أداء الصلوات الخمسة، بما فيها صلاة الظهر، يعتبر سببًا لتكفير الذنوب. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلوات الخمس وصلاة الجمعة إلى الجمعة تكفير لما بينهن من الذنوب الصغيرة، ما لم تقترف الكبائر.

صلاة الظهر لها فوائد عديدة، فهي أول صلاة صلى بها النبي صلى الله عليه وسلم عقب عودته من رحلة الإسراء والمعراج، وفيها تم فرض الصلوات الخمس.

وتُعتبر صلاة الظهر الأولى بعد العودة من تلك الرحلة وتسمى الهجيرة.

فضل صلاة الظهر فى وقتها 

تأخير الصلاة إلى آخر وقتها هو أمر جائز ولكنه خلاف الأولى لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ, وَوَسَطُ الْوَقْتِ رَحْمَةُ اللَّهِ, وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ» (سنن الدارقطني: 985).

الأفضل أداء الصلاة في أول وقتها، ولكن يجوز تأخيرها إلى آخر وقتها خصوصًا عند الحاجة، أو لعذر كالمرضى الذين يصعب عليهم الوضوء لكل صلاة فيجوز لأحدهم تأخير الصلاة لآخر وقتها فيتوضأ ويصلي، ثم ينتظر الصلاة التالية وبعد الأذان يصلي الأخرى في أول وقتها بوضوء واحد، وهذا من باب التخفيف ورفع الحرج، لقوله تعالى: "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ" المائدة.

دعاء صلاة الظهر لجبر الخاطر 
“يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.

دعاء صلاة الظهر 

"اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

اقرا المزيد 

مصير الأطفال بعد موتهم.. على جبل في الجنة يكفله سيدنا إبراهيم ليوم القيامة هذا ما أعده الله للكاظمين الغيظ في الدنيا والآخرة.. فرصة عظيمة اغتنمها احذر من هذه اليمين بعد صلاة العصر ؟ صلاة تغفر الذنوب وتجلب الرزق ويقبلها الله من غير المسلم.. تعرف عليها فضل صلاة الظهر فى جماعة 

من يؤدي صلاة الظهر في جماعة يستجير من النار كل يوم بعد تسجيرها، وذلك وفقًا لحديث جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم. ويجب على المؤمن أن يسارع في أداء الصلاة في وقتها ليحصل على الأجر العظيم من الله.

فضل صلاة الظهر 

أداء صلاة الظهر في وقتها له فضل عظيم، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة على وقتها تعد أحد الأعمال المحببة إلى الله تعالى، إلى جانب بر الوالدين والجهاد في سبيل الله.

صلاة سنة الظهر لها فضل عظيم أيضًا، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها دائمًا ولا يتركها. وكان يصلي قبل الظهر أربع ركعات، وبعد الظهر ركعتين. وقد ذكر عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن صلاة الظهر لها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد له فيها عمل صالح.

لذا، ينصح بأداء صلاة الظهر في جماعة وفي وقتها، والحرص على أداء سننها القبلية والبعدية. فالصلاة في جماعة وفي وقتها تحمل الفضل والثواب العظيم من الله.

موعد صلاة الظهر يكون في وسط الأعمال، ويمنح المؤمن قسطًا من الراحة الجسدية والذهنية، حيث يبتعد عن التوتر ويتقرب إلى الله.

هناك أحاديث كثيرة تشير إلى أهمية السنن القبلية والبعدية في صلاة الظهر، وتُشعر المصلي بعظمة هذه الصلاة وفضلها. فالمحافظة على تلك السنن تعد من الأعمال التي يؤجر عليها المسلم.

