القدس المحتلة-سانا

عجلة الحياة في قطاع غزة مهددة بالتوقف مع قرب نفاد مخزون الوقود الذي يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخاله، المستشفيات والمراكز الصحية باتت تعمل بالحد الأدنى، ومعظم سيارات الإسعاف خرجت من الخدمة، وأغلقت عدة مخابز أبوابها، مرافق حيوية كثيرة أصابها الشلل.

منظمة الصحة العالمية حذرت من أن نفاد الوقود يعد أحد أكبر المخاطر التي يواجهها أهالي القطاع، مشيرة إلى أن وضعه تجاوز حافة الهاوية، لكونه يشغل المستشفيات ومحطات المياه والمخابز وغيرها من المرافق الأساسية، بينما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن المنظومة الصحية في القطاع فقدت كل قدراتها العلاجية والوقود اللازم لتشغيلها.

وبينت الوزارة أن المساعدات المحدودة التي دخلت إلى القطاع أمس غير كافية، ولم تصل إلى المستشفيات التي دخلت مرحلة الانهيار الفعلي مع خروج 7 منها، إضافة إلى 21 مركزاً صحياً من الخدمة، مطالبة بتوفير الحماية الدولية للمستشفيات والمؤسسات الصحية، والإسراع في إدخال الإمدادات الطبية والوقود إلى غزة لتفادي خسارة المزيد من الأرواح بين الجرحى والمرضى.

ويروي رفيق البطران من مخيم البريج وسط القطاع لمراسل سانا كيف حال عدم توفر الوقود دون وصوله إلى عائلته تحت أنقاض منزله الذي قصفه الاحتلال، قائلاً: استشهدت زوجتي وشقيقتي وبقي ستة من أفراد عائلتي تحت ركام المنازل التي تحولت إلى كومة ركام، مع وجود حفر عميقة في الأرض بفعل القصف، لا أعرف هل هم من الأحياء أم مع الشهداء، وقد تلاشى لدي الأمل في العثور عليهم مع مرور أربعة أيام على المجزرة البشعة، بعد أن دمر الاحتلال الحي الذي نسكنه بأكمله، ما أسفر عن استشهاد 70، وإصابة العشرات الذين لا يزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض.

وأضاف البطران: عمليات البحث عن المفقودين توقفت لعدم توافر الوقود لعمل آليات الحفر، لا يوجد لتر واحد من الوقود وهذا فاقم الفاجعة، الاحتلال يتعمد قتلنا بمنع كل مقومات الحياة عنا من وقود وغذاء وماء، معرباً عن أمله بانتشال بناته الخمس ونجله الوحيد من تحت ركام المنازل، ليشيعهم ويودعهم كما والدتهم وشقيقته اللتان بالكاد تعرف عليهما لشدة ما أحدثته صواريخ الاحتلال بجثمانيهما.

ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي بمنع إدخال الوقود ونفاده، تصبح أعمال انتشال الجرحى والشهداء من تحت ركام المنازل المدمرة مستحيلة، ما يرفع عدد الشهداء الذين كان من الممكن إنقاذهم لو توفر الوقود.

من جانبه، أوضح جهاد أبو سعدة وهو سائق سيارة إسعاف أن نفاد الوقود انعكس بشكل خطير على عمليات إسعاف الجرحى وانتشال جثامين الشهداء، حيث يستحيل تلبية نداءات استغاثة أهالي القطاع الذين تتعرض منازلهم للقصف، ويبلغون عن شهداء لانتشالهم وجرحى لإنقاذ حياتهم.

وأفادت مصادر طبية في القطاع بفقدان أكثر من 1400 فلسطيني تحت ركام المنازل المدمرة، جراء قصف الاحتلال المباشر لها بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ ورجال، وأن الأمل بدأ ينفد في العثور على أحياء بينهم.

ويشير الباحث الحقوقي حسين حماد إلى أن مواصلة الاحتلال قطع إمدادات الوقود والكهرباء عن غزة منذ بدء عدوانه، هو عملية قتل متعمدة لآلاف الجرحى والمرضى الذين يعانون من سياسة القتل البطيء، ما يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، لافتاً إلى أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تجاهل كل النداءات الفلسطينية والدولية بإدخال الوقود يؤكد مضيه في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته بشكل كامل، جراء صمته عن جرائم الاحتلال.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة

على مدار العصور كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل أفريقيا ومركزا مهما للعالم، ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة، ومهدا للديانات والتعايش بين أتباعها.

