إسرائيل أفضل استثماراتنا في الشرق الأوسط.. سر الدعم الأمريكي اللامحدود لتل أبيب
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
"إسرائيل هي أفضل استثمار فعلته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بتكلفة 3 مليارات دولار.. لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على الولايات المتحدة أن تخلقها لحماية مصالحنا في المنطقة"، كانت هذه كلمات وثقها مقطع فيديو لتصريحات قالها الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، عندما كان عضوا في الحزب الديمقراطي عام 1986، تناولت دور إسرائيل في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
وتتبنى الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً واضحاً دعما لإسرائيل منذ اشتعال الصراع مع حركة حماس ، في 7 أكتوبر 2023، على خلفية عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس داخل دولة الاحتلال.
وشهد الدعم الأمريكي لإسرائيل أشكالا عدة ما بين عسكرية ودبلوماسية، بعيدا عن عشرات الخطابات والاتصالات الرسمية من قبل صناع القرار داخل الإدارة الأمريكية مع حكومة إسرائيل، والتي أكدت جميعها الدعم الأعمى لدولة الاحتلال على حساب العرب والفلسطينيين.
مشروع قرار أمريكيوأكدت واشنطن مساندتها لتل أبيب وحقها في الدفاع عن نفسها، وقدمت لها دعما وتغطية لما ترتكبه من جرائم بحق سكان غزة من المدنيين منذ بدء الصراع بين المقاومة وقوات الاحتلال ، حتى أن بلينكن نفسه، أكد ذلك مرات عدة قبل وأثناء زيارته إلى إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، قائلا خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو : "تدعم الولايات المتحدة إسرائيل، وندعمها اليوم وغدا، وسندعمها كل يوم بعد ذلك".
كما وجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بسرعة إرسال إمدادات عاجلة من الأسلحة والذخائر لإسرائيل، كما طلب من الكونجرس إقرار مساعدات مالية لإسرائيل وأوكرانيا.
وأعلنت واشنطن أنها قررت نشر حاملتي طائرات في شرق المتوسط؛ لضمان أمن إسرائيل، لتحذير أي جهات خارجية من التدخل في حرب إسرائيل على غزة، والتأكد من عدم توسيع رقعة التصعيد، ويوجد على متن الحاملتين 10 آلاف بحار، إذ إن إحداهما الأكبر في العالم، والأحدث في الولايات المتحدة.
كما أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عند زيارته إلى إسرائيل، قال إنه لا مجال للحياد أو لأي أعذار حيال الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، و شدد أوستن على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها، من خلال تزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وقال :"هذا وقت الحسم لا الثأر".
واتهم أوستن، إيران بدعم المجموعات المسلحة في المنطقة، قائلا: "هي التي تعطي الدعم والأفكار للأعمال الإرهابية"، وأشار أوستن إلى أن "الهجوم على غزة سيكون طويلا وقويا وسيحدث تغييرا دائما".
وفي إطار هذا الدعم اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية، مشروع قرار في مجلس الأمن، يتعلق بالحرب على غزة، تؤكد فيه حق دولة الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسها، ولا يدعو إلى أي وقف لإطلاق النار، ويحرص على عدم اتساع رقعة القتال في غزة لمناطق أخرى.
ووفقاً لرويترز : يطالب المقترح الامريكي إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة لمن وصفهم بـ"الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في أنحاء المنطقة"، ويدعو القرار الذي تهدف أمريكا إلى تمريره إلى حماية المدنيين، وتؤكد على ضرورة التزام الدول بالقانون الدولي، عند ردها على "الهجمات الإرهابية"، كما حث على ضرورة إدخال المساعدات لقطاع غزة بدون أي عوائق.
وأبرز ما يركز عليه مشروع القرار الأمريكي، هو دعوة جميع الدول للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع إلى خارج غزة، ومطالبة الجانب اللبناني، بالوقف الفوري لجميع الهجمات، لكنه لم يدع إسرائيل للتوقف عن هجماتها.
ولكن لم يتم الإعلان عن موعد طرح مشروع القرار للتصويت.
وتتطلب الموافقة على مشروع قرر لمجلس الأمن تأييد تسعة أصوات على الأقل، وعدم استخدام حق النقض "الفيتو"، من قبل "روسيا أو الصين أو فرنسا أو بريطانيا، أو أمريكا".
