"إسرائيل هي أفضل استثمار فعلته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بتكلفة 3 مليارات دولار.. لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على الولايات المتحدة أن تخلقها لحماية مصالحنا في المنطقة"، كانت هذه كلمات وثقها مقطع فيديو لتصريحات قالها الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، عندما كان عضوا في الحزب الديمقراطي عام 1986، تناولت دور إسرائيل في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

وتتبنى الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً واضحاً دعما لإسرائيل منذ اشتعال الصراع مع حركة حماس ، في 7 أكتوبر 2023، على خلفية عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس داخل دولة الاحتلال.

وشهد الدعم الأمريكي لإسرائيل أشكالا عدة ما بين عسكرية ودبلوماسية، بعيدا عن عشرات الخطابات والاتصالات الرسمية من قبل صناع القرار داخل الإدارة الأمريكية مع حكومة إسرائيل، والتي أكدت جميعها الدعم الأعمى لدولة الاحتلال على حساب العرب والفلسطينيين.

مشروع قرار أمريكي

وأكدت واشنطن مساندتها لتل أبيب وحقها في الدفاع عن نفسها، وقدمت لها دعما وتغطية لما ترتكبه من جرائم بحق سكان غزة من المدنيين منذ بدء الصراع بين المقاومة وقوات الاحتلال ، حتى أن بلينكن نفسه، أكد ذلك مرات عدة قبل وأثناء زيارته إلى إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، قائلا خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو : "تدعم الولايات المتحدة إسرائيل، وندعمها اليوم وغدا، وسندعمها كل يوم بعد ذلك".

كما وجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بسرعة إرسال إمدادات عاجلة من الأسلحة والذخائر لإسرائيل، كما طلب من الكونجرس إقرار مساعدات مالية لإسرائيل وأوكرانيا.

وأعلنت واشنطن أنها قررت نشر حاملتي طائرات في شرق المتوسط؛ لضمان أمن إسرائيل، لتحذير أي جهات خارجية من التدخل في حرب إسرائيل على غزة، والتأكد من عدم توسيع رقعة التصعيد، ويوجد على متن الحاملتين 10 آلاف بحار، إذ إن إحداهما الأكبر في العالم، والأحدث في الولايات المتحدة.

كما أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عند زيارته إلى إسرائيل، قال إنه لا مجال للحياد أو لأي أعذار حيال الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، و شدد أوستن على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها، من خلال تزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وقال :"هذا وقت الحسم لا الثأر".

واتهم أوستن، إيران بدعم المجموعات المسلحة في المنطقة، قائلا: "هي التي تعطي الدعم والأفكار للأعمال الإرهابية"، وأشار أوستن إلى أن "الهجوم على غزة سيكون طويلا وقويا وسيحدث تغييرا دائما". 

وفي إطار هذا الدعم اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية، مشروع قرار في مجلس الأمن، يتعلق بالحرب على غزة، تؤكد فيه حق دولة الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسها، ولا يدعو إلى أي وقف لإطلاق النار، ويحرص على عدم اتساع رقعة القتال في غزة لمناطق أخرى.

ووفقاً لرويترز : يطالب المقترح الامريكي إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة لمن وصفهم بـ"الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في أنحاء المنطقة"، ويدعو القرار الذي تهدف أمريكا إلى تمريره إلى حماية المدنيين، وتؤكد على ضرورة التزام الدول بالقانون الدولي، عند ردها على "الهجمات الإرهابية"، كما حث على ضرورة إدخال المساعدات لقطاع غزة بدون أي عوائق.

وأبرز ما يركز عليه مشروع القرار الأمريكي، هو دعوة جميع الدول للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع إلى خارج غزة، ومطالبة الجانب اللبناني، بالوقف الفوري لجميع الهجمات، لكنه لم يدع إسرائيل للتوقف عن هجماتها.

ولكن لم يتم الإعلان عن موعد طرح مشروع القرار للتصويت.

وتتطلب الموافقة على مشروع قرر لمجلس الأمن تأييد تسعة أصوات على الأقل، وعدم استخدام حق النقض "الفيتو"، من قبل "روسيا أو الصين أو فرنسا أو بريطانيا، أو أمريكا".

وكانت قد طالبت روسيا في وقت سابق مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تدين الوثيقة بشدة أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين، وكل الأعمال الإرهابية، ولكن قابله مجلس الأمن بالرفض.

وكانت قد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لرفض مشروع قرار برازيلي مقدم إلى مجلس الأمن يدعو إلى إلغاء الأمر الإسرائيلي بإجلاء سكان قطاع غزة.

 وصوّت 12 من أعضاء مجلس الأمن، بالموافقة على مشروع القرار البرازيلي، وصوتت الولايات المتحدة برفضه، وامتنعت روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت على القرار.

وقال دميتري بوليانسكي، نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة،  إن مشروع القرار البرازيلي في مجلس الأمن حول الوضع في إسرائيل وغزة ليس متوازنًا ولا يُرضي جميع أعضاء المجلس، مضيفًا أن روسيا اقترحت إضافة التنديد بالهجوم على مستشفى المعمداني إلى المسودة. ⁧

وقال بوليانسكي، عبر قناته على "تلغرام"، إن الرئاسة البرازيلية طلبت 24 ساعة لجعل المشروع مرضيًا لجميع أعضاء مجلس الأمن. من الواضح أن هذا لن يحدث".