فضل صلاة الزوال قبل الظهر 

رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدمن أربع ركعات عند زوال الشمس . فقلت : يا رسول الله إنك تدمن هذه الأربع ركعات عند زوال الشمس ؟ فقال :إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس فلا ترتج حتى يصلى الظهر ، فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خير . قلت : أفي كلهن قراءة ؟ قال : نعم . قلت : هل فيهن تسليم فاصل ؟ قال : لا
الراوي : أبو أيوب الأنصاري

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتقرب إلى الله بالطاعات، وأفضلها الصلاة، وقد كان يواظب على بعض النوافل من الصلاة، ونقل عنه الصحابة ذلك، كما يروي أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه في هذا الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدمن أربع ركعات عند زوال الشمس"، التعبير بالإدمان المراد به المواظبة على صلاة أربع ركعات عند زوال الشمس، وهو الوقت الذي تتحرك فيه الشمس عن وسط السماء إلى جهة المغرب، والمراد به بعد زوالها، وقيل: المقصود بهن سنة الظهر القبلية، أو تكون أربعا أخرى غيرها، وسماها البعض سنة الزوال، وقد وضحت رواية الطبراني أنها كانت قبل الظهر، وفيها: "لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رأيته يديم أربعا قبل الظهر"، "فقلت: يا رسول الله، إنك تدمن هذه الأربع ركعات عند زوال الشمس؟".

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس، فلا ترتج حتى يصلى الظهر"، وفي رواية الطبراني: "وقال: إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء"، بمعنى أنها تظل مفتوحة بعد وقت زوال الشمس، ولا تغلق حتى صلاة الظهر، وهذا أدعى لقبول الأعمال فيها، والمصلي يناجي ربه، فينبغي أن يتحرى بصلاته أوقات الرضا والرحمة "فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خير" من العمل الصالح والصلاة أفضل الأعمال "قلت: أفي كلهن قراءة؟" وهذا استيضاح واستفهام عن وجود قراءة الفاتحة وشيء من القرآن بعدها في كل ركعة "قال: نعم" كلها فيها قراءة "قلت: هل فيهن تسليم فاصل؟ قال: لا" والمعنى أن الأربع ركعات تصلى متواليات مع بعضهن دفعة واحدة دون التسليم بعد كل ركعتين.

وفي الحديث: تخير الأوقات الفاضلة لعمل الطاعات.
وفيه: حث على التزود بالطاعات إرضاء لله سبحانه وتقربا إليه

دعاء النبي لجبران الخاطر 
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك).

اقرا المزيد 

مستشار المفتي لـ "صدى البلد": إرسال الرئيس السيسي الإغاثات لأهل غزة موقف مشرف.. مصر بذلت الغالي لدعم القضية مفتي البوسنة والهرسك السابق لـ صدى البلد: ما فعله السيسي مع الفلسطيـ نيين سيسجل في التاريخ حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر

قالت دار الإفتاء المصرية، إن دخول وقت الصلاة شرط لأدائها، فإن أدَّاها المسلم في وقتها المحدد فقد برئت ذمته، وهذا من المقرر شرعًا.

وأضافت «الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: «ما حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر؟» أنه إذا أدى المسلم صلاته بعد خروج الوقت من غير عذر مشروع كان آثمًا للتأخير وصلاته صحيحة.

وأشارت إلى أنه يندب عند فقهاء المالكية أداء جميع الصلوات في أول وقتها؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا»، أخرجه الترمذي والطبراني.

دعاء صلاة الظهر يجبر خاطرك ويشرح صدرك 
اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم فى أمر جديد أخرجني من حلق الضيق الى أوسع الطريق بك أدفع ما لا أطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم رب لا تحجب دعوتي ولا ترد مسألتي ولا تدعني بحسرتي ولا تكلني الى حولي وقتي وارحم عجزي فقد ضاق صدري وتاه فكري وتحيرت فى أمري وأنت العالم سبحانك بسري وجهري المالك لنفعي وضري القادر على تفريج كربي وتيسير عسري .

يا رب يا فارج الغم والهم اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، يا الله يا سامع كل شكوى وكاشف كل هم وكل كرب أدعوك يا ربي دعاء من اشتدت به الفاقة، وضعفت قوته، وقلت قوته وحيلته، أدعوك دعاء الملهوف المكروب الذي لا يجد كشف ما نزل به إلا منك.

رب امنحني من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس، ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني. اللّهم إنّي أسألك في صلاتي ودعائي بركةً تطهّر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي، يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين.

