النقض تؤيد إعدام متهمين بالشروع في قتل واغتصاب فتاة فرشوط
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أيدت محكمة النقض الإعدام شنقاً بحق متهمين أثنين وذلك بعد رفض الطعن المقدم منهما وقبول إقرار النيابة العامة في القضية المعروفة إعلاميا فتاة فرشوط ، بينما قبلت طعن المتهم الثالث وعدلت الحكم من الإعدام الي السجن المشدد لمدة 15 عام .
وكانت محكمة جنايات نجع حمادي عاقبت المتهمين بالاعدام شنقاً لادانتهم بخطف والشروع في قتل واغتصاب فتاة فرشوط .
تعود أحداث الواقعة إلى أكتوبر 2018 حينما استغل 3 ذئاب بشرية من مدينة فرشوط بمحافظة قنا تواجد الفتاة فى منطقة قريبة من الزراعات وقاموا باختطافها واغتصابها بعد استقلالهم توك توك ناحية مكان مهجور بالقرب من زراعات القصب وأقبلوا على فعل جريمتهم .
وكشفت التحريات أن "فرحة"، البالغة من العمر 17 عامًا، تم خطفها داخل "توك توك"، بعدما عرض عليها المتهمون المساعدة فى إيصالها إلى منزلها بفرشوط، فوافقت واستقلت معهم "توك توك"، ثم انحرف عن الطريق بمساعدة السائق إلى منطقة نائية بين الزراعات واغتصبا الفتاة التى فشلت فى مقاومتهما.
وأفادت التحقيقات بأن الفتاة ظلت تقاوم المغتصبين دون فائدة، وبعد واقعة اغتصابها حاول المتهمون خنقها للتخلص منها خشية افتضاح أمرهما، وجهزوا حفرة لدفنها، وبعدما أصاب الجمود جسدها ظن المغتصبون أنها ماتت وعند دفنها انتفض جسدها، فأدركوا أنها على قيد الحياة.
وقالت التحقيقات إن المتهمين قاموا بتجريد الفتاة من ملابسها واغتصباها مرة أخرى وتركاها عارية فى المنزل المهجور، وعندما استغاثت ونظرت من نافذة المنزل وجدت طفلة صغيرة نادت عليها واصطحبت الطفلة جدتها، لتتمكن من فتح المنزل وتستر "فرحة"، التى ذهبت بعدها مباشرة إلى قسم الشرطة، وتمكن رئيس المباحث من ضبط المتهمين بعد ساعات من تحرر الفتاة المحضر.
كان اللواء مجدى القاضى، مدير أمن قنا السابق، تلقى إخطارًا من مركز شرطة فرشوط، بأن أسرة فتاة تدعى فرحة تقدمت ببلاغ ضد 3 عاطلين اختطفوها، وأقدموا على اغتصابها وتحرر محضر بالواقعة.
وتشكلت بعدها قوة من مباحث مركز شرطة فرشوط، قبضت على "علي.ك.ا" 21 عامًا، وشقيقه "محمد" 19 عامًا، ومصطفى 22 عاما، لاتهامهم بخطف واغتصاب "فرحة.ع.ر".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محكمة النقض الإعدام شنقا متهمين أثنين والشروع في قتل
إقرأ أيضاً:
آ.. فرحة …آ فرحة!
الدكتور الخضر هارون
maqamaat@hotmail.com
فرحة كلمة حبيبة معروفة المعني تسعد ولا تحزن ، تسر ولا تسئ ،حري بها وهي مجرد لفظة أن تشد الانتباه وتوقظ الفضول لما سيضاف إليها لكنها حتي وهي حافة هكذا تثلج الصدر وتريح الأعصاب رغم أنها لا تطفئ ظماء الخيّر السوي الذي تبهجه الأخبار الحسنة إلا بمضاف إلبها : فرحة العيد وفرحة النجاح، فرحة الزواج ، وفرحة الانتصار علي البغاة والغاصبين .
ومعلوم أن في الناس غير الأسوياء الذين تسعدهم مناظر الأشلاء والخراب وأسراب الغربان والبوم والرخم تتعارك علي نهش الجثث وإلا لم لم تتوقف الحروب ولو لبرهة طوال التاريخ رغم أن البشرية تتأهب لغزو المريخ في السماء؟!
كنا صبية في المرحلة المتوسطة عندما اندلعت ثورة أكتوبر ١٩٦٤ ،لم نتعاطي السياسة بعد . خرجنا مع المتظاهرين ضد حكومة إبراهيم عبود فقط لسماعنا بإستشهاد طالب في جامعة الخرطوم برصاص الشرطة يدعي أحمد القرشي طه من قرية القراصة في النيل الأبيض ( وهو في الأصل من قرية الكرياب في مورة مركز مروي إن صحت الروايات!). كان ذلك كافيا في مجتمع عنيد معتز ومطبوع علي فضيلة المساواة بين الناس لم يذق بعد عسف بني جلدته من الحكام. وعندما ترجم محمد وردي فرح البلاد بالنصر ودماء الشهداء لم تجف بعد، فشنف الأسماع برائعة محمد مفتاح الفيتوري ،أصبح الصبح والقصيدة معدة أصلاً لإفريقيا حورها الوردي بذكاء لبعض افريقيا وهو السودان : أبداً ما هنت يا سوداننا يوما علينا !وتفنن بأن أفرد لختامها مساحة موسيقية منفردة : فرحة آآ..فرحةآ آ
لامست تلك الكلمة دواخلنا الغضة نشوة كتلك التي تذرف لها العين الدمع الهتون وكانت تلك الدواخل التي ما شابها التعصب ،تشرئب لتعانق عنان السماء والمضاف المضمر للفرحة هو انتصار الشعب في تلك اللحظات! وليس هذا مقام البحث في دوافع الثورة وما أعقبها من حادثات فالجنرال عبود لم يدبر انقلابا بل سلم له رئيس الوزراء المنتخب ( ورشة) تعاني كما قال، فاجتهد ورهطه من الجنرالات في إصلاحها فأصابوا كثيرا وأنجزوا وأساؤوا و أخطأوا رحمهم الله وذلك الشأن في الناس.