يأتي الإعلان عن مشروع القرار في وقت أصدر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أوامر بنشر قوات إضافية بالاستعداد للانتشار في منطقة الشرق الأوسط، دون ذكر أرقام مُحددة، ردًا على الهجمات التي تعرضت لها القوات الأمريكية في المنطقة، حسبما أفادت "رويترز".

وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أنها تنشر بطارية صواريخ ثاد وصواريخ باتريوت إضافية في الشرق الأوسط؛ تحسبًا لأي تصعيد في المنطقة، وذلك بعدما أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن، سفنًا حربية للمنطقة على مدار الأيام الماضية، شملت حاملتي طائرات وسفنًا أخرى ونحو ألفين من مشاة البحرية الأمريكية.

مخاطرة للولايات المتحدة

كان قد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيطلب من الكونجرس  تمويلا عاجلا لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا الشريكتينا الأساسيتين، وقال بايدن في خطاب متلفز ألقاه من البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستعمل على التأكد من أن القبة الحديدية الإسرائيلية تواصل حراسة سماء إسرائيل.

وأضاف بايدن أن دعم تل أبيب وكييف "استثمار ذكي سيؤتي ثماره عبر تعزيز الأمن الأمريكي لأجيال مقبلة.. سيساعدنا في إبقاء القوات الأميركية بمنأى من الأذى.. سيساعدنا في بناء عالم أكثر أمانا وسلاما وازدهارا، لأطفالنا وأحفادنا".

ودعا الكونجرس إلى التعالي على الانقسامات الحزبية والوقوف صفا واحدا خلف خطته الرامية لتقديم مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل وأوكرانيا.

وتابع "لا يمكننا أن نسمح لسياسات حزبية غاضبة وتافهة بأن تقف في طريق مسؤوليتنا كأمة عظيمة. لا يمكننا أن نسمح، ولن نسمح، لإرهابيين مثل حماس ولطغاة مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بأن ينتصروا.. أنا أرفض السماح بحدوث ذلك".

وهاجم بايدن نظيره الروسي وحركة حماس، معتبرا أن "كليهما يسعى للقضاء على ديموقراطية مجاورة"، في إشارة إلى إسرائيل وأوكرانيا.

وقال إن "حماس وبوتين يمثلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان في هذا الأمر: كلاهما يريد القضاء بالكامل على ديموقراطية مجاورة"، مشددا على أنه لن يسمح "لإرهابيين مثل حماس وطغاة مثل بوتين أن ينتصروا".

وحذر بايدن من "أننا إذا ابتعدنا عن أوكرانيا، وإذا أدرنا ظهرنا لإسرائيل"، فإن هذا الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن التمويل الذي يطلبه بايدن سيبلغ إجمالا نحو 100 مليار دولار على مدى العام المقبل لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان وأمن الحدود الأمريكية مع المكسيك.

يشار إلى أنه كانت قد أقرت ايضاً أمريكا حزمة مساعدات لإسرائيل من 2019 إلى 2028 بقيمة ‏‏38 مليار دولار وتمثل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل 18% من الميزانية العسكرية للأخيرة وبموجبها تشترى أسلحة بقيمة 815 مليون دولار سنويًا

وتخصص 500 مليون دولار لتعزيز الدفاعات الصاروخية بما فيها منظومة القبة الحديدية‎ وبخلاف المساعدات دفعت أمريكا 5 مليارات من الدولارات لصالح ‏توطين المهاجرين فى إسرائيل

وتسببت المساعدات العسكرية الأمريكية في حيازة الجيش الإسرائيلى المعدات القتالية الأمريكية ‏أولاً بأول للمحافظة على التفوق النوعى والكمى لإسرائيل على دول المنطقة فى الجوانب ‏التسليحية والعسكرية‎.

غضب شعبي من بايدن

في حين أنه قد أبدى 52% من الأمريكيين معارضتهم إرسال حكومة بلادهم السلاح إلى إسرائيل، فى حربها ضد غزة، فيما طالب عشرات النجوم من هوليوود، الرئيس الأمريكى جو بايدن، بضرورة الضغط لوقف إطلاق النار على غزة، حيث كشفت نتائج استطلاع رأى فى الولايات المتحدة الأمريكية أن 52% من الأمريكيين يعارضون إرسال حكومة بلادهم السلاح إلى إسرائيل، ووفقًا للاستطلاع الذى أجرته شبكة " سى بى إس"، فإن 57% من المشاركين يدعمون إرسال مساعدات إلى غزة، فيما أعرب 56% من الأمريكيين عن عدم رضاهم إزاء سياسة الرئيس جو بايدن بشأن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.

كما أنه قكان قد استقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، قبل يومين ، كان يعمل في المكتب الذي يشرف على عمليات نقل الأسلحة، احتجاجا على قرار إدارة الرئيس، جو بايدن، بمواصلة إرسال الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل بينما تفرض حصارا على غزة في حربها مع حماس.