وكانت قد طالبت روسيا في وقت سابق مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تدين الوثيقة بشدة أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين، وكل الأعمال الإرهابية، ولكن قابله مجلس الأمن بالرفض.
وكانت قد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لرفض مشروع قرار برازيلي مقدم إلى مجلس الأمن يدعو إلى إلغاء الأمر الإسرائيلي بإجلاء سكان قطاع غزة.
وصوّت 12 من أعضاء مجلس الأمن، بالموافقة على مشروع القرار البرازيلي، وصوتت الولايات المتحدة برفضه، وامتنعت روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت على القرار.
وقال دميتري بوليانسكي، نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، إن مشروع القرار البرازيلي في مجلس الأمن حول الوضع في إسرائيل وغزة ليس متوازنًا ولا يُرضي جميع أعضاء المجلس، مضيفًا أن روسيا اقترحت إضافة التنديد بالهجوم على مستشفى المعمداني إلى المسودة.
وقال بوليانسكي، عبر قناته على "تلغرام"، إن الرئاسة البرازيلية طلبت 24 ساعة لجعل المشروع مرضيًا لجميع أعضاء مجلس الأمن. من الواضح أن هذا لن يحدث".
يأتي الإعلان عن مشروع القرار في وقت أصدر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أوامر بنشر قوات إضافية بالاستعداد للانتشار في منطقة الشرق الأوسط، دون ذكر أرقام مُحددة، ردًا على الهجمات التي تعرضت لها القوات الأمريكية في المنطقة، حسبما أفادت "رويترز".
وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أنها تنشر بطارية صواريخ ثاد وصواريخ باتريوت إضافية في الشرق الأوسط؛ تحسبًا لأي تصعيد في المنطقة، وذلك بعدما أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن، سفنًا حربية للمنطقة على مدار الأيام الماضية، شملت حاملتي طائرات وسفنًا أخرى ونحو ألفين من مشاة البحرية الأمريكية.
مخاطرة للولايات المتحدةكان قد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيطلب من الكونجرس تمويلا عاجلا لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا الشريكتينا الأساسيتين، وقال بايدن في خطاب متلفز ألقاه من البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستعمل على التأكد من أن القبة الحديدية الإسرائيلية تواصل حراسة سماء إسرائيل.
وأضاف بايدن أن دعم تل أبيب وكييف "استثمار ذكي سيؤتي ثماره عبر تعزيز الأمن الأمريكي لأجيال مقبلة.. سيساعدنا في إبقاء القوات الأميركية بمنأى من الأذى.. سيساعدنا في بناء عالم أكثر أمانا وسلاما وازدهارا، لأطفالنا وأحفادنا".
ودعا الكونجرس إلى التعالي على الانقسامات الحزبية والوقوف صفا واحدا خلف خطته الرامية لتقديم مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل وأوكرانيا.
وتابع "لا يمكننا أن نسمح لسياسات حزبية غاضبة وتافهة بأن تقف في طريق مسؤوليتنا كأمة عظيمة. لا يمكننا أن نسمح، ولن نسمح، لإرهابيين مثل حماس ولطغاة مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بأن ينتصروا.. أنا أرفض السماح بحدوث ذلك".
وهاجم بايدن نظيره الروسي وحركة حماس، معتبرا أن "كليهما يسعى للقضاء على ديموقراطية مجاورة"، في إشارة إلى إسرائيل وأوكرانيا.
وقال إن "حماس وبوتين يمثلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان في هذا الأمر: كلاهما يريد القضاء بالكامل على ديموقراطية مجاورة"، مشددا على أنه لن يسمح "لإرهابيين مثل حماس وطغاة مثل بوتين أن ينتصروا".
وحذر بايدن من "أننا إذا ابتعدنا عن أوكرانيا، وإذا أدرنا ظهرنا لإسرائيل"، فإن هذا الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن التمويل الذي يطلبه بايدن سيبلغ إجمالا نحو 100 مليار دولار على مدى العام المقبل لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان وأمن الحدود الأمريكية مع المكسيك.
