها مع عدد من الأنظمة العربية،
الأمر الذي جعله يعتقد أنه سيلقى التأييد فيما إذا قرر تصفية المقاومة وتهجير الفلسطينيين قسرياً، لكن ذلك لم يحدث، ففي وقت أيدته بعض الأنظمة العربية المطبِّعة اصطدم بمناهضة واسعة من حكومات وأنظمة على مستوى العالم وتقريباً من شعوب الأرض كاملة.
الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل كانت الأكثر خزياً من غيرها، ووصل الخزي حدوداً غير متوقعة جعل زعماءها أصغر حجماً في نظر شعوبهم وشعوب العالم، فمبررات التأييد كانت صادمة ومخجلة، فهذا الرئيس المصري، على سبيل المثال، ظهر بتصريحات هزيلة كشفت تخبطه وسوء موقفه بشكل مخجل، حيث قال- في معرض رده على وزير خارجية الولايات المتحدة خلال زيارته للقاهرة في حملة الترويج للحرب على أنها مشكلة كراهية لليهود- إنه، أي عبدالفتاح السيسي رئيس مصر، من أبناء حي الجمَّالية المجاور لحي اليهود، ومنذ طفولته وهو يتعامل معهم كمواطنين مصريين.
لم يكن السيسي مجبراً على هذا المنطق الهزيل، فطفولة السيسي ليست معياراً كافياً على أن اليهود من البراءة بحيث يتم التعامل معهم بكل هذا الإخاء فمن الواضح أنها لم تكن طفولة سويّة، إذ يبدو أن أبويه فشلا في تربيته على أسس انتماء ديني وعروبي، والأكثر خزياً أنه أثبت ما قاله بدليل قاطع هو أن بلاده حذرت الكيان قبل وقوع الهجمات المذلة من المقاومة ولكنه تجاهلها، فهل بعد هذا دليل على صدق مشاعر السيسي الأخوية لليهود منذ طفولته في حي الجمّالية؟
تصريحات ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، كانت بروتوكولية وأكثر رسمية، وتتوافق تماماً مع ما كانت تنتهجه الولايات المتحدة من سياسة تظهر محاولة التهدئة على أساس حل الدولتين- وهذا كان قديماً بالنسبة لواشنطن كونها أظهرت الانحياز بشكل فجِّ لإسرائيل في هذه الحرب- وظل بن سلمان يعزف على أوتار حماية المدنيين من الطرفين متجاهلاً ما حل ولا يزال يحل بالفلسطينيين تحت نيران الطائرات الإسرائيلية ليل نهار، ويبدو أن بن سلمان قد توسل الأمريكيين كثيراً ليسمحوا له بحفظ القليل من ماء وجهه، وإلا فالعصا الغليظة كانت فوق رأسه لإعلان تأييده الكامل لتل أبيب وعدائه الكامل للفلسطينيين.
أما الخزي الأكبر والعار الذي لم يسبقه عار فقد تجلل به حكام الإمارات الذين جف ماء وجوههم بشكل كامل حتى أصبحت مثل صحارى أرضهم قبل طفرة النفط التي أنبتتهم من تلك الرمال، حيث لم تكتفِ بالانحياز الواضح لإسرائيل واعتبار عمليات المقاومة إرهاباً، بل تجاوزت ذلك إلى التهديد بالرد على أي تحرك قد يمس أمن إسرائيل أو يهدد سلامة اليهود ويُعرّض حياتهم للخطر، وتحديداً كان ذلك التهديد لصنعاء التي كانت مواقفها ولا تزال الأكثر وضوحاً على الإطلاق، قيادةً وشعباً.
المحلل السياسي الإماراتي، محمود البلوشي، الذي يمرر عبره وأمثاله نظام أبوظبي مواقفه السياسية المخجلة، أعلن في تدوينة على موقع إكس، تضامنه الكلي مع الكيان الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين، وغرق البلوشي في العار حتى أذنيه بقوله إن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تهديد من اليمن يمس أمن وسلامة دولة إسرائيل"، مهدداً بأن الرد سيكون قريباً، وجاءت فضيحة البلوشي عقب تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية بأن السفينة الحربية "يو إس إس كارني" الأمريكية التي تحركت عبر قناة السويس، اعترضت صواريخ وطائرات مسيّرة فوق البحر الأحمر، قالت إنها أُطلقت من اليمن.
المحلل السياسي الإماراتي، البلوشي، أظهر في وقت سابق ومن المنصة نفسها، افتخاره بأن بلاده كانت الحضن الدافئ والملاذ الآمن للإسرائيليين، في وقت حذّر الكيان مواطنيه من السفر إلى بعض الدول العربية والأجنبية، أو إخلاء سفرائهم من تلك الدول، حيث قال: "إلا دولتي الإمارات يشعر فيها الإسرائيلي بالأمان وهو في حماية عيال زايد"، معتبراً احتضان بلاده الإسرائيليين وحمايتهم "وسام شرف" يفتخر به الإماراتيون.