دعاء صلاة الظهر قصير 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ . 
الحمدلله على ضر مسَّ قلبي وضيقًا أثقل صدري ووجعًا ازداد به أجـري، الحمدلله فوق كل شعور

اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار

اللهم لا تستدرجنا بالنعم ولا تفاجئنا بالنقم ولا تجعلنا عبرة للأمم وارفع الألم والسقم وجُد علينا بفضلك فأنت أهل الجود والكرم

يا خالق السعادة أسعد قلوبنا ونوّر دروبنا واغفـر ذنوبنا أعوذ بك من شرِّ نفسي ، و من شرِّ الشيطانِ وشَركِه ، وأن أقترفَ على نفسي سوءً ، أو أجُـرَهُ إلى مسلم .

اللهم حرم ع قلوبنا حُزن ألدنيا وع أجسادنا نار ألأخرة الحمدلله الذي ارضاني بنفسي وبهمي وبكل أمرٍ مقدر لي، الحمدلله حين أحزن وحين ابكي والحمدلله في كل حين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فضل صلاة الظهر دعاء صلاة الظهر النبی صلى الله علیه وسلم صلاة الظهر فی أبواب السماء تأخیر الصلاة قبل الظهر رسول الله فی وقتها فضل صلاة

إقرأ أيضاً:

ذكرى الهجرة.. مولد دولة وبناء أمة.. مركز عمليات تحت قيادة النبي.. المعجزات الربانية تحيط الرسول من مكة إلى المدينة.. و4 أفلام سينمائية تناولت الرحلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحتفل جميع المسلمين في بقاع الأرض، غدًا الأحد، بحدث غيّر مسار الدعوة الإسلامية، وهو هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، من البلد الأحب إلى قلبه "مكة المكرمة"، متجهًا إلى المدينة المنورة، بعدما اشتد عليه إيذاء الكفار، وقال عليه السلام جملته الشهيرة: "والله إنكِ لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منكِ ما خرجت".

كما سبق بعثة الرسول الكريم، ودعوة قومه إلى الإسلام، ما يمكن أن نطلق عليه هجرة مؤقتة، كانت تستمر لأيام معدودة، وهي ذهابه إلى غار حراء للتعبد، ومن أجل ترك الناس والعيش وحيدًا بمفرده، حيث كان يتأمل عليه السلام منذ صغره ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة والأوهام الزائفة، التي لم تجد سبيلا إلى قلبه، ولم تلق قبولًا في عقله، بسبب ما أحاطه الله به من رعاية وعناية لم تكن لغيره من البشر، فبقيت فطرته على صفائها، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه.

تلك الحال التي كان عليها صلى الله عليه وسلم دفعت به إلى اعتزال قومه وما يعبدون من دون الله، إلا في حق كمساعدة الضعيف، ونُصْرة المظلوم، وإكرام الضيف، وصلة الرحم، فكان يأخذ طعامه وشرابه ويذهب إلى غار حراء، كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (جاورت بحراء شهرا)، وحراء غار صغير في جبل النور على بعد ميلين من مكة، ولا ترى حول هذا الغار إلا جبالًا شامخة وسماءً صافية، تبعث على التأمل والتفكر.

وكان صلى الله عليه وسلم يقيم في غار حراء الأيام والليالي ذوات العدد، يقضي وقته في عبادة ربه والتفكُّر فيما حوله من مشاهد الكون، وهو غير مطمئن لما عليه قومه، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولا منهج محدد يطمئن إليه ويرضاه.

وكان أكثر ما يقيم فيه خلال شهر رمضان المبارك، فيترك أم المؤمنين خديجة، وينصرف عنها وينقطع بنفسه في هذا الغار للتفكر والالتجاء إلى الله جل وعلا.

ولم تأت الروايات بذكر صفات أو هيئات كان يتخذها النبي صلى الله عليه وسلم في تعبده في هذا الغار، بل كانت الغاية هي الابتعاد عما كان عليه قومه من الشرك، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض.

وكان اختياره لهذه العزلة من الأسباب التي هيأها الله تعالى له ليعدّه لما ينتظره من الأمر العظيم، والمهمة الكبيرة التي سيقوم بها، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين، ومن هنا اقتضت حكمة الله أن يكون أول ما نزل عليه من الوحي في هذا الغار.

وحظي ذلك الغار بذكرى مرحلة من مراحل هذه الأمة، قبل وعند البعثة النبوية، ومع ذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يزور الغار أو يعود إليه بعد ما تركه وبدأ دعوته إلى ربه، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يزورنه أيضًا أو يصعدون إليه.

