4 أيام قضاها عمرو موسى عبد اللطيف، ابن محافظة الفيوم، في معبر رفح للمشاركة في تعبئة المواد الغذائية تمهيدًا لإرسالها لأشقائنا في غزة، لدعمهم بعد تعرضهم لقصف من الاحتلال الإسرائيلي، لا يغمض له جفن ولا يهدأ له بال، رغم ذلك لا يشعر بالتعب أو الشقاء، فقط كل همه، مثل باقي المتطوعين، إيصال المساعدات إلى غزة.

تفاصيل تلك الساعات يرويها «عمرو» في حديثه لـ«الوطن»، فضلًا عن اللحظات الأولى لعبور شاحنات الإغاثة لمعبر رفح.

لبى النداء فورًا

وقال عمرو إنّه تلقى اتصالًا من محمود الحجر مسؤول مؤسسة صناع الحياة بمحافظة الفيوم، وعرض عليه التطوع والذهاب إلى رفح لإيصال المساعدات الغذائية، فاستجاب دون تفكير، موضحًا أنّه قام بتحضير حقيبته وخرج على الفور متجهًا إلى رمسيس لاستقلال السيارة المتجه إلى رفح رفقة أحد أصدقائه.

لم ننم طوال أيام

وأشار إلى أنّه منذ يوم الجمعة الماضية لم ينم أحد من المتطوعين، ولكنهم لم يغضبوا أو يحزنوا أو يشعروا بالتعب، فكل ما كان يشغل بالهم هو دخول المساعدات لأشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة، موضحًا أنّهم أعادوا تعبئة وترتيب المساعدات في السيارات أكثر من مرة نظرًا لعدم قدرة السيارات في بداية الأمر.

أهل سيناء عونًا وسندًا

وأوضح أنّ أهل سيناء كانوا عونًا وسندًا منذ اللحظة الأولى وحتى الآن، حيث يتوافدون من العريش والشيخ زويد ورفح وغيرها لتقديم الطعام والشراب لهم، وبعض البطاطين، مؤكدًا كرمهم وحسن ضيافتهم.

عبور أول سيارات كان بمثابة النصر

وأضاف «عمرو» أنّ لحظة عبور أول سيارات مواد غذائية لمعبر رفح كانت بمثابة النصر في الحرب، حيث هلل الجميع وكبّر، مرددين «تحيا مصر»، مُوضحًا إنّهم في تلك اللحظة نسوا التعب والألم والإرهاق، وكل ما فكروا فيه هو وصول المساعدات لأهالينا في غزة أخيرًا.

إعادة ترتيب الشاحنات مجددًا

أكد الشاب الفيومي، أنّهم استمروا طوال الليل في إعادة ترتيب شاحنات الإغاثات نظرًا لعدم السماح بعبور عدد كبير من السيارات، موضحا أن الحكومة المصرية لم تألو جهدا في إيصال تلك المساعدات لغزة، ومساندتها للقضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معبر رفح القضية الفلسطينية قطاع غزة صناع الخير محافظة الفيوم سيناء

إقرأ أيضاً:

أمريكا.. وحركة تغيير الموازين العالمية

 