والفرح طاقة جبارة لا تقوي علي حملها الكلمات إلا بمدد من حواس أصيلة مغروسة في الوجدان تفيض للشعور بها الأعين فتذرف الدمع السخين في هدؤ وسكينة يزمزم من اندفاعها الوقار أو يعجز فيأتي الفرح في سورة من البكاء الحار وفي قلب البكاء تفتر الأفواه له بالتبسم الوضئ الجذاب.
• ومع ذلك تحاول الكلمات إلي أقصي مدي ممكن التعبير عن هذا الشعور الجميل نثرا وشعرا
• قالت فاطني بتدخير تستعطف ابناً لها يعمل في الجيش المصري:
• انت ماك عارف قليباً لي مجنين!
• (يا للحنين الجارف الحبيب!)
• وما بترسل لي جوابا فيو سطرين
• يجيني وأطولي شبرين!
• وانبسط لي بساطي زايدي علي القوانين!
• ذاك مربط الفرس ،انبساطة تعجز الشاعرة التعبير عنها بالمعتاد من القول وما يتكلم به الناس لأنها زائدة علي سوح القوانين أي لا تقوي علي حملها الكلمات!
• قال التجاني سعيد في رائعة وردي أرحل يعبر شبيه هذا الفرح :
• وزي فرح البعيد العاد!
• والناس تعرف فرح البعيد العاد بالتجربة بعد أن ذاق مرارة الغربة المختارة أو المكره عليها الإنسان حين يري الدور التي ألفها والأشجار التي كان يتسلق جذوعها في شيطنة الصبا لا ضجرا يحس ولا وني! تلكم الإلفة الحبيبة.
• ذلك مذاق فرح الملايين بإنتصار السودان وبالعودة إلي الديار وذات الساحات والدروب المخضرة والمتربة معا.
• جئت سبعينيات القرن الماضي من بلد تزينه شاهقات الأبنية والشوارع المخضرة المنسقة فشعرت بإلفة وبفيض من الفرح عجيب وسيارة الأجرة تدلف من المطار إلي شارع الصحافة ظلت فتتراءي لي بيوت الطين علي حافتي الشارع حيث لم تكن العمارات قد تسللت إلي ذلك الحي الشعبي كما هي الآن فدوره كانت علي الجملة من طين لازب مدرعا بالزبل الخالص فشهقت دواخلي بالفرح وأنا أغالب البكاء بانبساطة (زايدي علي القوانين)، يستعصي وصفها بالكلمات والعبارات كأنني علي تخوم غرف الجنان ! قلت ذلك معني الوطن ! وذكرت العصفوريين في شعب قاحل في الحجاز لقنتا ذلك الريح المتطفل في خيال أحمد شوقي يغريهما بالهجرة إلي حدائق في عدن كأنها بقية من ذي يزن
• الحب فيها سكر والماء شهد ولبن!
• قالت له احداهما والطير منهن الفطن:
• يا ريح انت ابن السبيل ما عرفت ما السكن
• هب جنة الخلد اليمن لا شئ يعدل الوطن!
• تكبر في عرب الجاهلية مشاعر الإنسانية وهم يمرون علي مضارب خيامهم القديمة في ترحالهم السرمدي في طلب العشب والماء فتثير الحنين بقايا الأثافي ( اللدايات ) أحجار توضع عليها في النار قدور الطعام، ومجاري للمياه التي تهطل من السماء علي الخيام. انصت لزهير:
•
• أَثَافِيَّ سُفْعًا في مُعَرَّسِ مِرْجَـــلٍ * ونُؤْيًا كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـــــمِ
• ويقول لبيد
• ومدافع الريان عري رسمها
• خلقا كما ضمن الوحي سلامها.
• أعراب وبدوان لم تذهب قسوة الصحراء بإنسانيّتهم ولم تطفئ جذوة الحنين في دواخلهم مناظر الجلاميد الصلدة والغرابين السود!
• تري هل بين هؤلاء السراق الذين جاءت بهم قوي البغي والعدوان من أطراف الصحراء ليقتلوا ويسرقوا ( يشففوا) ديارنا ويغتصبوا وبين أولئك الأشاوس بحق ، من سبب؟!
• قال ( أشاوس) قال! أعلي العزل والمستضعفين من النساء والشيوخ والولدان وأنت مدجج بالسلاح الفتاك؟! يا رحمة الله!
• خرج شعب الجزائر بعد الإستقلال يهدر في الشوارع كالسيول، يردد بعد اثنتين وثلاثين ومائة سنة من بطش الفرنجة الفرنسيين يردد:
• يا محمد مبروك عليك
• الجزائر عادت إليك!
• وعلي محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم.
• وأنتم أيها السمر الجعاد ويا من زينت أبشارهم أصباغ الأبنوس والطلح والهشاب، مبارك عودتكم للديار الحبيبة تعانقوا ، تصافحوا وتراحموا فأنتم ،إن كنتم لا تعلمون ،بقية من خير بدأ يتناقص كل يوم في هذه الفانية ، اعتمدوا علي الله وحده ثم علي أنفسكم واجعلوا هذا الوطن في حدقات عيونكم: صونوه..احموه.. فهو شاسع ممتد يسعكم جميعا بالمودة والحب والإخاء!
•