ذهب وسيارات ومواشي في المزاد.. موريتانيون يتبرعون لغزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
نواكشوط – لم يقف البعد الجغرافي، ولا قلة ذات اليد دون إقبال الشعب الموريتاني على التضامن مع الفلسطينيين والتبرع للمحاصرين في قطاع غزة، وجابت مبادرات وحملات شعبية لجمع التبرعات العينية والنقدية مختلف مقاطعات وقرى موريتانيا.
وأطلق الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في موريتانيا حملة إغاثة تحت شعار "غزة تستغيث" بهدف الإسهام في إغاثة جزء من النازحين داخل قطاع غزة بالغذاء والدواء.
وشهدت الحملات إقبالا واسعا من رجال الأعمال وملاك المواشي وأصحاب المهن الصغيرة والنساء، وحتى الأطفال، ومن مختلف الجمعيات والبلديات والمساجد والأسواق، بعد أن أفتى علماء البلد بأن دعم الفلسطينيين واجب ديني وشرعي، وأن تقديم الزكاة إليهم في هذا الوقت العصيب أولى وأفضل.
إطلاق حملة جمع تبرعات لغزة وإقامة أسواق خيرية لبيع العينية منها (الجزيرة) الكل يتبرعوفي سياق عمليات التبرع والتضامن مع سكان غزة أطلق تجار سوق الهواتف في العاصمة نواكشوط حملة لجمع تبرعات إغاثية، واستطاعوا في أيام معدودة جمع ما يقارب 11 مليونا من الأوقية (31 ألف دولار) لسكان غزة تم تسليمها لجمعية الرباط الوطني، وما زالت حملتهم التي شارك فيها مئات من الكادحين متواصلة.
ويقول أحمد بزومة أحد أعضاء المبادرة للجزيرة نت "إن ما يميز هذه المبادرة هي أنها أرادت إشراك ذوي الدخل المحدود حتى يسهم الجميع كل حسب استطاعته في إغاثة غزة. ونظم أحمد وزملاؤه جولات عديدة داخل السوق، ففي المتجر الواحد يكون هناك 5 عمال أو أكثر كل يسهم قدر استطاعته، والتبرعات الصغيرة هي التي أحدثت الفارق، وفق أحمد.
وأكد بزومة أن الحملة مستمرة، وأن أعضاء المبادرة مصرون على توجيه كافة جهودهم الآن من أجل مساعدة سكان غزة وتخفيف معاناتهم، مضيفا أن ما يعانيه اليوم أهل غزة يستوجب من الجميع تضافر الجهود، معربا عن أمله في أن تكون مبادرتهم هذه مثالا يحتذى به وتشجيعا لأسواق أخرى حتى تأخذ زمام المبادرة.
تفاعل مع حملة التبرعات لغزة ومنافسة في تقديم إبل ومواشي وممتلكات (مواقع التواصل الاجتماعي) إبل بن عفانوتفاعلا مع حملات التبرع والإغاثة، ومع بدء معاناة قطاع غزة، أوقف سلام عبد الله رئيس جمعية "إيثار" حملته الخيرية التي كان يقودها لصالح مرضى السرطان، ليبدأ في حملة أخرى لصالح أهل غزة "الذين يذودون عن شرف الأمة بدمائهم الطاهرة وأرواحهم المقدسة" وفق تعبيره.
وقال سلام إنه حين فكر في التبرع لغزة لم يجد أمامه إلا 45 من الإبل، هي ما يملك من الثروة الحيوانية على الإطلاق، لكن على ما يبدو فإن استحضار سلام لتفاصيل ومعاني غزوة تبوك التي مهدت لفتح الشام وما شهدته من تنافس في الإنفاق في سبيل الله، شجعه على المضي قدما في قراره، وكتب "هي في سبيل الله لأهل غزة لعلها تلتحق بركب إبل عثمان التي جهز بها الغزاة في غزوة تبوك ولعل هذه تجهز بعض الغزاة في غزة".
واستلهم الكثير من ملاك المواشي من محبي الخير من استحضار سلام منافسة عمر لأبي بكر فتبرعوا بعده بعشرات الرؤوس من الإبل لسكان غزة. وحين زارت الجزيرة نت مقر الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني كان أحمد عبد الله الكوري (أحد المتبرعين) على موعد مع تسلم إيصال بـ1.5 مليون أوقية (4 آلاف دولار) ثمنا لـ4 رؤوس من الإبل كان قد تبرع بها لغزة قبل يوم.
حملات تتسعولم تقف حالة التضامن هذه عند هذا الحد، ولم تختصر على مدينة نواكشوط فحسب بل تعدتها لتصل كافة المدن الموريتانية في الداخل، ففي مقاطعة كرو شرق موريتانيا (تبعد 550 كيلومترا من العاصمة نواكشوط) استطاع السكان هناك في وقت وجيز جمع تبرعات لغزة تزيد على 25 مليون أوقية (67 ألف دولار). وهناك حديث عن مبادرات مماثلة في مدن النعمة والعيون والطينطان وقرى أخرى.
وفي حديثه للجزيرة نت قال العمدة المساعد للمدينة محمد الأمين حمن إن حملة التبرع يشرف عليها ممثلو الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني. وأوضح المتحدث ذاته أن الحملة لاقت تفاعلا كبيرا بين السكان، حيث استُقبلت أنواع من التبرعات العينية كالهواتف والحلي والملابس والكتب، وشارك فيها أيضا الأطفال بدراجات هوائية وحمام زاجل، إضافة إلى شخصيات أخرى تبرعت برؤوس من الإبل والبقر والغنم.
