في الوقت الذي أعلن فيه كبار المسؤولين الأمنيين في الاحتلال مسؤوليتهم الشخصية والعامة عن الإخفاقات التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر أمام مقاتلي حماس، لم يعرب بعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أسفه أو حزنه، ولم يكن حاضرا في مئات الجنازات لقتلى الهجوم، ولم يلتق بأي من الناجين وأعضاء جنود الاحتياطية، ولم يقم بزيارة المستشفيات، رغم أنه قام بجولة قصيرة على أنقاض مستوطنات غلاف غزة، لكنه لم يلتق بأي من المستوطنين هناك، بل بالجنود فقط لتجنّب غضبهم عليه.



وأكدت تال شاليف مراسلة الشئون الحزبية لموقع ويللا، أن "نتنياهو في كل الخطب التي ألقاها منذ الكارثة لم يعترف بالثمن الباهظ الذي دفعته المستوطنات بعد أن تخلت عنها الدولة في الدروع الأمامية".



وأضافت، "لم يعقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا واحدا، لئلا يسأل أحد بالخطأ عن كلمتين لم تخرجا من فمه بعد وهما (أنا مسؤول")، رغم انضمام وزير الحرب يوآف غالانت لرئيس الأركان هارتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، وقائد سلاح الجو تومر بار، واللواء في القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بالاعتراف بالمسئولية عن الإخفاق الذي حصل".

وأوضحت في مقال ترجمته "عربي21" أن "رئيس الوزراء وهو في أوج رئاسته، لا يبدي أي ندم أو حزن على الكارثة الرهيبة التي حلت بإسرائيل في عهده، وفي إحدى مسودات خطابه الافتتاحي في الكنيست، ظهرت فقرة ينوي فيها مخاطبة الجمهور، وتحمل مسؤولية الكارثة، لكن بعض مستشاريه طلبوا منه التوقف عن التعامل الإعلامي مع القضية، والمضي قدمًا، لذلك تم حذف هذه الفقرة، لأنه معتاد على الهروب من المسئولية في العديد من الشواهد، ونقل الإخفاقات لشخص ما، كي يحافظ على بقائه، ولذلك فهو لا يفكر إلا في لجنة التحقيق في اليوم التالي للحرب، لأن كل اعتراف علني عن مسؤوليته سيتم تسجيله في المحضر".

وأشارت، "إلى أن الإسرائيليين الذين يتوقعون أنه بعد أسوأ كارثة منذ المحرقة سيغير نتنياهو أساليبه، ويستخلص استنتاجات شخصية، ويحني رأسه بعد الحرب، ويمهد الطريق أمام الدولة للتعافي، سيصابون بخيبة أمل، لأن آلته الدعائية عملت منذ اليوم الأول للحرب بجهد متزايد لتعميم الفشل على الآخرين، وتداول رسائل كاذبة خبيثة حول خيانة الجيش من الداخل، وتحميل كبار قادته مسؤولية كل الإخفاقات، بل واتهامهم بأنهم يتعاونون لإسقاطه".

وكشفت، " أن سارة، زوجة نتنياهو، أمرت مسؤولي مكتبه بالبدء بجمع المواد الإعلامية والبروتوكولات السرية من اجتماعات مجلس الوزراء والمناقشات الأمنية، وجميع اقتباسات كبار المسؤولين، سابقا وحاليا، مع تقديراتهم الاستخباراتية الخاطئة بشأن قدرات ونوايا حماس، بما فيها إشادة رئيس الاستخبارات بردعها، وتقييم احتمالات الحرب معها بالمنخفضة، وتوزيعها على شبكات التواصل".

وأردفت، "أن من بين من يتم الاستشهاد بهم رئيسا الوزراء السابقان، نفتالي بينيت ويائير لابيد، ورئيسا الشاباك السابقين، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وأسلافه بيني غانتس وغادي آيزنكوت، اللذين يجلسان بجانب نتنياهو اليوم في مجلس الحرب التابع لحكومة الطوارئ".

وأشارت إلى  أن "كل المعطيات المتوفرة الآن تشير إلى أن نتنياهو يستعد للجنة التحقيق، ولذلك سيبذل المزيد من الجهد لترويج سرديته الإعلامية، وقد استدعى مدراء الأخبار في القناتين 12 و13، ورئيس تحرير يديعوت أحرونوت، وطلب منهم تخفيف الخط النقدي تجاهه، فيما اكتفى بأبواق القناة 14 الدعائية".