أدوات الإمارات في اليمن، تبنوا مواقف أبوظبي نفسها من الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، فالمجلس الانتقالي الجنوبي- الوليد غير الشرعي للإمارات- أعلن موقف أبوظبي نفسه الذي أدان وجرّم عمليات المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي، على لسان رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، لكنه لم يستطع التأثير في موقف أبناء المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها، فقد خرجوا في مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين والمقاومة في عدن وحضرموت وغيرهما، بالتزامن مع المسيرات الكبيرة في صنعاء، الأمر الذي اعتبره مراقبون ارتباطاً وجدانياً وتاريخياً بقضية العرب الأولى، وتوحداً غير قابل للتفكك بين اليمنيين، رغم محاولات التمزيق التي يتبناها ويسعى إليها التحالف.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
إقرأ أيضاً:
من اليمن إلى فلسطين.. الشهيد أبو حمزة صوته لن يسكت أبدًا، وتضحياته تزرع طريق القدس
في ضربة غادرة لا تليق إلا بالجبناء، اغتال العدو الصهيوني القائد المجاهد ناجي أبو سيف “أبو حمزة”، الناطق الرسمي باسم سرايا القدس، في محاولة يائسة لإخماد صوت المقاومة. لكن العدو يجهل أن كل قطرة دم من أبو حمزة لن تُطفئ نار الجهاد، بل ستزيدها اشتعالًا. أبو حمزة لم يكن مجرد متحدث، بل كان قائدًا محاربًا بألسنته وأسلحته، رجلًا أطلق كلماته لتكون صواريخ تُسقط معادلات الاحتلال. كانت كلماته سيفًا، وجسده درعًا، وعقيدته نارًا تحرق الظالمين.
القائد الذي حوَّل الكلمة إلى سلاح
لم يكن أبو حمزة صوتًا عابرًا في ميادين الإعلام الحربي، بل كان قامةً مقاومةً بحد ذاته، رجلًا حمل على عاتقه مسؤولية إيصال رسالة الجهاد الإسلامي بقوة الواثق المنتصر. بكلماته القاطعة، رسم مشهد المواجهة، وحدّد معادلات الردع، وجعل صوته نذيرًا للرعب في قلب الكيان المحتل، حيث كانت كل إطلالة له إعلانًا عن مرحلة جديدة من التحدي والصمود.
تحية لليمن: وحدة الميادين وحصار العدو
في كلماته الأخيرة، وجّه أبو حمزة تحية إجلال لشعب اليمن العظيم وقائده السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مُعربًا عن تقديره للدور المحوري الذي لعبه اليمن في تحطيم الغطرسة الصهيونية، وفرض حصار بحري غير مسبوق على الاحتلال. لم تكن هذه التحية كلمات عابرة، بل رسالة تأكيد على أن المقاومة اليوم جبهة موحدة، وأن فلسطين ليست وحدها في الميدان، بل تقف إلى جانبها كل القوى الحرة التي تُصمم على تحقيق النصر.
دور اليمن لا يقتصر على الدعم الميداني فقط، بل يعد محورًا أساسيًا في صمود الأمة، حيث أثبت الشعب اليمني أنه أحد أبرز القوى التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية. عبر دوره في إجهاض الحصار على غزة، ومساندته للمقاومة الفلسطينية، أصبح اليمن نموذجًا في الإصرار على الوقوف ضد الظلم والاحتلال، محققًا بذلك توازنًا جديدًا في معادلة الصراع.
اغتيال القادة.. استراتيجية العاجز أمام زحف المقاومة
عملية اغتيال أبو حمزة تأتي ضمن سلسلة طويلة من محاولات العدو لضرب مراكز القوة في المقاومة الفلسطينية. ومع ذلك، أثبت التاريخ أن كل قطرة دم لشهيد من قادة المقاومة تحوّل ألف مقاتل إلى مشاريع استشهاد، وتزيد من اشتعال المواجهة. فبدلًا من إسكات صوت المقاومة، يولد بعد كل شهيد زئيرٌ أشدّ، وسيفٌ أمضى، ليجد العدو نفسه أمام كابوس لا ينتهي.
المعركة مستمرة.. والقادم أعظم
برحيل أبو حمزة، ظن العدو أنه أسكت صوتًا صادحًا، لكنه في الحقيقة أطلق العنان لعهد جديد من المواجهة. فكما قالها هو مرارًا: “العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة النار”، وهذه اللغة ستبقى تتردد في ساحات الجهاد حتى اقتلاع هذا الكيان الغاصب من أرض فلسطين.
ختامًا.. رسالة من اليمن إلى فلسطين
من جبال صنعاء إلى أزقة غزة، من ميدان الصمود إلى خطوط المواجهة، يبعث الشعب اليمني رسالة عهد ووفاء لفلسطين وشهدائها. كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أكثر من مناسبة: “إن اليمن سيبقى دائمًا في صف فلسطين وقضيتها العادلة، ولن يتخلى عن مسؤولياته في دعم المجاهدين، وتقديم كل ما يستطيع لوقف العدوان الصهيوني على أرضها. فلسطين هي قضيتنا الأولى، ولن نتوانى عن بذل كل جهد ودم من أجل تحريرها.”
“دماء القائد أبو حمزة لن تذهب هدرًا، وها نحن مستمرون في معركتنا، نطوّق العدو من البحر، ونزلزل كيانه بالصواريخ والمسيرات، ونؤكد أن هذه الأرض واحدة، وهذه المعركة واحدة، وأن كل قطرة دم تُسفك على ثرى فلسطين، هي دمنا، وواجبنا أن ننتصر لها. سيعلم العدو أننا لن نتراجع، وأن القدس أقرب مما يظن”.
رحم الله القائد أبو حمزة، وأسكنه جنان الشهداء، ولعن الله عدوًا ظن أن باغتيال الأبطال، يستطيع إطفاء نور المقاومة.