فريق سوري يحجز لنفسه مقعداً في مؤتمر (جمعية المريخ) العلمي في جامعة أريزونا الأمريكية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
اللاذقية-سانا
في إنجاز جديد تمكّن فريق “مدرسة سرايا الافتراضية” لعلوم الفضاء وفيزياء الفلك من حجز مقعد لسورية على منصة التكريم في مؤتمر “جمعية المريخ” العلمي السنوي الذي عُقد مؤخراً في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية أمام أهم علماء علوم الفضاء، مع اختيار الورقة البحثية للفريق وتحمل عنوان “بناء مستوطنة على المريخ وإدارة المهمة الفضائية لمدة 18 شهراً” ضمن أفضل خمسة ملفات بحثية تم تقديمها في “مسابقة مهمة المريخ الدولية 2023”.
وشارك 55 متنافساً من الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند ورومانيا وبولندا وسورية ودولة الإمارات العربية المتحدة وباكستان ومصر في المسابقة التي أطلقتها الجمعية قبل نحو ثلاثة أشهر لوضع تصور هندسي لمهمة آلية وبشرية إلى كوكب المريخ، على أن تتناول التصاميم جوانب الاستشكاف وإقامة وجود بشري أولي على سطح المريخ بما في ذلك الأهداف العلمية والمركبات الفضائية ومواقع الهبوط والأنظمة السطحية والماء والأوكسجين وخطط العمليات وغيرها.
وتهدف المسابقة إلى إلهام أجيال جديدة من المهندسين والعلماء والمبتكرين للمساعدة في جعل المهمات البشرية إلى المريخ حقيقة واقعة في العقود القادمة، من خلال تصاميم ومحاكاة للمهمات الواقعية القابلة للتحقيق.
وقال المشرف العلمي للفريق باسل سلطان في تصريح لنشرة سانا الشبابية: “إن الاستثمار في العقول وطاقات الشباب بدأ يؤتي ثماره إذ أننا اليوم نرفع العلم السوري في واحدة من أشهر الجامعات عالمياً وهو ما ينطوي على رسالة مفادها بأن سورية التي لطالما كانت لها مكانتها العلمية في المحافل الدولية لا تزال حاضرة رغم الحرب والحصار بفضل جهود وهمة أبنائها”.
وبين سلطان أن الفريق المشارك يضم ستة طلاب من المرحلة الثانوية، وهم لبابة قبلان وعبد الله درويش وفارس صباغ وأحمد صادق البساتنة وأنس شاهين ومحمد المحيميد ممن تم اختيارهم لتمثيل سورية وفق معايير محددة، وبعد اجتياز مجموعة اختبارات تجريبية مع مراعاة عوامل أهمها إتقان اللغة الإنكليزية وطريقة كتابة البحث العلمي والكفاءة في استخلاص المعلومة.
وتحدّثت سناء شرف المشرف الإداري للفريق عن رحلة التدريب التي استمرت عدة أشهر بإشراف خيرة الباحثين والمختصين المحليين وعلماء ومحاضرين من عدة جامعات ومنظمات علمية وأمريكية، وركزت الجلسات على مواضيع متنوعة منها بيئة سطح المريخ والعمليات ودخول المريخ والهبوط والحركة والإقامة على سطح المريخ ومهمة العودة بعيّنات منه وإستراتيجيات تأسيس وجود بشري عليه وغيرها من المحاور ذات الصلة، لافتةً إلى أن المراحل اللاحقة تضمنت إعداد الملف على شكل بحث علمي وتسليمه مرفقاً بمقطع فيديو باللغة الإنكليزية لشرح مضمونه تلاها مناظرات بين الفرق المتنافسة للدفاع عن ملفاتهم انتهت بتقييم الملفات من قبل لجنة علماء مختصة.
فارس صباغ 18 عاماً دفعه حبه للفيزياء للانتساب إلى الفريق، مبيناً أن مسابقة مهمة المريخ شكلت تحدياً جديداً عالي المستوى، إلا أن التدريب والتنظيم وتوزيع المهام والعمل كفريق واحد بمساعدة الكادر التدريسي المشرف ودعم فريق المؤازرة كان كفيلاً بتحقيق هذه النتيجة.
