أزعجت الاحتلال.. قائمة بأشهر الأغاني التي كُتبت عن فلسطين بلغات أجنبية (فيديوهات)
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
السومرية نيوز – فن وثقافة
صحيح أنها ليست كثيرة، لكننا سمعنا بعض الأغاني عن فلسطين بلغاتٍ أجنبية مختلفة، قدّمها فنانون عرب في الغالب، مع استثناءاتٍ خجولة من مغنّين أجانب أرادوا التعبير عن موقفٍ داعم للقضية الفلسطينية.
*أبرز الأغاني عن فلسطين
وعلى مدار عقود من الزمن، كانت الأغاني عن فلسطين شكلاً من أشكال المقاومة، وإحدى أبرز الطرق لتعميم التاريخ الفلسطيني بوجه السردية التي يروّج لها الاحتلال الإسرائيلي؛ منذ نكبة 1948، ومروراً بحرب 1967، وصولاً إلى اليوم.
1- أغنية Story Of Palestine
لا بدّ أنكم تذكرون أغنية "قصة فلسطين" أو Story of Palestine، والشابة إيمان عسكر التي تدق على طاولةٍ أمامها، وتروي بالإنجليزية قصة فلسطين المحتلة، قائلة: "كانت هناك أرض تُسمى فلسطين، عاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود بسلام".
وخلال دقيقة و30 ثانية، وبلغةٍ بسيطة، لخّصت إيمان عسكر -وهي مصرية وأم لولدين- تاريخ فلسطين منذ القرن الـ19، حين كانت تحت الاحتلال العثماني، واختارت الإنجليزية، كونها اللغة الأقرب لجيل اليوم.
الأغنية كانت أشهر وأنجح الأغاني عن فلسطين، التي أُطلقت في خضم أحداث الشيخ جراح وقصف غزة عام 2021. ورغم إمكانات التصوير والتسجيل الموسيقي البسيطَين، فقد حققت ملايين المشاهدات عبر جميع حسابات عسكر على مواقع التواصل.
أغنية Story Of Palestine هي النسخة المعدّلة من أغنية البريطاني ناثان إيفانز Wellerman (Sea Shanty)، والتي كانت صدرت عام 2021 وحققت أكثر من 296 مليون مشاهدة.
2- أغنية Leve Palestina
في سبعينيات القرن الماضي، أسّس الكاتب والملحن والمترجم الفلسطيني جورج توتري فرقة موسيقية في مدينة غوتنبرغ السويدية، باسم "كوفية" (Kofia)، جالت العالم كله بهدف إيصال صوت فلسطين.
قدّمت الفرقة 4 ألبومات موسيقية، جميعها عن فلسطين وتاريخ النضال الفلسطيني، وقد اشتهر منها أغنيات كثيرة، لعلّ أبرزها: "بلدي يا بلدي" (التي قدّمها حمزة نمرة في 2014)، و"تحيا فلسطين" (Leve Palestina) التي أصبحت الأغنية الرمز في الاحتجاجات السويدية، وأعاد غناءها فنانون عدة بأصواتهم.
صارت Leve Palestina من أشهر الأغاني عن فلسطين، وعنصراً أساسياً في الاحتجاجات اليسارية السويدية المؤيدة لفلسطين على مدار عقود من الزمن، كما باتت مصدر إزعاجٍ للسلطات.
ففي يوم العمال العالمي 2019، تعرض المتظاهرون في مدينة مالمو لهجومٍ من قِبل الحكومة الاشتراكية الديمقراطية السويدية، بسبب غنائهم Leve Palestina. وقد وصف رئيس الوزراء، ستيفان لوفين، أعضاء حزبه بأنهم معادون للسامية، بعدما ردّدوا كلمات الأغنية نفسها.
3- أغنية Naci en Palestina
قدّمت التونسية أمل مثلوثي أغنية "مولود في فلسطين" (Naci en Palestina) عام 2007، ثم أعادت تقديمها في عام 2017 بتسجيلٍ جديد.