بدأت حركة التغيير تعلن عن نفسها في عالم اليوم، فمنذ عودة ترامب إلى الحكم، بدأ الحراك، يحدث تحولات عميقة في موازين القوة وموازين المصالح الدولية، فالحرب في أوكرانيا، والضغط في اتجاه السلام مقابل الحفاظ على مصالح روسيا في أوكرانيا، قد يحقق معادلة قوة جديدة، لم تكن في سالف الأيام والعقود، وهي مؤشر جديد على هذا التوجه في العالم الذي يسعى إلى عالم متعدد الأقطاب، وإعلان الحرب الاقتصادية مع الصين التي استطاعت أن تحكم قبضة الخناق على الاقتصاد الأمريكي بطرق سلمية وسلسة طوال العقود الماضية، والتراجع عن قرارات الرسوم الجمركية والضريبة على الواردات الصينية، بعد أن وجدت أمريكا نفسها في مأزق بسبب غطرستها التي أوهمتها به القوة الرخوة، والشروع في تنفيذ عمليات عسكرية في اليمن بالتزامن مع تعزيز القوة العسكرية في المياه الإقليمية في البحر الأحمر، وبحر العرب، والمحيط الهندي، بهدف تحقيق التوازن العسكري مع الصين التي تتواجد في الجهة المقابلة بميناء غوادر الباكستاني، وهدف العمليات العسكرية – كما هو معلن – هو شل القدرات العسكرية لليمن التي تهدد أسطولها البحري، حتى لا تشكل خطرا محتملا يمكن للصين التحالف معه في المستقبل بفرض حالة توازن جديدة، بحسب ما يعتقده الأمريكيون، في حين وجدنا المرتزقة فرحين مهللين ومباركين تدمير اليمن، وذهب الخيال بالبعض منهم إلى رسم سيناريو دخول صنعاء في غضون أيام قليلات، وهو ما لم يتحقق لهم البتة ولن يتحقق، فأمريكا تعمل وفق أجنداتها وحساباتها الخاصة، ولا تدعم خيارات السلام ولا خيارات الاستقرار في اليمن، وقد سبق لها أن وقفت حجر عثرة أمام خيارات السلام والاستقرار في اليمن مرات عديدة لكن المرتزقة قوم لا يفقهون أبدا ولو فقهوا لعادوا إلى حضن الوطن وقاوموا استهداف أمريكا لوطنهم بدل التأييد والخضوع .

اليوم الوضع الأمني بين باكستان والهند على فوهة بركان سوف ينفجر قريبا وتصل شظاياه إلى كل مكان والهدف من كل ذلك هو حركة التوازن الجديدة، فالصين تشكل في كل الصراع قلب المعركة وتشكل الهند وباكستان الميمنة والميسرة في هذا الصراع لأثرهما البالغ في السوق وحركة التجارة العالمية .

اليوم نحن أمام واقع جديد في اليمن وفي العالم كله، فالذي حدث خلال الأشهر الماضية كان تحولا كبيرا في المسارات، وتلك التحولات سوف تترك آثارا عميقة في البناءات وفي مسارات اللحظة والمستقبل، تترك آثارا على اللحظة من خلال ما تتركه من ظلال على النظام العام والطبيعي، وتترك ظلالا على المستقبل من خلال ما تقوم به اللحظة من تأسيس لقضايا ستكون هي ملامح المستقبل، ولذلك فالصناعة تبدأ من اللحظة التي نعيش ونشهد تبدلاتها وتحولاتها العميقة سواء في المسار اليمني أم في المسار الدولي، فكلا المسارين يتكاملان ويتركان أثرا واضحا على الصناعة وعلى المستقيل .

ولعلنا نتذكر أنه حين تفرد النظام الرأسمالي بحكم العالم والتحكم بمصالحه سعى جاهدا على القضاء على حركات التحرر أو ذات النزعة الاستقلالية في العالم أو في الوطن العربي، كما رأينا ذلك في العراق وغيره وهذا هو السيناريو الذي يحدث اليوم في اليمن وفي لبنان وفي سوريا وفي فلسطين .

لقد حاولت أمريكا – ومن شايعها – القضاء على الحركات القومية وتفكيك النزعة الاستقلالية وعلى هدم المثاليات وهدم الإسلام من داخله من خلال الحركات الأصولية التي تصنع في الجامعة الإسلامية في إسرائيل والتي تتبع الموساد مباشرة فيكون أفرادها قادرين على السيطرة على الوجدان العام من خلال خطاب العصبية الدينية الذي تنتهجه وتسيطر به على عامة المسلمين، وقد رأينا كيف سيطروا على موجهات الإخوان وما تناسل عن الإخوان من جماعات مثل الجهادية والقطبية وغيرهما من الجماعات الذين نشطوا في اغتيال الكثير من رموز التنوير في الوطن العربي خوف الوعي واليقظة، فالنظام الرأسمالي يعتبر التضليل وتسطيح الوعي بالقضايا المصيرية للأمم طريقا للوصول إلى غاياته .