يشار إلى أنه كانت قد أقرت ايضاً أمريكا حزمة مساعدات لإسرائيل من 2019 إلى 2028 بقيمة 38 مليار دولار وتمثل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل 18% من الميزانية العسكرية للأخيرة وبموجبها تشترى أسلحة بقيمة 815 مليون دولار سنويًا
وتخصص 500 مليون دولار لتعزيز الدفاعات الصاروخية بما فيها منظومة القبة الحديدية وبخلاف المساعدات دفعت أمريكا 5 مليارات من الدولارات لصالح توطين المهاجرين فى إسرائيل
وتسببت المساعدات العسكرية الأمريكية في حيازة الجيش الإسرائيلى المعدات القتالية الأمريكية أولاً بأول للمحافظة على التفوق النوعى والكمى لإسرائيل على دول المنطقة فى الجوانب التسليحية والعسكرية.
غضب شعبي من بايدنفي حين أنه قد أبدى 52% من الأمريكيين معارضتهم إرسال حكومة بلادهم السلاح إلى إسرائيل، فى حربها ضد غزة، فيما طالب عشرات النجوم من هوليوود، الرئيس الأمريكى جو بايدن، بضرورة الضغط لوقف إطلاق النار على غزة، حيث كشفت نتائج استطلاع رأى فى الولايات المتحدة الأمريكية أن 52% من الأمريكيين يعارضون إرسال حكومة بلادهم السلاح إلى إسرائيل، ووفقًا للاستطلاع الذى أجرته شبكة " سى بى إس"، فإن 57% من المشاركين يدعمون إرسال مساعدات إلى غزة، فيما أعرب 56% من الأمريكيين عن عدم رضاهم إزاء سياسة الرئيس جو بايدن بشأن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.
كما أنه قكان قد استقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، قبل يومين ، كان يعمل في المكتب الذي يشرف على عمليات نقل الأسلحة، احتجاجا على قرار إدارة الرئيس، جو بايدن، بمواصلة إرسال الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل بينما تفرض حصارا على غزة في حربها مع حماس.
وفي خطاب استقالته، قال جوش بول، الذي كان مديرا للشؤون العامة والكونجرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية لأكثر من 11 عاما، إن "الدعم الأعمى لجانب واحد" من إدارة بايدن يؤدي إلى قرارات سياسية كانت "قصيرة النظر، ومدمرة، وغير عادلة، ومتناقضة مع قيمنا"، حسب تعبيره.
وأضاف معلقا على رد إسرائيل على حماس، ودعم واشنطن لها بالقول "أخشى أننا نكرر نفس الأخطاء التي ارتكبناها في العقود الماضية، وأرفض أن أكون جزءًا منها لفترة أطول".
وقال بول أيضا، إن قطع إسرائيل للمياه والغذاء والرعاية الطبية والكهرباء عن غزة، وهي منطقة يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، يجب أن يخضع للقوانين الفيدرالية القائمة والتي تهدف إلى إبقاء الأسلحة الأميركية بعيدة عن أيدي منتهكي حقوق الإنسان وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة بايدن حماس الكونجرس إسرائیل وأوکرانیا الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الشرق الأوسط مشروع القرار إلى إسرائیل مشروع قرار مجلس الأمن فی المنطقة جو بایدن على غزة
إقرأ أيضاً:
فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
قبل قرن من الزمان، عندما كانت القوى الأوروبية الغربية تخطط لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حاولت الولايات المتحدة إقناع تلك القوى باتباع مسار مختلف. ودعماً للاعتقاد بأن الشعوب التي تحررت مؤخراً من الحكم الاستعماري ينبغي أن تتمتع بحق تقرير المصير، أرسلت الولايات المتحدة لجنة من الأميركيين البارزين لاستطلاع الرأي العام العربي لاكتشاف ما يريدونه وما لا يريدونه لمستقبلهم.
وخلصت اللجنة إلى أن الأغلبية الساحقة من العرب رفضت تقسيم أو تفكيك منطقتهم، أو الانتداب الأوروبي عليهم، أو إنشاء دولة صهيونية في فلسطين. وكان الكثيرون يأملون في قيام دولة عربية موحدة. كما حذر تقرير اللجنة من الصراع إذا ما تم المضي قدماً في التقسيم المخطط له.
وقد رفض البريطاني آرثر بلفور هذه النتائج، قائلاً إن مواقف السكان العرب الأصليين لا تعني الكثير بالنسبة له، خاصة عندما تقارن بأهمية الحركة الصهيونية.