لبابة قبلان 16 عاماً وجدت في الانضمام للفريق ما يلبي شغفها واهتمامها بالفضاء منذ الصغر، معربة عن سعادتها بهذه التجربة المميزة والفرصة التي أتاحتها لناحية اكتساب مهارات جديدة من بينها كيفية إعداد بحث علمي والعمل تحت ضغط الوقت وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي وروح العمل الجماعي وحفز التفكير الإبداعي.
وحضر حفل التكريم المقام على مدرج جامعة أريزونا الأمريكية رئيس مجلس إدارة مدرسة سرايا الذكية الافتراضية الأستاذ حسام سرايا ممثلاً للمدرسة وبالنيابة عن أعضاء الفريق، حيث قدم عرضاً للورقة البحثية السورية أمام العلماء.
وشمل الملف العلمي السوري الذي تم تقديمه على هيئة ورقة بحثية تصميم مستوطنة محمية على سطح المريخ تحوي أربعة رواد فضاء ومزودة بأنظمة إعاشية وصرف صحي تشبه تلك المعتمدة في محطة الفضاء الدولية، ولكن مع اقتراحات لتطويرها ومساحة لإجراء التجارب وأخرى للزراعة، كما شملت المهمة وجود عربة مريخية صممت للتنقل والاستكشاف، إضافة لطائرة درون لتعزيز دور العربة واحتوت المهمة أيضاً عربة حفر واستشعار للتنقيب عن المياه المتجمدة المتوقع وجودها تحت سطح المريخ في مناطق تم تحديدها مسبقاً لتحليل وجود مؤشرات الحياة في المياه “بكتريا أو فيروسات”، وتم استخدام نظام خاص لتنقية المياه المستخرجة لاستخدامها في أغراض الشرب والنظافة واستخلاص الأوكسجين، كما تم الاعتماد على نظام هجين يجمع بين الطاقة النووية والطاقة الشمسية لتزويد المستعمرة بالطاقة.
واعتمد الفريق في إعداد البحث على البيانات والمعلومات المتاحة من عدة وكالات فضاء عالمية هي الأوروبية والكندية واليابانية والهندية.
رشا رسلان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: سطح المریخ
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: خبايا الحملة التي يشنها ترامب ضد الجامعات الأميركية
كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير موسّع عن حملة منظمة وشاملة تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للضغط على كبرى الجامعات الأميركية، بهدف ما وصفه التقرير بـ"إعادة التوازن الأيديولوجي" داخل مؤسسات التعليم العالي، التي يرى ترامب ومساعدوه أنها أصبحت معاقل لليبرالية ومعاداة السامية.
ووفق التقرير، يشرف على هذه الحملة، التي برزت بعد اندلاع احتجاجات طلابية مؤيدة لفلسطين في جامعات البلاد المرموقة، ستيفن ميلر مستشار الأمن القومي، والذي يُعتبر المهندس الفكري للعديد من سياسات الإدارة المثيرة للجدل.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتبة أميركية: اعتقال خليل أكبر تهديد لحرية التعبير منذ "الرعب الأحمر"list 2 of 4واشنطن بوست: حرب ترامب على الجامعات تضع الولايات المتحدة في خانة الاستبدادlist 3 of 4جامعة كولومبيا تطرد طلابا مؤيدين لفلسطين وتعلق دراستهمlist 4 of 4رئيس جامعة أميركية يبدي رأيه في الاحتجاجات الداعمة لغزةend of listوقال التقرير إن ترامب طرح في اجتماع خاص في البيت الأبيض في الأول من أبريل/نيسان 2025 فكرة إلغاء حوالي 9 مليارات دولار كانت مخصصة لجامعة هارفارد، وأضاف التقرير عن مصدر مطّلع أن ترامب تساءل بمزاح "ماذا لو لم نعطهم هذه الأموال؟ ألن يكون ذلك رائعا؟".
وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياق حملة تستهدف مؤسسات أكاديمية أميركية مرموقة عبر تهديدها بوقف التمويل الفدرالي المخصص للأبحاث والبرامج التعليمية، والذي يصل مجموعه سنويا إلى نحو 60 مليار دولار.
وقد تلقت نحو 60 جامعة تحذيرات رسمية من وزارة التعليم بأنها قد تواجه عقوبات إن ثبت وجود ممارسات تُصنف أنها "تمييز ضد الطلبة اليهود"، حسب التقرير.
