شبكة انباء العراق:
2024-12-26@04:05:05 GMT

صلاح القضاء هو مفتاح صلاح البلد ..

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

بقلم أياد السماوي ..

لماذا ندعو الله سبحانه وتعالى كلّ يوم بحسن العاقبة ؟ ومن هم المتّقين الذين جنّبهم الله تعالى سوء العاقبة وسوء المنقلب في قوله ( إنّ العاقبة للمتّقين ) ؟ وكيف نكون منهم ؟ .. وقد لا أكون مخطئا أنّ المعني بالدرجة الأولى بهذا الخطاب الإلهي هم أولي الأمر وأصحاب القرار وإن كان الخطاب الإلهي يشمل عامة الناس .

. ولا شّك أنّ رجال القضاء الذي يحكمون بالقسط والعدل ولا تأخذهم في الله لومة لائم ، هم المعنيين الأكثر أهميّة بهذا الخطاب الإلهي ، ويا ويل رجال القضاء الذين لا يحكمون بالقسط والعدل ويصدرون أحكاما جائرة وظالمة ، وقد ذكر الله تعالى في كتابه المجيد هؤلاء في ثلاثة مواضع ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ، الكافرون ، الفاسقون ) ، فالعدل عند الله تعالى هو أساس المُلك ، ولا يستقيم المُلك بدون العدل .. أنا شخصيا عندي الكثير مِن الشكوك بالكثير من قرارات القضاء العراقي التي صدرت تحت تأثير الحاكم صاحب القرار ، خصوصا تلك الفترة التي توّلى فيها مدحت المحمود رئاسة مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية العليا ، حيث كانت من أسوأ الفترات التي مرّ بها القضاء العراقي بشقّيه المدني والدستوري .. لكن وهذه شهادة للتأريخ أنّ القضاء العراقي بعد رحيل المحمود قد انتقل انتقالة نوعية يشهد لها القاصي والداني ، خصوصا القضاء الدستوري الذي أصدر أحكاما عادلة لا يمكن وصفها بغير وصف التاريخية ، لكنّ هذا القضاء لا زال حتى اللحظة مطالب بالمزيد والمزيد من هذه القرارات التي تحمي العراق ووحدته واستقلاله وتصون سيادته ونظامه الديمقراطي وأمواله من النهب والسرقة .. فالأمل بخلاص هذا البلد من الظلم والفساد والجور معقود على عاتق الرجال في القضاء العراقي بشقيه المدني والدستوري ، ولست مبالغا إذا قلت أنّ مهمة القضاء الدستوري في وحدة البلد واستقلاله وسيادته وصيانة نظامه الديمقراطي من الفساد والعبث بالقوانين والتزوير تفوق أضعاف أضعاف مهمة القضاء المدني الذي لا زال حتى اللحظة لم بتخلّص بشكل نهائي من بعض الفاسدين في صفوفه ، رغم الحرب التي يشنها رأس القضاء عليهم .. فصلاح القضاء هو مفتاح صلاح البلد وتقدمه وازدهاره ، خصوصا في اللحظات التاريخية التي يكون فيها القضاء وجها لوجه مع الظالمين ..
أياد السماوي
في ٢٢ / ١٠ / ٢٠٢٣

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات القضاء العراقی

إقرأ أيضاً:

البُوصلة الإيمانية فيها طريقان لا ثالث لهما

بشرى المؤيد

قال تعالى: “يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.

كلّ منا سمع خطاب السيد القائد/ عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- وبكل ما تعني الكلمات من صفات إنه خطاب لا يعلى عليه، خطاب تاريخي، مرحلي، عالمي؛ وضع كُـلّ نقطة على حرفها ووضح المسائل التي تهم شعوب الأُمَّــة وتهم العالم أكمل، هو خطاب مهم جِـدًّا حازم ومفصلي، ومن لم يستوعب خطاب السيد لن يستوعب المراحل القادمة فمن كان مع الله وَرسوله لن يخذل أبداً، بل سيكون في عز وَمكانة عظيمة عند الله وَرسوله فلنعيد سماع خطابه مرات ومرات وَنستوعب كُـلّ كلمة وحرف وَنقطة.

إن معادن الناس لا تعرف إلا بالمواقف الكبيرة حين تأتي ويوضع الإنسان في امتحان عظيم، حينها يخرج معدن الإنسان الأصيل الذي تربى ونما على مبادئه الأصيلة؛ فالإنسان من خلال تصرفاته وَأفعاله وَأقواله يوضع في الخانة المناسبة له.

فالمواقف العظيمة هي التي تفرز الناس وَيحشرون في زاوية خانقة لا يستطيعون الفرار إلا لهذه الزاوية أَو تلك الزاوية، لا يوجد زاوية وسطية/رمادية يحتمي بها أَو يخبئ نواياه فيها، ويقول سأتجنب تلك الزاوية حتى لا أكون من هذا أَو ذاك فالأحداث تزداد انحصاراً وَضيقاً وتزداد فرزاً وَتنقيه؛ فلا يكون لك إلا خياران إما أبيض أَو أسود كما كنا نقول منذ سنين ماضية، إما أن تتجه للبوصلة التي أرادك الله فيها، أَو تتجه للبوصلة التي أراد الشيطان وضعك وَإيقاعك فيها، وهنا يأتي التوفيق في أية بوصلة ستضع نفسك.