وتعكس المعابد والكنائس والمساجد التاريخية في غزة غنى وعُمق الهوية الفلسطينية، حيث كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقِبلة للسلام، قبل أن تحوّله إسرائيل إلى مسرح لإبادة جماعية طوال أكثر من 15 شهرا.

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءا من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.

وخلال فترة الإبادة لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال، وكانت تلك الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.

ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.

738 مسجدا سُويت بالأرض

ويقول المتحدث باسم وزارة الأوقاف في قطاع غزة إكرامي المدلل إن "صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجدا بالأرض، ودمرتها تدميرا كاملا من أصل نحو 1244 مسجدا في قطاع غزة، بما نسبته 79%".

إعلان

وأضاف "تضرر 189 مسجدا بأضرار جزئية، ووصل إجرام الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلين الآمنين، كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائس تدميرا كليا جميعها موجودة في مدينة غزة".

وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضا 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميرا كليا و18 جزئيا.

وأوضح أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب".

كما أكد المدلل أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حربه الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية".

وأضاف "يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر".

ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين.

وتاليا أبرز المساجد التي طالتها آلة الدمار والعدوان الإسرائيلية:

المسجد العمري الكبير

يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.

ويضم 38 عمودا من الرخام  المتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، ويعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريما للخليفة عمر بن الخطاب.

وفي تاريخه الطويل، تحوّل الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.

تعرض المسجد للتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض للدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقا في العام 1925.

إعلان مسجد السيد هاشم

يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، الذي ارتبط اسمه بمدينة "غزة هاشم".

تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر/كانون الأول 2023.

مسجد كاتب ولاية

يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتُقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.

يرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي 1341 و1309 ميلادية.

تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 متسببا في أضرار جسيمة.

المسجد العمري في جباليا

يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة ويُطلق عليه سكان المنطقة "الجامع الكبير"، ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.

تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربي 2008 و2014، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة. 

كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية المتضررة بعد غارة جوية في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأوروبية) وتاليا أبرز الكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة: كنيسة القديس برفيريوس

أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسُميت نسبة إلى القديس برفيريوس، حيث تحتضن قبره.

وتعرضت للاستهداف المباشر أكثر من مرة، الأولى كانت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من الشهر ذاته، ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، ووقوع عدد من الشهداء والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.

كنيسة العائلة المقدسة

تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.

تم تأسيس الكنيسة في أوائل القرن العشرين، على يد الرهبان الفرنسيسكان، وبنيت الكنيسة على الطراز المعماري الكاثوليكي التقليدي.

إعلان

وتُعد الكنيسة مكانا مهما للمسيحيين في غزة، حيث تُستخدم لأغراض العبادة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني.

كما كانت مركزا ثقافيا ومجتمعيا يوفر العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية للمجتمع المسيحي في المنطقة.

كنيسة المعمداني

تتبع الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882 ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.

وارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن استشهاد نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.

مقالات مشابهة

  • ينطلق في السادس من الشهر الجاري… معرض خان الحرير في مدينة ‏المعارض بدمشق ‏
  • «عاوزين نفرح».. عريس يحكي تفاصيل الاحتفال بزفافه بين ركام الحرب في غزة (خاص)
  • تعرف على حجم المساعدات التي وصلت لغزة بعد وقف إطلاق النار
  • إعلان تفاصيل جديدة لقائمة الأسرى الذين سيفرج عنهم الاحتلال
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة
  • الأونروا: استلمنا ثلثي المساعدات من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ اتفاق غزة
  • سرايا القدس توثق مشاهد إطلاق سراح أسيرين إسرائيليين
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • عدن تغرق في الظلام.. أزمة الكهرباء تفاقم المعاناة وتشعل الغضب
  • أبو عبيدة يكشف أسماء أسرى الاحتلال الذين سيُفرج عنهم غدا