إعلانومن أبرز الإجراءات المتخذة في هذا السياق -وفق التقرير- تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل الفدرالي المخصص لجامعة هارفارد، و400 مليون دولار من العقود والتمويلات المخصصة لجامعة كولومبيا، و210 ملايين دولار من التمويل المخصص لجامعة برينستون، و175 مليون دولار من التمويل المخصص لأبحاث جامعة بنسلفانيا، وهناك إشاعات بتجميد 510 ملايين دولار لجامعة براون.
محاربة معاداة الساميةورغم أن المسؤولين في إدارة ترامب يشنون الحملة باسم مكافحة معاداة السامية، فإن التقرير أكد أن العديد من الأساتذة عبّروا عن مخاوفهم من أن الهدف الحقيقي هو الحدّ من الحريات الأكاديمية.
وفي هذا السياق، قال الرئيس السابق لجامعة كولومبيا لي سي بولينجر "إنني لم أشهد في حياتي هذا المستوى من التدخل الحكومي في القرارات الأكاديمية".
وأوضح التقرير أن إدارة ترامب أنشأت ما يُعرف بـ"فريق العمل المشترك لمكافحة معاداة السامية" من 20 مسؤولا حكوميا لم تصرح الإدارة بأسمائهم جميعا، ويلتقي الفريق أسبوعيا في وكالات فدرالية مختلفة لمناقشة سياسات الجامعات وتقديم اقتراحات لترامب حول "مكافحة التمييز ضد الطلبة اليهود".
وأشار التقرير إلى أن دور اللجنة توسع ليشمل مراقبة البرامج الأكاديمية ومراجعة سياسات التوظيف وإغلاق برامج التنوع والشمول.
تغيير جذريوضم التقرير تعليق أحد أعضاء اللجنة، النائبة العامة السابقة باميلا بوندي، بأن الفريق ليس "فقط بصدد رفع دعاوى على الجامعات، بل نريد أن نفرض تغييرا ثقافيا في كيفية معاملة اليهود الأميركيين داخل الجامعات الأميركية".
وقال كريستوفر روفو، الناشط المحافظ وأحد مهندسي هذه الحملة، إن هدف الحملة هو "إحداث تغيير طويل الأمد في الجامعات، ونريد أن نعيدهم إلى الوراء جيلا أو اثنين"، في إشارة إلى تفكيك التقاليد التقدمية في السياسات الجامعية.
وبحسب التقرير، لم يخف ترامب ومستشاروه نواياهم بإعادة صياغة التعليم العالي، إذ أضاف روفو أن "هذه المؤسسات الجامعية تتصرف وكأنها فوق القانون، ونحن نثبت الآن أننا نستطيع أن نؤذيها في نقطة حساسة، وهي التمويل".
إعلانوقال التقرير إن الحملة بدأت تؤتي ثمارها، إذ استسلمت كولومبيا أمام شروط إدارة ترامب، بما في ذلك إعادة النظر في سياسات الجامعة التأديبية، وتعزيز الرقابة على أقسام دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا.
ردود فعلوبدورها، أعلنت جامعة هارفارد رفضها لمطالب الإدارة، معتبرة أن ما يُطلب منها يُعد "تدخلا حكوميا مباشرا في الشروط الفكرية" للمؤسسة، وقال رئيس الجامعة آلان غاربر في رسالة موجهة إلى الطلاب والموظفين والأساتذة إن هارفارد "لن تتنازل عن استقلاليتها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية".
كما علّق رئيس جامعة برينستون كريستوفر آيسغروبر بأن "تجميد 210 ملايين دولار من تمويل الأبحاث يمثل تهديدا غير مسبوق للاستقلال الأكاديمي".
وخلص التقرير إلى أن هذه الحملة، التي وصفها البعض بأنها "أكبر تهديد للجامعات الأميركية منذ حقبة المكارثية"، تثير قلقا عميقا حول مستقبل الحريات الأكاديمية.
وأعدّ التقرير مايكل سي بندر المراسل السياسي في صحيفة نيويورك تايمز المسؤول عن تغطية سياسات دونالد ترامب، وآلان بليندر المراسل المختص بتغطية شؤون التعليم، وجوناثان سوان مراسل البيت الأبيض لدى الصحيفة، ويغطّي إدارة الرئيس دونالد ترامب.