القرار سهل في من يعرفون اتّجاه بوصلتهم منذ بداية انطلاقهم، وهذا توفيق من الله سبحانه لهم، وَصعب في من كان متذبذباً ولا يعرف أين اتّجاهه الصحيح؛ لأَنَّه كان يخدع وَيضحك على نفسه وَالآخرين بأنه سيكون “ما بين وبين” ذكرت “كعكي” في مسلسل الأطفال نعمان حين كان يغني ويقول “ما بين وبين، أنا بين اثنين، بين الوحشين” فمن لا يستطيع تحديد اتّجاه بوصلته سيقع فعلاً بين الوحوش من هم لا يرحمون ولا إنسانية لديهم.

فتحديد الاتّجاه فيه فوز، نجاح، اطمئنان، سكينة، رضا وَقبول من عند الله، نعمة من نعم الله أن تستطيع تحديد “بوصلتك الإيمانية” فحينها لن تحتار في اتّجاهك، لن ترتاب في مواقفك، لن تشك في نتائجك، لن تتذبذب في مواقفك، لن يتزعزع ثباتك؛ لأَنَّ بوصلتك الإيمانية الصحيحة ستوصلك إلى الطريق الآمن، الطريق الواضح معالمه، الطريق العادل الذي يريده الله لك، الطريق الذي يحبه لك الله وَرسوله.

في الدنيا ستعيش في رغد الحياة الهانئة وَالمستقيمة، في رغد العيش الآمن، في رغد العيش النظيف وَالمال الحلال، في رغد الازدهار وَالتطور وَالتوسع.

أما إذَا كان الطريق الآخر سيكون حياة قاتمة سوداء، في سخط الحياة لك وَالأرض ستضيق بك، لن يبارك الله لك في مالك الذي اكتسبته بطرق غير مشروعة وحرام، وسيضيق قلبك حتى لو كنت في اتساع مالي وَمعنوي.

فالحياة لها ميزانان، معياران، مقياسان؛ وهما ميزان الخير والشر، الظلام وَالنور، السعاه والشقاء، في الدنيا ما زلنا في فسحة يستطيع الناس مراجعة أنفسهم وَأعمالهم، أما في الآخرة فإما جنة أَو نار خالدين، دائمين، مُستمرّين، مواصلين فيها إلى أبد الآبدين.

فلماذا يكون الناس في ذل ومهانة وهم يستطيعون أن يكونوا في عز وَكبرياء وَاستقامة؟

قد يظن الكثير أن الاختبارات الإلهية لا تأتي إلا لأشخاص أَو أفراد من الناس، أن الاختبارات الإلهية تأتي للأفراد، والفئات والجماعات، وَالشعوب وَالطوائف، وَالمجتمعات، وَالدول فحينها يعرفون أنه يجب أن يتخذون قرارات صائبة ليتجنبوا مقت وغضب الله عليهم وَإنزال العقوبة عليهم قال تعالى: “ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ” وقال تعالى: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ”.

فجعل الله للناس عقولاً يفكرون بها وهذا ما يميزهم عن سائر مخلوقات الله، وجعل لهم حواس يستشعرون الخير من الشر وَجعل لهم الحرية في اختيار طريقهم وحياتهم التي يشاءونها حتى لو عانوا فيها وتعبوا؛ فالنتيجة في الأخير ستكون مدهشة لهم، وسيشكرون الله ليل نهار على اختيارهم لطريق حياتهم الصحيحة؛ فهم لم يخلقوا عبثاً في هذه الحياة وإنما لعمل دؤوب يكرمهم في الدنيا وَالآخرة قال تعالى: “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا” فالفائزون وَالناجحون من يستغلون حياتهم في أعمال ترضي الله وَتغنيهم من واسع فضله الكريم.

مقالات مشابهة

  • حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية.. الأزهر والإفتاء يحسمان الجدل
  • ما معنى الاحتفال برأس السنة الميلادية وما حكمه؟.. دار الإفتاء توضح
  • ماذا قال النبي عن أعظم آية في القرآن.. يغفل عنها الكثيرون
  • هل تعلم أنواع الطلاق .. تعرف على الإجابة
  • البُوصلة الإيمانية فيها طريقان لا ثالث لهما
  • حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم.. الإفتاء توضح
  • القضاء العراقي يردُّ دعوى بشأن شرعية حكومة كركوك المحلية
  • مظاهر تحريف الأديان
  • القضاء العراقي يحكم بالسجن لمدة سنتين على محافظ الأنبار السابق علي فرحان
  • أحمد أيوب: وسام أبوعلي مفتاح حلول الأهلي.. ويجب استمرار عطية الله