الهجرة إلى الحبشة  

كما سبق الهجرة إلى يثرب، هجرة المسلمين إلى الحبشة، والتي هاجروا إليها مرتين، فكانت الهجرة الأولى في شهر رجب سنة خمس من البعثة، وكانت الهجرة الثانية في العام السابع من البعثة، حيث طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض المسلمين أن يهاجروا بعد أنْ اشتدّ أذى مشركي قريش على المسلمين في مكة طلب النبي منهم الهجرة من مكة فرارًا بدينهم؛ لتكون فترة يستريح بها الصحابة ممّا هم فيه، ويكملوا مسيرتهم في نَشر الإسلام، وذلك تنفيذا لأمر الله عز وجل (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ).

وتعددت أسباب الهجرة إلى الحبشة ومنها: الابتعاد عن الظلم الذي كانوا يعانون منه، وتجنُّب الوقوع في الردّة، وتنشيط الحركة التجارية، والعمل بالتجارة، وتأمين المساعدة في المجال العسكريّ من قِبل الأحباش.

ومن أسباب اختيار النبي صلى الله عليه وسلم أرض الحبشة لتكون الوجهة الأولى لهجرة المسلمين، عدم وجود أي قبائل عربية على أرض الحبشة، والنجاشي ملك الحبشة كان معروفًا بعَدله، والحبشة كانوا نصارى من أهل الكتاب وهم أقرب مودّة للذين آمنوا، والحبشة اشتهر عنها أنها أرض الأمان، والراحة، والطمأنينة.

وكان عدد من شاركوا في الهجرة الأولى إلى الحبشة 15 مسلما ينقسمون إلى أحد عشر رجلًا، وأربع نسوة منهم: عثمان بن عفان ومعه زوجته رقيّة بنت رسول الله عليه السلام، وأبو سلمة وزوجه أم سلمة، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم وغيرهم.

وخرج المهاجرون من مكة إلى الحبشة مُشاةً على أقدامهم حتى وصلوا إلى البحر، وهناك استأجروا سفينة بنصف دينار نقلتهم إلى الحبشة لينقذهم الله من بطش قريش، وعندما وصلت أخبار إلى المسلمين وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجع ناس، فلم يجدوا ما أُخبروا به صحيحًا، فرجعوا إلى الحبشة لكن بعد انضمام عدد أكبر من المسلمين لتبدأ الهجرة الثانية إلى الحبشة، وكان عدد المشاركين في الهجرة الثانية اثنين وثمانين رجلًا، ومعهم ثمان عشرة امرأةً.

ولمّا أحسّت قريش أنّ وضع المسلمين يصير إلى الطمأنينة والاستقرار في الحبشة، واتّفقوا على جمع الكثير من الهدايا، وأرسلوها للنجاشي مع عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، ولم تقتصر الهدايا عليه فقط، بل شَمِلت حاشيته أيضًا، فلم يبقَ أحد إلّا وأهدوه هدية، وحرّضوهم ضدّ المسلمين الذين انتدبوا واحدا منهم للحديث مع النجاشي الذي رفض إعادة المسلمين إلى مكة.

وتحدث نيابة عن المسلمين أمام النجاشي جعفر بن أبي طالب، وأخبره بما كانوا عليه في الجاهلية من الفسوق، والعصيان، وما هم عليه الآن من توحيد الله، والصدق، والأمانة، وحُسن الجوار، وما تعرّضوا له من تعذيب قريش؛ كي يرتدّوا إلى عبادة الأصنام، وقال له إنّهم اختاروه على من سواه؛ طمعًا فيما عنده من العدل، وحُسن الجوار، فطلب منه النجاشيّ أن يقرأ عليه بعضًا ممّا أُنزِل على نبيّه، فقرأ عليه بعضًا من فواتح سورة مريم، فبكى حتى ابتلّت لحيته، وبكى معه قومه، وأخبر القرشيَّين أنّه لن يُسلّمهم إليهما أبدًا. وظل المسلمون في الحبشة إلى ما بعد غزوة خيبر، ولم تكن إقامتهم برغبة منهم، وإنّما بأمر من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.