وفي النهاية، نجح بلفور في تحقيق مراده، وتحققت نبوءة اللجنة الأميركية المروعة. فقد تم تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وتأسست ولاية في فلسطين، استخدمها البريطانيون لتشجيع الهجرة اليهودية، الأمر الذي أدى إلى إنشاء دولة إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، تعرض الفلسطينيون للتهجير والتشريد والعنف المتواصل. ولأنهم قاوموا، فقد تحول القرن الماضي إلى صراع مستمر بلغ ذروته بالإبادة الجماعية في غزة والقمع الساحق في الضفة الغربية.
إن المشكلة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في الوقت الحاضر هي أنه خلال العقود الثلاثة الماضية فقد المزيد من السيطرة على ظروف حياته. فمنذ توقيع اتفاقيات أوسلو، اتخذت إسرائيل خطوات لجعل إقامة دولة فلسطينية موحدة في الأراضي التي احتلتها في عام 1967 أمراً مستحيلاً.
لقد فصل الإسرائيليون ما يسمونه القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية، مما أدى إلى تشويه اقتصادها وإجبار سكانها على الاعتماد على إسرائيل في الحصول على فرص العمل والخدمات. وفي الضفة الغربية، اتبع الإسرائيليون خطة لتوسيع المستوطنات واستخدام الطرق والبنية الأساسية ونقاط التفتيش والمناطق الأمنية “الخاصة باليهود فقط” لتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى مناطق صغيرة خاضعة للسيطرة. وقد عانت غزة من تراجع التنمية وتعرضت للخنق الاقتصادي لعقود من الزمان. كما تم عزلها عن بقية فلسطين.
لقد تحطم الحلم الذي كنا نأمله بعد أوسلو.
ولكن العالم الغربي لا يولي اهتماماً كبيراً لاحتياجات وتطلعات الشعب الفلسطيني. وبدلاً من ذلك، وبقيادة الولايات المتحدة، يتم طرح خطط لحكم مستقبل الفلسطينيين من دون موافقة المحكومين. وما يتم اقتراحه هو غزة يحكمها سلطة فلسطينية “مُصلحة”، مع توفير الأمن من قبل قوة عربية إسلامية، ولا شيء أكثر من الالتزام بالتفاوض على حل الدولتين في المستقبل.
إن الاقتراح غير قابل للتنفيذ لسببين.
رغم أن هذا المفهوم مصمم لتلبية احتياجات إسرائيل، فإن شروطه قوبلت بالرفض من جانب الإسرائيليين. فهم يرفضون مغادرة غزة أو السماح للفلسطينيين بالعودة إلى المناطق التي تم “تطهيرهم” منها في غزة. كما يرفض الإسرائيليون دور القوى الخارجية في توفير الأمن.
علاوة على ذلك، فإنهم يرفضون مناقشة أي نقاش حول دولة فلسطينية تنطوي على ربط المناطق الفلسطينية المقسمة، وخاصة إذا كان ذلك يتضمن التنازل عن الأراضي، أو إزالة المستوطنين، أو التنازل عن السيطرة الأمنية، أو توسيع دور السلطة الفلسطينية.
والأمر الأكثر أهمية هو أن خطط “اليوم التالي” فشلت في أخذ وجهات النظر الفلسطينية في الاعتبار.
وبدلاً من إعطاء الأولوية لما تريده إسرائيل (أو الولايات المتحدة) أو تتطلبه وفرض الخطط على الفلسطينيين لتلبية احتياجات إسرائيل الأمنية، هناك حاجة إلى التحول إلى نهج يتحدى تلك السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى نزوح الفلسطينيين وغضبهم؛ وتشويه التنمية السياسية والاقتصادية الفلسطينية؛ وجعلت من المستحيل بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة على كسب الاحترام.
إن نقطة البداية هي المطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال المدمر. ولابد من الاستماع إلى وجهات نظر الفلسطينيين. ولابد من تحميل إسرائيل وسياساتها التي خلقت هذه الفوضى وليس الضحايا المسؤولية.
هناك بعض العلامات المشجعة التي تشير إلى أن الرأي العام في الولايات المتحدة تحول في السنوات الأخيرة نحو اتجاه أكثر تأييداً للفلسطينيين. فقد أصبح الأميركيون أكثر دعماً للفلسطينيين، وأكثر معارضة للسياسات الإسرائيلية التي تنتهك الحقوق الفلسطينية. وهم منفتحون على تغيير السياسات التي من شأنها أن تساعد الفلسطينيين.
