"لا يجرؤ أحد غيرنا على القيام بذلك"..هل تنجح روسيا في وقف الحرب الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أعلن النائب الأول لممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن روسيا تعتزم طلب عقد جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي؛ لبحث تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال بوليانسكي: "سنعقد بالتأكيد جلسة جديدة لمجلس الأمن، وكما أظهرت التجربة، لا يجرؤ أحد غيرنا على القيام بذلك".
وأضاف: "فيما يتعلق بالقرار، لا أعرف مدى السرعة التي سنصل بها إلى المرحلة، عندما نحاول في المرة التالية تمرير قرار، ربما يتعين علينا أولا أن نمر عبر الجمعية العامة، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة، حيث تضم جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193.. المنظمة موجودة، وهناك قاعدة: إذا لم يقم مجلس الأمن بمهامه في الحفاظ على السلام والأمن؛ فإن هذه القضية تذهب إلى الجمعية العامة".
وأشار إلى أنه من المفترض أن يتم استئناف الجلسة الاستثنائية العاشرة للجمعية العامة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الأسبوع المقبل.
وأضاف: "هناك نداء جماعي من الدول العربية والإسلامية، فيما يتعلق باستئناف هذه الدورة الاستثنائية، ومن المهم للغاية أن تكون لكل دولة كلمتها".
والأسبوع الماضي، وزعت روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تدين الوثيقة بشدة، أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين، وكل الأعمال الإرهابية، ولكن قابله مجلس الأمن بالرفض.
كما فشل مجلس الأمن الدولي- بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)- في اعتماد مشروع قرار برازيلي يقضي بوقف الأوامر الإسرائيلية بإجلاء سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ويدعو لهدنة إنسانية وإنشاء ممرات آمنة.
ودعت روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لحل جميع القضايا الخلافية.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أليكسي زايتسيف - في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة نقلته وكالة تاس الروسية - "نهجنا يرتكز على الإطار القانوني الدولي للتسوية في الشرق الأوسط، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وتابع زايتسيف: "بدون حل هذه المشكلة، من المستحيل الحديث عن استقرار طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا السبب ندعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى إطلاق المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن لبحث كافة القضايا الخلافية".
وشدد على أن روسيا تتمسك بموقف مبدئي بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتتعايش في سلام وأمن مع إسرائيل.
وفي سياق متصل، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف إن الانتفاضة الفلسطينية سوف تستمر إلى الأبد، مستنكرا فكرة الغرب في الاستثمار في موت أشخاص واعتباره أمرا ذكيا وجيدا.
وأضاف، وفقا لما كتبه بقناته الرسمية على تطبيق "تليجرام"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف الأموال التي ينبغي إنفاقها على قتل آخرين، والمقصود بها شراء أسلحة إضافية بقيمة عشرات المليارات لأوكرانيا وإسرائيل بأنها "استثمار ذكي"، قائلا "إن الخروج عن النمط الإيديولوجي أصبح يعاقب عليه بشكل مباشر في الغرب، حيث بإمكانك التعبير عن تعازيك للإسرائيليين، ولكن ليس للفلسطينيين، فلا يتعين عليك أن تشعر بالأسف تجاههم، فهم جميعا إرهابيون ويجب أن يتركوا للموت بالآلاف أطفالا ونساء وشيوخا، هم ببساطة مادة للاستهلاك".
وأكد أن الأمر أبعد من مجرد صراع بين الخير والشر، لكنها فلسفة كاملة لحياة دولتهم على مر القرون، منوها إلى أن كمية الأسلحة الموردة سوف تتحول عاجلا أم آجلا من الكم إلى النوع، حيث ستتحول الشحنات التفجيرية شديدة الانفجار، والأسلحة التراكمية، والحارقة، والحجمية، إلى رؤوس نووية.
وأوضح "أن العالم، بقيادة الولايات المتحدة، يواصل الانزلاق إلى هوة سحيقة، تتخذ القرارات التي تشير بوضوح، ليس فقط إلى الاضطراب العقلي لصانعيها، ولكن أيضا إلى فقدان ما تبقى من الضمير.. إنها قرارات كبيرة وصغيرة، إلا أن تعبر بشكل صارخ عن مرض المجتمع بأكمله".
ويقول الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، أوليج أرتيوفسك، إن مشروع القرار الروسي ودعوة الكرملين لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تشكل تلجيمًا إلى حد كبير للسطوة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، أيضًا يلامس مع حالة التوتر في العلاقات التي تسود بين موسكو وتل أبيب لا سيما أن الأخيرة تدعم أوكرانيا في الحرب من بينها سلاح المسيرات.
ويُضيف أوليج، أن روسيا تدرك جيدًا أن أميركا لن تترك لها مساحة سياسية أو عسكرية للعب أي دور في الأزمة بما فيها دور الوساطة السياسية، فضلًا عن أن الدور الروسي في الأزمة يأتي ضمن مواجهات تكسير العظام بين القوى الكبرى في العالم والصراع على الزعامة ومساعي روسيا لتشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب.
وتابع قائلاً إن دخول روسيا على خط الأزمة الفلسطينية يسمح لها بحلحلة تلك القضية المستمرة لأكثر من 50 عاما، كما أن هناك خطوات اتخذها موسكو بالفعل على الصعيد الدولي وعدم إدانة حركة حماس في مجلس الأمن الدولي.
ويُشير أوليج، إلى الخطوات التي وصفها بالاستفزازية من جانب واشنطن مثل إرسال حاملة طائرات لغزة لدعم إسرائيل دون البحث عن حل أو وقف لإطلاق النار، وهذا ما بنت عليه روسيا موقفها ووضع الغرب وواشنطن بالكامل في حرج دولي، متوقعا أن تلعب موسكو وبكين دور الوساطة الفعال بمشاركة عربية ودولية أخرى للوصول إلى حل لتلك الأزمة، كما حدث بين أرمينيا وأذربيجان، وانتهاء أزمة حدودية منذ عقود.