وفي خطاب استقالته، قال جوش بول، الذي كان مديرا للشؤون العامة والكونجرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية لأكثر من 11 عاما، إن "الدعم الأعمى لجانب واحد" من إدارة بايدن يؤدي إلى قرارات سياسية كانت "قصيرة النظر، ومدمرة، وغير عادلة، ومتناقضة مع قيمنا"، حسب تعبيره.

وأضاف معلقا على رد إسرائيل على حماس، ودعم واشنطن لها بالقول "أخشى أننا نكرر نفس الأخطاء التي ارتكبناها في العقود الماضية، وأرفض أن أكون جزءًا منها لفترة أطول".

وقال بول أيضا، إن قطع إسرائيل للمياه والغذاء والرعاية الطبية والكهرباء عن غزة، وهي منطقة يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، يجب أن يخضع للقوانين الفيدرالية القائمة والتي تهدف إلى إبقاء الأسلحة الأميركية بعيدة عن أيدي منتهكي حقوق الإنسان وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة بايدن حماس الكونجرس إسرائیل وأوکرانیا الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الشرق الأوسط مشروع القرار إلى إسرائیل مشروع قرار مجلس الأمن فی المنطقة جو بایدن على غزة

إقرأ أيضاً:

حلفاء واشنطن خائفون من خطوة روسية صينية تمس الولايات المتحدة

30 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: ذكرت شبكة سي إن إن، أن حلفاء الولايات المتحدة في الناتو وأوروبا يخشون من أن يتمكن خصوم واشنطن ولا سيما روسيا والصين من زرع الفتنة في أمريكا إذا انسحب جو بايدن من السباق الرئاسي.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن المخاوف بين حلفاء الولايات المتحدة بعد خطاب بايدن في المناظرة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا تتعلق بما إذا كان بايدن قادرا على اتخاذ القرارات – فهو محاط بأشخاص عقلاءـ وفي حالة إعادة انتخاب السياسي سوف تستمر في اتخاذ قرارات عقلانية.

وأضافت أن حلفاء الولايات المتحدة، على الرغم من قلقهم بشأن احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يعترفون بهذا الاحتمال، والقلق الرئيسي هنا هو أن الولايات المتحدة غير قادرة على توفير الاستقرار في أوقات عدم اليقين.

وبحسب سي إن إن، يخشى الدبلوماسيون من أن يؤدي استبعاد مرشح في وقت متأخر جدا من الدورة الانتخابية إلى تقويض العملية برمتها، وقد يسمح ذلك لخصوم مثل الصين وروسيا بانتقاد النظام الديمقراطي الأمريكي، مما يجعله يبدو ضعيفا مقارنة بالأنظمة الاستبدادية، حيث يتمتع الحكام المستبدون بقبضة قوية على السلطة.

وتتفق وسائل الإعلام الأمريكية على أن أداء بايدن كان ضعيفا في المناظرة الأولى مع سلفه دونالد ترامب، التي جرت مساء الجمعة في أتلانتا، حيث تلعثم الرئيس الأمريكي الحالي وتوقف بكثرة، ولم يكن دائما يصوغ أفكاره بوضوح، وفي نهاية الحدث التقطت كاميرا التلفزيون اللحظة التي ساعدته فيها زوجته جيل بايدن في نزول الدرج.

وبعد هذه المناظرة تعالت الأحاديث بين السياسيين والصحفيين عن احتمال أن يتخلى الديمقراطيون عن بايدن كمنافس على المنصب ويستبدلوه بمرشح آخر.

ومن الناحية النظرية، ستتاح للحزب مثل هذه الفرصة في مؤتمره المقبل في أغسطس، لكن عمليا سيكون من الصعب إخراج بايدن، الذي فاز في الانتخابات التمهيدية، من السباق الرئاسي ما لم يرفض هو نفسه المشاركة.

وفي الوقت نفسه تقول الحملة الرئاسية لجو بايدن إن الرئيس الحالي للبلاد لن يستسلم ولن يترك سباق الرئاسة.

ومن المقرر إجراء مناظرة ثانية بين بايدن وترامب في 10 سبتمبر المقبل، قبل أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المحددة في الخامس من نوفمبر 2024.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • بيان لـ12 مسؤولا أمريكيا استقالوا بسبب غزة: هناك تواطؤ بالقتل لا يمكن إنكاره
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • إعلام إسرائيلي: إدارة بايدن تؤخر طلب تل أبيب شراء مروحيات أباتشي
  • وسائل إعلام إسرائيلية: إدارة بايدن تؤخر طلب تل أبيب شراء مروحيات أباتشي
  • إيلون ماسك يعلق على مناظرة الانتخابات الأمريكية بين ترامب وبايدن
  • التهديد الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟
  • الحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تلتهم الشرق الأوسط
  • حلفاء واشنطن خائفون من خطوة روسية صينية تمس الولايات المتحدة
  • محمد الباز يكشف كيف أجهضت 30 يونيو مخطط الشرق الأوسط الجديد (فيديو)