يوم الهجرة إلى المدينة 
أما الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فتعتبر بوابة الدخول إلى مرحلة نشر الدعوة وقوة الإسلام، وهذا الحدث، ليس كما يتصوره بعض الناس أنه مجرد رحلة سفر من مكان إلى آخر فالحدث كان حدثا جللا تجسدت حوله الكثير من المعجزات الربانية التي أوجدها عز وجل لحماية نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وليس من السهل أن نحصر أسباب هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في سبب واحد، إذ أن الهجرة لها أوجه مختلفة، فهي لها أسباب تتعلق بالاضطهاد الذي تعرض له المسلمون في مكة، وأسباب أخرى لها علاقة بنشر الدعوة خارج مكة ذاتها.

ومع ذلك يمكن أن نوجز أهم الأسباب التي دعت إلى هجرة الرسول والمسلمين من مكة إلى المدينة المنورة في اضطهاد قريش للمسلمين في مكة، فبعدما بدأ عدد المسلمين في مكة وما حولها في الازدياد بدأت قريش تشعر بأن الميزان سوف يميل لصالح الإسلام، وذلك بالطبع ضد العديد من مصالحها الدينية والاقتصادية والاجتماعية، لأن الإسلام جاء ليهدم أسس النظام الاجتماعي القائم على العداوة والبغضاء والظلم، ويساوي بين السادة والعبيد في الحقوق والواجبات، وما كان ذلك ليرضي سادة قريش، لذا كلما كان يزداد عدد الأفراد الذين يدخلون يوميًا في الإسلام كلما اشتد إيذاء الكفار لهم، وقد وصل الإيذاء لدرجة الاعتداء على رسول الله وصحابته حتى يردوه ويردوهم عن الدعوة والإيمان بالله وحده لا شريك له، وليس أشد مما حدث في يوم الطائف عندما ذهب الرسول ليدعو أهلها إلى الإسلام فرفضوا ورأى منهم أشد أنواع الرفض والاعتداء.

وكذلك نشر الدعوة الإسلامية خارج مكة، فالإسلام لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي ينذر أمة واحدة، لكنه أنزل عليه ليكون رسالة لكل الأمم ولكل البلدان ألا تعبد إلا الله وحده ولا تشرك به شيئًا، لذا كان لابد للإسلام أن يبني لنفسه جسورا ينطلق من خلالها إلى العالم كله، لذا كانت المدينة من أهم المراكز التي من الممكن أن تكون هي المركز الأساسي لنشر الدعوة، وقد بايع الأنصار في المدينة رسول الله قبل دخوله، وفيها وجد منهم الطاعة وحب الإسلام، فكانت الهجرة إلى المدينة أمرا ضروريا حتى يجمع المسلمون قوتهم ويبدأوا في نشرها إلى العالم كله.

ولم يكن قرار الهجرة النبوية مجرد قرار انفرادي حماسي غير مدروس، ولم يكن قرارا يقع تحت طائلة غضب من فئة ما، أو رغبة في تغيير وضع ما، كما لم يكن يتحكم في قرار الهجرة عنصرا واحدا، وإنما ساهمت العديد من العناصر في صناعة قرار الهجرة الذي شكل نوعا من القرار الاستراتيجي في عصرنا الحالي، فلم تكن الهجرة نفسها هي المغزى والهدف، وإنما تبين أن عدة ظروف وملابسات وأهداف هي التي تحكمت في الإعداد لهذا القرار المهم في تاريخ الإسلام، ومن ثم التخطيط لاتخاذه في الزمان والمكان المناسبين. ولأن محور اتخاذ قرار الهجرة لم يكن شخصا عاديا، بل كان خير البشر أجمعين نبي الله ورسوله إلى العالمين، صادق أمين وقائد عظيم ومعلم وقدوة وصاحب معجزات وإلهامات، لأن المسئول الأول عن صناعة القرار واتخاذه هو هذا الرجل.