ومن جانب آخر، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، "لا أحد يستطيع أن ينكر مساعي روسيا والرئيس بوتين للعمل على فرض التهدئة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة وأن الأوضاع قد وصلت إلى مرحلة ما قبل الانفجار الإقليمي وانتقال الصراع خارج الأراضي الفلسطينية ليتحول إلى حرب إقليمية".
وأضاف فارس في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الرئيس بوتين حذر مرارًا وتكرارًا من هذا من خلال دور ريادي ومحوري للعمل على خفض التصعيد وعودة الأمور إلى طبيعتها وخلق فرص سلام جديدة لإنهاء هذه الحرب المشتعلة، خاصة أن روسيا تؤمن بمبدأ حل الدولتين.
أشار إلى أن التحركات الروسية الأخيرة بعد تجدد الصراع تظهر وجود رغبة وإرادة سياسية روسية للتعاون مع شركائها الدوليين في المنطقة العربية لإنهاء هذا الصراع للأبد وبدلًا من ترك الصراع مجمد راكد وليس له أي أفق سياسي في ظل أن الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها في الشرق الأوسط كوسيط مقبول من الأطراف الفاعلة في هذه القضية وبالأخص الطرف الفلسطيني الذي أصبح ينظر إلى الولايات المتحدة باعتباره طرفا منحازا لإسرائيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا مجلس الأمن إسرائيل فلسطين الولايات المتحدة أوكرانيا غزة الصراع الفلسطینی الإسرائیلی الولایات المتحدة الشرق الأوسط مجلس الأمن أن روسیا
إقرأ أيضاً:
الجزائر تدعو مجلس الأمن إلى مزيد من الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار
دعت الجزائر، اليوم الاثنين، مجلس الأمن الدولي إلى التحلي بمزيد من الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار المسجلة في مختلف النزاعات عبر العالم، منتقدةً الهيئة الأممية لتقاعسها في مواجهة هذه التجاوزات.
في هذا الصدد، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بنيويورك، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصِّصَ لعمليات حفظ السلام الأممية، أنه “من الضروري أن يتحلى مجلسنا بمزيد من الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار”.
وأضاف قائلاً إن “المجلس قد أعلم في عديد الحالات بانتهاكات صارخة لوقف إطلاق النار، إلا أن الإبلاغ عن هذه الانتهاكات قد قوبل على العموم بتقاعس مقلق فيما يتعلق بمحاسبة المتسببين في ذلك”.
كما شدد ممثل الجزائر على أهمية وضع أولئك المنتهكين لاتفاقيات وقف إطلاق النار أمام مسؤولياتهم وإخضاعهم للمحاسبة.
وتابع يقول: “من الواضح أن الأمر يتعلق بقضية مسؤولية، وفي حال انعدام المسؤولية، تفرض تساؤلات بالغة الأهمية نفسها بطبيعة الحال حول مصداقية العمليات المفوضة من قبل الأمم المتحدة في الميدان وبخصوص مصداقية مجلسنا”.
كما أكد بن جامع، أنه “من خلال صوت موحد وقوي على مستوى مجلسنا، ستحظى العمليات المفوضة من قبل الأمم المتحدة بالدعم السياسي اللازم لممارسة تأثير إيجابي ومشروع في الميدان”.
وأضاف أن انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار “لا سيما في المناطق العازلة المحددة بوضوح، لا تمثل فقط فشلا لهذه الاتفاقيات التي تم التوصل إليها وإبرامها بشق الأنفس، وإنما كذلك إخلالا بالالتزامات التي تبناها المجتمع الدولي”.
كما أوضح أنه “على الرغم من سنوات من النقاشات حول تكييف عمليات السلام الأممية مع تطور التحديات، إلا أنه لم يتم تسجيل أي تقدم ملموس”.
من جانب آخر، أقرّ بن جامع بضرورة أن تحظى عمليات حفظ السلام الأممية بالموارد اللازمة.
وقال بن جامع في هذا السياق: “إننا نؤكد على أهمية تزويد العمليات المفوضة بتجهيزات وتكنولوجيات المراقبة الملائمة من أجل تحسين فعاليتها العملياتية في تنفيذ مهمة مراقبة اتفاقيات وقف إطلاق النار”.
كما أكد أن “هذه الموارد ستسهم كذلك في تقليص الأخطار على المستخدمين، وكذا التكاليف العملياتية على المدى الطويل. ومن أجل ذلك، فإننا ندعو إلى تقييم شامل للتحديات العملياتية المرتبطة بمراقبة وقف إطلاق النار لغرض إعطاء إجابات مناسبة”.
وشدد ممثل الجزائر، في سياق آخر، على أهمية تعزيز الشراكات مع الفاعلين الإقليميين من أجل تعزيز جهود عمليات السلام.
وأضاف قائلا: “لا يجب الاستهانة بدور المنظمات الإقليمية في دعم عمليات السلام الأممية لتنفيذ المهام الأساسية، سيما منها على سبيل المثال، مراقبة وقف إطلاق النار”.
كما أشار بن جامع قائلاً “إننا على قناعة بأن الفاعلين الإقليميين، على غرار الاتحاد الإفريقي ومنظماته شبه الإقليمية، يتوفرون على الإمكانيات والشرعية اللازمين لتدعيم الأمم المتحدة في تنفيذ هذه المهمة، طبقا للفصل 8 من ميثاق الأمم المتحدة”.
و خلص في الأخير إلى التأكيد على “التزام الجزائر باحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي، حيث يعد احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار إحدى مكوناته الأساسية”.