تأمل نساء موريتانيات كساء مجسم جبلي بذهب التبرعات (الجزيرة) سوق غزةومن جانب آخر تواكب نساء الرباط الوطني هذه الحملات بجهودهن الخاصة في "سوق غزة الخيري" لتسويق التبرعات العينية وبيعها.
تقول فاطمة حدو مديرة سوق غزة الخيري للجزيرة نت "إن فكرة السوق قائمة منذ 20 سنة يقام دائما في أيام العطل لكن في فترات الحرب والأزمات في فلسطين يتواصل بلا انقطاع، إذ نظل نستقبل التبرعات العينية في النهار، وفي الليل نعرضها للبيع".
وتلاحظ فاطمة تعاطفا كبيرا لم يسبق له مثيل مع الحرب الأخيرة، مؤكدة أن نساء الرباط تسلمن أنواع التبرعات العينية، وأن هناك نساء بالفعل تبرعن بأطقم ذهبية بعضها بقيمة 5 ملايين أوقية (14 ألف دولار) وساعات وملابس ثمينة ومنازل وقطع أرضية وسيارات.
وتحث فاطمة كافة الموريتانيين بالمشاركة في هذا المعرض الذي سيذهب ريعه في النهاية حسب قولها "إلى أهلنا في غزة التي تدك مستشفياتها ومدارسها على الأطفال، فتشتري منه الوجبات للجوعى والأدوية للمرضى والحليب للرضع الأيتام".
وصول مساعدات الرباط الوطني إلى غزة (مواقع التواصل الاجتماعي) أساليب متنوعة لجمع التبرعاتويتخذ الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني وبالتنسيق مع جمعيات وهيئات أخرى ومشاهير في موريتانيا، طرقا متنوعة لجمع التبرعات، مثل استغلال مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للحملة واستغلال التطبيقات البنكية في الهواتف، إضافة إلى تنظيم المهرجانات وجولات ميدانية داخل المساجد والأحياء والمحال التجارية، والبث المباشر لساعات على تطبيقات التواصل الاجتماعي.
واستطاع الرباط الوطني في موريتانيا من خلال هذه الأنشطة الحصول على مئات الملايين من الأوقية تبرع بها الموريتانيون لسكان غزة، ونجح حتى الآن في هذه الأيام في توزيع آلاف الطرود الغذائية والوجبات على النازحين في غزة، ومئات من حقائب الإسعاف الأولية على المستشفيات عن طريق المنظمات النشطة في غزة وفلسطين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی من الإبل فی غزة
إقرأ أيضاً:
آلة غيتار للعازف البريطاني الراحل جيف بيك بيعت بأكثر من مليون إسترليني
لندن "أ.ف.ب": حقق مزاد في لندن على مجموعة آلات غيتار ومعدات موسيقية أخرى للعازف البريطاني الشهير جيف بيك أكثر من 8,7 ملايين جنيه إسترليني (9,9 ملايين دولار)، من بينها أكثر من 1,06 مليون جنيه لقاء غيتار من عام 1954. وظهر هذا الغيتار من نوع غيبسون لِس بول "أوكسبلاد" على غلاف ألبوم "بلو باي بلو" Blow by Blow لجيف بيك منفردا عام 1975 واستخدمه المغني الذي توفي مطلع عام 2023، في عدد من الحفلات الموسيقية. وخُمِّن هذا الغيتار بما بين 350 ألف جنيه إسترليني و500 ألف (بين 444 ألف دولار و535 ألفا)، على ما أعلنت دار "كريستيز" التي نظمت المزاد. ومن بين أبرز القطع التي كانت معروضة في المزاد أيضاً غيتار كهربائي من نوع "فيندر" يعود تاريخه إلى عام 1990، وهو الآلة الموسيقية الرئيسية التي استخدمها جيف بيك بين عامي 1999 و2014، وبيع لقاء مليون جنيه إسترليني، علما أن سعره كان مقدّرا بما يتراوح بين 20 ألف ألف جنيه إسترليني و30 ألفا. وقالت الخبيرة في المجموعات الخاصة والرمزية في دار "كريستيز" في لندن أميليا ووكر في بيان أن هذا المزاد "تحية لإرث عبقري وأسطورة روك حقيقية، يحظى بالاحترام في مختلف أنحاء العالم". وأعربت أرملة الراحل ساندرا بيك في البيان عن سعادتها "لأن غيتارات جيف حظيت بشعبية كبيرة بين معجبيه وأصدقائه". وشمل هذا المزاد في المجمل أكثر من 130 قطعة، من بينها آلات غيتار ومكبّرات صوت، استخدمها جيف بيك "طوال حياته المهنية التي امتدت نحو ستة عقود"، على ما أوضحت دار المزادات في بيان. ويُعتبر جيف بيك المولود في يونيو 1944 في إحدى ضواحي لندن، أحد أفضل عازفي الغيتار القادرين على الانتقال من نمط إلى آخر (موسيقى الروك، والهارد روك، والبلوز، والجاز). واكتسب جيف بيك شهرته بعد انضمامه إلى فرقة الروك "ذي ياردبيردز" في عام 1965، حيث تزامل مع جيمي بيج. وصنع الثنائي أسطورة موسيقية بفضل ألبومات وأغنيات شهيرة بينها "Shapes of Things" و"Over Under Sideways Down". وكانت آخر جولة حفلات لجيف بيك عام 2022. وفاز الموسيقي الذي توفي في يناير 2023 عن 78 عاما، بثماني جوائز غرامي لبراعته وقدرته على الابتكار في العزف على الغيتار الكهربائي. وقبل المزاد، قالت أرملته ساندرا بيك إن الانفصال عن هذه الآلات "يحزن القلب بشدة"، لكن يجب "مشاركتها والعزف عليها وحبها مجددا".