قدّمت أمل العديد من الأغنيات الوطنية التي أصبحت رمزاً، وهي في الأساس كانت قد اشتهرت عالمياً بأغنية "كلمتي حرة" التي قدّمتها عام 2009، ثم أصبحت نشيداً للثورة التونسية والربيع العربي.
أغنية Naci en Palestina مشتقة في الأساس من الأغنية الإسبانية Naci en Alamo، وهي رثاء فقدان الوطن وحقوق الإنسان الأساسية، واستطاعت أن تكون إحدى أبرز الأغاني عن فلسطين باللغة الأجنبية.
وقد عدّلت أمل كلماتها "لتكريم الفلسطينيين الشجعان، الذين تحمّلوا لعقود من الزمن كل أنواع الحرمان، في حين أن القوى العالمية فقط ننظر من موقف من جانب واحد"؛ وفق ما هو مذكور في وصف الأغنية عبر صفحة المغنية الرسمية على يوتيوب.
وتقول كلمات الأغنية:
ما عندي مكان ومعنديش زمان ومعنديش بلاد
من إيديا نصنع نار ومن قلبي البلار
نجرحلك وتر حزين
مولود في فلسطين مولود في فلسطين
4- أغنية My Name is Palestine
قدّم المغني البريطاني غاريث هويت أغنية My Name is Palestine عام 2019، وهي مستوحاة من لوحة للرسام الفلسطيني الشهير سليمان منصور -تحمل الاسم نفسه- استعملها غاريث كغلافٍ أمامي لأسطوانة الفينيل التي أصدرها.
أصبحت الأغنية إحدى أشهر الأغاني عن فلسطين، وقد أزعجت الاحتلال الإسرائيلي لاسيما أنها جاءت من فنانٍ بريطاني، ونالت شهرةً شهرةً واسعة في العالم.
عن الأغنية، يقول غاريث هويت إنه كان في أحد فنادق بيت لحم حين شاهد لوحة سليمان منصور في معرضٍ للفنانين الفلسطينيين: "لقد وجدتُ اللوحة قوية جداً، وقلتُ إنني أرغب في تقديم أغنية تنطلق منها، وفكرتُ فوراً أن تكون غلاف الفينيل الأمامي".
وعبر موقعه الرسمي، يقول هويت: "أخبرت مدير الفندق بنيّتي، فاتصل هاتفياً بسليمان للحصول على إذنه، وحصلتُ عليه بلطف. ثم كتبت إلى العديد من الأصدقاء الفلسطينيين لأعرض عليهم اللوحة، وأسألهم عن أفكارهم. وجاء كل ذلك جاء في أغنية My Name is Palestine".
وعن النكبة يقول غاريث هويت: "لقد استمرت النكبة الفلسطينية لسنوات عدة، ويتم التعامل مع الفلسطينيين دائماً على أنهم أقلّ قيمة، وكأنهم لا يهمّون. يهدف هذا المشروع إلى التأكيد على المساواة بين جميع الناس وهو دعوة لتحقيق العدالة لهذا المجتمع الذي عانى الكثير من العنصرية".
5- أغنية Somos Sur
قدّمت مغنية الهيب هوب آنا تيجو (Ana Tijoux) أغنيتها Somos Sur عام 2014، وكانت عبارة عن تعاونٍ مشترك بينها وبين فنانة الراب البريطانية من أصل فلسطيني، شادية منصور.
وُلدت آنا تيجو في فرنسا، لكنها ترعرعت في تشيلي، حيث تعيش إحدى أكبر التجمعات الفلسطينية في العالم، وتعتبر أن "حركات المقاومة العالمية، سواء في أميركا اللاتينية أو أفريقيا أو الشرق الأوسط، تقاتل ضد أنماط العنف المكررة نفسها عبر التاريخ".
تتطرق أغنية Somos Sur إلى أوجه الشبه بين أعمال المقاومة في تشيلي وفلسطين المحتلة، وتشدّد على أهمية المقاومة في أنحاء العالم كافة، باللغتين العربية والإسبانية.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.
إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.
لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.
من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.
في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.
وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.
وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.
والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.
ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.
وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.
لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.