وبينت، "أن نتنياهو بالفعل معزول عن الجمهور، ولا يفهم بعد مدى غضبه، أو يفهم تماما، ولذلك يتجنب لقاء العائلات الثكلى والناجين من الجحيم، حتى لا يتعامل مع غضبهم الذي سينفجر عليه أمام الكاميرات".



من جانبه أكد حنان شتاينهارت الكاتب في صحيفة معاريف، "أن هجوم حماس دفع جميع الإسرائيليين للحديث عن انهيار المفهوم الأمني السائد على حدود غزة، لكن ما انهار فعلا أمام أعيننا في 7 أكتوبر هو تصور عمره 55 عاما، وأكبر بكثير من إخفاق هنا أو هناك، لأنه يعيدنا الى يونيو 1982، حين ردت إسرائيل على محاولة اغتيال سفيرها في لندن على يد منظمة فلسطينية، حيث اجتاحت لبنان بهدف إبعاد كافة المستوطنات الشمالية عن مرمى نيران المسلحين، ما تطلب احتلال شريط طوله 40 كم في جنوب لبنان".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هناك هدفا غير معلن للحرب موجود في الأدراج، لكنه بعيد عن أعين وزراء الحكومة، وهو طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وتشكيل حكومة مسيحية توقع اتفاقا مع إسرائيل، على أمل اختفاء القضية الفلسطينية، لكن الخطة الطموحة فشلت فشلاً ذريعا، لأن الحرب أرسلت عرفات وأنصاره إلى تونس، لكنها جلبت حزب الله الذي ورّط إسرائيل ثمانية عشر عاما في الوحل اللبناني".

وأردف، "أن تزايد انتقادات نتنياهو بتهرّبه من المسئولية عن إخفاق السبت أمام حماس، يأخذ الإسرائيليين لتحميله المسؤولية عن إخفاق سياسي في الطريق يرونه مع استمرار العملية على غزة، لأن آخر محاولة لكسر دائرة سفك الدماء في غزة جاءت في الانسحاب في 2005 لإخلاء تسعة آلاف مستوطن، يعيشون في قلب مجموعة سكانية معادية للغاية، عددها ملايين، ما كلف الاحتلال الكثير من الدماء، لكن الخطة لقيت معارضة شديدة من اليمين، معظمهم من أعضاء الليكود، لاسيما نتنياهو، الذي يحاول اليوم إعادة عقارب الساعة للوراء".

واستدرك، "صحيح أن نتنياهو يزعم أنه يسعى لإضعاف حماس، أو القضاء عليها جزئياً أو كلياً، لكن ذلك لن يؤدي إلا لتعزيز الضغوط على الاحتلال لحمله على التوصل إلى حلّ سياسي مع الفلسطينيين، لكنه هذه المرة سيكون أضعف من أي وقت مضى بعد تلقيه تلك الضربة المؤلمة من حماس

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو غزة غزة نتنياهو طوفان الاقصي الاجتياح البري فشل الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرى

هاجم محللون إسرائيليون خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن فيه استمرار الحرب على قطاع غزة، وقالوا إنه اعتراف بالهزيمة، مؤكدين أن الضغط العسكري لن يجبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على توقيع اتفاق بشروطه.

فقد وصف محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 نير دفوري، خطاب رئيس الوزراء بأنه "محاولة للتصدي لتآكل موقفه أمام الرأي العام، وتأكيد على إدراكه لضرورة تفسير رفضه الذهاب إلى صفقة، وتمسكه بمواصلة الحرب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برافدا: روسيا الطرف الوحيد القادر على إنجاح المفاوضات الإيرانية الأميركيةlist 2 of 2تايمز: عصابات المخدرات تسيطر على السجون الفرنسيةend of list

وقال دفوري إن خطاب نتنياهو الأخير يعكس فهمه لضرورة تقديم إجابات حول أسباب مواصلة القتال لحين القضاء على حماس، الأمر الذي يعني استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط وتسخير دولة بأكملها.

عواقب هائلة لأهداف حزبية

ووفقا لدفوري، فإن مواصلة الحرب "ستكون لها عواقب هائلة، وسيكون على إسرائيل تحمل هذه العواقب، إضافة لنتائج استمرار القتال"، مع التأكيد على أن حماس "ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة"، وأنها لو بقيت معها ورقة واحدة أخيرة "فسوف تظل تتحدث عن القضاء على إسرائيل".

وأعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل تحاول إجبار الحركة على التعاطي مع صفقة الأسرى الـ33 من خلال ضغط عسكري نسبي، مؤكدا أن هذا الأمر "سيكون له ثمن، والنتائج الحالية تقول إن المخطوفين (الأسرى) لا يعودون".

إعلان

كما قالت مراسلة شؤون الكنيست في القناة الـ13، ليئور كينان، إن نتنياهو حاول تحسين موقفه الحزبي وقاعدته الانتخابية؛ لأنه يتعرض لانتقادات كثيرة ويخسر مزيدا من استطلاعات الرأي التي تتعلق باستعادة الأسرى حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

أما القائد السابق للفيلق الشمالي في جيش الاحتلال، نوعام تيبون، فقال إن خطاب نتنياهو "كان اعترافا بهزيمته وفشله، وهو ما جعله يوجهه بطريقة لا تتيح توجيه الأسئلة إليه".

ووصف تيبون حديث رئيس الوزراء بأنه "مليء بالأكاذيب"، وقال إنه صدر لاعتبارات حزبية لأن مصير نتنياهو بات متعلقا تماما بوزيري الأمن القومي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وأعرب القائد السابق للفيلق الشمالي عن اعتقاده أن نتنياهو مستعد للتضحية بحياة الأسرى لضمان بقائه السياسي.

أهداف لا يمكن تحقيقها

وفي السياق، استغرب المحلل السياسي ومقدم البرامج في القناة الـ12، بن كسبيت، حديث نتنياهو الذي قال فيه إنه لا يوجد قائد سياسي يمكنه القبول بشروط حماس بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلا: "سيد نتنياهو، أنت قبلت بهذه الشروط قبل هذا التاريخ، وأنت من أنشأت الوضع".

وبالمثل، قال مراسل شؤون الكنيست في "يسرائيل هيوم"، أمير إتينغر، إن نتنياهو يحاول شرعنة عملية عسكرية أخرى، وإنه يعي أن أسئلة كبيرة تدور حول فرص نجاح القضاء على حماس بعد عام ونصف العام من الفشل في تحقيق هذا الهدف.

وفي تعليقه على خطاب نتنياهو، قال مراسل الشؤون العربية في القناة الـ12، أوهاد حمو، إن القضاء على حماس واستعادة الأسرى لا يمكن أن يتحققا معا.

ولفت حمو إلى أن تمسك رئيس الوزراء بالقضاء على الحركة تماما يتعارض مع تصريحات الجيش التي تقول إن حماس جندت 20 ألف مقاتل جديد.

وأخيرا، قالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13، موريا وولبيرغ، إن حديث نتنياهو يعكس حقيقة أن إسرائيل لم تبلور إستراتيجية واضحة حتى الآن لليوم التالي للحرب، مضيفةً أن غياب خطوط واضحة لهذا الأمر "يعني أننا سنكون أمام حرب بلا نهاية".

إعلان

واتفق محلل الشؤون السياسية في القناة نفسها إيال بيركوفيتش، مع حديث وولبيرغ، بقوله "هل نحن في إسرائيل أم في كوريا الشمالية؟ لقد سجل نتنياهو خطابا وبثه للسكان، فماذا علينا أن نفعل؟ هل نخرج للساحات ونؤدي التحية ونصفق له؟"، مضيفا "كفى، ألم يسأم (نتنياهو) من الكذب على الشعب وتضليله طوال الوقت".

مقالات مشابهة

  • حماس: نتنياهو يقود واحدة من أفظع المحارق في العصر الحديث
  • محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
  • حماس ترد على سباب عباس.. إصرار مشبوه
  • نتنياهو: سنواصل الضغط العسكري على حماس حتى القضاء عليها
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لا يُعبر عن الإجماع الوطني
  • حكومة نتنياهو تبحث مستقبل حرب غزة ودعوات إسرائيلية للقبول بصفقة
  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
  • ما هو “المصطلح” الذي يستخدمه “اليمنيون” ودفع “نتنياهو الى الجنون (فيديو) 
  • سلاح المقاومة.. كيف تتعامل الأطراف مع الملف الشائك عسكريا وسياسيا؟
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرى