خروج تظاهرات في أوروبا وأمريكا تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
تواصلت المظاهرات في مختلف الدول الأوروبية، والولايات الأمريكية دعما للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة.
ألمانيا
وخرج آلاف المتظاهرين بمختلف المدن الألمانية، السبت، في مسيرات تضامنية مع فلسطين.
ففي العاصمة برلين، سار نحو 6 آلاف شخص من منطقة أورانينبلاتز إلى ساحة هيرمانبلاتز في مظاهرة تحت شعار “تخلصوا من الاستعمار ضد الاضطهاد العالمي”.
وأوقفت الشرطة المسيرة من وقت لاحق وأصدرت تحذيرات بإعلانات باللغة العربية بحجة الإدلاء بتصريحات عنيفة ومعادية “لإسرائيل” حد زعمها.
كما أقام متظاهرون في برلين صلاة جنازة الغائب على ضحايا الهجمات الإسرائيلية في فلسطين.
وتجمع قرابة 1500 شخص في ساحة تمبلهوف التي كانت تُستخدم في السابق مطارا، ودعوا للضحايا الفلسطينيين بعد صلاة جنازة الغائب.
إيرلندا
شارك أكثر من 100 ألف متظاهر في تظاهرة خرجت في قلب العاصمة الإيرلندية دبلن، واعتبرت الأضخم في تاريخ البلاد الحديث، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدًا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وطالب المشاركون في التظاهرة من مختلف الأطياف السياسية والحزبية والنقابات العمالية الإيرلندية ولجنة التضامن الإيرلندية مع شعب فلسطين، والجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية ومؤسسة الحق، بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني الأعزل بغزة بشكل فوري وعاجل، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية، وإعادة إمدادات الماء والكهرباء ووسائل الاتصال بالعالم الخارجي.
ودعوا إلى وقف حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش العدو وحكومته برئاسة بنيامين نتنياهو ضد الفلسطينيين، والضغط عليها لاحترام القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان، وإنهاء الاحتلال.
بريطانيا
خرج آلاف المتظاهرين، السبت، في تحرك احتجاجي بشوارع العاصمة البريطانية لندن، تنديدًا بالعدوان على غزة وتأكيدًا على تضامنهم مع الفلسطينيين، وذلك رغم تحذيرات رسمية من أنّ إبداء أي شخص الدعم للمقاومة وحركة حماس يعرّضه للتوقيف.
وبدأت التظاهرة عند “قوس الرخام”، “ماربل آرتش” وتوجهت إلى شارع وايتهول قبل أن تنتهي فى ساحة البرلمان.
ورفع المتظاهرون في لندن أعلامًا فلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات بينها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا المجزرة” و”العقوبات لإسرائيل”، وهتفوا بشعارات تطالب بوقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، معتبرين أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال لا يبررها أي شيء.
وبحسب تقديرات شرطة العاصمة البريطانية، فإن ما يصل إلى 100 ألف شخص انضموا إلى المسيرة الاحتجاجية حتى الساعة الثانية بعد الظهر.
النمسا
وشهدت العاصمة النمساوية فيينا، وقفة تضامنية داعمة للشعب الفلسطيني، نددت بالجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال “الإسرائيلي” بحق أهالي قطاع غزّة، مطالبة بملاحقة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفسطيني، أمام المحاكم الدولية.
ورفع المئات من المؤيدين للقضية الفلسطينية المشاركين بالوقفة الأعلام الفلسطينية، وردّدوا الهتافات المؤيدة لمقاومة الشعب الفلسطيني، منها “عالقدس رايحين شهداء بالملايين”.
وعبّر المشاركون عن استنكارهم للجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أهالي قطاع غزّة، لا سيما الأطفال والنساء، منددين بالصمت الأوروبي والدولي، تجاه هذه الجرائم.
إسبانيا
واقتحم متظاهرون يدعمون فلسطين فندقًا في مدينة برشلونة الإسبانية، لأن مالك الفندق رجل أعمال صهيوني، حسبما ذكرت وكالة أنباء “EFE”.
وقالت الوكالة: “حوالي 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين اقتحموا فندقًا في وسط برشلونة لمدة ساعة تقريبًا اليوم السبت.
وبحسب الشرطة المحلية، فإنّ ما بين 90 إلى 100 شخص شاركوا في تظاهرة دعمًا لفلسطين، ودخلوا بهو الفندق المملوك لرجل أعمال “إسرائيلي”.
وبحسب الوكالة، خرج المتظاهرون إلى الشرفات ورفعوا أعلام فلسطين، وبعد ساعة تقريبَا غادر المتظاهرون.
إيطاليا
وفي إيطاليا، أفادت وكالة نوفوستي الروسية، السبت، عن تنظيم مسيرة حاشدة وسط العاصمة روما، لدعم أهالي قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، شارك فيها نحو ألف شخص.
وتوجه المشاركون في التظاهرة إلى ساحة فيتوريو، رافعين الأعلام الفلسطينية والسورية واللبنانية مع لافتات تطالب بوقف عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة.
وأشارت الوكالة إلى أن مجموعة من المنظمات الشبابية اليسارية والحركات الطلابية والعديد من المغتربين من الدول العربية أشرفوا على تنظيم الحدث.
وقبل بدء الفعالية، لفتت أنظار الصحفيين والمشاركين الآخرين وجود مجموعة من الشباب الذين رددوا شعارات مؤيدة لفلسطين، وردد المشاركون شعارات منها “تسقط “إسرائيل”، فلسطين بيتي”.
الولايات المتحدة
تظاهر آلاف الأشخاص، السبت، في عدة ولايات أميركية، للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، وللتنديد بدعم الولايات المتحدة للعدو الصهيوني.
وشارك الآلاف في التظاهرات التي نظّمت في كل من العاصمة واشنطن، ونيويورك، وشيكاغو، وهيوستن، وفيلادلفيا، وسان دييغو.
وكانت المؤسسات الفلسطينية قد كثّفت دعواتها للمشاركة في هذه المسيرات لإعلاء الصوت الفلسطيني أمام صنّاع القرار في الإدارة الأميركية، ولإيقاف دعمها لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وإجبارها على وقف الهجمات الجوية والعدوان المتصاعد على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
طالب المشاركون أعضاء الكونغرس بالوقوف على مسؤولياتهم لمنع تدهور الأوضاع في قطاع غزة وإيقاف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني تحت مسمّيات إسرائيلية بـ “الدفاع عن النفس”، والتي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تمريرها دولياً لتبرير جرائمه.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
جباليا… المدينة التي قهرت جنود الاحتلال الصهيوني
للانتقام من أهلها…شدد العدو الصهيوني حصاره للمدينة وقصفها عدة مرات وقتل الآلاف من سكانها
الثورة/ أحمد السعيدي
بعد أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتدمير غالبية المدن، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، والزعم بتفكيك كتائب المقاومة هناك، وجد جيش العدو نفسه أمام مقاومة شرسة بمخيم جباليا الذي عاد له من جديد وتقدم جيشه بقوات كبيرة في أكتوبر الماضي إلى المخيم، معلناً بدء عملية عسكرية برية فيه، ومعها ارتكب العدو مجازر مروعة بحق المدنيين، وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها، وأمام الهجوم الإسرائيلي العنيف لا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة وثابتة في مواجهة هذا الجيش المتغطرس، مع تنفيذها لكمائن عسكرية الحقت خسائر قوية في صفوفه، وفقاً لاعترافه….
أهمية جباليا
يقع مخيم جباليا ضمن نطاق بلدة جباليا إلى الشمال من مدينة غزة، وهو بمثابة العمود الفقري لمحافظة شمال غزة، وأكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من بلداتهم الأصلية إلى القطاع إبان نكبة عام 1948، ومع أن مساحته لا تتجاوز 1.5 كيلومتر مربع، إلا أنه يضم كتلة سكانية تعد من الأكثر اكتظاظا على مستوى القطاع، ويحيط به عدد من البلدات والتجمعات السكانية أبرزها بيت لاهيا، وبيت حانون، وتاريخيا شكّل مخيم جباليا جبهة محورية في مسار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، فمنه انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة” عام 1987، وامتدت الانتفاضة لاحقا إلى سائر مناطق قطاع غزة، عبر التظاهرات الشعبية والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة (مولوتوف) على دورياته وجنوده ومراكزه، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى” عام 2000، كان للاجئي المخيم دور لافت من خلال تشييع جنازات شهداء الانتفاضة والانطلاق منها صوب مواقع وثكنات الجيش الإسرائيلي والاشتباك مع جنوده، ثم ما لبثت أن تطورت أدوات الاشتباك لتشمل إطلاق النار واقتحام المستوطنات المقامة على أراضي القطاع وحفر أنفاق من تحتها وتفجيرها.
صمود تاريخي
ومثل سائر مخيمات ومدن في غزة، اجتاح الجيش الإسرائيلي جباليا ومخيمها مرات عديدة بين عامي 2001 و2003، إلا أن المواجهة الأبرز كانت قبل 20 عاما، وتحديدا مع نهاية سبتمبر ومطلع أكتوبر 2004، آنذاك أطلق الجيش عملية “أيام الندم”، وسمتها الفصائل الفلسطينية “أيام الغضب”، وشملت بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، واستغرق الاجتياح 17 يوما، وخلّف ما يزيد عن 160 شهيداً فلسطينيا ومئات الجرحى، ومني فيها الجيش الإسرائيلي بخسائر بشرية ومادية عديدة، وكان من أهم ملامح التطور في العمل العسكري للفصائل الفلسطينية التي برزت في تلك المواجهة:
– صمود المقاومة في التصدي للجيش الإسرائيلي على مدى 17 يوما، وهي المدة الأطول التي تسجلها عملية عسكرية من هذا النوع في تلك الفترة.
– الإعلان عن عدد من الأسلحة الجديدة التي استخدمها المجاهدون الفلسطينيون في مواجهة آليات الجيش وقواته وأبرزها: العبوة الناسفة من نوع “شواظ 3″، وقاذفي “الياسين” و”البتار” المضادين للدروع، وكلها من إنتاج محلي.
– الكشف لأول مرة عن المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة”، الذي عقد مؤتمرا صحفيا هو الأول من نوعه خلال الاجتياح، شرح فيه طبيعة تواجد الجيش الإسرائيلي على أطراف المخيم وآليات التصدي له.
– تطور العمل الإعلامي من خلال ظهور أفلام ومشاهد توثق بالصوت والصورة عمليات نشطاء الفصائل الفلسطينية التي استهدفت الجيش الإسرائيلي وآلياته.
ومثّلت هذه المواجهة نقطة محورية في مسار الانتفاضة، إذ قالت الفصائل الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي عجز عن اقتحام المخيم وظل يناور مُسلحيها على أطرافه، واندحر عن جباليا دون تحقيق أهدافه في “إخضاع المقاومة”.
التاريخ يعيد نفسه
واليوم وبعد عام من معركة طوفان الأقصى يدفع الجيش الإسرائيلي بلواء عسكري جديد إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد أسابيع من المعارك الضارية هناك، حيث انضم لواء «كفير» إلى لواءي «جفعاتي» و«401» في جباليا، وبذلك تكون هناك 3 ألوية تعمل في جباليا التي تواجه فيها القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة تتمثل في قدرة مجاهدي كتائب القسام على إبداء مقاومة شديدة، فاجأت بها إسرائيل، خصوصاً من خلال تفخيخ المنازل، ونصب عبوات ناسفة في الشوارع ونجاحها في استخدام أنفاق قديمة أعادت إصلاح بعضها جزئياً وجهَّزتها لتنفيذ مثل هذه العمليات، والاعتماد على أزقّة الشوارع الصغيرة بالمخيم لمفاجأة جيش الاحتلال.