وكانت العملية أشبه ما تكون بمركز عمليات حربية تحت القيادة العامة لنبيّ الرسالة البشرية المتكاملة دينيا وحياتيا، الذي رسم الخطط وحدد الخرائط ووضع المسارات وأعد العدة التي شكلت الخطوات الرئيسية لعملية الهجرة: أولا السرية، فقرار الهجرة كان قرارا سريا إلى أقصى حد، ودقيقا إلى أبعد مدى اختيار الوقت المناسب للهجرة بعد تحليل البيئة الداخلية، والمشاركة والتشاور في وضع الخطة، فلم ينفرد الرسول صلى الله عليه وسلم باتخاذ قرار الهجرة بل أشرك الجميع في صناعة القرار واتخاذه، وتجهيز المكان المُراد الهجرة إليه (المدينة المنورة) من خلال تحليل البيئة الخارجية من كل الجوانب دينيا وأمنيا  واقتصاديا.

وتم إعداد وسائل ومتطلبات الهجرة من موارد بشرية ومادية ومعنوية تحديد آليات الهجرة في الخروج من مكة إلى المدينة، وما أحاطها من ظروف المغامرة في سبيل الحق والعقيدة والإيمان. تحديد الهدف الأسمى للهجرة، إذ لم يُقرر الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة بين ليلة وضحاها، وإنما كانت هناك محاولات للإصلاح والتكيف مع الوضع في مكة، ورسم خارطة طريق الهجرة من خلال دراسة مسبقة شملت كل النواحي لعملية انتقال سلس دون مخاطر أو مضاعفات، وتوزيع الأدوار على الصحابة والتابعين وفق قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب (مثل: عبد الله بن أبي بكر في الاستطلاع وتقصي الأخبار، عامر بن فهيرة للتمويه ومحو الآثار، أسماء بنت أبي بكر للمؤونة والإطعام، عبد الله بن أريقط الليثي وهو غير مسلم كدليل طريق)، وفي مسار عملية الهجرة كما في ما قبلها وما بعدها، اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الشفافية والواقعية والمرونة والوضوح، الأمر الذي سهل إلى حد كبير من مهمته وساهم في نجاحها.

وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في اليوم السابع والعشرين من صفر من السنة الثالثة عشر للبعثة، والذي يوافق اليوم الثالث عشر من الشهر التاسع من عام ستمئة واثنين وعشرين من السنة الميلادية، في ليلة الجمعة، ولبث في غار ثور ليالي الجمعة والسبت والأحد، ومن ثمَّ انطلق ليلة الإثنين في الأول من الشهر الثالث من السَّنة الرَّابعة عشر من البعثة، الموافق لليوم السادس عشر من الشهر التاسع لعام ستمئةٍ واثنين وعشرين ميلادية إلى المدينة المنوَّرة، ووصل إلى قباء في يوم الإثنين، الثامن من الشهر الثالث للعام الرابع عشر من البعثة، الموافق الثالث والعشرين من الشهر التاسع لعام ستمئةٍ واثنين وعشرين ميلادية، كما وصل المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأوَّل.

 

مسار الهجرة النبوية

ويعتبر مسار الهجرة النبوية هو المسار الذي سلكه النبي محمد وصحبه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة تجنبا لأذى زعماء قريش وكيدهم، بدءًا من دار السيدة خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وفترة الاختباء في غار ثور ثلاثة أيام حتى منطقة قباء بالمدينة المنورة آخر محطات الركب النبوي، وانتهى بالمبيت في منزل أبي أيوب الأنصاري بالمدينة المنورة، وبعد اجتياز جبل حمراء الأسد، ثم طريق الظبي الموصل إلى حي العصبة ثم ديار بني أنيف ثم إلى قباء وهي المحطة النهائية في مسار الهجرة النبوية. 
ويقدّر طريق الهجرة النبوية بـ 380 كيلومترا قطعها الركب النبوي في ثمانية أيام. وذكرت الروايات التي وصفت المعالم المكانية لطريق الهجرة النبوية 29 معلما متفق عليها وتختلف في تعدادها من راوٍ إلى آخر، ووردت في كتب ابن اسحاق وابن سعد وابن خرداذبة والطبري وابن حبان والأزهري والإدريسي والحاكم وابن حزم وابن عبد البر والبكري وابن الأثير، والحموي وابن منظور والنويري وابن كثير والذهبي والعصامي والأنصاري والبلادي.