لقد تولت الجماعات التكفيرية مهمة تفكيك وتمزيق الأمة الإسلامية وحولتها إلى طوائف وجماعات، وعمقت من الجروح، وأشاعت فيها البدائية والتوحش والتفكير الأسطوري، ورأينا في حال العرب والمسلمين بدعا وأمرا عجبا لا يقبله عقل، كما هو الحال في العراق وفي غيره من البلدان .

ومن الملاحظ منذ سقوط المعسكر الشرقي بيد الغرب كيف سقطت في المقابل المدارس النقدية والفكرية والفلسفية والثقافية، فالصراع المحموم الذي شهده العالم وكانت من نتائجه الكثير من المدارس الفكرية والفلسفية والأدبية والثقافية اختفى فجأة مع رغبة الرأسمالية في تسطيح الوعي، ولذلك خلقوا بدائل تلامس القشور وتلهي العالم وفي ذات اللحظة تدر مالا كثيرا مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي، ومثل البرامج والمسابقات التي يسمح بتعميم تجاربها في الفضائيات مثل مسابقات الشعر ومسابقات الصوت أو مسابقات المعلومات، وهي أعمال تديرها في الوطن العربي قنوات (mbc) ويمكن مراجعة قائمة البرامج التي تبثها أو بثتها ومقارنتها مع مماثل لها يخرج أو خرج من غرف الاستخبارات العالمية والقيام بدراسة ولو محدودة ليكتشف المرء الدور الذي يقوم به النظام الرأسمالي الذي تقوده أمريكا في استغلال الشعوب وتسطيح وعيها واستغلال مقدراتها دون أن تدرك حجم الكارثة .

بالمختصر المفيد.. ما وصل إليه العرب والمسلمون اليوم من ذبول وهوان وانكسار كان بسبب حالة الاستغلال والغبن التي مارستها أمريكا ونظامها الرأسمالي القذر الذي خدع الناس بالقيم ومبادئ الحقوق والحريات فكان أبشع وأفظع من انتهكها، ومع التداعيات الجديدة التي سوف تسفر عن واقع جديد في العالم لا بد من الانتباه إلى فكرة الصناعة فهي الأقدر على التحكم بمقاليد المستقبل، ويبدو لي أن اليمن سيكون محورا مهما في صناعة ملامح المستقبل من خلال خوضه لمعركة الكرامة والاستقلال مع أكبر قوة متغطرسة في العالم وتأثيره في تلك الملامح يعتمد على الرؤى الاستراتيجية وعلى القدرة في التفاعل مع الأحداث بوعي متكامل ومتظافر مع المستوى الحضاري والثقافي والسياسي المعاصر .

 

 

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن "أيام النصر" للحربين العالميتين الأولى والثانية
  • أمطار وتحذير من الشبورة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
  • أمريكا.. وحركة تغيير الموازين العالمية
  • صور.. 100 متطوع و3 فرق لجمع النفايات خلال المشي في كورنيش دارين
  • خلال 5 أيام.. 1000 متطوع يشاركون في زراعة 700 ألف نبتة بالدمام
  • قضاء مصر العظيم أخد حق ياسين.. أول تعليق من مرتضى منصور يروي تفاصيل المحاكمة
  • جان رامز يتعرض للتنمر والتجريح من جمهوره وعمرو محمود ياسين يدافع عنه.. تفاصيل
  • هجرات ضاعفها الفقر والجفاف والحروب... لماذا أصبح اليمن نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الأفارقة؟
  • أخبار التوك شو: التعليم تكشف تفاصيل منح المدارس إجازة بسبب الأحوال الجوية.. وشعبة السيارات تعلن انتعاشة بسوق السيارات
  • الأونروا: ما يحدث في غزة "حُكم بالإعدام".. والأمم المتحدة تحذر من أيام حرجة