هلاك جنود الاحتلال
أعلن جيش الاحتلال أنه نجح في تفكيك كتائب القسام والقضاء على قدراتها، لكنّ الأحداث على الأرض تحديداً في جباليا ومخيمها تشير إلى أن ذلك ليس دقيقاً، خصوصاً أن الكتائب ما زالت تنفّذ عمليات أسفرت عن مقتل كثير من الضباط والجنود، أبرزهم أخيراً قائد اللواء 401، وتقول مصادر ميدانية من داخل كتائب القسام في مخيم جباليا إن الاحتلال تكبَّد خسائر فادحة، ولا يعلن كل خسائره خلال العملية الحالية مشيرةً إلى أن عناصرهم يطورون أساليب وتكتيكات في كل مرة تفاجئ الاحتلال وهذا ما نشاهده عبر إعلام الاحتلال الصهيوني فلا يكاد يمر يوم حتى يعلن العدو عن هلاك جنوده في مقبرة جباليا، ناهيك عن المشاهد التي تبثها كتائب القسام بشكل يومي توثق تدمير آلياته العسكرية بالعبوات الناسفة وقذائف الياسين 105.
كتائب القسام في جباليا
كتائب القسام في شمال قطاع غزة (جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون)، 6 كتائب قتالية، تضاف إليها كتيبة «تخصصات» تقدم خدمات عسكرية أخرى، مثل «الدروع، والقنص، والهندسة، والخدمات الطبية، وغيرها»، كما تشرح مصادر من داخل الكتائب، ويوجد في مخيم جباليا وحده 3 من هذه الكتائب القتالية، هي: غرب جباليا (كتيبة عماد عقل)، ووسط جباليا (كتيبة فوزي أبو القرع)، وشرق جباليا (كتيبة سهيل زيادة)، وهي الكتائب الثلاث التي تقود حالياً الاشتباكات وتنفذ سلسلة عمليات داخل المخيم، كما تتلقى دعماً من كتيبة «الفرقان» (الشيخ رضوان)، وكتيبة «عسقلان» (بيت لاهيا)، من الجهات الجنوبية والشمالية والغربية لجباليا، وكلتا الكتيبتين تنفذ سلسلة عمليات من محاور عدة؛ مثل إطلاق صواريخ مضادة وتفجير عبوات ناسفة في آليات عسكرية إسرائيلية، ولهذه الكتائب، كما تقول المصادر، دور كبير في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كما أنها عملت على قتل وجرح وأسر العشرات من الإسرائيليين من المناطق المحاذية لشمال القطاع، وقتلت إسرائيل كثيراً من أسراها نتيجة محاولة استهداف قيادات تلك الكتائب.
تكتيكات متجددة
من أهم التكتيكات التي تلجأ كتائب القسام إلى استخدامها في معارك شمال القطاع، استخدام صواريخ حربية إسرائيلية ألقتها الطائرات ولم تنفجر، حيث تعيد استخدامها في تفخيخ منازل، كما جرى في عدة حالات تفجيرها في القوات الراجلة لدى اقتحامها تلك المنازل، وتستخدم المنازل المتضررة بشكل أساسي لتفخيخها، وتدخلها القوات الإسرائيلية بهدف أن تكون كمائن لها، لاستهداف المجاهدين الفلسطينيين بشكل أساسي وكذلك المدنيين، وتُعرِّضهم للخطر كل مرة، كما كثفت كتائب القسام من عمليات تفخيخ فتحات أنفاق جرى إصلاحها لهذا الغرض لتفجيرها في القوات الإسرائيلية، والاعتماد على العبوات الناسفة التي زُرعت في الشوارع للهدف نفسه بعد أن استبعدت مثل هذا الخيار في بداية الحرب بسبب ربما توقع حماس أن إسرائيل «لن تدخل القطاع براً» بعد هجوم السابع من أكتوبر، ولوحظ استخدام مجاهدي المقاومة الفلسطينية، أخيراً، نفقاً جرى تفجيره مسبقاً بعدما تسلل داخله عناصر من الكتائب إلى مناطق شرق جباليا وهاجموا قوة إسرائيلية، وما زال سلاح الصواريخ المضادة للدروع أهم سلاح تستخدمه كتائب القسام وسرايا القدس منذ بداية المعركة، خصوصاً بعد تطويرها ما عُرف بقاذف «الياسين 105»، وهو صاروخ طوِّر محلياً بعد تطويره عن قاذف الآر بي جي والتاندوم، وتم قُبيل هجوم السابع من أكتوبر من العام الماضي، زيادة إنتاجه بشكل كبير بتوصيات من قيادة المقاومة الفلسطينية.