ولكن هنا وصلت المحادثة إلى طريق مسدود، وذلك -على وجه التحديد- بسبب عدم وجود رؤية فلسطينية واضحة للمستقبل، ولا توجد قيادة قادرة على التعبير عنها.
وعلى هذا الأساس، قامت مجموعة من رواد الأعمال الفلسطينيين بتكليف مؤسسة زغبي للأبحاث بقياس تأثير السياسات الإسرائيلية في غزة، والتهديدات التي تواجه السكان في الضفة الغربية، وسؤال الفلسطينيين عن المسار الأفضل للمضي قدما لتحقيق حقوقهم والسلام.
إن ما يكشفه الاستطلاع الذي أجري في شهر سبتمبر/أيلول هو أنه على الرغم من الظروف المختلفة التي فرضها الإسرائيليون على الفلسطينيين في كل من المناطق الثلاث الخاضعة لسيطرتهم، فإن الخيوط المشتركة المتمثلة في الهوية والرغبة في الحرية والوحدة لا تزال تربطهم ببعضهم البعض. إن ما يريدونه هو أن تُرفع ركبة الاحتلال الإسرائيلي عن ظهورهم حتى يتمكنوا أخيراً من التمتع بالحرية والاستقلال في أرضهم.
وبما أنهم فقدوا الثقة، بدرجات متفاوتة، في أداء السلطة الفلسطينية وحماس، فإنهم يفضلون ما يلي: إجراء استفتاء شعبي لانتخاب جيل جديد من القيادة القادرة على طرح رؤية جديدة لفلسطين؛ وتوحيد الصفوف الفلسطينية لإنشاء حكومة فعّالة قادرة على كسب الاحترام والتقدير؛ ومواصلة محاسبة إسرائيل على جرائمها في الهيئات الدولية.
وبطبيعة الحال، فإن كل هذا يحتاج إلى مزيد من التطوير، ولكن هذا هو المسار الأفضل على وجه التحديد لأنه يعترف بأنه بدلاً من الاستمرار في فرض “الحلول” على الفلسطينيين، فإن المكان الذي يتعين علينا أن نبدأ منه هو أن نسألهم عما يريدون، ونستمع إلى ما يقولون، ثم نعمل على تحويل تطلعاتهم إلى حقيقة واقعة.
*نشر أولاً في صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الصادرة بالانجليزية
جيمس زغبي24 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات "جو-جو" لطائرات الحوثي المسيرة تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية مقالات ذات صلة تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة 24 نوفمبر، 2024 توتنهام ينهي سلسلة انتصارات سيتي الطويلة على ملعبه برباعية دون رد 24 نوفمبر، 2024 اختطاف حاخام إسرائيلي في الإمارات 24 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق بلغ السيل الزباء 22 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة 24 نوفمبر، 2024 توتنهام ينهي سلسلة انتصارات سيتي الطويلة على ملعبه برباعية دون رد 24 نوفمبر، 2024 اختطاف حاخام إسرائيلي في الإمارات 24 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 بلغ السيل الزباء 22 نوفمبر، 2024 رحلة علاج 21 نوفمبر، 2024 ما المأمول من التكتل الوطني؟ 10 نوفمبر، 2024 الحزبية ونهضة الأمة 7 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 13 ℃ 23º - 11º 61% 1.96 كيلومتر/ساعة 23℃ الأحد 23℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 24℃ الخميس تصفح إيضاً تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬515 غير مصنف 24٬194 الأخبار الرئيسية 15٬074 اخترنا لكم 7٬090 عربي ودولي 7٬057 غزة 6 رياضة 2٬373 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬269 كتابات خاصة 2٬094 منوعات 2٬020 مجتمع 1٬848 تراجم وتحليلات 1٬814 ترجمة خاصة 93 تحليل 14 تقارير 1٬620 آراء ومواقف 1٬555 صحافة 1٬485 ميديا 1٬430 حقوق وحريات 1٬333 فكر وثقافة 906 تفاعل 818 فنون 484 الأرصاد 335 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 9 نوفمبر، 2024 رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب أخر التعليقات نور سنقالإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
أحمد ياسين علي أحمدتقرير جامعة تعز...
Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...