 

الهجرة في السينما المصرية والعربية 
4 أفلام تناولت الرحلة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة

رصدت السينما المصرية والعربية، الهجرة، من خلال 5 أفلام تناولت رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وهي أفلام: "هجرة الرسول، والرسالة، وخالد بن الوليد، والشيماء، وبيت الله الحرام".

 

هجرة الرسول.. أحداث ما قبل بدء الدعوة

أنتج عام 1964 من بطولة ماجدة وإيهاب نافع وهدى عيسى ومحمد أباظة، إخراج إبراهيم عمارة، وهو تاريخي عن حياة العرب في مكة في العصر الجاهلي وظهور الدعوة الإسلامية.

تدور الأحداث في فترة ما قبل دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حول الراقصة (سارة) والتي تكسب من أموال الحجاج الوثنيين، والعبد (فارس) والعبدة (حبيبة) واللذان يتعرضان لمعاملة قاسية من أسيادهما، قبل أن تبدأ الدعوة للإسلام ويقرر فارس وحبيبة الدفاع عن النبي ودعوته، وتتوالى الأحداث.

 

الرسالة.. قصة البعث

تدور أحداثه في القرن السادس الميلادي في مكة، حيث يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم رسولً،ا وبعد ثلاث سنوات من البعثة، يتلو ما يوحى إليه فيقرر أبو سفيان وزوجته هند الوقوف ضد سيدنا مُحمد، لكن الرسول لا يكف عن دعوته، يتم تعذيب المسلمين مثل سيدنا بلال وعمار ابن ياسر، كما يقف سيدنا حمزة بن عبد المطلب إلى جوار عمه ويُعلن إسلامه.

فيلم الرسالة عرض عام 1976، بطولة عبد الله غيث، ومنى واصف، وأحمد مرعي، ومحمد العربي، وعلي أحمد سالم، ومحمود سعيد، وإخراج مصطفى العقاد.

 

خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول

أنتج عام 1958 بطولة حسين صدقي، ومديحة يسري، ومريم فخر الدين، وزكي طليمات، وعباس فارس، وعمر الحريري.

رصد الفيلم في قالب تاريخي قصة حياة الصحابي خالد بن الوليد، والذي لقب بعد دخول اﻹسلام بسيف الله المسلول منذ أن كان مشركًا في مكة ومحاربته للدعوة الإسلامية، وإسلامه بعد عمرة القضاء، ثم الانتقال لقتال المرتدين الذين كان آخرهم مسيلمة الكذاب، كما يتطرق لمرحلة قتاله للفرس ثم للروم وهزيمتهم في اليرموك ودمشق وحمص.

 

الشيماء.. شقيقة أشرف الخلق

أنتج عام 1972، والشيماء هي شقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، وآمنت مع أسرتها بدعوة محمد، إلا "بجاد" زوج الشيماء العنيد الذي يكن للرسول محمد صلى الله عليه وسلم كرهًا وحقدًا دفينًا، تنتشر أخبار الدعوة الإسلامية، ويتحالف بجاد مع أعداء النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل القضاء على دعوته سواء في مكة أو في المدينة.

العمل بطولة سميرة أحمد، أحمد مظهر، وتوفيق الدقن، وعبد الله غيث، وأمينة رزق، وغسان مطر.

مقالات مشابهة

  • أوقاف الشرقية تحتفل بحلول العام الهجري الجديد 1446
  • ذكرى الهجرة.. مولد دولة وبناء أمة.. مركز عمليات تحت قيادة النبي.. المعجزات الربانية تحيط الرسول من مكة إلى المدينة.. و4 أفلام سينمائية تناولت الرحلة
  • 6 أعمال احرص على فعلها قبل صلاة الفجر.. تغفر ذنوبك وتوسع رزقك
  • «الإفتاء» حكم الذكر جماعة وجهرا عقب صلاة العصر يوم الجمعة
  • سر كلمات أوصى بها النبي.. «حياتك هتتغير لو حرصت عليها»
  • دعاء دخول المسجد كما ورد عن النبي.. «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»
  • سنن الجمعة المهجورة.. أعمال مستحبة لها فضل عظيم
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة
  • رأس السنة الهجرية ١٤٤٦.. قصة الهجرة النبوية للأطفال